رسائل مشفرة وهواتف أرضية.. تقرير يكشف تكتيكات حزب الله البدائية
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
كشف تقرير لوكالة رويترز، أنه في أعقاب مقتل قادة كبار في غارات جوية إسرائيلية كانت تستهدفهم، لجأت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إلى "تقنيات قديمة"، مثل استخدام الرموز في الرسائل، والتمسك بخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر، في محاولة للتهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لدى إسرائيل.
وبدأت الجماعة المصنفة إرهابية في عدد من الدول، أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، من بينها الطائرات المسيرة، "لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية"، فيما وصفه أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بأنه استراتيجية "إعماء العدو وصم آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد"، وفق رويترز.
ويتبادل الجانبان إطلاق النار منذ أن دخلت حركة حماس، حليفة حزب الله في قطاع غزة، في حرب مع إسرائيل في أكتوبر الماضي.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه القتال على الحدود الجنوبية للبنان تحت السيطرة نسبيا، فإن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحوله إلى حرب شاملة.
ونزح عشرات الآلاف من منازلهم من على جانبي الحدود. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 330 من مقاتلي حزب الله ونحو 90 مدنيا في لبنان، وفقا لإحصاءات رويترز. وتقول إسرائيل إن الهجمات من لبنان أسفرت عن مقتل 21 جنديا و10 مدنيين.
وقتل كثير من مسلحي حزب الله أثناء مشاركتهم في الأعمال القتالية شبه اليومية، ومنها إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة على شمالي إسرائيل.
وأكد حزب الله أيضا مقتل أكثر من 20 من عناصره، من بينهم 3 من كبار القادة وأعضاء من وحدة "قوات الرضوان" الخاصة، وعناصر من المخابرات، في غارات محددة الأهداف بعيدا عن الخطوط الأمامية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يرد على هجوم "غير مبرر" من حزب الله، الذي بدأ إطلاق النار على أهداف إسرائيلية في اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لرويترز، إنه قصف أهدافا عسكرية واتخذ "الاحتياطات الممكنة من أجل تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
وجاء في البيان: "نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الجيش الإسرائيلي على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته، والبنية التحتية الإرهابية للمنظمة وأماكن وجودهم وعملياتهم".
ولم يجب الجيش الإسرائيلي على أسئلة حول جمعه للمعلومات الاستخبارية والإجراءات المضادة التي يتخذها حزب الله، مرجعا ذلك "لأسباب تتعلق بأمن الاستخبارات".
ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات حزب الله، سلط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الجماعة عبر الحدود.
وفي جولة في القيادة الشمالية لإسرائيل، أشار وزير الدفاع يوآف غالانت، إلى صور من قال إنهم "قادة حزب الله القتلى"، مضيفا أن "320 إرهابيا قتلوا حتى 29 مايو"، منهم عناصر بارزة.
وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في هذه الهجمات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه.
ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، بما في ذلك اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، من بين أكثر العمليات تطورا في العالم.
وقالت 6 مصادر مطلعة على عمليات حزب الله لرويترز، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية المسألة، إن حزب الله "تعلّم من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته، ردا على ذلك".
وقال مصدران إن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة واستبدالها بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة النداء الآلي (البيجر) والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيا".
وأوضحت 3 مصادر، أن حزب الله "يستخدم أيضا شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".
وأفاد مصدر آخر مطلع على المسائل اللوجستية للجماعة، بأنه "في حال سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات"، مضيفا أن "الكلمات المشفرة يتم تحديثها يوميا تقريبا، وتسليمها إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل".
وقال المحلل اللبناني المقرب من حزب الله، قاسم قصير: "نواجه معركة تشكل المعلومات والتكنولوجيا جزءا أساسيا فيها.. لكن عندما تواجه بعض التقدم التكنولوجي، فإنك تحتاج إلى العودة إلى الأساليب القديمة.. مثل الهواتف والاتصالات الشخصية. أياً كانت الطريقة التي تسمح لك بالتحايل على التكنولوجيا".
