مجلة إسرائيلية تكشف كواليس الأزمة مع واشنطن حول تأخير شحنات الأسلحة
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
يدرك الإسرائيليون أن التطورات الأمريكية الداخلية ليست شأنا داخليا فقط، بل إنها تترك تأثيراتها المباشرة على الواقع الإسرائيلي، وعلى رأسها مجريات العدوان على غزة.
عامير رابابورت المحرر الرئيسي في مجلة "يسرائيل ديفينس" أكد أن "الانزعاج الأمريكي من استمرار حرب غزة وصل ذروته بتأخير شحنة الأسلحة لدولة الاحتلال، وظهور بوادر أزمة بينهما بسبب ذلك، مع أن فحص هذه المسألة بالذات يكشف أن التأخير مرتبط بمئات الشحنات من المعدات والذخائر، وليس فقط بـ3500 قنبلة ثقيلة للقوات الجوية الإسرائيلية، مع أن كل طلب إسرائيلي للحصول على معدات عسكرية أو أسلحة يتم توجيهه لطرفين: وزراتي الدفاع والخارجية، وعادة ما يتم نقل المعدات من الجيش بطريقة سلسة إذا كانت موجودة في المخزون، وتكون أقل من حدّ معين حسب القيمة النقدية، فيما تتطلب المشتريات الكبيرة موافقة الكونغرس".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ما يثير القلق الإسرائيلي الكبير ذلك الربط بين توريد الأسلحة والتقارير العديدة حول سقوط ضحايا أبرياء في غزة، أما من جهة تحصيل موافقة وزارة الخارجية فالأمر أكثر إشكالية، لأنها تاريخياً أقل تعاطفا مع الاحتلال، وربما يكون وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لديه "معدة" ممتلئة تجاهه".
وكشف أن "مسألة تأخير أو تجميد شحنات الأسلحة الخارجية للاحتلال ليس مقتصرا على الحليفة الرئيسية في واشنطن، فقد طردت فرنسا وفد الصناعات العسكرية من معرض أسلحة مهم لديها، وقطعت كندا فعلياً علاقاتها الأمنية معنا، وتمنع حاليًا تسليم معدات الحماية لاستخدامها من قبل الوحدات الخاصة لحرس الحدود، التي تقوم بالقتال اليومي في غزة والضفة".
وأشار إلى أنه "على سبيل المقارنة، ففي الأسابيع الأولى من حرب غزة بذل الأمريكيون قصارى جهدهم لتزويد الاحتلال بالأسلحة في أسرع وقت ممكن، وعمل البنتاغون على مدار الساعة لتسريع نقلها، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، وأخرى كانت في طريقها لأوكرانيا ثم اتخذت منعطفًا معاكساً، وأُعيدت لإسرائيل لاستخدامها في حرب غزة، وبالتالي فقد جاء احتجاج نتنياهو المصوّر على تأخير نقل الأسلحة مفاجأة سيئة للأمريكيين، دون أن يؤثر على إمداد الاحتلال بصورة لافتة، بل بقيت السياسة كما هي".
وألمح إلى أن "سلوك الأمريكيين في مسألة الأسلحة يرتبط بالنقص العالمي الحاد في المتفجرات، والحاجة لإمداد أوكرانيا بالذخيرة التي تتعرض لهجوم روسي مكثف، والاحتفاظ بالمخزونات استعداداً لهجوم محتمل في تايوان، ومع ذلك، فقد يكون المقصود من تأخير الذخيرة ثني الاحتلال عن شن حرب شاملة على لبنان".
يشير هذا الاستعراض الإسرائيلي لأزمة تأخير شحنة الأسلحة الأمريكية إلى أن الأجندة الزمنية في واشنطن ستترك بصماتها على واقع الحرب في غزة، ولم يعد سرّاً أنها أصبحت مصدر إزعاج كبير لها، فضلاً عن خطاب رئيس الوزراء نتنياهو المقرر أمام الكونغرس، الذي سيبدو منفصلاً عن الواقع، لكن الأولويات الأمريكية تبدو مركزة على جبهتين: أولاهما استخدام الضغط على الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس ووقف إطلاق النار، وثانيهما الضغط الواضح على "إسرائيل" كي لا تخوض حرباً شاملة في لبنان، وكلا المسألتين ترتبطان بمسألة توريد الذخيرة للاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الذخيرة امريكا غزة الاحتلال ذخيرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حزب الإصلاح: إشادة واشنطن بوست بالخطة العربية لـ غزة تعكس إدراكًا دوليًا لجدواها
رحب الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بإشادة صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة العربية الخاصة بغزة، والتي وصفتها بالخيار "العملي والعقلاني" الوحيد المطروح على الطاولة، واصفا الخطوة بأنها "إيجابية بالرغم من كونها متأخرة" مؤكدا أن هذه الإشادة تعكس إدراكاً متزايداً في الأوساط الدولية لجدوى المقترح العربي الذي تقوده مصر وأهميته في تحقيق الاستقرار ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
رؤية شاملة تحافظ على حقوق الشعب الفلسطينيوأوضح أن الخطة العربية، التي تقودها مصر بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة، تستند إلى رؤية شاملة تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وترفض بشكل قاطع أي محاولات للتهجير القسري، مع التركيز على إعادة الإعمار، وتعزيز الحكم الفلسطيني في القطاع، وتهيئة الظروف لحل سياسي مستدام وفق مبدأ حل الدولتين. وقال إن هذه الخطة تعكس موقفاً عربياً مسؤولاً يعالج جذور الأزمة وليس مجرد التعامل مع تداعياتها، ما يجعلها الحل الواقعي الذي يجب أن يحظى بدعم دولي واسع.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية، باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد السياسي، مطالبة اليوم بالتعامل مع هذه الخطة بجدية، والكف عن دعم الحلول المؤقتة التي لا تخدم سوى تعميق الأزمة وإطالة أمد المعاناة الإنسانية. وأكد أن استمرار الولايات المتحدة في تبني سياسات غير متوازنة أو الانحياز لحلول لا تراعي الحقوق الفلسطينية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
دعم الجهود العربيةواختتم تصريحه بالتأكيد على أن حزب الإصلاح والنهضة يدعم بقوة الجهود العربية الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ويرى أن الموقف العربي اليوم أكثر تماسكاً وتأثيراً من أي وقت مضى، مما يعزز فرص فرض رؤية عادلة على الطاولة الدولية. وشدد على ضرورة استمرار العمل المشترك لحشد الدعم الدولي للخطة، والتأكيد على أن أي حلول مستقبلية يجب أن تصب في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وليس في ترسيخ الاحتلال أو فرض وقائع جديدة على الأرض.