العالم‭ ‬يتابع‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬هزيمة‭ ‬ساحقة‭ ‬للمحافظين‭ ‬وصعود‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭.. ‬ وفى‭ ‬بريطانيا‭ ‬هناك‭ ‬حدود‭ ‬خفية‭ ‬لإنتاج‭ ‬أفلام‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬السياسيين‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشخصيات‭... ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أعمالاً‭ ‬تجاوزت‭ ‬ذلك‭ ‬وقدمت‭ ‬رؤية‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬هناك‭.


فيلم‭ ‬‮«‬صنع‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تطرح‭ ‬حساسية‭ ‬الستينيات‭ ‬والنقابات‭ ‬العمالية‭.. ‬يبدأ‭ ‬الفيلم‭ ‬بجو‭ ‬من‭ ‬المرح،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬عائدات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دراجات‭ ‬هوائية،‭ ‬فيحتفلن‭ ‬ويرقصن‭ ‬رقصة‭ ‬واتوسى‭ ‬مع‭ ‬أزواجهن،‭ ‬ويكسرن‭ ‬روتين‭ ‬العمل‭ ‬اليومى‭ ‬والضجيج‭ ‬الصناعى‭ ‬لآلات‭ ‬الخياطة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهن‭ ‬بصيحات‭ ‬الاستهزاء‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬زملائهن‭ ‬من‭ ‬الرجال‭. ‬
فيلم‭ ‬‮«‬صُنع‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‮»‬‭ ‬هو‭ ‬دراما‭ ‬عن‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬ماكينات‭ ‬الخياطة‭ ‬فى‭ ‬مصنع‭ ‬فورد‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‭ ‬بإنجلترا،‭ ‬والذى‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬الأجور‭ ‬البريطانى،‭ ‬ثم‭ ‬إقرار‭ ‬تشريعات‭ ‬مماثلة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬تلعب‭ ‬سالى‭ ‬هوكينز‭ ‬دور‭ ‬ريتا‭ ‬أوجريدى،‭ ‬عاملة‭ ‬الماكينات‭ ‬القوية‭ ‬الإرادة‭ ‬والهادئة‭ ‬التى‭ ‬قادت‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬الإضراب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساواة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬أزواجهن‭ ‬ونقاباتهن‭ ‬وممثليهن‭ ‬السياسيين‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬يقدم‭ ‬نظرة‭ ‬صادقة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬الستينيات،‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى،‭ ‬وطهى‭ ‬العشاء،‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية،‭ ‬وإرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬بينما‭ ‬ينام‭ ‬أزواجهن‭ ‬على‭ ‬الأريكة‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬يدين‭ ‬التمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ،‭ ‬ويُظهِر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نبرته‭ ‬الخفيفة‭ ‬فى‭ ‬الغالب،‭ ‬التكلفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭. ‬الشخصيات‭ ‬تتسم‭ ‬بالحيوية‭ ‬والنشاط‭ ‬والجاذبية‭ ‬مكتملة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬نماذج‭ ‬الستينيات،‭ ‬ويوازن‭ ‬الفيلم‭ ‬بين‭ ‬التفاؤل‭ ‬والواقعية‭ ‬بطريقة‭ ‬مقنعة‭ ‬وممتعة‭ ‬للمشاهدة‭.‬
‭ ‬تاتشر‭ ‬وكأنها‭ ‬دمية‭ ‬ممسوسة
برايد‭ ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬كوميدى‭ ‬درامى‭ ‬تاريخى‭ ‬بريطانى‭ ‬صدر‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬كتبه‭ ‬ستيفن‭ ‬بيريسفورد‭ ‬وأخرجه‭ ‬ماثيو‭ ‬وارشوس‭. ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية،‭ ‬يصور‭ ‬الفيلم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬المثليين‭ ‬والمثليات‭ ‬الذين‭ ‬جمعوا‭ ‬الأموال‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬البريطانيين‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1984‭. ‬يبدأ‭ ‬الفيلم‭ ‬بظهور‭ ‬آرثر‭ ‬سكارجيل‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬وهو‭ ‬يحشد‭ ‬الحشد،‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬سوف‭ ‬يتمكنون‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬إخبار‭ ‬أنفسهم‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬فخوراً‭ ‬ومحظوظاً‭ ‬لأننى‭ ‬كنت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬نضال‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬لقطات‭ ‬لتاتشر،‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تحطيم‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭. ‬تظهر‭ ‬تاتشر‭ ‬وكأنها‭ ‬دمية‭ ‬ممسوسة،‭ ‬وأسلوبها‭ ‬المتسلط‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬عن‭ ‬نواياها،‭ ‬وكأنها‭ ‬تنوى‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬صوتها،‭ ‬وأن‭ ‬يسمعه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬نجح‭ ‬الفيلم‭ ‬فى‭ ‬عكس‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬عمل‭ ‬صناعى‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬صعود‭ ‬وهبوط،‭ ‬ولحظات‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬الشديد‭ ‬والضحك‭ ‬الشديد‭. ‬ولكن‭ ‬الفيلم‭ ‬قدم‭ ‬إحدى‭ ‬سمات‭ ‬مجتمع‭ ‬التعدين‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬ويلز‭ ‬هى‭ ‬الفكاهة‭ ‬القوية‭.‬
يحتوى‭ ‬فيلم‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬بيمليكو‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وحكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭. ‬الفيلم‭ ‬الكوميدى‭ ‬البريطانى،‭ ‬الذى‭ ‬أنتجته‭ ‬إستوديوهات‭ ‬إيلينج‭ ‬وأخرجه‭ ‬هنرى‭ ‬كورنيليوس،‭ ‬تدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬لندن‭ ‬يكتشفون‭ ‬كنزًا‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬فى‭ ‬بورجوندى‭ ‬ويعلنون‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬لندن‭. ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬البريطانى،‭ ‬تقع‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وتتطلب‭ ‬حدودًا‭. ‬يبدأ‭ ‬القتال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالاستقلال‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬فوائد‭ ‬وسلامة‭ ‬القانون‭ ‬البريطانى‭. ‬وفى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭ ‬حول‭ ‬روح‭ ‬الحرب‭ ‬الخاطفة‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبئ‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬بعناصر‭ ‬المناخ‭ ‬السياسى‭ ‬اليوم،‭ ‬وكأن‭ ‬المشاكل‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬بريطانيا‭ ‬الحديثة‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬فى‭ ‬نموذج‭ ‬مصغر‭ ‬لمدينة‭ ‬لندن‭ ‬فى‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬وبينما‭ ‬يصور‭ ‬الفيلم‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬تتكشف‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة،‭ ‬فمن‭ ‬المستحيل‭ ‬ألا‭ ‬نرى‭ ‬ذلك‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬فى‭ ‬المناقشة‭ ‬الحالية‭ ‬المحيطة‭ ‬بالانعزالية‭ ‬مقابل‭ ‬العالمية‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‭ ‬محددة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فيلم‭ ‬Passport to Pimlico‭ ‬ملىء‭ ‬بعدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬لندن‭. ‬
‭ ‬المعالم‭ ‬التشريعية‭ ‬للويد‭ ‬جورج
هناك‭ ‬حياة‭ ‬وأوقات‭ ‬ديفيد‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬هو‭ ‬مسلسل‭ ‬درامى‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بى‭ ‬بى‭ ‬سى‭ ‬ويلز‭ ‬تم‭ ‬بثه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بى‭ ‬بى‭ ‬سى‭ ‬الثانية‭. ‬بطولة‭ ‬فيليب‭ ‬مادوك‭ ‬بدور‭ ‬ديفيد‭ ‬لويد‭ ‬جورج،‭ ‬آخر‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ليبرالى‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬يضم‭ ‬فريق‭ ‬التمثيل‭ ‬أيضًا‭ ‬ليزابيث‭ ‬مايلز‭ ‬وكيكا‭ ‬ماركهام‭ ‬وديفيد‭ ‬ماركهام‭. ‬كتبه‭ ‬إلين‭ ‬مورجان‭ ‬وأنتج‭ ‬وأخرجه‭ ‬جون‭ ‬هيفين‭.