شبكة اخبار العراق:
2025-03-18@05:35:55 GMT

تصعيد حوثي تجاه السعودية في توقيت غريب!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

تصعيد حوثي تجاه السعودية في توقيت غريب!

آخر تحديث: 10 يوليوز 2024 - 9:09 صبقلم:خيرالله خيرالله جاء الهجوم العنيف، بطابعه الاستفزازي، الذي شنه عبدالملك الحوثي، قبل أيام قليلة، على المملكة العربيّة السعودية بمثابة رسالة تأتي في توقيت غريب. مصدر الغرابة أنّ البند الوحيد الذي احترمته “الجمهوريّة الإسلاميّة” في الاتفاق الموقع مع المملكة برعاية صينيّة هو ذلك الذي يخصّ العلاقة بين البلدين من جهة ووقف الاعتداءات الحوثية على منشآت سعوديّة من جهة أخرى.

وقع الاتفاق في بيجينغ (بكين) في 10 آذار – مارس 2023. ليس معروفا ما الذي استجد وجعل زعيم الحوثيين يقدم على خطوته هذه. بكلام أوضح ما الذي تغيّر كي يخرج عبدالملك الحوثي، الذي لا يتصرف من دون تعليمات إيرانية، عن طوره؟ قد تكون المسألة متعلقة بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن حيث المقر المؤقت لـ“الشرعية” اليمنية، في حين يعتبر الحوثيون، منذ سيطرتهم على صنعاء في 21 أيلول – سبتمبر 2014، أنّهم يمثلون الشرعية اليمنية وأنّ المناطق التي توجد فعلا تحت سيطرتهم نواة لدولة قويّة لا بدّ لها أن تتمدّد يوما. ينظر الحوثيون إلى نقل البنك المركزي إلى عدن من زاوية وجود رغبة سعودية في منعهم من إقامة دولة خاصة بهم من منطلق أنّهم يمثلون الطرف السياسي والعسكري الأقوى في اليمن. يتصرّف الحوثيون بالفعل كأنّهم الدولة في اليمن رافضين أي تسوية سياسيّة من أي نوع وذلك منذ وضع يدهم على صنعاء قبل أقلّ بقليل من عشر سنوات، في ضوء تخاذل الرئيس السابق عبدربّه منصور هادي. في الواقع، بسبب تعنت الحوثيين، فشلت كل المحاولات التي تستهدف التوصل إلى تسوية سياسية تشارك فيها كلّ المكونات اليمنية الأخرى في الشمال والجنوب والوسط بغية إخراج البلد من الأزمة العميقة التي يمر بها والتي أدت إلى تشظيه. ليس سرّا، أن المطروح منذ سنوات عدّة صيغة جديدة لليمن تقوم على اللامركزية وحتّى الفيدرالية تأخذ في الاعتبار أن الحوثيين جزء من النسيج الاجتماعي اليمني ولا يمكن، بأي شكل، استبعادهم عن أي حل سياسي شامل. يكشف الهجوم الذي شنّه عبدالملك الحوثي على المملكة العربيّة السعوديّة رغبة في ممارسة لعبة الابتزاز من جهة والتصرف على أساس أنّ هناك دولة قائمة بحد ذاتها في شمال اليمن من جهة أخرى. مطلوب الاعتراف بهذه الدولة والتخلي عن أي محاولة لجمع اليمنيين من أجل إيجاد تفاهم بينهم. مثل هذه الدولة الحوثية تنتظر الفرصة المناسبة كي تتوسّع أكثر ولا تتوقع من أي طرف الوقوف في وجه طموحاتها عن طريق نقل البنك المركزي إلى عدن وجعل المصارف اليمنية تعمل من عاصمة الجنوب التي تُعتبر العاصمة المؤقتة لليمن. توجد حاليا في شمال اليمن دولة تابعة لإيران عاصمتها صنعاء، بل توجد قاعدة صواريخ ومسيرات إيرانيّة في شبه الجزيرة العربيّة. تنفذ هذه الدولة، التي صار عمرها عشر سنوات كلّ المطلوب منها، بما في ذلك عرقلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر… بحجة دعم غزّة. لدى وجود حاجة إيرانيّة إلى التهدئة مع السعودية ودول الخليج، لا تعود هناك اعتداءات انطلاقا من الأراضي اليمنيّة، لا على السعوديّة ولا على أي دولة خليجية أخرى. يكون التصعيد في هذه الحال بالذات محصورا بالبحر الأحمر ويكون الكلام عن ردّ على إسرائيل بالتنسيق مع ميليشيات مذهبيّة عراقيّة.من هنا، يبدو منطقيا التساؤل عن الأسباب التي جعلت عبدالملك الحوثي يلجأ إلى التصعيد في هذه الأيام بالذات؟ وصل الأمر بعبدالملك الحوثي إلى توجيه كلام بذيء في حق السعوديّة وإلى تهديد بأن “البنوك بالبنوك… ومطار الرياض بمطار صنعاء”، على سبيل المثال وليس الحصر. في غياب الأجوبة التي تفسّر هذا التوتر الحوثي، يمكن التساؤل أيضا هل من علاقة بين انتخاب رئيس جديد للجمهورية في إيران هو مسعود بيزشكيان، المحسوب على تيار الإصلاحيين، والتصعيد الإيراني عن طريق اليمن؟ هل تريد “الجمهوريّة الإسلاميّة” التأكيد، لكلّ من يعنيه الأمر، أنّ شيئا لم يتغيّر في “الجمهوريّة الإسلاميّة” وأنّ “الحرس الثوري”، الذي يُعتبر الحوثيون جزءا لا يتجزّأ من تركيبته، لا يزال صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في شأن كلّ ما له علاقة بالسياسة الخارجيّة الإيرانيّة وتوجهاتها؟ تظهر الحملة الحوثية المتجددة على المملكة العربيّة السعوديّة، بكلّ ما تضمنته من عدوانيّة، وجود نيات مبيتة تجاه المملكة التي لا تستطيع تجاهل التغيير في مزاج عبدالملك الحوثي… وربّما في المزاج الإيراني ككلّ. ليس مستبعدا أن تعيد الرياض النظر في كلّ حساباتها اليمنية بعد مرور أشهر عدّة كان الرهان فيها على إمكان الجمع بين اليمنيين وإيجاد تفاهم في ما بينهم.يبقى أنّ الحوثيين يتصرفون هذه الأيام بطريقة تشير إلى أنهم يتعرضون في الداخل اليمني لضغوط شديدة كما أنّ عرض العضلات الذي يلجأون إليه في البحر الأحمر لم تعد منه فائدة تذكر بعد ارتداده عليهم وتأليب الرأي العام العالمي ضدهم. لم تعد من فعالية كبيرة للمسيرات الحوثية. لم تتعرض إسرائيل لأذى يذكر نظرا إلى أن موانئها الأساسية على البحر المتوسط. في المقابل، أثرت الممارسات الحوثية على الملاحة في قناة السويس. أضرت ببلد عربي هو مصر يقف في الصفوف الأولى دفاعا عن غزّة وأهلها. تقف مصر حاجزا منيعا في وجه تهجير الغزيين من أرضهم.فوق ذلك كلّه، يبدو أن العالم، على رأسه الولايات المتحدة، بدأ يدرك جيدا مدى خطورة الحوثيين وسياسة الابتزاز التي يمارسونها على كلّ صعيد بدءا باحتجاز موظفي الأمم المتحدة من المواطنين اليمنيين في صنعاء. في ظلّ هذه التحولات، لا يمكن تجاهل أن من بين الأسباب الأخرى، التي تجعل الحوثي يلجأ إلى التصعيد، احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قريبا، مع ما يعنيه ذلك من مواقف أكثر تشددا تجاه إيران…

