كشف تقرير لوكالة رويترز، أنه في أعقاب مقتل قادة كبار في غارات جوية إسرائيلية كانت تستهدفهم، لجأت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إلى "تقنيات قديمة"، مثل استخدام الرموز في الرسائل، والتمسك بخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر، في محاولة للتهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لدى إسرائيل.

وبدأت الجماعة المصنفة إرهابية في عدد من الدول، أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، من بينها الطائرات المسيرة، "لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية"، فيما وصفه أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بأنه استراتيجية "إعماء العدو وصم آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد"، وفق رويترز.

ويتبادل الجانبان إطلاق النار منذ أن دخلت حركة حماس، حليفة حزب الله في قطاع غزة، في حرب مع إسرائيل في أكتوبر الماضي.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه القتال على الحدود الجنوبية للبنان تحت السيطرة نسبيا، فإن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحوله إلى حرب شاملة.

ونزح عشرات الآلاف من منازلهم من على جانبي الحدود. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 330 من مقاتلي حزب الله ونحو 90 مدنيا في لبنان، وفقا لإحصاءات رويترز. وتقول إسرائيل إن الهجمات من لبنان أسفرت عن مقتل 21 جنديا و10 مدنيين.

وقتل كثير من مسلحي حزب الله أثناء مشاركتهم في الأعمال القتالية شبه اليومية، ومنها إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة على شمالي إسرائيل.

إسرائيل تعلن مقتل شخصين في الجولان بصواريخ أطلقت من لبنان أعلنت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء مقتل شخصين في الجولان السوري المحتل من جراء سقوط صواريخ أطلقت من لبنان، في حلقة جديدة من مسلسل القصف المتبادل منذ أشهر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وأكد حزب الله أيضا مقتل أكثر من 20 من عناصره، من بينهم 3 من كبار القادة وأعضاء من وحدة "قوات الرضوان" الخاصة، وعناصر من المخابرات، في غارات محددة الأهداف بعيدا عن الخطوط الأمامية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يرد على هجوم "غير مبرر" من حزب الله، الذي بدأ إطلاق النار على أهداف إسرائيلية في اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لرويترز، إنه قصف أهدافا عسكرية واتخذ "الاحتياطات الممكنة من أجل تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين".

وجاء في البيان: "نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الجيش الإسرائيلي على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته، والبنية التحتية الإرهابية للمنظمة وأماكن وجودهم وعملياتهم".

ولم يجب الجيش الإسرائيلي على أسئلة حول جمعه للمعلومات الاستخبارية والإجراءات المضادة التي يتخذها حزب الله، مرجعا ذلك "لأسباب تتعلق بأمن الاستخبارات".

ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات حزب الله، سلط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الجماعة عبر الحدود.

حزب الله يعلن تنفيذ "أكبر عملية" منذ بداية التصعيد مع إسرائيل أعلن حزب الله اللبناني الأحد استهداف مركز استطلاع في جبل حرمون في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، بمسيّرات انقضاضية، زاعما أنها "أكبر عملية للقوات الجوية بالحزب" منذ 8 أكتوبر، وفقا لوكالة فرانس برس.

وفي جولة في القيادة الشمالية لإسرائيل، أشار وزير الدفاع يوآف غالانت، إلى صور من قال إنهم "قادة حزب الله القتلى"، مضيفا أن "320 إرهابيا قتلوا حتى 29 مايو"، منهم عناصر بارزة.

وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في هذه الهجمات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه.

ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، بما في ذلك اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، من بين أكثر العمليات تطورا في العالم.

وقالت 6 مصادر مطلعة على عمليات حزب الله لرويترز، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية المسألة، إن حزب الله "تعلّم من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته، ردا على ذلك".

وقال مصدران إن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة واستبدالها بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة النداء الآلي (البيجر) والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيا".