‬يتكون‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬أجزاء‭ ‬مدة‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬ساعة،‭ ‬ويغطى‭ ‬معظم‭ ‬الأحداث‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬لويد‭ ‬جورج،‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭ ‬فى‭ ‬مانشستر‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬1863‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬فى‭ ‬لانيستومدوى‭. ‬ويغطى‭ ‬حياته‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬إدارة‭ ‬عائلتين‭. ‬إن‭ ‬مدة‭ ‬حياة‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬السياسية،‭ ‬التى‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬54‭ ‬عامًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬طول‭ ‬المسلسل،‭ ‬تعنى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬فترات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭. ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬الانقسامات‭ ‬المختلفة‭ ‬للحزب‭ ‬الليبرالى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1918‭ ‬فصاعدًا‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬بمثابة‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬مقدسة،‭ ‬فإنه‭ ‬يتمتع‭ ‬أيضاً‭ ‬بنطاق‭ ‬بصرى‭ ‬وسردى‭ ‬غير‭ ‬معتاد‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعمل‭ ‬بريطانى،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بحشد‭ ‬إلفى‭ ‬الواثق‭ ‬لمشاهد‭ ‬الحشود‭ ‬الكبيرة‭ ‬أو‭ ‬التصورات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬اللوحات‭ ‬للتأثير‭ ‬الذى‭ ‬أحدثته‭ ‬المعالم‭ ‬التشريعية‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭.‬
النجوم‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل
‭ ‬فيلم‭ ‬The Stars Look Down‭ ‬بطولة‭ ‬مايكل‭ ‬ريدجريف‭ (‬ديفيد‭ ‬فينيوك‭)‬،‭ ‬مارجريت‭ ‬لوكوود‭ (‬جينى‭ ‬صنلى‭)‬،‭ ‬إيملين‭ ‬ويليامز‭ (‬جو‭ ‬جولان‭). ‬حيث‭ ‬يقود‭ ‬عامل‭ ‬المناجم‭ ‬المخضرم‭ ‬بوب‭ ‬فينيك‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬إضراباً‭ ‬بسبب‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬فى‭ ‬منجم‭ ‬نبتون‭. ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يحاول‭ ‬أبنه‭ ‬ديفيد‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.‬
‮«‬النجوم‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معالجته‭ ‬للعلاقات‭ ‬الصناعية‭ ‬فى‭ ‬المناجم‭ ‬جعلته‭ ‬مرشحًا‭ ‬غير‭ ‬محتمل‭ ‬لموافقة‭ ‬الرقابة‭. ‬كانت‭ ‬صفحات‭ ‬كرونين‭ ‬السبعمائة‭ ‬التى‭ ‬تناولت‭ ‬الملاحظات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والقصص،‭ ‬والدعاية‭ ‬لتأميم‭ ‬المناجم،‭ ‬بمثابة‭ ‬أولى‭ ‬محاولات‭ ‬ريد‭ ‬فى‭ ‬تناول‭ ‬موضوع‭ ‬جاد‭. ‬الثلث‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬يعرض‭ ‬حياة‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬بطريقة‭ ‬لاذعة،‭ ‬مع‭ ‬صور‭ ‬موقعية‭ ‬منحرفة‭ ‬ومقطوعة‭ ‬بطريقة‭ ‬تذكرنا‭ ‬أحيانا‭ ‬بالأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬فى‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬أثبتت‭ ‬كارثة‭ ‬التعدين‭ ‬التى‭ ‬صورها‭ ‬ريد‭ ‬أنها‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬بابست،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أداء‭ ‬الشخصيات‭ ‬المؤثر‭ ‬لأدوارد‭ ‬ريجبى‭ ‬وجورج‭ ‬كارنى‭ ‬يترك‭ ‬انطباعاً‭ ‬قوياً‭. ‬والمناظر‭ ‬الداخلية‭ ‬فى‭ ‬منزل‭ ‬فينيك‭ ‬مسكونة‭ ‬بـ«الظلال‭ ‬التحذيرية‮»‬‭. ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬هو‭ ‬اللقطات‭ ‬الخارجية‭ ‬الأقل‭ ‬براعة‭ ‬لعمال‭ ‬المناجم،‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬والزوجات‭: ‬وهى‭ ‬لقطات‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المعتاد‭ ‬فى‭ ‬الأفلام‭ ‬البريطانية‭.‬
السيد‭ ‬بيت‭ ‬الشاب‭ ‬
شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إنتاج‭ ‬فيلمين‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬دزرائيلى،‭ ‬‮«‬السيد‭ ‬بيت‭ ‬الشاب‮»‬،‭ ‬بطولة‭ ‬روبرت‭ ‬دونات‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬ويليام‭ ‬بيت‭ ‬الأصغر،‭ ‬والذى‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وصعود‭ ‬نابليون‭. ‬أما‭ ‬فيلم‭ ‬الشهرة‭ ‬هى‭ ‬الحافز‭ (‬1947‭) ‬للمخرج‭ ‬روى‭ ‬بولتينج،‭ ‬فكانت‭ ‬رواية‭ ‬هوارد‭ ‬سبرينج‭ ‬التى‭ ‬صدرت‭ ‬عام‭ ‬1940‭ ‬بمثابة‭ ‬صورة‭ ‬مقنعة‭ ‬لزعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬السابق‭ ‬رامزى‭ ‬ماكدونالد،‭ ‬وهى‭ ‬النقطة‭ ‬التى‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬المظهر‭ ‬الجسدى‭ ‬لمايكل‭ ‬ريدجريف‭ ‬فى‭ ‬الفيلم‭ ‬المقتبس‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬الأخوين‭ ‬بولتينج‭. ‬يلعب‭ ‬ريدجريف‭ ‬دور‭ ‬السياسى‭ ‬البريطانى‭ ‬الخيالى‭ ‬هامر‭ ‬رادشو،‭ ‬الذى‭ ‬يتوازى‭ ‬رحلته‭ ‬من‭ ‬حى‭ ‬فقير‭ ‬فى‭ ‬مانشستر‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬حول‭ ‬طاولة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬استعداده‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬معتقداته‭ ‬الاشتراكية‭ ‬المتحمسة‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬عملية‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬انتقد‭ ‬بشدة‭ ‬زوجته‭ ‬المناضلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬التصويت‭ (‬روزاموند‭ ‬جون‭)‬،‭ ‬وقبول‭ ‬لقب‭ ‬النبلاء‭ ‬بعد‭ ‬رفضه‭ ‬النهائى‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الناخبين‭.‬
‭ ‬كانت‭ ‬أيام‭ ‬المجد
جاء‭ ‬فيلم‭ ‬اليسار‭ ‬واليمين‭ ‬والوسط‭ (‬1959‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أيام‭ ‬المجد‭ ‬التى‭ ‬قضاها‭ ‬فرانك‭ ‬لاندر‭ ‬وسيدنى‭ ‬جيليات‭ ‬وراءهما‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬عندما‭ ‬صنعا‭ ‬هذه‭ ‬الكوميديا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬تاريخيًا‭ ‬لأنها‭ ‬تقدم‭ ‬تصويرًا‭ ‬نادرًا‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬للعملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬البريطانية‭ ‬بتفاصيل‭ ‬معينة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لملاحظاتها‭ ‬حول‭ ‬النفوذ‭ ‬السياسى‭ ‬المتزايد‭ ‬للتلفزيون‭ ‬وانحدار‭ ‬الطبقة‭ ‬الأرستقراطية‭ ‬الإنجليزية‭. ‬حيث‭ ‬يحاول‭ ‬اللورد‭ ‬ويلكوت‭ (‬أليستير‭ ‬سيم‭) ‬إنزال‭ ‬ابن‭ ‬أخيه‭ ‬روبرت‭ (‬إيان‭ ‬كارمايكل‭) ‬فى‭ ‬مقعد‭ ‬آمن‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هندسة‭ ‬فوز‭ ‬فى‭ ‬انتخابات‭ ‬فرعية‭ ‬نيابة‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬فى‭ ‬الدعاية‭ ‬لقصره‭ ‬العائلى،‭ ‬والذى‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬منزلًا‭ ‬فخمًا‭ ‬تجاريًا‭. ‬لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬يلتقى‭ ‬روبرت‭ ‬بنظيرته‭ ‬فى‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ (‬باتريشيا‭ ‬بريدين‭) ‬ويقع‭ ‬فى‭ ‬حبها‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬بالقطار‭ ‬إلى‭ ‬الدائرة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وتقوض‭ ‬علاقتهما‭ ‬الرومانسية‭ ‬المتنامية‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصراع‭ ‬المرير‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يحاول‭ ‬وكلاء‭ ‬الانتخابات‭ ‬المنهكون‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬بيعه‭ ‬للجمهور‭ ‬الناخب‭ - ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أنهما‭ ‬أيضًا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشكلا‭ ‬تحالفًا‭ ‬ولو‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتزاع‭ ‬مرشحيهما‭. ‬
لا‭ ‬حب‭ ‬لجونى‭ ‬
جاء‭ ‬فيلم‭ ‬لا‭ ‬حب‭ ‬لجونى‭ (‬1961‭) ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬النائب‭ ‬العمالى‭ ‬ويلفريد‭ ‬فينبرج‭ ‬رواية‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬سيارة‭ ‬عام‭ ‬1958،‭ ‬تبلورت‭ ‬فيها‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬فى‭ ‬الطريقة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬يتجه‭ ‬إليها‭ ‬فى‭ ‬الخمسينيات‭. ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬النائب‭ ‬الخيالى‭ ‬جونى‭ ‬بيرك‭ (‬الذى‭ ‬لعب‭ ‬دوره‭ ‬ببراعة‭ ‬بيتر‭ ‬فينش‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬بافتا‭) ‬يتمتع‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬لصالحه‭ - ‬فى‭ ‬سن‭ ‬42،‭ ‬فهو‭ ‬شاب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعضو‭ ‬البرلمان،‭ ‬ووسيم‭ ‬للغاية‭ - ‬لكن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬سلسلة‭ ‬مستمرة‭ ‬ودقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬التوازنات‭ ‬بين‭ ‬حياته‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬وبين‭ ‬الطموح‭ ‬الطويل‭ ‬الأجل‭ ‬والمصلحة‭ ‬القصيرة‭ ‬الأجل،‭ ‬وبين‭ ‬زواجه‭ ‬التعيس‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬وحبه‭ ‬الحقيقى‭ ‬لعشيقته‭ ‬الأصغر‭ ‬سناً‭ (‬مارى‭ ‬بيتش‭). ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الموضوعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬الفيلم،‭ ‬والتى‭ ‬تتلخص‭ ‬فى‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬والخيانة‭ (‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الزملاء‭ ‬البرلمانيين‭) ‬صالحة‭ ‬تماماً‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬ستانلى‭ ‬هولواى‭ (‬المخضرم‭) ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬القديم،‭ ‬والمتآمر‭ ‬الماكر‭ ‬الذى‭ ‬يجسده‭ ‬دونالد‭ ‬بليزانس،‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬عليها‭ ‬بسهولة‭.‬
يجىء‭ ‬فيلم‭ ‬صعود‭ ‬مايكل‭ ‬ريمر‭ (‬1970‭)‬،‭ ‬الذى‭ ‬كتب‭ ‬سيناريو‭ ‬له‭ ‬نجم‭ ‬الفيلم‭ ‬بيتر‭ ‬كوك‭ ‬والمخرج‭ ‬كيفن‭ ‬بيلينجتون‭ ‬والمؤلفين‭ ‬الناشئين‭ ‬جراهام‭ ‬تشابمان‭ ‬وجون‭ ‬كليز،‭ ‬حيث‭ ‬قصة‭ ‬صعود‭ ‬خبير‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأى‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬الاسم‭ ‬مايكل‭ ‬ريمر‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الشجرة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تقنية‭ ‬علاقات‭ ‬عامة‭ ‬تحت‭ ‬تصرفه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬صورته‭ ‬أمام‭ ‬عملائه‭ ‬المختلفين‭ - ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬زعماء‭ ‬الحزبين‭ ‬السياسيين‭ ‬الرئيسيين‭.‬واعترف‭ ‬كوك‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بأن‭ ‬المنتج‭ ‬التنفيذى‭ ‬ديفيد‭ ‬فروست‭ ‬كان‭ ‬هدفاً‭ ‬ساخراً‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الساسة‭ ‬المعاصرون‭ ‬مثل‭ ‬هارولد‭ ‬ويلسون‭ ‬وأدوارد‭ ‬هيث‭ ‬وإينوك‭ ‬باول‭.‬
أما‭ ‬فضيحة‭ (‬1989‭) ‬للمخرج‭ ‬مايكل‭ ‬كاتون‭ ‬جونز‭ ‬فهى‭ ‬قريبة‭ ‬مما‭ ‬أثير‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬نفقات‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2009‭..‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬الضجة‭ ‬التى‭ ‬اندلعت‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬عندما‭ ‬اعترف‭ ‬جون‭ ‬بروفومو،‭ ‬وزير‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬هارولد‭ ‬ماكميلان‭ ‬المضطربة‭ ‬بالفعل،‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬غرامية‭ ‬مع‭ ‬كريستين‭ ‬كيلر،‭ ‬عارضة‭ ‬الأزياء‭ ‬المراهقة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬متورطة‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬ملحق‭ ‬بحرى‭ ‬سوفييتى،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬ذروة‭ ‬الفضائح‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية‭. ‬يلعب‭ ‬إيان‭ ‬ماكيلين‭ ‬دور‭ ‬بروفومو،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬الدرامى‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬طبيب‭ ‬العظام‭ ‬ستيفن‭ ‬وارد‭ (‬جون‭ ‬هيرت‭)‬،‭ ‬الذى‭ ‬انتهت‭ ‬علاقته‭ ‬بكيلر‭ (‬جوان‭ ‬والي‭) ‬ويأسه‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬مَن‭ ‬اعتبرهم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬المؤسسة‭ ‬البريطانية‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬بمأساة‭ ‬مع‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬عليه‭ ‬وانتحاره‭. ‬كانت‭ ‬نهاية‭ ‬حقبة‭ ‬أعيد‭ ‬إنتاجها‭ ‬هنا‭ ‬باهتمام‭ ‬دقيق‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الفترة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعويض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإغراءات‭ ‬والنفاق‭.‬
