التقى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عدداً من رؤساء وممثّلي شركات الطاقة العالمية، لمناقشة مستقبل قطاع الطاقة، والجهود التي تبذلها دولة الإمارات لضمان تحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة، والمساعي الهادفة إلى تبنّي أحدث الابتكارات والحلول التقنية لتعزيز جهود التعاون الدولي في هذه المجالات الحيوية.

 كما شهد سموّه مراسم توقيع اتفاق سينضم بموجبه عدد من الشركاء والمستثمرين العالميين إلى مشروع "أدنوك" للغاز الطبيعي المسال في الرويس.

وتم توقيع الاتفاق بين "أدنوك" وشركات "بي بي"، و"ميتسوي وشركاه"، و"شل"، و"توتال إنيرجيز"، ليصبحوا شركاء في مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، وسيحصل كلٌّ منهم على حصة 10% في حين تحتفظ "أدنوك" بحصة الأغلبية البالغة 60%.

وتؤكِّد هذه الشراكات النوعيّة مكانة أبوظبي بصفتها وجـهة عـالمية موثوقة للاستثمارات الرائدة، وتستند إلى "قرار الاستثمار النهائي" لمشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، الذي تم اعتماده الشهر الماضي من قِبل سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة "أدنوك".

وأكَّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء ومراسم توقيع الشراكة الاستراتيجية، أن إمارة أبوظبي تواصل ترسيخ مكانتها وجهة رائدة وموثوقة للشراكات الاستراتيجية والاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة، تماشياً مع التزام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بتوظيف الحلول التقنية المبتكرة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستوى الوطني.

وأوضح سموّه أن دولة الإمارات تواصل تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة، من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والمبادرات منخفضة الكثافة الكربونية، وتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي مع الشركاء في قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم، لدعم المبادرات التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة في القطاعات والصناعات الحيوية.

وأكَّد سموّه اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بتطوير مهارات وكفاءات الكوادر الوطنية، من خلال دعم الاستثمار في مجالات البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية لتبادل الخبرات والمعارف، وفتح آفاق جديدة للابتكار في مجال الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وقَّع الاتفاق كلٌّ من معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك" ومجموعة شركاتها؛ وموراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي"؛ وكينيتشي هوري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ميتسوي وشركاه"؛ ووائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة "شل"؛ وباتريك بويانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنيرجيز".

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "تماشياً مع رؤية القيادة بتعزيز وترسيخ علاقات التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية وجذب المزيد من الاستثمارات التي تسهم في تعزيز وزيادة القيمة من موارد الدولة، نرحِّب بانضمام كل من ’بي بي‘ و’ميتسوي وشركاه‘ و’شل‘ و’توتال إنيرجيز‘ كشركاء في ’مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال‘ المخطط أن يكون واحداً من أقل المشاريع من نوعه من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم. وكلنا ثقة بأن هذا المشروع العالمي سيسهم في تمكين ’أدنوك‘ من توفير المزيد من الغاز منخفض الكربون لتلبية النمو الكبير في الطلب على هذا المورد الحيوي، ومساعدة العالم على الانتقال إلى الطاقة النظيفة المستقبلية. كما يسهم المشروع في تسريع جهود النمو والتقدم والتطور في مدينة الرويس الصناعية لبناء منظومة صناعية متكاملة وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين الإماراتيين من أصحاب المهارات في القطاع الخاص".

أخبار ذات صلة الإمارات تشارك في معرض «إينوبروم» الصناعي في روسيا خالد بن محمد بن زايد يُقدم واجب العزاء في وفاة المغفور لها ميرة بنت راشد المزروعي

وبشكل منفصل، أبرمت "أدنوك" اتفاقيات جديدة طويلة الأمد لبيع الغاز الطبيعي المسال إلى شركاء دوليين، ومن بينها اتفاقية لبيع مليون طن متري سنوياً لـشركة "شل"، واتفاقية أخرى لبيع شركة "ميتسوي وشركاه" 0.6 مليون طن متري سنوياً، ما سيُسهم في رفع الطاقة الإنتاجية الملتزَم ببيعها من مشروع الرويس إلى 70%.