وأوضحت 3 مصادر، أن حزب الله "يستخدم أيضا شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وأفاد مصدر آخر مطلع على المسائل اللوجستية للجماعة، بأنه "في حال سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات"، مضيفا أن "الكلمات المشفرة يتم تحديثها يوميا تقريبا، وتسليمها إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل".

أعمال القتال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل تسببت في خسائر فادحة على جانبي الحدود

وقال المحلل اللبناني المقرب من حزب الله، قاسم قصير: "نواجه معركة تشكل المعلومات والتكنولوجيا جزءا أساسيا فيها.. لكن عندما تواجه بعض التقدم التكنولوجي، فإنك تحتاج إلى العودة إلى الأساليب القديمة.. مثل الهواتف والاتصالات الشخصية. أياً كانت الطريقة التي تسمح لك بالتحايل على التكنولوجيا".

وقال المكتب الإعلامي لحزب الله إنه ليس لديه تعليق على تصريحات المصادر.

 إجراءات مضادة بتقنيات قديمة

ويقول خبراء أمن إن بعض الإجراءات المضادة التي تستخدم فيها تقنيات قديمة، يمكن أن تكون "فعالة للغاية" ضد قدرات التجسس عالية التقنية، فإحدى الطرق التي أفلت بها زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، من الاعتقال لما يقرب من عقد من الزمن، كانت من خلال قطع الاتصال بخدمات الإنترنت والهاتف، واستخدام السعاة بدلا من ذلك.

وقالت المحللة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، إيميلي هاردينغ، التي تعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "مجرد استخدام شبكة خاصة افتراضية (في.بي.إن)، أو أفضل من ذلك، عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، يمكن أن يزيد من صعوبة العثور على الهدف".

وأوضحت: "لكن هذه الإجراءات المضادة تجعل قيادة حزب الله أقل فاعلية بكثير في التواصل بسرعة مع قواتها".

كيف سيكون شكل الحرب المحتملة بين إسرائيل وحزب الله؟ تحدثت تقرير لمجلة "الإيكونوموسيت" البريطانية عن سيناريو محتمل لما ستكون عليه الحرب بين إسرائيل وحزب الله، حيث يتبادل الطرفان المناوشات منذ أكتوبر الماضي وسط مخاوف طرأت مؤخرا من احتمال التصعيد بين الجانبين.

ويعتقد حزب الله ومسؤولون أمنيون لبنانيون، أن إسرائيل تقوم أيضا بتجنيد مخبرين داخل لبنان أثناء قيامها بمراقبة الأهداف.

وقالت 3 مصادر، إن "الأزمة الاقتصادية في لبنان والمنافسة بين الفصائل السياسية، خلقت فرصا لعملاء إسرائيل بتجنيد أفراد في لبنان، لكن ليس كل المخبرين يدركون مع من يتحدثون".

وفي 22 نوفمبر، تلقت امرأة من جنوب لبنان مكالمة على هاتفها المحمول من شخص يدعي أنه مسؤول محلي، وفقا لمصدرين على علم مباشر بالواقعة.

وقالت المصادر إن المتصل كان يتحدث بلغة عربية قوية، وسأل عما إذا كانت الأسرة في المنزل. أجابت المرأة بالنفي، موضحة أنهم سافروا إلى شرقي لبنان.

وقالت المصادر إنه بعد دقائق، ضرب صاروخ منزل المرأة في قرية بيت ياحون، مما أسفر عن مقتل 5 من مقاتلي حزب الله، من بينهم عباس رعد، نجل أحد كبار نواب حزب الله وعضو في وحدة الرضوان.

وذكرت المصادر لرويترز، أن حزب الله يعتقد بأن إسرائيل تعقبت المقاتلين إلى الموقع وأجرت اتصالا للتأكد مما إذا كان هناك مدنيون قبل الهجمة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، إنه قصف عددا من أهداف حزب الله، من بينها "خلية إرهابية".

