قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن هناك حديثا عن اجتماعات سرية نظمت في منزل النائب السابق عن الجمهوريين تييري سولير بين زعيمي حزب التجمع الوطني مارين لوبان وجوردان بارديلا وممثلين بارزين عن المعسكر الرئاسي، مما يلقي بظلال من الشك على علاقات رئاسة الجمهورية (الإليزيه) مع أقصى اليمين، ويظهر أن هناك نزعة لنزع الشيطنة عن حزب التجمع الوطني.

وأوضحت الصحيفة -في تقريرين منفصلين- أن حفلات العشاء والاجتماعات التي كشفت عنها غامضة، وقد حضرها بتكتم تام إدوارد فيليب، رئيس الوزراء السابق والمستشار الحالي للرئيس، ووزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، ورأت أن المعنيين إما أن ينفيا ذلك أو يجادلا بأنه من الضروري التوافق مع الخصوم من أجل محاربتهم بشكل أفضل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: على الحزب الديمقراطي أن يصدح بالحقيقة الواضحة لبايدنlist 2 of 2بن غفير يفتخر بتجويع الأسرى وهدم بيوت النقبend of list

ودعت الصحيفة إلى تقديم تفسيرات أكثر إقناعا، لأن ما كشفته يلقي بظلال من الشك على العلاقات الخطيرة القائمة بين زعيمي أقصى اليمين وهؤلاء القادة من اليمين التقليدي المقربين من الرئيس إيمانويل ماكرون.

وعلقت بأن بارديلا شوهد لآخر مرة قرب منزل تييري سولير بعد 3 أيام من حل البرلمان الذي أعقب موجة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية.

حلقة وصل الرئيس

ونبهت ليبراسيون إلى أن مثل هذه اللقاءات لا يمكن تفسيرها إلا على أنها تسوية مع أقصى اليمين، أو على الأقل بداية نزع الشيطنة عنه، وتساءلت هل كان الرئيس على علم بهذه المبادرات، خاصة تلك التي قام بها وزير القوات المسلحة؟

وذكرت أن تييري سولير، وحتى لو ادعى الإليزيه أنه لم يعد مستشارا للرئيس، حضر في القصر مساء الجولة الأولى لتحليل النتائج مع المقربين من الرئيس.

وفي تقريرها الثاني، ذكرت الصحيفة أن شاهدين رأيا جوردان بارديلا في 12 يونيو/حزيران الماضي وهو يغادر منزل سولير عند الساعة الرابعة والنصف عصرا بعد 3 أيام من حل ماكرون للجمعية الوطنية، وتساءلت ماذا كان على قائمة هذا اللقاء مع سولير؟ وهل تحدث الرجلان عن حزب الجمهوريين الذي كان ينهار بعد انضمام إريك سيوتي، زعيم حزب الليبراليين إلى حزب الجبهة الوطنية؟

وذكر التقرير أن سولير، من حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، هو الذي أوكلت إليه مهمة تفجير اليمين لصالح المعسكر الرئاسي، وتساءلت هل كانت الإليزيه تحاول، في هذا السياق الجديد، التحدث بشكل غير رسمي مع رئيس وزراء محتمل؟

وردا على سؤال من ليبراسيون، ذكرت الإليزيه بأن تييري سولير لم يعد له دور في الرئاسة، وإن كان حسب أحد مستشاري ماكرون "يلعب دورا غير رسمي مع الرئيس. ويمكنه إجراء اتصالات مع اليمين لكن القيام بذلك مع بارديلا ولوبان لا يتوافق مع طلب الرئيس".

أما بارديلا، فلم يرد على سؤال الصحيفة عن سبب وجوده في شارع أومالي حيث منزل سولير، في حين رفض سولير الحديث عن هذا الموضوع ونفى رسميا أي لقاء، ورد بالقول "حسنا لا" على السؤال "أنت لا تعرف ماذا كان يفعل بارديلا أمام منزلك؟".

وكان سولير قد انشق عن الجمهوريين عام 2017 لخدمة إدوارد فيليب في رئاسة الوزراء، ثم ماكرون في الإليزيه، وهو مثقل بعدد قياسي من لوائح الاتهام (13 لائحة).

وقد أسر لصحيفة ليبراسيون في يونيو/حزيران 2023 بالقول "أنا حلقة الوصل بين الرئيس وشخصيات متنوعة مثل أرنو مونتبورغ ومارين لوبان"، وقد حضر عشاء الأغلبية في الإليزيه في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو يحتفظ بصداقات قوية هناك، خاصة مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان وسيباستيان ليكورنو وإدوارد فيليب، وهي صداقة "حقيقية" تتجاوز السياسة.

