خبراء روس للجزيرة نت: قمة بوتين مودي أكدت عدم تبعية روسيا للصين والهند للغرب
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
موسكو- تحت عنوان "روسيا والهند: شراكة قوية ومتوسعة" انتهت، أمس الثلاثاء، في موسكو أعمال القمة السنوية الـ22 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي وصل موسكو في زيارة رسمية ليومين، هي الأولى له إلى الخارج منذ إعادة انتخابه لولاية ثالثة، والأولى منذ 5 سنوات إلى روسيا.
وتوجت هذه القمة أعمالها بالإعلان عن برنامج ثنائي حتى عام 2030، يشمل تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والزراعة والغذاء والطاقة والتكنولوجيا الفائقة، والتوقيع على اتفاقية مع صندوق الاستثمار المباشر بشأن البرامج التعليمية والاعتراف بمؤهلات المتخصصين.
كما تم الاتفاق على تحفيز الإنتاج المشترك في الهند لقطع الغيار اللازمة لصيانة الأسلحة روسية الصنع، والتعاون في تطوير وإنتاج واستخدام محركات الصواريخ.
انهيار آمالورغم أن تعزيز العلاقات الثنائية متعددة الأوجه بين موسكو ونيودلهي شكل الصبغة الأساسية للقمة، إلا أن عددا من المراقبين الروس شددوا على أنها حملت رسائل سياسية بالغة الأهمية.
وبرأي محلل الشؤون الدولية ديمتري بابيتش، فإن هذه القمة تُعتبر انهيارا لآمال الولايات المتحدة في أن يصبح الصراع مع أوكرانيا سببا لتفاقم العلاقات بين روسيا والهند.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال بابيتش إن الأمر الأكثر إثارة للخوف بالنسبة للأميركيين هو وجود دليل إضافي على أن سياسة "فرّق تسد" التي استعاروها من البريطانيين أصبحت تعمل بشكل أقل، وإن نفوذ واشنطن -التي كانت ذات يوم القوة المهيمنة الوحيدة- يتراجع باستمرار.
وباعتقاده، فإن الهند أكدت للعالم -من خلال هذه القمة ونتائجها- أن علاقتها مع روسيا مهمة للغاية، خاصة وأنها حجر الزاوية في السياسة الخارجية والنظرة الهندية للجغرافيا السياسية العالمية.
ويشير الخبير الروسي إلى أن رئيس الوزراء الهندي أراد من خلال هذه الزيارة أيضا تعزيز العلاقات بما يقلل من المخاوف بشأن ما تعتقد نيودلهي أنه انجراف روسي نحو الصين.
تعاون تجاريووفقا لنائب رئيس الديوان الرئاسي الروسي مكسيم أوريشكين، يُتوقع أن يتجاوز حجم التجارة مع الهند 100 مليار دولار، بعد أن بلغ 65 مليارا نهاية عام 2023.
وزادت مؤشرات التجارة بين البلدين عدة مرات منذ بدء الحرب مع أوكرانيا بسبب قفزة واردات النفط الروسي بسعر منخفض بعد فرض العقوبات الغربية. وأصبحت الهند السوق الأول لإمدادات النفط لروسيا عام 2023، وقد نمت 20 مرة مقارنة بعام 2021.
لكن في المقابل، أدى ذلك إلى عجز تجاري كبير، حيث بلغت الواردات الهندية حوالي 60 مليار دولار مقابل 4 مليارات فقط من الصادرات الروسية الفترة بين 2023 و2024.
وقبل القمة بأيام، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الهند وبلاده تقدمان ما يصل إلى 60% من مدفوعات التجارة الثنائية بالعملتين الوطنيتين. كما أعلن بنك "سبيربنك" عن تسهيل المدفوعات في الأشهر الأخيرة بفضل فتح حسابات من قِبَل الشركات الهندية.
وبعد اختتامها، قال لافروف إن موسكو تواصل دعم ترشيح الهند لعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي.
مواقف مشتركةفي ملف السياسة الدولية، خرجت "قمة بوتين مودي" بعدة مواقف مشتركة أبرزها الدعوة إلى إنشاء دولة مستقلة في أفغانستان ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبخصوص الأزمة مع أوكرانيا، دعا مودي بوتين إلى السعي من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال الدبلوماسية والحوار، وقال إن بلاده مستعدة لتقديم أي مساعدة لإحلال السلام هناك.
من جانبه، قال مدير مركز التنبؤات السياسية دينيس كركودينوف -للجزيرة نت- إن موسكو مهتمة بإظهار استقلال سياستها الخارجية عن بكين، لأن الحديث عن "جريها" وراء المصالح الصينية أصبح منتشرا على نطاق واسع بالغرب، ومن الطبيعي أن يكون الكرملين منزعجا من هذا الأمر.