كانت‭ ‬قضية‭ ‬بروفومو‭ ‬فضيحة‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬خلال‭ ‬أوائل‭ ‬الستينيات‭. ‬كان‭ ‬لجون‭ ‬بروفومو،‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬للحرب‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬46‭ ‬عامًا‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬هارولد‭ ‬ماكميلان‭ ‬المحافظة،‭ ‬علاقة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الزواج‭ ‬مع‭ ‬عارضة‭ ‬الأزياء‭ ‬كريستين‭ ‬كيلر‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬19‭ ‬عامًا‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1961‭. ‬نفى‭ ‬بروفومو‭ ‬العلاقة‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬وبعد‭ ‬أسابيع،‭ ‬أثبت‭ ‬تحقيق‭ ‬للشرطة‭ ‬أنه‭ ‬كذب‭. ‬ألحقت‭ ‬الفضيحة‭ ‬ضررًا‭ ‬شديدًا‭ ‬بمصداقية‭ ‬حكومة‭ ‬ماكميلان،‭ ‬واستقال‭ ‬ماكميلان‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1963،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭. ‬ساهمت‭ ‬تداعيات‭ ‬الفضيحة‭ ‬فى‭ ‬هزيمة‭ ‬حكومة‭ ‬المحافظين‭ ‬أمام‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬عام‭ ‬1964‭.‬
‭ ‬المرأة‭ ‬الحديدية
هناك‭ ‬فيلمان‭ ‬فائزان‭ ‬بجائزة‭ ‬الأوسكار‭ ‬لأهم‭ ‬شخصيتين‭ ‬سياسيتين‭ ‬بريطانيتين‭ ‬فى‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭. ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬افتقرت‭ ‬شخصية‭ ‬مارجريت‭ ‬تاتشر‭ ‬الدقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬غريب‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬ميريل‭ ‬ستريب‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬الحديدية‮»‬‭ (‬2011‭) ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬درامية‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬كانت‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬التى‭ ‬أدتها‭ ‬هيلين‭ ‬ميرين‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬الكوميديا‭ ‬الساخرة‭ ‬والرائعة‭ ‬التى‭ ‬تدور‭ ‬أحداثها‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬1997‭ ‬عندما‭ ‬بدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬والمؤسسة‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية‭ ‬وعامة‭ ‬الناس‭ ‬متوترة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الانهيار‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬وفاة‭ ‬الأميرة‭ ‬ديانا‭.‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬حول‭ ‬المناقشات‭ ‬الخاصة‭ ‬بين‭ ‬الملكة‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬تونى‭ ‬بلير‭ (‬مايكل‭ ‬شين‭). ‬ورغم‭ ‬فوزه‭ ‬الساحق‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أكثر‭ ‬اتصالاً‭ ‬بالرأى‭ ‬العام‭ ‬منها،‭ ‬وأكثر‭ ‬وعياً‭ ‬بكيفية‭ ‬تعرض‭ ‬النظام‭ ‬الملكى‭ ‬وأهميته‭ ‬الدستورية‭ ‬لتهديد‭ ‬خطير‭. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬هذا‭ ‬لشخص‭ ‬اعتلى‭ ‬العرش‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يولد؟
كتب‭ ‬مؤلف‭ ‬رواية‭ ‬الملكة‭ ‬بيتر‭ ‬مورجان‭ ‬فيلماً‭ ‬تلفزيونياً‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العلاقة‭ ‬الخاصة‮»‬‭ (‬2010‭) ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭ ‬التى‭ ‬أخرجها‭ ‬إيانوتشى‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭ (‬2005-2012‭)‬،‭ ‬والتى‭ ‬اقتبس‭ ‬منها‭ ‬بيتر‭ ‬كابالدى‭ ‬شخصية‭ ‬مالكولم‭ ‬تاكر،‭ ‬وهو‭ ‬خبير‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬الذى‭ ‬يجسده،‭ ‬وبراعته‭ ‬الشيطانية‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬الشتائم‭. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬فحص‭ ‬جنائى‭ ‬للعجز‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الأزمة‭ ‬الوطنية‭ ‬حرب‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والدور‭ ‬الحاسم‭ ‬الذى‭ ‬يلعبه‭ ‬من‭ ‬يحركون‭ ‬الخيوط‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬على‭ ‬الجانبين،‭ ‬والذين‭ ‬يعتبر‭ ‬تاكر‭ ‬أكثرهم‭ ‬عدوانية‭.‬

