باحث إسرائيلي يقارن بين حربي غزة 2014 و2024.. الأخطاء تتكرر بل أسوأ بكثير
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
في مثل هذه الأيام من العام 2014 شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسعا على قطاع غزة، عقب وقوع الاحتلال في مفاجأة استخباراتية وفشل عملياتي، وغياب استراتيجية واضحة، وطغيان المصالح الشخصية.
عوفر شيلح، العضو السابق في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، والباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "مرور عشر سنوات على البداية الرسمية لعملية "الجرف الصامد"، أطول جولات القتال في غزة منذ الانسحاب منها وحتى الحرب الحالية بـ51 يوما من المعارك، وسقوط 70 جنديا و5 مستوطنين، وهي معطيات تبدو ضئيلة مقارنة بـ"السيوف الحديدية" اليوم، لكن الفحص الدقيق للأحداث التي أدت لتلك الحرب، والسلوك الذي تم خلالها يعلمنا القليل عما حدث هنا في الأشهر التسعة الماضية".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنها "ليست المرة الأولى التي يكرر فيها الاحتلال أخطاءه، وتجسدت في عدم استفادته من إخفاقه في حرب غزة 2014، وهي ذات نطاق صغير مقارنة بحرب اليوم، بل أعاد تكرارها في 2024، والنتيجة أن دولة الاحتلال والجيش وصلا إلى "الهاوية الصلبة" غير مستعدين على الإطلاق، دون توفر سياسة واضحة تتعلق بغزة، باستثناء استمرار الوضع الراهن، بدليل أن حكومة بنيامين نتنياهو اجتمعت بخصوص غزة مرة واحدة بالضبط في العام ونصف الذي سبق الحرب السابقة، وأنا أعلم أن هذا النقاش لم يكن فيه أي شيء، رغم أنها كانت آنذاك من الذهب الخالص مقارنة بحكومته اليوم".
وأوضح أنه "بالنسبة للاستخبارات، فكل شيء في أوساطها كان يردّد أصداء ما حدث في السابع من أكتوبر بشكل مخيف، خاصة الأخبار الملموسة التي تفيد بأن حماس تخطط لهجوم في كرم أبو سالم، لكن تبين في ذلك اليوم أن لديها عدد أكبر بكثير من المقاتلين، ورغم توفر معلومات استخباراتية دقيقة حول عدد الأنفاق التي تعبر إلى إسرائيل، ومخارجها، لكن الوضع الإشكالي الذي واجهنا تمثل في نوايا الحركة، وحول مدى استعدادها لتنفيذ هجوم واسع النطاق، ورغم أن نتنياهو وصف الأنفاق بأنها "تهديد استراتيجي"، لكنه لم يترجم على أرض الواقع من الناحية العملية".
وكشف أنه "في تلك الحرب تم إرسال الجيش في مهمة أقل إثارة للشكوك بتفجير أنفاق عادت لنفس الطريق بعد أشهر من الحرب، دون معلومات استخباراتية محددة، وأسلحة مناسبة، وغياب النظرية القتالية، حيث لم يكن في الجيش بأكمله نموذج تدريبي واحد لأنفاق غزة، كما لم تتوفر للوحدات المدربة أساليب خداع في خطتها، ولا جدول زمني واقعي، ولا هدف حقيقي لتغيير الوضع، ولا غرض القتال، وما هي الصورة النهائية المطلوبة كما هو الحال اليوم".
وأوضح أن "الخطأ الأعمق بكثير الذي لم يتغير منذ تلك الحرب أن المستويين السياسي والعسكري لا يجريان حواراً حقيقياً، بل تبادلاً للكلمات في مساحة من الراحة، مع أنه قبل عشر سنوات لم يفكر بمهاجمة رئيس الأركان في اجتماعات الحكومة، أما اليوم فإن الوضع أكثر خطورة، فنتنياهو يهدف لاستمرار الحرب لأسباب تتعلق ببقائه السياسي والشخصي، والجيش يعرف أن "النصر الشامل" مجرد وهم، وينشر عبر المتحدثين باسمه في وسائل الإعلام "أساطير" عن نجاح الضغط العسكري، ولم تتغير القصص التي نرويها لأنفسنا عن النصر، حتى لو كانت ليست مطلقة".
