الفكاهة والإنسانية.. “رابطة الصلعان” بالأردن تدعم مرضى السرطان
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
عمان – بدأت الفكرة بالفكاهة والتهكم على القيود المرافقة لفترة الإغلاق الكامل إبان انتشار جائحة كورونا عام 2020، لتتحول فيما بعد إلى مبادرة ومهمة إنسانية تجمع حولها نحو 10 آلاف من شباب الأردن.
“رابطة الصلعان” التي تكونت بجهد فردي من الشاب طراد عمرو (27 عاما) قبل 4 أعوام بعد إغلاق صالونات الحلاقة وصعوبة إيجاد الشباب أماكن تفتح أبوابها لتهذيب شعرهم، أصبحت اليوم آلية مجتمعية لتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، الذين فقدوا شعرهم تحت تأثير العلاج الكيميائي.
وبدأت الفكرة بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حصد الكثير من تعليقات السخرية، إلا أنها سرعان ما انتشرت وحشدت الكثير من الداعمين لها.
– صورة وراء الانطلاقة
وروى عمرو للأناضول انطلاقة “رابطة الصلعان” قائلا: “كانت البداية تحمل قدرا من الفكاهة والدعابة، عندما اقترح عليّ صديق إنشاء مجموعة للصلعان، بعدما حظيت صورة لي بتفاعل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حلقت بنفسي رأسي بالكامل على خلفية إغلاق صالونات الحلاقة”.
وأوضح عمرو الذي التقته الأناضول أثناء تواجده في تجمع للرابطة في منطقة “اللويبدة” بالعاصمة عمان، استعدادا لتنظيم فعالية تستهدف مرضى السرطان في عدد من محافظات المملكة، أن الخطوة التي أقدم عليها وتأسيسه تلك الرابطة نزولا عند اقتراح صديقه، جذبت خلال ساعات الكثير من شباب الأردن الذي اعتبر الأمر في البداية شخصيا، نابع من أزمة يمرون بها.
وأضاف: “في كل 24 ساعة كان يدخل على المجموعة ما يزيد عن ألف عضو جديد، إلى أن وصل عدد الأعضاء إلى نحو 25 ألفا”.
الإقبال الكبير على الرابطة وحشدها أناس من مختلف التوجهات وانتشارها بين مرضى السرطان الذين وجدوا في أعضائها نقاط تشابه بينهم، دفع عمرو إلى إغلاق الصفحة الأولى والانتقال بالفكرة إلى طابع أكثر رسمية.
وتابع: “أغلقت المجموعة الأولى، وحاليا على صفحتنا الرسمية هناك قرابة الـ10 آلاف عضو، موزعين على جميع محافظات المملكة، وقسمنا أنفسنا إلى أقاليم هي الشمال والوسط والجنوب، وهناك مشرفون للتنسيق فيما بيننا”.
ولفت عمرو إلى ملاحظته وأعضاء الرابطة خلال تلك السنوات، تفاعل مرضى السرطان معهم.
وأردف: “كانوا يرسلوا لنا صورهم، وأكثر ما يؤثر بنا عندما يقول أولئك المرضى أنهم مثلنا”.
ونوه إلى أن الإقبال الذي حظيت به الرابطة بين مرضى السرطان جعل هدفها هو “كيفية دعمهم نفسيا”.
– الخروج من الفضاء الإلكتروني
ووفقا لعمرو، خرجت الرابطة من إطار الفضاء الإلكتروني إلى الواقع قبل عام واحد “بدأنا التشاور في إنشاء رابطة للصلعان بشكل رسمي، وتم ترخيصها كمبادرة تحت مظلة إحدى المنظمات غير الربحية عام 2023، وفتحنا باب الانتساب”.
وشدد على أن “رسالة الرابطة نفسية بالمقام الأول، وذلك لأن العلاج النفسي يشكل 70 بالمئة من العلاج الكلي”.
واستدرك: “في الرابطة نختار مواقع تجمعاتنا بعناية، ونستهدف المرضى من مختلف الأجناس والأعمار”.
– ردود فعل إيجابية
وبدوره، أكد سامر صبري (35 عاماً) وهو عضو هيئة إدارية في الرابطة، للأناضول، أن “الفكرة كانت مزحة، ولكنهم وجدوا فيما بعد أن الناس متأثرين بمرضى السرطان ويريدون مساعدتهم، وهناك أناس طبيعيون أيضا يخجلون من صلعهم”.