آثار القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

وفي غضون أسابيع، كانت جماعة حزب الله تحذر أنصارها علنا عبر أثير محطة إذاعة "النور" التابعة لها، من عدم الثقة في المتصلين الذين يزعمون أنهم مسؤولون محليون أو عمال إغاثة، مدعية أن "الإسرائيليين ينتحلون شخصياتهم للتعرف على المنازل التي يستخدمها حزب الله".

وكانت تلك بداية سلسلة من الهجمات التي استهدفت أعضاء بارزين بحزب الله في لبنان.‭ ‬ومن بين القتلى وسام الطويل، وطالب عبد الله،‭ ‬ومحمد ناصر، القادة الذين لعبوا أدوارا أساسية في توجيه عمليات الجماعة في الجنوب.

وقُتل أيضا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أثناء حضوره اجتماعا في العاصمة بيروت.

وقال مصدران مطلعان على نهج التفكير داخل الجماعة، ومسؤول استخباراتي لبناني، لرويترز، إن جماعة حزب الله "بدأت تشتبه في أن إسرائيل تستهدف مقاتليها عبر تتبع هواتفهم المحمولة وكاميرات المراقبة المثبتة على المباني في البلدات الحدودية".

إيران تهدد إسرائيل بـ "حرب مدمرة" في حال شنت هجوما واسعا على لبنان قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في منشور على منصة إكس إنه إذا هاجمت إسرائيل لبنان بعدوان عسكري شامل فسوف يؤدي ذلك إلى حرب مدمرة.

وفي 28 ديسمبر، حث حزب الله سكان الجنوب في بيان نُشر على تيليغرام، على فصل أي كاميرات مراقبة يمتلكونها عن الاتصال بالإنترنت.

وبحلول أوائل فبراير، صدرت توجيهات أخرى لمقاتلي حزب الله بعدم استخدام هواتف محمولة في أي مكان قريب من ساحة المعركة.

وقال مصدر لبناني كبير مطلع على عمليات الجماعة: "اليوم، إذا وُجد أي هاتف مع أي شخص على الجبهة، فسيتم طرده من حزب الله".

وأكدت 3 مصادر أخرى، التوجيه الذي عممته الجماعة، وفق رويترز. وقال أحد المصادر إن المقاتلين "بدأوا يتركون هواتفهم عند تنفيذ عمليات".

وذكر المسؤول الاستخباراتي اللبناني، أن حزب الله كان يجري أحيانا عمليات تفتيش مفاجئة على الوحدات الميدانية بحثا عن هواتف.

وأوضح مصدران آخران، أن كبار القادة السياسيين في حزب الله يتجنبون إحضار هواتف معهم إلى الاجتماعات، حتى في بيروت.

الحدود بين إسرائيل ولبنان مشتعلة منذ أشهر

وأفاد مسؤول أمني لبناني سابق ومصدران آخران مطلعان على عمليات حزب الله، بأن الجماعة "اتخذت إجراءات لتأمين خطوط التواصل الهاتفي الخاصة بها، بعد الاشتباه بخرق إسرائيلي".

ووفقا لمسؤولين حكوميين آنذاك، فإن الشبكة الواسعة التي يزعم أنها ممولة من إيران، أُنشئت قبل نحو عقدين باستخدام كابلات ألياف ضوئية ممتدة من معاقل حزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت، حتى بلدات في جنوب لبنان وشرقها إلى وادي البقاع.

"غير صالحة للعيش".. شبح الحرب مع حزب الله يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة حذر خبراء من أن حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية ربما تؤدي إلى تأثيرات كبيرة وسلبية على قطاع الطاقة في البلاد، وفق تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأحجمت المصادر عن تحديد زمن وكيفية الاختراق، لكنهم قالوا إن "خبراء الاتصالات في حزب الله يعملون على تقسيمها إلى شبكات أصغر، للحد من الأضرار في حالة اختراقها مجددا"، حسب رويترز.

وقال المصدر اللبناني الكبير للوكالة: "كثيرا ما نغير شبكات الخطوط الأرضية لدينا، ونقوم بتبديلها حتى نتمكن من تجاوز القرصنة والتسلل".