وأشار إلى أنه "في حرب 2014 اعتقدت إسرائيل أن التفجيرات العنيفة، وهدم الأبراج السكنية، وتصفية كبار المسؤولين، من المفترض أن يركّع حماس، ويجعلها تسعى لإنهاء القتال؛ لكن من الناحية العملية، رفضت حماس وقف إطلاق النار، واستمرت في عنادها، والغريب أن قادة الاحتلال آنذاك، بمن فيهم تسيفي ليفني وزيرة القضاء، تقول اليوم إن كل الأفكار المطروحة على الطاولة للمشاركة العربية والدولية في إنشاء بديل لحكم حماس تم طرحها بالفعل حينها، لكن نتنياهو رفضها".
تشير هذه المقارنة إلى أنه في ظل غياب تحرك سياسي مكمّل، سيبقى ما يزعمه الاحتلال عن إنجازات عسكرية دون نتائج حقيقية، لأن رفضه المبادرة لتحرك إقليمي، بزعم كبح جماح حماس، وإعادة إعمار غزة، سيخلق أمامه وضعا يعيده للبداية، وبالتالي مرة أخرى تزداد قوة حماس، وإذا لم يحدث تغيير، فإن جولة القتال المقبلة ستكون مسألة وقت، وستكون أصعب من هذه "الهاوية الصلبة".
ولعل السبب في هذه الرؤية الإسرائيلية المتشائمة أن الاحتلال، بكل مستوياته، لا يتعلم من أخطائه العسكرية السابقة التي تتكرر في كل عدوان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الجرف الصامد غزة الاحتلال الجرف الصامد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
باحث: لا تقارب بين حماس وترامب.. والرئيس الأمريكي يريد إطلاق سراح كل الرهائن
قال باسم أبو سمية كاتب وباحث سياسي، إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل المبعوث ستيف كوك للتفاوض مع حماس حول قضايا تؤثر على وجود حركة حماس، أي تفكيك الجيش والسلاح وعدم مشاركة حماس في النشاط السياسي، فهو لا يريد لحماس أن توجد على الإطلاق.
وأضاف أبو سمية، في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «هذا يعني أن القضية ليست التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو المرحلة الثانية ثم تنتهي الأمور، كما أنّ مبعوثه وآدم بوهلر متفقان على قضية القضاء على حركة حماس، وهذه هي القضية، وهناك أيضاً قرار الحكومة الإسرائيلية كما قلنا بقطع المياه والكهرباء والمساعدات الإنسانية، أي سلاح التجويع.
وتابع الباحث السياسي، أنّ هناك اتفاق كامل بين الطرفين، أميركا وإسرائيل على التخلص من حماس بأي وسيلة، بحيث يفتحون الباب لليوم التالي لانتهاء الحرب، ولكن ما مدى استعداد حماس لمعادلة القضايا؟ هذا لا يعني أن المرحلة تنتهي عند هذا الحد، فترامب هدد حماس بفتح أبواب جهنم إذا لم تطلق سراح جميع الرهائن، واكتشفنا أن هناك مفاوضات سرية جرت أكثر من مرة في الدوحة بين المبعوث الأميركي وحماس، هذا الموضوع الذي كاد أن يعطي أملاً لحماس، من هناك تقارب بين إدارة دونالد ترامب وحماس، وفي الواقع هذا التقارب غير موجود بل هو مصلحة، هو يريد إطلاق سراح كافة الرهائن وعدم تقديم أي تنازلات أو تغيير في السياسة الاستراتيجية الأميركية تجاه حماس أو حتى تجاه القضايا العربية الأخرى.
وأشارت اليونيسيف إلى أن هناك تدهور كبير للوضع في غزة بعد قرار قطع الكهرباء عن قطاع غزة ما أدى إلى تعطيل عمليات تحلية المياه الحيوية.
وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمر لليوم العاشر على التوالي.
وقد حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، من الوضع الإنساني المأساوي الذي يعانيه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وقال هادي في بيان صحفي: إن المساعدات الإنسانية تمثل شريان الحياة لملايين الفلسطينيين، الذين مروا بشهور من المعاناة الصعبة، مشدداً على أن استمرار حجب هذه الإمدادات يعرض حياة المدنيين للخطر.