وقال المكتب الإعلامي لحزب الله إنه ليس لديه تعليق على تصريحات المصادر.
إجراءات مضادة بتقنيات قديمةويقول خبراء أمن إن بعض الإجراءات المضادة التي تستخدم فيها تقنيات قديمة، يمكن أن تكون "فعالة للغاية" ضد قدرات التجسس عالية التقنية، فإحدى الطرق التي أفلت بها زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، من الاعتقال لما يقرب من عقد من الزمن، كانت من خلال قطع الاتصال بخدمات الإنترنت والهاتف، واستخدام السعاة بدلا من ذلك.
وقالت المحللة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، إيميلي هاردينغ، التي تعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "مجرد استخدام شبكة خاصة افتراضية (في.بي.إن)، أو أفضل من ذلك، عدم استخدام الهاتف المحمول على الإطلاق، يمكن أن يزيد من صعوبة العثور على الهدف".
وأوضحت: "لكن هذه الإجراءات المضادة تجعل قيادة حزب الله أقل فاعلية بكثير في التواصل بسرعة مع قواتها".
ويعتقد حزب الله ومسؤولون أمنيون لبنانيون، أن إسرائيل تقوم أيضا بتجنيد مخبرين داخل لبنان أثناء قيامها بمراقبة الأهداف.
وقالت 3 مصادر، إن "الأزمة الاقتصادية في لبنان والمنافسة بين الفصائل السياسية، خلقت فرصا لعملاء إسرائيل بتجنيد أفراد في لبنان، لكن ليس كل المخبرين يدركون مع من يتحدثون".
وفي 22 نوفمبر، تلقت امرأة من جنوب لبنان مكالمة على هاتفها المحمول من شخص يدعي أنه مسؤول محلي، وفقا لمصدرين على علم مباشر بالواقعة.
وقالت المصادر إن المتصل كان يتحدث بلغة عربية قوية، وسأل عما إذا كانت الأسرة في المنزل. أجابت المرأة بالنفي، موضحة أنهم سافروا إلى شرقي لبنان.
وقالت المصادر إنه بعد دقائق، ضرب صاروخ منزل المرأة في قرية بيت ياحون، مما أسفر عن مقتل 5 من مقاتلي حزب الله، من بينهم عباس رعد، نجل أحد كبار نواب حزب الله وعضو في وحدة الرضوان.
وذكرت المصادر لرويترز، أن حزب الله يعتقد بأن إسرائيل تعقبت المقاتلين إلى الموقع وأجرت اتصالا للتأكد مما إذا كان هناك مدنيون قبل الهجمة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، إنه قصف عددا من أهداف حزب الله، من بينها "خلية إرهابية".
وفي غضون أسابيع، كانت جماعة حزب الله تحذر أنصارها علنا عبر أثير محطة إذاعة "النور" التابعة لها، من عدم الثقة في المتصلين الذين يزعمون أنهم مسؤولون محليون أو عمال إغاثة، مدعية أن "الإسرائيليين ينتحلون شخصياتهم للتعرف على المنازل التي يستخدمها حزب الله".
وكانت تلك بداية سلسلة من الهجمات التي استهدفت أعضاء بارزين بحزب الله في لبنان. ومن بين القتلى وسام الطويل، وطالب عبد الله، ومحمد ناصر، القادة الذين لعبوا أدوارا أساسية في توجيه عمليات الجماعة في الجنوب.
وقُتل أيضا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أثناء حضوره اجتماعا في العاصمة بيروت.
وقال مصدران مطلعان على نهج التفكير داخل الجماعة، ومسؤول استخباراتي لبناني، لرويترز، إن جماعة حزب الله "بدأت تشتبه في أن إسرائيل تستهدف مقاتليها عبر تتبع هواتفهم المحمولة وكاميرات المراقبة المثبتة على المباني في البلدات الحدودية".
وفي 28 ديسمبر، حث حزب الله سكان الجنوب في بيان نُشر على تيليغرام، على فصل أي كاميرات مراقبة يمتلكونها عن الاتصال بالإنترنت.