طائرات مسيرة للمراقبة

تقوم جماعة حزب الله بجمع معلومات استخباراتية خاصة بها عن "أهداف العدو"، ومهاجمة منشآت المراقبة الإسرائيلية، باستخدام ترسانتها من الطائرات المسيرة الصغيرة محلية الصنع.

وفي 18 يونيو، نشرت جماعة حزب الله مقطع فيديو مدته 9 دقائق، قالت إنه التُقط فوق مدينة حيفا الإسرائيلية بواسطة طائرات مراقبة تابعة لها، وتضمن منشآت عسكرية وموانئ.

وذكر سلاح الجو الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت الطائرة المسيرة، لكن القرار اتُخذ بعدم استهدافها لأنها لا تمتلك قدرات هجومية، ولأن استهدافها قد يعرض السكان للخطر.

حزب الله "صور مناطق حساسة".. كيف تجاوب الإسرائيليون مع "فيديو الهدهد"؟ نشر حزب الله اللبناني، الثلاثاء، مقطع فيديو، مدته نحو 10 دقائق لما قال إنها لقطات صورتها طائرة مراقبة تابعة لها لمواقع في إسرائيل منها موانئ بحرية ومطارات لمدينة حيفا.

وتضمن مقطع فيديو آخر نشرته جماعة حزب الله، صورا جوية قالت إنها جمعتها لمنطاد مراقبة إسرائيلي ضخم يُعرف باسم "سكاي ديو" في اليوم السابق لاستهدافه في هجوم بطائرة مسيرة في 15 مايو.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الصور.

لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال في ذلك الوقت، إن المنطاد المستخدم لرصد التهديدات الصاروخية "أصيب أثناء وجوده على الأرض في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل".

وأشار إلى عدم وقوع إصابات جراء الهجوم، وأنه لم يؤثر على "القدرة على رصد الوضع الجوي" في المنطقة.

وتقول الجماعة إنها أسقطت أو سيطرت على 6 من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من طرازات "هيرميس 450" و"هيرميس 900" و"سكاي لارك".

ووفقا لمصدرين، فإن عناصر حزب الله تقوم بتفكيك الطائرات المسيرة لدراسة مكوناتها.

وأكدت إسرائيل أن 5 طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية أُسقطت بصواريخ بينما كانت تنشط فوق لبنان.

ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن التصريحات الصادرة عن جماعة حزب الله "يتعين التعامل معها بحرص"، قائلاً إن المجموعة تهدف إلى "بث الخوف في نفوس الإسرائيليين".

دخان يتصاعد من الحرائق التي أشعلها القصف الإسرائيلي على المناطق الحرجية في قرية دير ميماس بجنوب لبنان في 15 يونيو، 2024، وسط اشتباكات مستمرة عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.

وقال المستشار الأمني المقيم في بيروت ومؤلف كتاب يتناول تاريخ جماعة حزب الله، نيكولاس بلانفورد، إن "يقظة وحذر" الجماعة من الخروقات الأمنية عند "أعلى المستويات على الإطلاق".

وأضاف لرويترز: "تعين على حزب الله أن يشدد إجراءاته الأمنية أكثر مما فرضت عليه الصراعات السابقة".

لكن بلانفورد شدد على "احتفاظ إسرائيل بميزة تكنولوجية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قال الجیش الإسرائیلی حزب الله اللبنانی الإسرائیلی على فی لبنان من بین

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغتال مسئول الاتصالات بحزب الله.. و«جالانت» يتوعد لبنان من الحدود

موسكو تتهم واشنطن بدعم تل أبيب وتوسيع الحرب فى المنطقة

تضاربت الأنباء اليوم حول مصير «هاشم صفى الدين» القيادى بحزب الله، وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلى غارات مسعورة ألقت خلالها نحو 73 طنا من القنابل على مقر لحزب الله بالضاحية الجنوبية استهدفت «صفى الدين»، رئيس المجلس التنفيذى لحزب الله ابن خالة «حسن نصرالله» الذى اغتالته إسرائيل قبل أيام ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مرشح لزعامة حزب الله.