ومن المخطط أن يكون مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، الذي يجري تطويره حالياً في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، أول منشأة لتصدير الغاز الطبيعي المسال تعمل بالطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ستوظِّف هذه المنشأة أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة التشغيلية.

وسيضُم المشروع خطين لتسييل الغاز الطبيعي تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما 4.8 مليون طن متري سنوياً، وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن متري سنوياً. ويُعدُّ الغاز الطبيعي وقوداً انتقالياً مهماً يَنتج عنه انبعاثات كربونية أقل عند احتراقه مقارنة بغيره من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى. وسيُسهم المشروع في رفع الطاقة الإنتاجية لأدنوك من الغاز الطبيعي المسال في دولة الإمارات بأكثر من الضعف لتصل إلى نحو 15 مليون طن سنوياً، كما يدعم مساعي الشركة المستمرة لتوسعة محفظة أعمالها الدولية في مجال الغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون. وتخضع مشاركة كل من "بي بي"، و"ميتسوي وشركاه"، و"شل"، و"توتال إنيرجيز"، في المشروع للموافقات التنظيمية المعتادة.

ومن جانبه، قال موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي": "تفخر شركة ’بي بي‘ بالانضمام إلى ’أدنوك‘ في تنفيذ خططها الخاصة بمشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، ما يعزز شراكتنا الاستراتيجية طويلة الأمد. وتقدم هذه الشراكة دليلاً آخر على استثمارنا لتطوير وتنمية مشاريع الغاز في الشرق الأوسط ضمن مساعينا المستمرة لتطوير أعمالنا في مجال الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم".

وبدوره، قال كينيتشي هوري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ميتسوي وشركاه": "نحن على ثقة بأن الغاز الطبيعي المسال سيستمر في القيام بدور محوري في ضمان إمدادات مستقرة من الطاقة والتصدي لتداعيات تغيُّر المناخ. ويتماشى مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الكثافة الكربونية بشكل مثالي مع استراتيجية الشركة، ويسعدنا أن نتعاون مع ’أدنوك‘ التي نرتبط معها بعلاقة استراتيجية راسخة مستمرة لأكثر من 50 عاماً، وكذلك مع ’بي بي‘ و’شل‘ و’توتال إنيرجيز‘، شركائنا العالميين على المدى الطويل في قطاع الطاقة. ونحن متحمسون للبدء في هذا التعاون الجديد مع شركائنا وملتزمون بالمساهمة في نجاحه".

وقال وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة "شل": "يسعدنا البناء على شراكتنا طويلة الأمد مع ’أدنوك‘ من خلال مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال. وتماشياً مع استراتيجية الشركة الهادفة إلى خلق المزيد من القيمة بأقل الانبعاثات، فإننا نستثمر في تطوير قدرات إضافية للغاز الطبيعي المسال، ونواصل تنمية محفظة أعمالنا الرائدة عالمياً في هذا المجال من خلال مشاريع موفرة للطاقة وتنافسية من حيث انبعاثات الكربون".

ومن ناحيته، قال باتريك بويانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنيرجيز": "نحن سعداء بتعزيز التعاون مع ’أدنوك‘ شريكنا الاستراتيجي من خلال تطوير هذا المشروع الواعد للغاز الطبيعي المسال، حيث التزمت كل من ’توتال إنيرجيز‘ و’أدنوك‘ العام الماضي خلال مؤتمر الأطراف ’كوب 28‘ بـلعب دور رائد في دعم ’ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز‘، الذي يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة من  قطاع الطاقة. ونسعى إلى تنفيذ هذا الالتزام من خلال شراكتنا في مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، الذي من المخطط أن يكون واحداً من أقل منشآت الغاز الطبيعي المسال في العالم من حيث كثافة الكربون، ويكتسب هذا المشروع أهمية إضافية في ضوء الدور المحوري للغاز الطبيعي كوقود انتقالي".
 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان الجابر خالد بن محمد بن زايد الرويس مشروع الرویس للغاز الطبیعی المسال الرئیس التنفیذی لشرکة الغاز الطبیعی المسال خالد بن محمد بن زاید ملیون طن متری سنویا الطاقة النظیفة توتال إنیرجیز قطاع الطاقة المزید من من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