وبحلول أوائل فبراير، صدرت توجيهات أخرى لمقاتلي حزب الله بعدم استخدام هواتف محمولة في أي مكان قريب من ساحة المعركة.
وقال مصدر لبناني كبير مطلع على عمليات الجماعة: "اليوم، إذا وُجد أي هاتف مع أي شخص على الجبهة، فسيتم طرده من حزب الله".
وأكدت 3 مصادر أخرى، التوجيه الذي عممته الجماعة، وفق رويترز. وقال أحد المصادر إن المقاتلين "بدأوا يتركون هواتفهم عند تنفيذ عمليات".
وذكر المسؤول الاستخباراتي اللبناني، أن حزب الله كان يجري أحيانا عمليات تفتيش مفاجئة على الوحدات الميدانية بحثا عن هواتف.
وأوضح مصدران آخران، أن كبار القادة السياسيين في حزب الله يتجنبون إحضار هواتف معهم إلى الاجتماعات، حتى في بيروت.
وأفاد مسؤول أمني لبناني سابق ومصدران آخران مطلعان على عمليات حزب الله، بأن الجماعة "اتخذت إجراءات لتأمين خطوط التواصل الهاتفي الخاصة بها، بعد الاشتباه بخرق إسرائيلي".
ووفقا لمسؤولين حكوميين آنذاك، فإن الشبكة الواسعة التي يزعم أنها ممولة من إيران، أُنشئت قبل نحو عقدين باستخدام كابلات ألياف ضوئية ممتدة من معاقل حزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت، حتى بلدات في جنوب لبنان وشرقها إلى وادي البقاع.
وأحجمت المصادر عن تحديد زمن وكيفية الاختراق، لكنهم قالوا إن "خبراء الاتصالات في حزب الله يعملون على تقسيمها إلى شبكات أصغر، للحد من الأضرار في حالة اختراقها مجددا"، حسب رويترز.
وقال المصدر اللبناني الكبير للوكالة: "كثيرا ما نغير شبكات الخطوط الأرضية لدينا، ونقوم بتبديلها حتى نتمكن من تجاوز القرصنة والتسلل".
طائرات مسيرة للمراقبةتقوم جماعة حزب الله بجمع معلومات استخباراتية خاصة بها عن "أهداف العدو"، ومهاجمة منشآت المراقبة الإسرائيلية، باستخدام ترسانتها من الطائرات المسيرة الصغيرة محلية الصنع.
وفي 18 يونيو، نشرت جماعة حزب الله مقطع فيديو مدته 9 دقائق، قالت إنه التُقط فوق مدينة حيفا الإسرائيلية بواسطة طائرات مراقبة تابعة لها، وتضمن منشآت عسكرية وموانئ.
وذكر سلاح الجو الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت الطائرة المسيرة، لكن القرار اتُخذ بعدم استهدافها لأنها لا تمتلك قدرات هجومية، ولأن استهدافها قد يعرض السكان للخطر.
وتضمن مقطع فيديو آخر نشرته جماعة حزب الله، صورا جوية قالت إنها جمعتها لمنطاد مراقبة إسرائيلي ضخم يُعرف باسم "سكاي ديو" في اليوم السابق لاستهدافه في هجوم بطائرة مسيرة في 15 مايو.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الصور.
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال في ذلك الوقت، إن المنطاد المستخدم لرصد التهديدات الصاروخية "أصيب أثناء وجوده على الأرض في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل".
وأشار إلى عدم وقوع إصابات جراء الهجوم، وأنه لم يؤثر على "القدرة على رصد الوضع الجوي" في المنطقة.
وتقول الجماعة إنها أسقطت أو سيطرت على 6 من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من طرازات "هيرميس 450" و"هيرميس 900" و"سكاي لارك".
ووفقا لمصدرين، فإن عناصر حزب الله تقوم بتفكيك الطائرات المسيرة لدراسة مكوناتها.
وأكدت إسرائيل أن 5 طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية أُسقطت بصواريخ بينما كانت تنشط فوق لبنان.
ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن التصريحات الصادرة عن جماعة حزب الله "يتعين التعامل معها بحرص"، قائلاً إن المجموعة تهدف إلى "بث الخوف في نفوس الإسرائيليين".
وقال المستشار الأمني المقيم في بيروت ومؤلف كتاب يتناول تاريخ جماعة حزب الله، نيكولاس بلانفورد، إن "يقظة وحذر" الجماعة من الخروقات الأمنية عند "أعلى المستويات على الإطلاق".
وأضاف لرويترز: "تعين على حزب الله أن يشدد إجراءاته الأمنية أكثر مما فرضت عليه الصراعات السابقة".
لكن بلانفورد شدد على "احتفاظ إسرائيل بميزة تكنولوجية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قال الجیش الإسرائیلی حزب الله اللبنانی الإسرائیلی على فی لبنان من بین
إقرأ أيضاً:
أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
في قرى الجنوب اللبناني، لا تُقاس عودة الحياة بضجيج الاحتفالات، بل بصوت المطرقة وهي تدق ألواح الصفيح، وبمبانٍ مؤقتة تُشيَّد على عجل، لكنها تحمل رمزية أثقل من جدران الإسمنت. هناك، حيث اختار الناس العودة رغم الحطام والتهديد، تُعلن هذه البيوت الجاهزة أن الجنوب لم يُهزَم، وأن أهله قرروا الحياة رغم كل شيء. ليست هذه الغرف المعدنية مجرد مأوى للنازحين، بل رسالة سياسية معلنة: إسرائيل فشلت في كسر إرادة الجنوبيين. ففي الوقت الذي لا يزال فيه الشمال الإسرائيلي مقفلاً على سكانه، تعود قرى مثل كفركلا ويارون وحولا إلى نبضها الأول، ولو تحت نيران القصف. صواريخ تسقط على منازل لا سلاح فيها ولا مقاتلين، بل فقط أسر قررت ألا ترحل. هذا الإصرار البسيط على البقاء، أصبح في نظر الاحتلال تحديًا أخطر من أي جبهة.
ففي كفركلا تحديدًا، لم تكن الضربات عشوائية. فطائرات الاستطلاع كانت تراقب عن كثب محاولات البلدة استعادة بعض من عافيتها، قبل أن تستهدف عدة بيوت جاهزة في التوقيت نفسه، حيث قال مصدر محلي لـ"لبنان24" أنّ الطائرات دمّرت منزلا جاهزا كان يستخدمه مجلس الجنوب لمساعدة أهالي البلدة.. ومثله مثل منازل أخرى كثيرة، دمّرت حتى قبل أن تُسكن من قبل الأهالي، ما يؤكّد على رسالة إسرائيل بمنع العودة إلى الأرض، وأي محاولة ترميم، مهما كانت، ستقابل بالنار.
منذ بداية المواجهة المفتوحة على الحدود الجنوبية، لجأت إسرائيل إلى سياسة الأرض المحروقة. لكن ما يحصل مؤخرًا يشي بمرحلة جديدة. قصف ممنهج للبنية المؤقتة، لا بهدف منع العودة فقط، بل بهدف زيادة الضغط على "الحزب"، إذ وفق مصدر عسكري تحدث لـ"لبنان 24"،أشار إلى أنّ هذا النوع من الاستهداف "لا يمكن فصله عن خطة الضغط المركّب على حزب الله"، مشيرًا إلى أن "استهداف البيوت الجاهزة يرتبط مباشرة بمحاولة منع الأهالي من العودة إلى قراهم الحدودية، وبالتالي إبقاء المشهد الجغرافي فارغاً من الحياة، بانتظار تغيّر ميزان القوى، لا بل أيضا رفع مستوى الضغط أكثر على "الحزب" الذي بدأ يلتمس امتعاضا من قبل البيئة التي فقدت بيوتها"، لافتا إلى أنّ "إسرائيل تعي تمامًا أن الخطاب الأخير لحزب الله بدأ يتبدّل، بين لغة التهديد القصوى سابقًا، ومحاولة تثبيت معادلة ردع مرنة اليوم، مما يعكس مؤشرات على دخول الحزب في مرحلة مراجعة أو تكيّف".
