مرتضى الغالي

نحن صادقون في دعوانا لإيقاف هذه الحرب اللعينة الخائبة (بأعجل ما تيسّر) من أجل إنقاذ الوطن من الانهيار الكامل.! لذلك نرحّب بالذين انضموا إلى صف وقف الحرب من (البلابسة السابقين) الذين ارتفعت حناجرهم بتأييد الحرب وجنرالاتها (أهل الخيبات الكبرى) الذين دمروا السودان.!

نعم نرحّب بعودة هؤلاء إلى (شيء من الرشد).

ونأمل أن تكون عودتهم صادقة لوجه الوطن. وإن كان بينهم مبارك الفاضل ونبيل أديب وأردول والناظر الأمين ترك ومحمد وداعة. وآخرون انحشروا في مؤتمر القاهرة، وهم يحسبون أنفسهم من الصحفيين. والله يعلم أن هذه المهنة الوقورة بريئة منهم وهم بريئون منها. جفّت الأقلام وطويت الصحف.!

نحن لا نعادي الناس بأشخاصهم، ولكن بمواقفهم (والوطن فوق الجميع) والحق أحق أن يُتبع والباب مشرع لكل من يقف مع نفسه وقفة مراجعة، ويكف عن الدعوة إلى الحرب وتجييش الأطفال والمدنيين المساكين بدلاً من الإنكار الأعمى لما يراه بعينيه من الكوارث المتلاحقة والسودانيين يموتون (غرقاً وحرقاً وغبناً) وأطفالنا وشبابنا أمل الغد خارج مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم والناس خارج بيوتهم ومعسكر الكيزان والانقلاب و(جماعة الحرب والبل) في حالة من العناد الذي يماثل (عناد التيوس) وهم يرون الوطن يتمزق أمام عيونهم، ويرون أنهم “بدلاً من البل” قد غمرتهم مياه الصرف الصحي، ولا يزالون يركبون رؤوسهم، ويدعون إلى مواصلة الحرب.!

بل إنهم يتهمون الآخرين بمولاة الدعم السريع. رغم أن هؤلاء الآخرين يكررون صباح مساء (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) بل إنهم يرمون قاذوراتهم اللفظية اتهاماً لكل من يدعو لإيقاف الحرب بأنه عميل للإمارات وما شئت من مخابرات أمريكية وكاريبية وباسيفيكية.! في حين أن سفراء هذه (القارات الأربعة) التي تحاربهم “حسب تصريح وزير خارجية حكومة بورتسودان” موجودون معهم في أحياء المدينة. كما أن سفراء حكومة الانقلاب وطواقمهم يمرحون في عواصم هذه القارات “وهناك تعيينات جديدة لمبعوثي الكيزان في هذه السفارات” بل إن شحنات الذهب السوداني لا تزال تنتقل بالطائرات إلى عواصم (هؤلاء الأعداء اللطيفين).!

ما يحتاج إلى تفسير هو هذا الموقف (الحلزوني المزلقاني المرتبك) لمالك عقار نائب رئيس الانقلاب ومناوي حاكم دارفور (من منازلهم) وجبريل (صهر اليونان) ووزير مالية التجويع والمؤجر الملتزم بالدولارات الشهرية. فقد حضروا للقاهرة في مؤتمر شعاره الأول (وقف الحرب.!)

فإذا كانوا مع إيقاف الحرب لماذا نكصوا. وإذا كانوا مع مواصلة الحرب؟ لماذا حضروا من الأساس.؟!

لقد ظلوا موجودين طوال المداولات، وشارك مندوبوهم في صياغة البيان الختامي، ولم يرفضوا التأكيد على وقف الحرب. بل كان تحفظهم الوحيد (عدم تلاوة البيان جهراً).!!

هل رأيت البلابسة ونفاقهم.! إنهم يريدون أن يكون كل شيء (في الغُمتي) بعيداً عن العيون. حتى يسهل عليهم التملص والإنكار و(الفرفصة. الله لا كسّبكم.!

 

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د مرتضى الغالي

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسيطر على معسكر النسور ويتقدم في أم درمان

الجيش السوداني يسيطر على معسكر النسور ويتقدم في أم درمان

مقالات مشابهة

  • الخرطوم حقت أبو منو؟!
  • الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
  • استباحة العقائديون “الكيزان” لمتحف السودان القومي
  • غرائب الحياة من حفاة الى طغاة ومن عباد لله الى عبيد اللات
  • استطلاع رأي: 73% من الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار في ظل رسوم ترامب الجمركية
  • الجيش السوداني يسيطر على معسكر النسور ويتقدم في أم درمان
  • اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة
  • الأميرة هيفاء آل سعود: 14 مليون سائح حضروا الفعاليات الرياضية .. فيديو
  • الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!
  • راشد عبد الرحيم: قتل الكيزان