CNN Arabic:
2025-04-15@08:05:00 GMT

وجهة العطلات هذه في إيطاليا تضطر لإبعاد السياح.. ما السبب؟

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقع مدينة أغريجنتو على قمة تلة في جزيرة صقلية الإيطالية، وهي بمثابة جنة للسياح المهتمين بالتراث.

تحت الهياكل الأثرية في وادي المعابد، يوجد نظام قنوات مياه قديم يُشبه المتاهة، يحتوي على المياه حتى اليوم.

لكن القنوات التي بُنيت في العصر الحديث، أصبحت جافة لدرجة أن الفنادق الصغيرة وبيوت الضيافة في المدينة والساحل القريب، تعمد إلى إبعاد السياح.

وبدأت صقلية بفرض قيود على المياه في فبراير/شباط الماضي عندما أعلنت المنطقة حالة الطوارئ وسط موجة جفاف شديدة.

معبد كونكورديا، وهو موقع أثري يوناني قديم، يقع خارج مدينة أغريجنتو في جنوب صقلية، إيطاليا.Credit: Leisa Tyler/LightRocket/Getty Images

وتسببت البنية التحتية المتهالكة والقديمة بتفاقم النقص الذي أضر بالسياحة والزراعة على حد سواء، وهما قطاعان حيويان لاقتصاد صقلية.

وطُبق تقنين المياه لأكثر من مليون شخص في 93 مجتمعًا. ويضطر بعضهم إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 45%.

وهذا يعني أن الصنابير تجف وفقًا للجدول الزمني، وتغلق الإمدادات تمامًا خلال الليل في معظم الأماكن.

وعلى موقع "TripAdvisor" ومنتديات السفر الأخرى، يتساءل السياح عما إذا كان الأمر يستحق زيارة المناطق المتضررة في صقلية.

وتحذّر الفنادق عملائها من النقص المحتمل في المياه، وتساعد الزوار على إعادة الحجز في أماكن أخرى بالجزيرة حيث تكون القيود أقل صرامة أو غير سارية.

تتغذى بحيرة بيرغوسا في وسط صقلية من الأمطار والمياه الجوفية، وليس لها مداخل أو روافد.Credit: Fabrizio Villa/Getty Images

وفي فندق "Le Cinque Novelle" للمبيت والإفطار الواقع وسط مدينة أغريجنتو ، حيث القيود مشددة، قام المالكون بوضع مرشحات في حماماتهم وأحواضهم لتوفير أكبر قدر ممكن من المياه. لكن ضيوفهم غالبا ما يشتكون.

وقال جيوفاني لوبيز، وهو صاحب الفندق، لـ CNN: "يطلب منا الناس تطمينات قبل المجيء، لكننا لا نعرف كيف نجيبهم".

وأضاف لوبيز: "يؤثر الوضع بسرعة على قطاع الإقامة السياحية بأكمله، ما يهدد بعواقب اقتصادية خطيرة، بالنظر إلى أن السياحة قطاع يعتمد عليه الجميع تقريبًا في هذا الجزء من صقلية".

وطلبت الحكومة الإقليمية في صقلية من روما دعمًا لاستيراد المياه من البر الرئيسي، لكن لا توجد خطة ملموسة لمساعدة الجزيرة حتى الآن.

ولم يستجب مكتب وزيرة السياحة الإيطالية، ديانا سانتانشي، لطلب CNN للتعليق، لكنها قالت في أبريل/نيسان الماضي إن صقلية يجب أن تحاول توسيع موسمها السياحي، وتتجنب التركيز فقط على الصيف، عندما تتفاقم مشاكل المياه.

برتقال صقلية يذبل إذ يحرم الجفاف بساتين ومزارع الجزيرة من المياه التي تشتد الحاجة إليهاCredit: Alberto Pizzoli/AFP/Getty Images

وقد أصبح الصيف في صقلية لا يُطاق بالنسبة للكثيرين.

في العام الماضي، تعرضت الجزيرة لحرائق غابات شديدة أجبرت السياح على الإخلاء أو تأجيل زياراتهم. والآن يشكّل نقص المياه الناجم عن الجفاف مصدر قلق آخر.

ويؤدي تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية إلى ارتفاع درجة حرارة أوروبا بشكل أسرع من أي قارة أخرى، وتقع صقلية في قلب هذا التغيير. 

وسقط أقل من ربع الأمطار المعتادة خلال فصل الشتاء في جميع أنحاء الجزيرة، ما ترك حوالي 20% من طبقات المياه الجوفية في حالة "ندرة المياه"، وفقًا للمعهد.

ورأى ماركو ماكاروني، وهو صاحب مطعم "Caico Trattoria e Cantina" فيمدينة أغريجنتو ، أن الجزيرة تُركت لتقاتل من أجل نفسها.

وقال ماكاروني لـ CNN: "موسم الصيف على الأبواب ونحن قلقون. لم يقدم لنا أحد حلولاً بديلة لصهاريج المياه التي ندفع ثمنها بأنفسنا. وهذا يهدد بتدمير المورد الوحيد الذي لدينا، أي السياحة".

ويعيش ماكاروني في المركز التاريخي في مدينة أغريجنتو  منذ 20 عامًا ويشكو من بطء تدفق المياه بشكل كبير.