في هذا السياق، يكشف المصدر لـ"لبنان24" أن أكثر من 70% من المواقع العسكرية جنوب الليطاني تمّ تسليمها للجيش في الفترة الأخيرة، وهو ما يُفسَّر على أنه محاولة لتخفيف حدة التوتر، وإبقاء المقاومة في حالة تراجع تكتيكي من المناطق المكشوفة.
لكن لماذا تخيفهم هذه الغرفة؟
قد لا يبدو للوهلة الأولى أن غرفة جاهزة في بلدة حدوديةتشكّل تهديداً عسكرياً حقيقياً لإسرائيل. لكنها تهديد من نوع آخر، فهي البداية.. البداية التي تعرف إسرائيل أنها، إذا حصلت، سيتبعها ترميم، ومن ثم عودة، ثم حركة اقتصادية صغيرة، ثم استقرار، ثم حديث عن انتهاء الحرب، والاحتلال لا يريد أن تنتهي هذه الحرب على هذا الشكل.لأن أي نهاية "هادئة" تعني انتصار الرواية المقابلة:" أن المقاومة صمدت، والناس عادوا، والدولة بدأت تدبّ خطواتها في الأرض الفارغة".
ولعل المشهد على الأرض أكبر دليل على ذلك، إذ في أكثر من بلدة، تكرّر المشهد ذاته، ففي يارون، أُحرقت غرف جاهزة كانت مخصّصة لإيواء العائلات العائدة، وفي حولا، سُوِّيت وحدات سكنية جاهزة بالأرض. وفي مناطق أخرى، طال الاستهداف حتى الخيم المؤقتة التي نصبتها البلدية أو الأهالي لتأمين الحد الأدنى من الدفء والمأوى.
الاستهداف لا يُقرأ فقط كرسالة موجهة لحزب الله، بل أيضاً للبيئة الحاضنة، مفادها "لن نسمح لكم بالعودة قبل أن تضمنوا لنا أن حزب الله لن يعود معكم". بهذا المعنى، تصبح البيوت الجاهزة ضحية اشتباك غير متكافئ، بين حق الأهالي في البقاء، وإرادة إسرائيل في فرض معادلتها الخاصة: "الأمن مقابل الحياة". المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الصايغ: الحرب الثقافية لتثبيت هويتنا اللبنانية أخطر بكثير من حرب السلاح Lebanon 24 الصايغ: الحرب الثقافية لتثبيت هويتنا اللبنانية أخطر بكثير من حرب السلاح 30/04/2025 11:30:45 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير خارجية إسرائيل: هناك آلاف من عناصر حماس والجهاد بسوريا يريدون إنشاء جبهة ضد إسرائيل Lebanon 24 وزير خارجية إسرائيل: هناك آلاف من عناصر حماس والجهاد بسوريا يريدون إنشاء جبهة ضد إسرائيل 30/04/2025 11:30:45 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذه الأسباب تخاف أوروبا من الأسلحة الأميركيّة Lebanon 24 لهذه الأسباب تخاف أوروبا من الأسلحة الأميركيّة 30/04/2025 11:30:45 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لماذا يخافون شكر حكومة "معاً للإنقاذ"؟ Lebanon 24 لماذا يخافون شكر حكومة "معاً للإنقاذ"؟ 30/04/2025 11:30:45 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً "نحو الإنقاذ": لانضمام النخب الشيعية إلى خطواتنا الإصلاحية Lebanon 24 "نحو الإنقاذ": لانضمام النخب الشيعية إلى خطواتنا الإصلاحية 04:23 | 2025-04-30 30/04/2025 04:23:18 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة المال تعقد اولى جلساتها لدرس مشروع قانون إصلاح وتنظيم المصارف Lebanon 24 لجنة المال تعقد اولى جلساتها لدرس مشروع قانون إصلاح وتنظيم المصارف 04:22 | 2025-04-30 30/04/2025 04:22:37 Lebanon 24 Lebanon 24 المكتب الاعلامي للنائب الخير ينفي تدخل الاخير في الانتخابات البلدية في بحنين Lebanon 24 المكتب الاعلامي للنائب الخير ينفي تدخل الاخير في