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: عبدالملک الحوثی السعودی ة العربی ة من جهة

إقرأ أيضاً:

السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا

لا يُمكن فصل السّيَاسات الدولية اليوم تجاه فلسطين أو تجاه كافة دول العالم الإسلامي عن الموقف من الإسلام في حد ذاته. تحكم السياساتِ الدولية بشكل عامّ مصالح وصراعاتٌ اقتصادية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعالم الإسلامي يُلاحَظ أن هناك عاملا خفيا يُغلِّف كل هذه السياسات له علاقة بكون هذه الدولة بها غالبية من المسلمين أم لا، بغضِّ النظر عن المذهب أو طبيعة نظام الحكم أو التاريخ أو الجغرافيا لتلك الدولة.

في آخر المطاف تجد اتفاقا بين الدول الغربية في أسلوب التعامل مع أي منها يقوم على فكرة مركزية مفادها ضرورة إذعان هذه الدولة للنظام العالمي الغربي والقَبول بهيمنة القواعد المتحكِّمة فيه وعدم الخروج عنها بأيِّ صفة كانت، وإلا فإنها ستُحارَب بكافة الوسائل والطرق. لا يهم إن كانت هذه الدولة فقيرة مثل الصومال أو غنيّة مثل السعودية أو تركيا أو إيران. جميعهم في نظر السياسات الغربية واحد، فقط هي أساليب التعامل مع كل منهم التي تختلف. بعضهم يحتاج إلى القوة وآخر إلى الحصار وثالث إلى التّهديد ورابع إلى تحريك الصراعات الداخلية إلى حد الاقتتال وسادس إلى إثارة خلافات حدودية مع جيرانه… الخ، أي أنها ينبغي جميعا أن تبقى في حالة توتر وخوف وقلق من المستقبل.

تكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالمتكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالم للتأكد من ذلك، فحيث لا يوجد إخضاع تام من خلال القواعد العسكرية المباشرة والقَبول كرها بخدمة المصالح الغربية، يوجد إخضاع غير مباشر من خلال الحروب الأهلية أو اصطناع الجماعات الإرهابية أو إثارة النّعرات القبلية والعرقية أو تحريك مشكلات الحدود الجغرافية.. نادرا ما تُترك فرصة لِدولة من دولنا لتتحرّك بعيدا عن هذه الضغوط. السيناريوهات فقط هي التي تتبدّل أما الغاية فباستمرار واحدة: ينبغي ألا تستقلّ دول العالم الإسلامي بقرارها، ومن الممنوعات الإستراتيجية أن تُعيد التفكير في مشروع وحدة على طريق جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر مثلا!

وهنا تبرز فلسطين كحلقة مركزية في هذا العالم الإسلامي، ويتحدد إقليم غزة بالتحديد كمكان يتكثف فيه الصراع.

ما يحدث في غزة اليوم ليس المستهدَف منه سكان فلسطين وحدهم، إنما كل كتلة العالم الإسلامي المفترض وجودها كذلك. أيّ إبادة لسكان هذا القطاع إنما تحمل في معناها العميق تهديد أي دولة من دول العالم الإسلامي تُريد الخروج عن هيمنة النظام العالمي الغربي المفروض  بالقوة اليوم على جميع الشعوب غير الغربية، وبالدرجة الأولى على الشعوب الإسلامية.. وكذلك الأمر بالنسبة للحصار والتجويع والقهر بجميع أنواعه. إنها ممارساتٌ تحمل رسائل مُوجَّهة لكافة المسلمين ولكافة دول الجنوب الفقير وليس فقط للفلسطينيين في قطاع غزة بمفردهم. محتوى هذه الرسائل واحد: الغرب بمختلف اتجاهاته يستخدم اليد الضاربة للصهيونية في قلب أمة الإسلام، ليس فقط لإخضاع غزة إنما إخضاع كل هذه المساحة الجيوستراتيجية الشاسعة لسيطرته الكاملة ثم إخضاع بقية العالم.
يُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط
وعليه، فإن السلوك المُشتَّت اليوم للمسلمين، وبقاء نظرتهم المُجزّأة للصراع، كل يسعى لإنقاذ نفسه، إنما هو في الواقع إنقاذٌ مؤقت إلى حين تتحول البوصلة نحو بلد آخر يُحاصَر أو يُقَسَّم أو تُثار به أنواع أخرى من الفتن… ويُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط أو ضد حركة الجهاد في فلسطين، ذلك أن كل الاتجاهات الإسلامية هي في نظر الاستراتيجي الغربي واحدة، تختلف فقط من حيث الشكل أو من حيث الحدة والأسلوب. لذلك فجميعها موضوعة على القائمة للتصفية يوما من الأيام، بما في ذلك تلك التي تعلن أنها مسلمة لائكية حداثية أو عصرية!.. لا خلاف سوى مرحليًّا بينها، لا فرق عند الغربيين بين المُعمَّم بالعمامة السوداء أو البيضاء أو صاحب ربطة العنق أو الدشداش أو الكوفية أو الشاش، ولا فرق عندهم بين جميع أشكال الحجاب أو الخمار أو ألوانها في كل بقعة من العالم الإسلامي، جميعها تدل على الأمر ذاته.

وفي هذه المسألة بالذات هم متّحدون، وإن أبدوا بعض الليونة المؤقتة تجاه هذا أو ذاك إلى حين.
فهل تصل الشعوب والحكومات في البلدان الإسلامية إلى مثل هذه القناعة وتتحرّك ككتلة واحدة تجاه الآخرين كما يفعل الغرب الذي يتصرّف بشكل موحد تجاه المسلمين وإنْ تنافس على النيل منهم؟

ذلك هو السؤال الذي تحكم طبيعة الإجابة عنه مصير غزة وفلسطين.. ومادام الغرب يعرف الإجابة اليوم، فإنه سيستمرّ في سياسته إلى حين يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا وتتبدَّل الموازين.

(نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية)

مقالات مشابهة

  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 16 للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • (نص) المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • قيادي حوثي يدعو القبائل السعودية للمشاركة في المعارك ضد المملكة وأمريكا
  • نارين بيوتي تتحدث عن معاناتها مع الصيام: صومت على توقيت السعودية بالسويد.. فيديو
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات
  • عاجل.. عبدالملك الحوثي: ''قرارنا بحظر الملاحة يخص العدو الإسرائيلي فقط''
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • تصرف غريب من بيتروس تجاه جماهير الأهلي.. فيديو
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • شاهد| المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (فيديو)