وأشار مصدر مقرب من الحزب إلى أن عدد الغارات المتتالية بلغ 11. فيما تعد واحدة من أعنف الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد مسئول كبير فى «حزب الله»، أن «صفى الدين» هو هدف الضربة، وكان يتواجد فى مخبأ على عمق كبير، لكن لا أحد يعرف هل نجحت العملية أم لا، حيث تم استخدام عشرات الأطنان من القنابل القادرة على اختراق البنايات المحصنة، واستهدفت الغارات اجتماعًا لكبار قادة الحزب بينهم «صفى الدين»، ولم تعلن إسرائيل حتى الآن نجاح عملية استهدافه من عدمه، كما لم يصدر حزب الله أى بيان حول ذلك أيضا.

وتشابه الهجوم مع آخر وقع قبل أسبوع تقريبا فى الضاحية الجنوبية أيضا، قتل فيه «نصر الله». وأحدثت الغارات الجديدة دويا قويا اهتزت معه الأبنية، ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها. وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من الموقع المستهدف، مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.

أعلن الاحتلال مقتل «قائد منظومة الاتصالات» فى حزب الله، محمد رشيد سكافى، وذلك إثر ما وصفه بالهجوم الدقيق فى منطقة بيروت. وشغل «سكافى» منصب قائد منظومة الاتصالات منذ عام 2000،. وأعلن وزير الحرب فى حكومة الاحتلال يوآف جالانت، أن إسرائيل لديها المزيد من المفاجآت فى لبنان بعضها نفذناه وبعضها سننفذه قريبًا.

وأضاف «جالانت» أن العملية فى جنوب لبنان ستستمر حتى إزالة تهديد حزب الله. وقال خلال زيارته للحدود الشمالية الفلسطينية المحتلة «إن حزب الله يتعرض لضربات موجعة للغاية الواحدة تلو الأخرى، ولا تزال لدينا المزيد من المفاجآت، بعضها تم تنفيذه بالفعل، والبعض الآخر سيتم تنفيذه».

ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكى، عن مصدرين إسرائيليين، قولهم إنه ما زالت نتائج الهجوم الذى استهدف رئيس المجلس التنفيذى فى حزب الله السيد هاشم صفى الدين غير واضحة.

وأكدت المصادر بحسب الموقع أن هاشم صفى الدين كان فى مخبأ عميق تحت الأرض. ولم يذكر الموقع ما إذا تمكنت الغارة الإسرائيلية من اغتيال هاشم صفى الدين أم لا حتى الآن؟

ولم تصدر «إسرائيل» أى تعليق بشأن مصير الرجل كما التزم «حزب الله» الصمت التام تجاه مصير الخليفة المتوقع لنصر الله، ولم يصدر عنه أى تعليق سواء بالنفى أو تأكيد مقتله.

الجدير بالذكر أن «هاشم صفى الدين»، الرجل الثانى فى «حزب الله» هو صهر قائد «الحرس الثورى» الإيرانى السابق قاسم سليمانى، حيث تزوج رضا صفى الدين من زينب سليمانى فى 2020.

قال مصدر مقرّب من حزب الله إن «حسن نصرالله» دُفن «مؤقتا كوديعة» بسبب صعوبة تشييعه شعبيا نتيجة التهديدات الإسرائيلية.

وقال المصدر متحفظا عن كشف هويته «دُفن نصرالله بشكل مؤقت كوديعة فى مكان سرّى، فى انتظار توافر الظروف الملائمة لتشييع جماهيرى»، وذلك «خشية من تهديدات إسرائيلية باستهداف المشيعين ومكان دفنه».