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بريطانيا الحرب العالمية الثانية مانشستر

إقرأ أيضاً:

عزة مجاهد وشحتة كاريكا وطاهر أبو ليلة يكشفان تفاصيل فيلم توب ترند T.T قبل طرحه.. (صور)

كشف نجوم وصناع فيلم «توب ترند T.T» عن إستئناف تصوير العمل مجددًا المتبقي له يومين للإنتهاء منه ورفع شعار الفركش، وذلك بعد فترة من التوقف إستمرت لمدة عامين، ومن المقرر أن يطرح بدور العرض السينمائى قريبًا.

حيث أكد مخرج العمل محمد جمال الحدينى بأن الفيلم أوشك على الإنتهاء من تصويره بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة مشيرًا، بأن الجهة المنتجة تكتموا على تفاصيله إلى أن جاء القرار من الجهه التنفيذية المسؤوله عن التوزيع لهما للإشارة بالضوء الأخضر لظهوره إلى النور، موضحًا، بأنه آنذاك يعكف على اللمسات النهائية من مرحلة المونتاچ والمكساچ والموسيقى التصويرية والألوان والجرافيكس، ومن المقرر أن يعرض العمل عقب الإنتهاء من جميع التفاصيل ويصبح جاهزًا للعرض فى السينمات قريبًا.

وأعرب بعض نجوم هذا العمل الذى انتهت مشاهدهم له عن مدى سعادتهم وامتنانهم بظهور هذا الفيلم إلى النور، مسترسلين حديثهم؛ ببعض لقطات من كواليسه لهما وباقى كاست هذا العمل من قبل، لا سيما، بأن البداية الحقيقية تعد للبصمة السحرية من خلال الرؤية الإعلامية والصحفية معًا لكى تصل إلى الجمهور بسهولة ويسر، بالإضافة، إلى وصفهم على ألسنتهم عن مدى إعجابهم وإراءهم بالعمل وذلك فى هذه السطور التالية:

وفى هذا الصدد، أكد المطرب الشعبى شحتة كاريكا بأنه لثالث مرة يظهر بصفة ممثل فى عمل فنى بعد فيلمى «4 كوتشينة، 8%»، ولكنه لم يستطيع أن يفتقد مهنته الحقيقية كمطرب شعبي له شعبية كبيرة لدى الجمهور فهو أيضًا يقدم داخل أحداث هذا الفيلم الشخصيتين معًا.

