تعد قرية "وجمة" بوادي السحتن في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة إحدى القرى الجبلية الجميلة والسياحية الواعدة لما تحظى به من موقع متميز وتنوع إحيائي وجيولوجي، جعل منها وجهة سياحية لمحبي الاكتشافات والمغامرات.

وتشتهر القرية بكثرة العيون المائية فيها والمتدفقة من بين الصخور وكذلك وجود 4 أفلاج فيها وهي: فلج الملج والغيل والخطوة والقبيل التي تروي المزارع وتتوزع على شكل مدرجات زراعية على مساحة كبيرة من المنحدر الجبلي.

وأوضح الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة أن قرية وجمة تعد واحدة من القرى الجميلة في أعالي جبال وادي السحتن، وتتوزع الأفلاج والمزارع فيها على سفح جبلي شديد الانحدار في حين تظهر البيوت في الأجزاء العلوية منها متوزعة على الموقع المنبسط الذي توفره القرية والصالح للاستغلال العمراني، ويمكن لزوار القرية مشاهدة تمازج ما تبقى من البيوت القديمة المبنية بالحجارة والطين مع البيوت المبنية حديثا بالإسمنت وتبرز بارتفاعها كأنها معلقة على الصخور تلامس القمة الجبلية المحاذية لها.

وأضاف أن من أبرز المعالم الجميلة في القرية هو مساجدها الصغيرة والمجلس العام لأهالي القرية وقنوات الأفلاج والمدرجات الزراعية المبنية ببراعة، مضيفا أنه يمكن للزوار التعرف على ما تحتويه القرية من تفاصيل الحياة القديمة والتعرف على الجانب النمطي للتعايش مع البيئة الصعبة وكيفية توظيفها مع مطالب الحياة المجتمعية آنذاك في التنقل، واستغلال مصادر المياه والتواصل مع القرى المجاورة، موضحا أنه يمكن للمتمرسين في مغامرات المشي على مسارات جبلية تلبي شغف الاكتشاف وتقودهم إلى كل من قرى جبل شمس ومسفاة العبريين في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية وقرى أخرى عديدة مثل الفراعة والهويب والهوب والودائم والنيد والغور ولمبو في وادي السحتن بمحافظة جنوب الباطنة.

وأكد الهلالي أنه من خلال توجه وزارة التراث والسياحة في تنويع جوانب الاستثمار السياحي أتاحت للمؤسسات والمواطنين إمكانية الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تتلاءم مع الحركة السياحية ومن هذه النماذج الاستثمار في نزل الضيافة والنزل التراثية وهي من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في النزل السياحية التي تتلاءم مع قرية وجمة بحكم وجود البيوت التراثية والبيوت القائمة على إطلالات رائعة وهي تحتاج فقط لإعادة تأهيل وأخذ التصاريح اللازمة لتشغيلها وبالتالي سوف تكون رافدا جاذبا للحركة السياحية وتتناسب مع إمكانية السكان المحليين.

وذكر أن الاستثمار في مثل هذه القرى الجميلة الواقعة بعيدا عن مراكز المدن سوف يلبي متطلبات السياح لتوفير تجربة الإقامة التي كثر الطلب عليها في السنوات الأخيرة، كما أن الاستثمار في مثل هذه المباني ينعكس على جوانب إيجابية أخرى منها الحفاظ على المباني القائمة في القرية بإعادة ترميمها وصيانتها المستمرة لاستدامة الحركة السياحة وحركة الزوار للقرية وبالتالي إقامة مشاريع جانبية أخرى تخدم الزوار، وإيجاد مصدر دخل إضافي للأهالي وتوفير مجموعة من فرص العمل لأبناء القرية أو القرى المجاورة.

ويمكن الذهاب إلى قرية وجمة عن طريق وادي السحتن المتفرع من الطريق الرئيسي الرابط بين ولايتي الرستاق وعبري وهو مسار مسفلت يوصل إلى بداية الطريق الجبلي للقرية بعدها يبدأ مسار الطريق الترابي الصاعد لمسافة 4 كيلومترات وتقتصر هذه المسافة من الطريق على مركبات الدفع الرباعي، وتتوزع على مسار طريق وادي السحتن قرى وبلدات جميلة تنتشر وسط واحات النخيل الكثيفة والتكوينات الجيولوجية المتنوعة. كما أن هناك طريقا آخر يربط وادي السحتن بوادي بني عوف مما يسهل على السياح والزوار التنقل لزيارة العديد من القرى المنتشرة بين ربوع هذه الأودية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستثمار فی وادی السحتن

إقرأ أيضاً:

تحذير لربات البيوت من أدوات الطبخ البلاستيكية السوداء.. خطر على الصحة

إذا كنت تمتلك أدوات مطبخ بلاستيكية بألوان سوداء في مطبخك، فأنت الآن تقع تحت وطأة أمراض خطيرة قد تسببها هذه المواد البلاستيكية داخل الجسم، بعدما كشف الخبراء أنّ هذه الجزيئات، التي يصل حجمها إلى واحد على مليار من السنتيمتر، قد تغذي موجة من السرطانات التي تؤثر على رئتي الإنسان، والقولون، والمثانة، وغدد البروستات.