الانتخابات البلدية في بحنين 04:20 | 2025-04-30 30/04/2025 04:20:19 Lebanon 24 Lebanon 24 نهضة لبنان .. وسلاح حزب الله Lebanon 24 نهضة لبنان .. وسلاح حزب الله 04:00 | 2025-04-30 30/04/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس الجمهورية تسلّم دعوة لزيارة الكويت Lebanon 24 رئيس الجمهورية تسلّم دعوة لزيارة الكويت 03:50 | 2025-04-30 30/04/2025 03:50:28 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بغاية الجمال.. زوجة بطل مسلسل "إش إش" تخطف الأنظار تعرفوا إليها (صور) Lebanon 24 بغاية الجمال.. زوجة بطل مسلسل "إش إش" تخطف الأنظار تعرفوا إليها (صور) 04:46 | 2025-04-29 29/04/2025 04:46:16 Lebanon 24 Lebanon 24 حذفا كافة الصور التي تجمعهما... ماريتا الحلاني انفصلت عن زوجها! Lebanon 24 حذفا كافة الصور التي تجمعهما... ماريتا الحلاني انفصلت عن زوجها! 09:33 | 2025-04-29 29/04/2025 09:33:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب عدم التزامها بالمعايير الأخلاقية.. منع فنانة لبنانية من دخول مصر Lebanon 24 بسبب عدم التزامها بالمعايير الأخلاقية.. منع فنانة لبنانية من دخول مصر 14:34 | 2025-04-29 29/04/2025 02:34:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بعدما ضجت مواقع التواصل بخبر طلاقهما.. هذه أسباب انفصال ماريتا الحلاني عن زوجها كميل ابي خليل Lebanon 24 بعدما ضجت مواقع التواصل بخبر طلاقهما.. هذه أسباب انفصال ماريتا الحلاني عن زوجها كميل ابي خليل 23:46 | 2025-04-29 29/04/2025 11:46:13 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن الرواتب... إليكم هذا البيان من وزارة المالية Lebanon 24 بشأن الرواتب... إليكم هذا البيان من وزارة المالية 05:14 | 2025-04-29 29/04/2025 05:14:03 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب جاد الحكيم ـ jadalhakim أيضاً في لبنان 04:23 | 2025-04-30 "نحو الإنقاذ": لانضمام النخب الشيعية إلى خطواتنا الإصلاحية 04:22 | 2025-04-30 لجنة المال تعقد اولى جلساتها لدرس مشروع قانون إصلاح وتنظيم المصارف 04:20 | 2025-04-30 المكتب الاعلامي للنائب الخير ينفي تدخل الاخير في الانتخابات البلدية في بحنين 04:00 | 2025-04-30 نهضة لبنان .. وسلاح حزب الله 03:50 | 2025-04-30 رئيس الجمهورية تسلّم دعوة لزيارة الكويت 03:34 | 2025-04-30 وزيرة التربية: اليكم موعد الامتحانات الرسمية فيديو إعلامي شهير يشن هجوماً عنيفاً على بسمة بوسيل.. هذا ما قاله عنها (فيديو) Lebanon 24 إعلامي شهير يشن هجوماً عنيفاً على بسمة بوسيل.. هذا ما قاله عنها (فيديو) 04:00 | 2025-04-30 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 اتصل بها بعد يوم من زواجه ببسمة بوسيل.. جليلة المغربية تفضح علاقتها بتامر حسني: بقبل كون زوجة تانية (فيديو) Lebanon 24 اتصل بها بعد يوم من زواجه ببسمة بوسيل.. جليلة المغربية تفضح علاقتها بتامر حسني: بقبل كون زوجة تانية (فيديو) 01:59 | 2025-04-30 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) Lebanon 24 بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) 23:30 | 2025-04-27 30/04/2025 11:30:45 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24