وزير البترول يبحث مع نظيره القبرصي التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي

بحث وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، مع وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي جورج باباناستاسيو، سبل التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي، وذلك استمرارًا للمباحثات المكثفة بين مصر وجمهورية قبرص بشأن التعاون المشترك في تنمية حقول الغاز بالبحر المتوسط.

جاء ذلك خلال زيارة عمل قام بها الوزير اليوم /الجمعة/، إلى العاصمة القبرصية "نيقوسيا"، تلبية لدعوة نظيره القبرصي، لاستكمال المباحثات التي أجريت بينهما خلال القمة الثلاثية الأخيرة بالقاهرة.

وبحث الوزيران - خلال اللقاء - سبل التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تعزيز الاستفادة من احتياطيات الغاز المكتشفة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، وبالأخص بحقلي "كرونوس" و"أفروديت" وربطهما بالتسهيلات المصرية، مما يعجل بوضع الحقلين على الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة.

كما ركز اللقاء على إتمام الأمور الخاصة بالأطر القانونية والتجارية والفنية، تمهيدًا لبدء الخطوات التنفيذية لتنمية حقل كورنوس هذا العام، والسعي لتنمية مناطق آخرى لإنشاء ممر طاقة يربط بين شرق البحر المتوسط وأوروبا عبر مصر، بما يساهم في تعزيز أمن الطاقة للبلدين، ودعم الجهود الإقليمية لاستغلال موارد الغاز الطبيعي بشكل استراتيجي.

وأكد الوزيران أهمية تسريع تنفيذ هذه المشروعات الاستراتيجية، بما يتيح نقل الغاز المكتشف في المياه القبرصية إلى مصر بما لديها من قدرات متعددة سواء عن طريق استغلال تلك الغازات بالسوق المحلي أو إتاحة إسالته في منشآت إسالة الغاز المصرية وتصديره للأسواق العالمية، مما يدعم مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

وأوضح المهندس كريم بدوي - وفقا لبيان صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية - أن التعاون بين مصر وقبرص يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الإقليمية في مجال الغاز الطبيعي، حيث تمتلك مصر بنية تحتية متميزة تشمل محطات إسالة الغاز وشبكات النقل، والتي يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، والاستفادة المثلى من موارد الغاز المكتشفة.

واختتم اللقاء بتأكيد الجانبين على استمرار التنسيق والتعاون لتعزيز الشراكة القائمة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، كما قدم المهندس كريم بدوي دعوة لنظيره القبرصي لحضور معرض ومؤتمر مصر الدولي للطاقة "EGYPES" شهر فبراير القادم.

شارك في اللقاء: المهندس معتز عاطف وكيل الوزارة لمكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي، والمهندس يس محمد أحمد العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • وزير البترول يبحث مع نظيرة القبرصي التعاون بمشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي
  • وزير البترول يبحث مع نظيره القبرصي التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تفتح باب التسجيل للدفعة السادسة من برنامجها التنفيذي
  • محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تفتح باب التسجيل في برنامجها التنفيذي
  • سيف بن زايد يلتقي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب
  • حمدان بن محمد يلتقي عدداً من أعيان البلاد والمسؤولين ورجال الأعمال في مجلس زعبيل
  • مشروعات الغاز الطبيعي تصل إلى القرى الأكثر احتياجاً في أسوان
  • إخماد حريق في مستودع لتخزين الغاز المسال جنوبي إيران
  • قفزة في أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بسبب ملء المخزونات بألمانيا
  • إيران.. السيطرة على حريق في منشأة لتخزين الغاز المسال