المواد البلاستيكية خطر يهدد الصحة

أثار الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بعض الأخبار المثيرة للقلق، وذلك بعدما أجروا مراجعة متعمقة لأكثر من 3000 دراسة حول المواد البلاستيكية الدقيقة، وأعلن تقريرهم، الذي نُشر في ديسمبر 2024 في مجلة ACS Publications Environmental Science & Technology، بشكل واضح: «لقد خلصنا إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة يشتبه في أنها تضر بالصحة الإنجابية والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي لدى الإنسان، مع وجود ارتباط مقترح بسرطان القولون والرئة».

في المتوسط، نبتلع حوالي 5 جرامات من جزيئات البلاستيك كل أسبوع -  نفس وزن بطاقة الائتمان - وفقًا لمراجعة أجراها صندوق الحياة البرية العالمي في عام 2019 لبيانات من 50 دراسة سابقة وعلى مدار عام، يصل هذا إلى 260 جرامًا، أو نصف رطل، ويُجرى تصنيف الجزيئات الصغيرة التي تغزو مجرى الدم والأعضاء لدينا على أنها جسيمات بلاستيكية دقيقة (بحجم يصل إلى 0.0001 مم) وجسيمات بلاستيكية نانوية (بحجم يصل إلى مليار جزء من السنتيمتر، 0.000000001 سم2)، وقد أظهرت الأبحاث كيف يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تستقر في أعضائنا، مما يسبب التهابًا خطيرًا.

تعد هذه الورقة البحثية أول مراجعة للدراسات السابقة حول البلاستيك الدقيق باستخدام أساليب المعيار الذهبي لهذا النوع من الأبحاث المعتمدة من قبل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، ويقول الدكتور أنطونيس ميريداكيس، المحاضر في العلوم البيئية بجامعة برونيل لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإنّ هذا النهج يتضمن دمج النتائج الأكثر موثوقية من مجموعة كبيرة من الدراسات، بحيث تكون الاستنتاجات الإجمالية موثوقة قدر الإمكان.

وبحسب النتائج، فإنّ أسطح هذه الجزيئات غالبًا ما تحمل مواد كيميائية خطرة، وتشمل هذه المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعها، مواد ملينة كإضافات كيميائية تجعل البلاستيك أكثر مرونة، والتي قد تؤدي إلى تحور الحمض النووي لدينا، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وما أثار المزيد من الخوف ما توصل إليه تقرير جديد صدر عن جامعة كاليفورنيا، والذي سلط الضوء على الأدلة العلمية التي تشير إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تعطل طبقة المخاط في القولون والتي تحمي خلاياها عادة من التلف، وبالتالي تعزز تطور الورم.

تحذير من خطر الإصابة بسرطان الرئة

وحذر الباحثون أيضًا من أن جزيئات البلاستيك الدقيقة يشتبه في أنها تقتل الخلايا المعوية وتسبب التهابًا مزمنًا، فضلًا عن الإضرار بالجهاز المناعي المعوي، مما قد يسبب أيضًا تغييرات سرطانية، وأفاد الباحثون في كاليفورنيا أيضًا بوجود ارتباط بين استنشاق البلاستيك الدقيق وضعف وظائف الرئة، إذ يمكن أن تتسبب هذه الجزيئات في إتلاف أنسجة الرئة وتسبب التهابًا مزمنًا قد يؤدي إلى إتلاف الخلايا وحمضها النووي، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

إن لون البلاستيك الأسود، المشتق من الكربون الأسود (جزيئات الكربون)، هو في الأساس شكل من أشكال السخام، وقد وجدت الدراسة مواد كيميائية سامة في 40% من أدوات المائدة البلاستيكية السوداء، والتي تم اختبارها بما يصل إلى 30 مرة فوق المستوى الذي يعتبر آمنًا.

بالإضافة إلى تجنب أواني الطهي البلاستيكية السوداء، قالت الدكتورة ميريداكيس المحاضر في العلوم البيئية، إنّه يمكننا جميعًا تقليل تعرضنا للمواد البلاستيكية الدقيقة من خلال تحسين جودة الهواء في منازلنا، مُضيفة: «في المطبخ، من أسوأ الأشياء التي يمكنك القيام بها هو حفظ الطعام والشراب في حاويات بلاستيكية وخاصة القديمة والهشة والمخدوشة، أما الشيء الآخر الذي يجب حظره في المنزل هو الحاويات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة مثل زجاجات المياه، لأنها تستخدم أرخص أشكال البلاستيك التي تفرز أكبر عدد من الجزيئات الدقيقة». 

مقالات مشابهة

  • هل يجوز نشر أسرار البيوت على السوشيال من أجل التربح؟ أمين الفتوى يجيب
  • 188 مليون درهم لتطوير 16 قرية سياحية مغربية وتعزيز السياحة القروية
  • «سياحة المغامرات» توصي بتحسين مستوى السلامة ورفع الوعي
  • لغتنا الجميلة
  • منصة إكسنس الجديدة تفتح آفاقاً جديدة لمحبي الاستثمار
  • مفاجأة سارة لمحبي هنا الزاهد
  • تحذير لربات البيوت من أدوات الطبخ البلاستيكية السوداء.. خطر على الصحة
  • حكم الصلاة في البيوت حال المطر .. دار الإفتاء تجيب
  • أخنوش يشرف على افتتاح معهد الفنون الجميلة بأكادير
  • مفاجأة لمحبي شيرين عبد الوهاب في رمضان