ويضيف أن زيارة رئيس وزراء الهند، التي لها تاريخ طويل من العلاقات المعقدة مع الصين، هي أفضل وسيلة لإثبات عدم التبعية من الجانبين، سواء من روسيا للصين أو الهند للغرب، مشيرا إلى أن نيودلهي لا تطلب الإذن من أحد بشأن كيفية التصرف على الساحة الدولية "وهذا أمر نادر في عصرنا".
ولفت المتحدث إلى أن القمة تصب كذلك باتجاه توفير خارطة طريق وتخطيط إستراتيجي روسي هندي، يمنح قوة إضافية لقمة "بريكس" التي ستُعقد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل في قازان.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "غازيتا رو" الروسية عن ما وصفتها بالمصادر أن موسكو وافقت على تسريح جميع المواطنين الهنود الذين يخدمون بالجيش الروسي (في الحرب مع أوكرانيا) بعد أن أثار مودي هذا الموضوع خلال العشاء الخاص الذي أقامه بوتين على شرفه، ووعد الرئيس الروسي بتسهيل عودة العسكريين الهنود إلى وطنهم.
يُشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استبق قمة بوتين مودي، ووصفها بأنها "خيبة أمل كبيرة وضربة ساحقة لجهود السلام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مع أوکرانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بعد مكالمة بوتين وترامب
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، صباح اليوم الأربعاء، بشن هجمات جوية أشعلت حرائق وألحقت أضراراً بالبنية التحتية، وذلك بعد ساعات فقط من موافقة الرئيس فلاديمير بوتين، على وقف محدود لإطلاق النار في حرب روسيا في أوكرانيا.
ووافق بوتين على وقف مؤقت للهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية، لكنه رفض تأييد وقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يوماً، وهو ما يقل كثيراً عما سعى إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كخطوة أولى نحو اتفاق سلام دائم.
A brutal strike on a hospital in Sumy, Ukraine.
That’s russia’s follow-up to their peace talks. pic.twitter.com/ncQKuTJ8bI
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وافق على وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يوماً، بعد مكالمة بوتين وترامب بأنه سيدعم وقف إطلاق النار المحدود، لكنه حث العالم على عرقلة أي محاولات من جانب موسكو لإطالة أمد الحرب.
وبعد ساعات، أبلغ الجانبان عن وقوع هجمات. وقال أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، عبر تطبيق تيلغرام "روسيا تهاجم البنية التحتية المدنية والسكان الآن".
وأعلنت السلطات الإقليمية في سومي شمال شرق أوكرانيا، أن هجمات الطائرات المسيرة الروسية ألحقت أضراراً بمستشفيين هناك، دون وقوع إصابات، لكنها أجبرت على إجلاء المرضى والعاملين في المستشفى.
A hospital in Ukraine's northeastern city of Sumy and another in the town of Krasnopillia were hit by drones during a series of attacks on Ukraine, prompting President Volodymyr Zelensky to accuse Vladimir Putin of de facto rejecting a ceasefire.https://t.co/m4FkCOY0BK
— The Kyiv Independent (@KyivIndependent) March 19, 2025وأعلن ميكولا كلاشنيك، حاكم المنطقة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، إصابة رجل يبلغ من العمر 60 عاماً وتضرر عدة منازل، في هجوم روسي بطائرة مسيرة على منطقة كييف المحيطة بالعاصمة الأوكرانية.
وأضاف زيلينسكي أن روسيا أطلقت أكثر من 40 طائرة مسيّرة على أوكرانيا، في الساعات التي أعقبت المكالمة بين ترامب وبوتين.
وأعلنت السلطات في منطقة كراسنودار جنوب روسيا، أن هجوماً بطائرة مسيرة أوكرانية أشعل حريقاً محدوداً في مستودع نفط يقع بالقرب من قرية قفقاسسكايا. ولم يُصب أحد بأذى في الحريق، الذي امتد على مساحة 20 متراً مربعاً، ولكن السلطات أجلت 30 موظفاً.
وقالت إدارة المنطقة الجنوبية الروسية، في منشور على تطبيق تيلغرام للمراسلة "علقنا العمل في المنشأة".
وأعلنت هيئة مراقبة الطيران الروسية، أنها علّقت الرحلات الجوية من مطارات قازان ونيجني نوفجورود ونيجنكامسك في روسيا، وجميعها على بُعد مئات الكيلومترات شرق موسكو، "لضمان السلامة الجوية". ولم تُفصح الوكالة عن سبب التعليق، لكنها عادة ما تُعلّق الرحلات الجوية عند ورود تقارير عن هجمات بطائرات مُسيّرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت 57 طائرة مسيرة أوكرانية ودمرتها خلال الليل. وأضافت الوزارة عبر تطبيق تيلغرام أن 35 طائرة مسيرة دُمرت فوق منطقة كورسك الحدودية، بينما دُمرت البقية فوق مناطق أوريول وتولا وبريانسك وبحر آزوف.