وأوضح نيكولا فاروجيو، وهو رئيس اتحاد الفنادق في صقلية، أن الفنادق ملزمة بالحصول على كمية معينة من احتياطيات المياه مقارنة بقدرتها، ما يعني أنها اضطرت أيضًا إلى شراء المياه من البر الرئيسي.

لكن الهياكل الأصغر، بما في ذلك الفنادق التي تديرها العائلات وأماكن المبيت والإفطار، لا تملك في كثير من الأحيان طريقة لتخزين ما يكفي لتلبية المتطلبات.

وأشار فرانشيسكو بيكاريلا، وهو رئيس اتحاد الفنادق في مدينة أغريجنتو ، الذي يمتلك أيضًا فندقًا في وسط المدينة إلى أن سنوات من الإدارة غير الفعالة جعلت الأمور أسوأ.

وأضاف: "مشكلة اليوم هي نتيجة لسياسة إدارة المياه الفاشلة المستمرة منذ 20 عامًا".

وكشف الرئيس الإقليمي لصقلية، ريناتو شيفاني، عن أن خسائر الجزيرة بين المحاصيل، والخزانات الفارغة، والماشية النافقة، تجاوزت المليار يورو.

وتعد الحلول معقدة، حتى بالنسبة لجزيرة محاطة بالمياه. وقد أغلقت محطات تحلية المياه الثلاث التي يمكنها تنظيف مياه البحر في صقلية لأغراض الشرب، أو الصرف الصحي، أو الري منذ أكثر من 10 سنوات. 

وسيستغرق إعادة تشغيلها مرة أخرى، أو حفر آبار جديدة وقتا. والوقت هو شيء آخر ينفد من الجزيرة.

إيطاليانشر الأربعاء، 10 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: فی صقلیة

إقرأ أيضاً:

فنادق سياحية معروفة لازالت مغلقة بأكادير منذ فترة كورونا

يبدو أن الانتعاش السياحي اللافت الذي حققته مدينة أكادير، بتجاوز عتبة مليون سائح بنهاية سنة 2024، لم يمح تلك الصورة التي رسمها الفاعلون في القطاع عن المدينة كونها « مقبرة المشاربع السياحية ».

ولازالت وحدات فندقية معروفة مغلقة لحدود الساعة، منذ فترة جائحة كورونا دون أي نية في إعادة الحياة للمباني المغلقة، وهو ما يعتبر نقطة سوداء تلقي بظلالها على واقع المدينة السياحي، وتطرح أسئلة حارقة على الفاعلين المحليين والجهويين.

فالارتفاع الملموس في أعداد السياح، خصوصاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، انعكس بشكل إيجابي على معدل ليالي المبيت، وعلى حركية المطاعم والمحلات، غير أن هذه الدينامية لم تواكبها إصلاحات جذرية أو تدابير عملية لإعادة تأهيل المؤسسات الفندقية المتوقفة، ما يكشف عن اختلالات عميقة في تدبير البنية التحتية السياحية.

ولعل وصف رئيس جهة سوس ماسة للمدينة بـ”مقبرة الفنادق” يعكس حجم الأزمة، في ظل وجود عشرات الفنادق المغلقة منذ سنوات، دون أي تدخل حقيقي أو مقاربة مبتكرة لإعادة استثمارها.

وهو ما يمثل هدراً واضحاً لفرص الشغل، خصوصاً في صفوف الشباب، وضياعاً لطاقة إيوائية كان من الممكن أن ترفع من جاذبية المدينة.

باستثناء بعض المبادرات المحدودة، مثل اقتراب افتتاح فندق “قصر الورود” من طرف المجموعة المصرية “بيك ألباتروس”، واقتناء مجموعة “TUI” لفندق “Club Med”، فإن عدد المؤسسات المغلقة يتجاوز العشرين، وسط صمت غير مفهوم من مختلف الجهات المسؤولة.

هذا الوضع يطرح تساؤلات مشروعة حول تعثر المساطر الإدارية أمام محاولات الاستثمار في هذه البنايات، وأين هي الإرادة السياسية لتجاوز هذه الأزمة؟ وما موقع هذه الإشكالية ضمن الاستراتيجية الجهوية لتنمية القطاع السياحي؟

الواضح أن ما يجري اليوم يترجم غياب تنسيق فعلي بين المتدخلين، وافتقار لرؤية مندمجة تجعل من الاستثمار السياحي رافعة حقيقية للتنمية، بدل أن يظل مجرد شعار موسمي مفرغ من أي مضمون.

كلمات دلالية اكادير المغرب تداعيات كورونا سياحة كورونا

مقالات مشابهة

  • فنادق سياحية معروفة لازالت مغلقة بأكادير منذ فترة كورونا
  • الخارجية: المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر بالسودان
  • مصر تثمِّن جهود سلطنة عُمان لإبعاد "شبح الحرب الشاملة"
  • المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • وزارة الخارجية: المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • موعد إجازة عيد تحرير سيناء 2025 وبقية العطلات الرسمية خلال السنة
  • انقطاع المياه فى عدد من المناطق بعين شمس لهذا السبب
  • إدارة مكافحة المخدرات لـ سانا: في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة الداخلية لمكافحة آفة المخدرات، تمكّن فرع مكافحة المخدرات في مدينة اللاذقية من ضبط مستودع يحتوي على مكبس لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدّرة
  • إيطاليا ترحل إلى ألبانيا 40 مهاجرا بعد رفض طلبات اللجوء التي تقدموا بها