وأضاف كاريكا بأنه سيطلق أغنية جديدة داخل أحداث الفيلم حيث تستخدم كأغنية دعائية وترويجية للعمل وسوف يتم الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.

ومن جانبه، كشفت النجمة عزة مجاهد بأن فكرة هذة الحدوتة تواكب جيل الشباب من هذا العصر، فهو تيمه شعبية ذات طابع كوميدي مشجعه علي المشاهدة، مضيفه، بأن من أهم ما يبرز نجاح هذا العمل هو وجود نخبة من النجوم الكوميديان الذين يحتلون مرتبة ومكانه كبرى داخل قلوب الجمهور، واصفه، بأنهم توليفة وخلطه فريده الصنع حيث أنهم يدركون سيكولوجية المتفرج فهم يقدمون جرعة كوميدية قادرة على جذب المشاهد بالسهل الممتنع.

وأختتم الفنان طاهر أبو ليلة بأن هذا العمل تجربة ممتعة للغاية وبها كل أشكال الكوميديا، فالحدوته التى كتبها السيناريست أحمد أنور مشوقة، كما أنها مع وجود كوكبة من النجوم التى تجعله متحديًا لنفسه ليكون قادر علي أن يظهر لمساته الفنية الجديدة التى تظهر على الشاشة الفضية لأول مرة بهذه الصورة.

وتتمحور أحداث فيلم «توب ترند T.T» فى إطار اجتماعي كوميدي لايت حول مجموعة من الشباب يتعرضون للعديد من المشاكل الإجتماعية التي تواجهنا هذة الأيام، بسبب الإستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا، وأيضًا بعض الأشخاص الذي يبحثون عن الشهرة بواسطة التريند وغيرها.

 

ابطال الفيلم 

وجدير بالذكر بأن فيلم «توب ترند T.T» هو إنتاج مشترك بين شركتى الشاهد للإنتاج الفنى والتوزيع ووايت باك تو باك للإنتاج والتوزيع السينمائى، وهو بطولة جماعية يتضمنها كوكبة ونخبة من النجوم أبرزهم: النجم مصطفى أبو سريع، عزة مجاهد، مروة عبد المنعم، أحمد سلطان، شحتة كاريكا، طاهر أبو ليلة، نور الكاديكى وآخرين وعدد من الشباب وعلى رأسهم: هايدى سليم، محمد السويسى، برلنتى فؤاد الباشا، برلنتى عامر، الشوبكشى، فيفيان، ميدو فايز، محمد ناصر طوبال، نبيل عوض وغيرهم، وهو قصة محمد جمال الحدينى وسيناريو وحوار أحمد أنور ومدير التصوير أحمد عبدالمنعم وإشراف فنى عام ومنتج مشارك ومنفذ محمد حمزة ومدير إنتاج شعيب ياسين ومستشار إعلامي حسام صلاح وموسيقى تصويرية معتصم الأسيوطى وإخراج محمد جمال الحدينى.

مقالات مشابهة

  • الخط العربى نافذة الانتشار الحضارى (1-2)
  • جدلية العلاقة بين العقل والنقل عند محمد عبده وروجيه جارودى
  • الانقلاب الأمريكى على «بايدن»!
  • أسباب وعوامل فشل وتفكك ما يسمى بدولة 56
  • عزة مجاهد وشحتة كاريكا وطاهر أبو ليلة يكشفان تفاصيل فيلم توب ترند T.T قبل طرحه.. (صور)
  • مفاجأة تامر حسني لجمهور العلمين
  • ثورات مصر وكرامة الأمة
  • كَمْ دبابة لدى البابا؟
  • ثورة 23 يوليو
  • ثورة مضادة فى منازل ثوار يوليو!