من يخبرك بهذه الأكاذيب؟

وقبل 3 أشهر، كان ليكورنو قد جاء لتناول العشاء في شارع أومالي -حسب الصحيفة- ولكن هذه المرة بحضور زعيمة أقصى اليمين، إذ ظهرت مارين لوبان في شرفة المبنى يوم السبت 16 مارس/آذار 2024 للقاء أحد الوزراء الأقرب لرئيس الدولة، وهو الأمر الذي ظل سرا حتى الآن، ولم ينته الحفل إلا في وقت متأخر من الليل.

غير أن الجيران استيقظوا على محرك سيارة لوبان التي كانت تنتظرها عند معبر المشاة فاتصلوا بالشرطة، وقد كان وجود 4 سيارات رسمية في منتصف الليل في أحد أهدأ شوارع الحي أمرا ملحوظا، إلا أن لوبان عندما سئلت أكدت أنها لم تكن في باريس ذلك المساء، كما نفى سولير الموضوع قائلا للصحيفة "من يخبركم بهذه الأكاذيب؟".

وفي ديسمبر/كانون الأول، ذهبت شخصية أخرى -كما تقول الصحيفة- إلى سولير لتناول العشاء، وعقد إدوارد فيليب اجتماعا ذلك المساء مع مارين لوبان، كما أكدت حاشية رئيس الوزراء السابق، علما أن إدوار فيليب قد انحاز بوضوح إلى جانب نزع شيطنة حزب الجبهة الوطنية، داعيا إلى عدم التعبير عن أي عداوة لحزب اليمين المتطرف، وإلى مواجهة "مشروع بمشروع".

وقد رحب إدوارد فيليب بمشاركة التجمع الوطني في المسيرة المناهضة لمعاداة السامية، والتي كانت لحظة محورية في السعي إلى احترام الحزب، كما استقبل مارين لوبان مرة أو مرتين بين عامي 2017 و2020.

وتساءلت الصحيفة عن الدور الذي قام به سولير الذي نفى مجيء مارين لوبان وجوردان بارديلا وحتى إدوارد فيليب، فرديا أو جماعيا لمنزله منذ التاسع من يونيو/حزيران الماضي، مشيرة إلى أن مستشارا حكوميا قال لها "لا يمكننا أن نقول إنه في قلب اللعبة"، وإنه سمع بزيارة بارديلا له بعد أيام قليلة من الحل، وذكر أن المستشار السابق أجرى مكالمات هاتفية في الأسبوع بين الجولتين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات التجمع الوطنی مارین لوبان أقصى الیمین

إقرأ أيضاً:

ننشر نص كلمة الرئيس السيسي في لقاء ملك وملكة إسبانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها السيسي إلى إسبانيا.
  وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الملك فيليب حرص في مستهل اللقاء على الترحيب بالرئيس ضيفاً عزيزاً على إسبانيا، معرباً عن إعتزاز بلاده بالعلاقات والأواصر التاريخية الممتدة التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وتطلعه لأن تسفر الزيارة عن المزيد من التعاون في مختلف المجالات، والبناء على الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية، كما أعرب جلالة الملك فيليب عن تقدير أسبانيا لدور مصر الجوهري وجهودها بإعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أعرب عن الامتنان لحفاوة الاستقبال، مؤكداً لملك إسبانيا على التقدير الكبير الذي تكنه مصر لبلاده قيادة وشعباً، والحرص على مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الإقتصادية والاستثماريّة فضلاً عن التنسيق السياسي، وهو الأمر الذي تجسد في ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التعاون المكثف والوثيق في مختلف المجالات، مشدداً على حرص الحكومة المصرية على توفير كافة التسهيلات لضمان نجاح الشركات الأسبانية العاملة في مصر وتذليل أية عقبات قد تواجهها.

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس أشاد بالموقف الأسباني التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها أهل القطاع، مع ضرورة الشروع في عمليات إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين أو خروجهم من أرضهم، وحتمية مواصلة جهود البلدين من أجل ضمان إحترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، بوصفه المسار الوحيد الضامن لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة.