وأضاف أن الرابطة بدأت “بالعفوية والفكاهة ثم وصلت إلى الجدية والإنسانية والتكافل الاجتماعي”.
وتابع: “ليس بالضرورة أن يكون الدعم ماديا، فوجودك بهذه الصورة دعم كبير لهذه الناس”.
أما عصام خطاب (42 عاماً) وهو مشرف الرابطة على وسائل التواصل الاجتماعي، فأشار إلى تلقي الرابطة الكثير من “ردود الفعل الإيجابية من الناس وعروض المساعدة بكافة الطرق”.
وأوضح للأناضول: “الكل كان يظهر تشجيعه للفكرة ودعمهم لمرضى السرطان، والبعض الآخر كان يسأل عن موعد تجمعاتنا وفعالياتنا؛ لإحضار الهدايا الخاصة لهم، وآخرون كانوا يسألون عن إمكانية الانتساب رغم أنهم ليسوا صلعان”.
ووفق إحصائيات رسمية، يعتبر السرطان السبب الثاني للوفيات بالأردن بعد أمراض القلب والشرايين، وهو مسؤول عن 15.7 بالمئة من الوفيات، حيث يبلغ عدد الوفيات بمرض السرطان سنويا 3084.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مرضى السرطان الکثیر من
إقرأ أيضاً:
دراسة صينية تكشف آلية رئيسية وراء علاج السرطان بالأيونات الثقيلة
نجحت دراسة حديثة قادها باحثون من معهد الفيزياء الحديثة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وشركائه في إحراز تقدم ملحوظ في الكشف عن الآلية المجهرية الكامنة وراء علاج مرض السرطان بالأيونات الثقيلة، والذي من المتوقع أن يُحسّن استراتيجيات علاج المرض ويعزز تطوير تكنولوجيات جديدة للعلاج الإشعاعي.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، اليوم الأحد، يستخدم العلاج بالأيونات الثقيلة، وهو تقنية علاج إشعاعي متطورة حزما من الأيونات الثقيلة لتدمير الخلايا السرطانية. ومنذ طرح هذا المفهوم في عام 1946، خضع أكثر من 50 ألف مريض حول العالم لهذا النوع من العلاج.
وفي هذا السياق، قال الباحث شيوي شن يويه من معهد الفيزياء الحديثة: "تحت نفس جرعة الإشعاع، تُظهر الأيونات الثقيلة كفاءة في قتل الخلايا السرطانية تفوق العلاج الإشعاعي التقليدي بالأشعة السينية بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات".
وأضاف شيوي أن بإمكان الأيونات الثقيلة أن تُسبب انكسارات مزدوجة السلسلة للحمض النووي في الخلايا السرطانية بكفاءة أكبر ما يُؤدي إلى حدوث تأثيرات بيولوجية أقوى، إلا أن الآلية المجهرية المحددة الكامنة وراء هذه التأثيرات ظلت غامضة لفترة طويلة.
وأجرى باحثون تجارب في منشآت أبحاث الأيونات الثقيلة في مدينة لانتشو بمقاطعة قانسو في شمال غربي الصين لمعالجة هذه المسألة، حيث لاحظوا لأول مرة آلية متسلسلة لنقل الطاقة بين الجزيئات والبروتونات ناتجة عن إشعاع الأيونات الثقيلة في مجموعات الجزيئات الحيوية.
بدوره.. قال الباحث ما شين ون من المعهد: "تُلقي آلية المراقبة المذكورة الضوء على الآليات الجزيئية للضرر الإشعاعي، وقد تلعب دورا أساسيا في تحسين تقنيات العلاج الإشعاعي في المستقبل".
أجرى الدراسة علماء من معهد الفيزياء الحديثة بالتعاون مع باحثين من جامعة "إيركوتسك" الحكومية الروسية وجامعة "هايدلبرغ" الألمانية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية وجامعة "شيآن جياوتونج" وجامعة "لانتشو".
ونُشرت نتائج الدراسة، مؤخرا، في ورقة بحثية مميزة في مجلة "فيزيكال ريفيو إكس".
اقرأ أيضاًبعد إصابته بالسرطان.. عمرو دياب يدعم عمرو مصطفى بهذه الطريقة | صورة
بعد أنباء إصابته بالسرطان.. تامر حسين يتمنى الشفاء لـ عمرو مصطفى
اختيار العالم محمد الفار رئيساً للمؤتمر العالمي الـ 11 لبحوث وعلاجات السرطان بفيينا