ويجوز لدى الطائفة الشيعية عند وفاة شخص، فى حال تركه وصية بدفنه فى مكان محدد لا يمكن الوصول إليه بسبب عائق أو حرب، أن يُصار إلى دفنه فى صندوق خشبى مؤقتا تحت التراب كوديعة، بعد الصلاة عليه، على أن ينقل لاحقا إلى المكان المذكور فى الوصية.

وقال مسئول لبنانى من دون كشف هويته، إن حزب الله حاول بواسطة قادة لبنانيين الحصول من الجانب الأمريكى على ضمانات لتنظيم تشييع جماهيرى لنصرالله. لكنه لم يحصل على الضمانات على وقع الغارات الإسرائيلية المتلاحقة على ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب، معاقل الحزب.

 وبدأت إسرائيل الاثنين الماضى عملية برية فى جنوب لبنان، لم تسفر عن تقدم ميدانى يذكر حتى الآن. وقال المتحدث باسم الاحتلال «أفيخاى أدرعى»، عبر منصة إكس إن «الجيش قصف خلال ضربات الخميس الماضى على الضاحية الجنوبية لبيروت مقر مخابرات حزب الله».

وقطعت غارة إسرائيلية استهدفت منطقة المصنع فى شرق لبنان، الحدودية مع سوريا، الطريق الدولى بين البلدين، ويسلكه مئات الآلاف للفرار من القصف الإسرائيلى فى الأيام الماضية. وكشفت مصادر لبنانية أن هذه العملية تستنسخ ما حدث فى حرب يوليو 2006، عندما تقطعت الحدود بين لبنان وسوريا، وقامت بعدها إسرائيل بتقطيع لبنان.

وقصف «حزب الله» اللبنانى منطقة «الكريوت» فى ضواحى حيفا شمال فلسطين المحتلة بصليات صاروخية جاء ذلك فى بيان للحزب، بعد ساعات من إعلان الاحتلال، رصده إطلاق 10 صواريخ من جنوب لبنان نحو مدينة حيفا على بعد 40 كم عن الحدود اللبنانية، وتعتبر من بين أهم المراكز الصناعية والتجارية لمينائها التجارى على البحر المتوسط.

وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 900 ملجأ حكومى للنازحين فى لبنان امتلأت بالكامل وأكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن واشنطن لم توجه إدانة إلى إسرائيل على هجومها البرى على لبنان، بل تشجعها فى الواقع على توسيع منطقة العمليات العسكرية.

وقال لافروف فى منشور له على الموقع الإلكترونى للدائرة الدبلوماسية الروسية «إن أساليب الاغتيالات السياسية التى أصبحت ممارسة شبه روتينية هى أيضا مثيرة للقلق الشديد، كما حدث فى 31 يوليو فى طهران، وفى 27 سبتمبر فى بيروت، وبعد أن بدأت إسرائيل غزوها البرى للبنان ليلة الأول من أكتوبر، لم يكن هناك أى رد ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية كلمة إدانة لهذا العمل العدوانى ضد دولة ذات سيادة، وبالتالى فإن واشنطن تشجع فى الواقع حليفتها فى الشرق الأوسط على توسيع منطقة العمليات العسكرية».

 

 

مقالات مشابهة

  • صممها “الموساد” وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة حول هجوم “البيجر”
  • صممها الموساد وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة حول هجوم البيجر
  • صممها الموساد وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة حول هجوم "البيجر
  • الرئيس الفرنسي يحث على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • تقرير: إسرائيل تعترض مسار طائرة يشتبه بأنها تحمل أسلحة لحزب الله
  • تقرير: إسرائيل تجبر طائرة يشتبه أنها تحمل أسلحة لحزب الله على التراجع
  • تقرير يكشف التفاصيل.. لهذه الاسباب بقي نظام الأسد خارج الصراع بين إسرائيل وحزب الله
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل عن تكتيكات دقيقة لـ “حزب الله” في مواجهاته مع الجيش الإسرائيلي
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • إسرائيل تغتال مسئول الاتصالات بحزب الله.. و«جالانت» يتوعد لبنان من الحدود