كما أوضح المتحدث الرسمي، أن الرئيس وجه الدعوة لجلالة ملك وملكة أسبانيا لزيارة مصر، وكذا للمشاركة في حفل إفتتاح المتحف المصري الكبير. ومن جانبه، أعرب جلالة الملك فيليب السادس عن تطلعه لتلبية الدعوة وزيارة مصر في أقرب فرصة.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال مأدبة الغداء الرسمي التي أقامها الملك "فيليب السادس" ملك إسبانيا على شرف الرئيس، بحضور الملكة ليتيزيا ملكة أسبانيا، وبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، وكبار رجال الدولة في أسبانيا:

اسمحوا لي أن أتوجه بكل الشكر والعرفان للجانب الإسباني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصولي إلى مملكة إسبانيا، وذلك في زيارتي الثانية إلى بلدكم الصديق، والتي نعتز بعلاقاتنا التاريخية معها على المستويين الحكومي والشعبي.

وأغتنم هذه الفرصة لكي أؤكد مرة أخرى تطلعي لاستقبال جلالة ملك وجلالة ملكة إسبانيا في زيارة رسمية إلى مصر في أقرب فرصة، كما أتطلع أيضاً لاستقبال جلالتكم في مصر لتشريف حفل افتتاح المتحف المصري الكبير والمقرر عقده في شهر يوليو 2025.
 

تأتي زيارتي اليوم في وقت يشهد فيه مسار علاقتنا الثنائية تطوراً كبيراً، وقد أكدت لقاءاتي اليوم مع جلالة الملك ومع دولة رئيس الحكومة الإسبانية وجود التزام ورغبة مشتركة في تعزيز وتعميق كافة جوانب العلاقات الثنائية، وهو ما انعكس في التوقيع اليوم على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات بين بلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأؤكد في هذا السياق على تطلعنا للعمل المشترك لتنفيذ كافة محاور شراكتنا الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في ظل الفرص والإمكانات التي توفرها البلدان.

لا يفوتني الإشارة إلى الأزمات والتحديات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ويهمني في هذا الصدد أن أُشيد وأن أشكركم على الموقف الأسباني المشرف والتاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، وأن أؤكد التزام مصر بمواصلة العمل مع مملكة إسبانيا الصديقة من أجل إيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأؤكد في هذا الصدد على تطلعنا لمواصلة قيام إسبانيا بالمطالبة بالتنفيذ الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع لمواجهة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع، فضلاً عن ضرورة البدء بشكل فوري في عملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهالي القطاع، وكذا ضرورة وقف الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأشدد هنا أننا نرغب في التوصل إلى السلام الدائم، وأننا نتطلع إلى قيام الرئيس ترامب بالدور الذي ننتظره منه تحقيقاً لهذا الهدف الذي طال انتظاره بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وأن نرى في الشرق الأوسط تعايشاً سلمياً بين كل شعوب المنطقة.

وبالنسبة للوضع في سوريا، فإننا نؤكد على أهمية بدء عملية سياسية تشمل جميع أطياف الشعب السوري تنتهي في أقرب وقت ممكن إلى اعتماد دستور للبلاد وإجراء الانتخابات، مع رفضنا قيام إسرائيل أو غيرها من الدول باحتلال أراضي هذا البلد الشقيق.

ونتطلع كذلك إلى إنهاء الصراعات والأزمات التي يشهدها عالمنا، سواء في السودان أو ليبيا أو اليمن أو غيرها وكذا الحرب في أوكرانيا بالوسائل السلمية، بما يضمن الحفاظ على سيادة تلك الدول ومقدرات شعوبها.
 

مرة أخرى، أكرر شكري وتقديري على كرم الضيافة، وأؤكد تطلعي لمواصلة جهودنا من أجل تعميق أوجه التعاون والتنسيق بين بلدينا.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط يهنئ امبراطور اليابان بالعيد الوطني
  • الرئيس المشاط يهنئ سلطان بروناي بمناسبة العيد الوطني
  • القائم بالأعمال الكويتي في العيد الوطني لبلاده: العلاقات مع لبنان اخوية متجذرة
  • الرئيس السيسي يشكر ملك إسبانيا على حسن الاستقبال والضيافة
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا تعكس تطور علاقات الدولة مع مصر
  • الملك فيليب السادس يلقي كلمة خلال لقائه مع الرئيس السيسي
  • عدد من قضاة المحكمة العليا يؤدون اليمين القانونية أمام الرئيس المشاط (الأسماء)
  • عدد من قضاة المحكمة العليا يؤدون اليمين القانونية أمام الرئيس المشاط
  • 20 قاضيا من قضاة المحكمة العليا يؤدون اليمين القانونية أمام الرئيس المشاط
  • ننشر نص كلمة الرئيس السيسي في لقاء ملك وملكة إسبانيا