فيروس يجتاح دول الجوار.. وهذا هو المطلوب لبنانيًا
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
وصل فيروس "حمى النيل" الى جوار لبنان وسجّلت أولى حالات الإصابات والوفيات به في المدن والمناطق الفلسطينية والإسرائيلية في الايام القليلة الماضية؛ الأمر الذي يشكّل تحدياً صحياً وبيئياً جديداً للبنان، نظراً لانتشار هذه "الحمى" وانتقالها عبر البعوض في الدول المحيطة به تزامناً مع التحولات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام.
شهد لبنان في السنوات الماضية حالات إصابة عديدة بفيروس حمى غرب النيل، وهي عدوى فيروسية خطيرة تنتقل وتنتشر عن طريق لدغات البعوض المصاب بالفيروس وقد تسبب مرضاً عصبياً وخيماً وتؤدي الى الوفاة في بعض الحالات.
عدوى لا تشعر بها معظم الإصابات
بالرغم من المخاوف المتزايدة في الدول المحيطة من هذا الفيروس الشائع في المناطق المعتدلة والاستوائية كالشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية، تطمئن الاختصاصية في العلوم المخبرية، ايليان بطرس الى أن العدوى بهذا النوع من الفيروسات لا تحصل عادة إلاّ بواسطة الناقلات الحشرية مثل البعوض. وقد سُجّل وقوع عدد ضئيل جداً من الحالات البشرية عن طريق زرع الأعضاء ونقل الدم والرضاعة الطبيعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتؤكّد بطرس لـ"لبنان 24" أن الحالات المصابة بحمى غرب النيل لا تشكّل أي خطر على المخالطين وأن أعراضه غالباً ما تكون خفيفة حتى أنها لا تظهر على معظم المصابين به وتتضمّن الشعور بالصداع، الآلام العضلية، الحمى، الغثيان والقيء. غير أن بعض الحالات قد تكون أكثر خطورة، خاصة لدى البالغين ومن يعانون من نقص في المناعة، ما قد يؤدي الى التهاب في السحايا أي في الأغشية الرقيقة التي تُغطّي الدماغ والحبل الشوكي وبالتالي ما قد يهدد حياة المصاب بالفيروس.
وفيما تتراوح فترة حضانة هذا الفيروس بين ثلاثة أيام و14 يوماً، تظهر إحصاءات "الصحة العالمية" ان العدوى بفيروس غرب النيل لا تترافق بأعراض لدى 80% من المصابين بها تقريباً.
أما عن كيفية التشخيص، فتشير بطرس الى أنه يمكن تحديد الإصابة بحمى غرب النيل وهو من الفيروسات التي تسمى فلافيفيروس (flavivirus) عبر فحوصات الدم التي تبحث عن الأجسام المضادة للفيروس، لكن لا يوجد علاج محدد له حتى الآن، كما أن لا لقاح لهذه العدوى، لذا تجدر الوقاية من مسببات الإصابة بها.
وتشدد الاختصاصية المخبرية على ضرورة استشارة طبيب مختصّ عند ظهور عوارض الإصابة للحصول على سبل الوقاية من المضاعفات الممكنة.
الوقاية باليقظة في لبنان
لأن الصحة والبيئة تتلازمان خاصّة عند الحديث عن البعوض، ولأن الأزمات المتتالية في لبنان والانشغال بالاستحقاقات السيادية قد يكون الغالب في هذه المرحلة، فان الاعتماد على وعي الأفراد ويقظتهم يعتبر من أفضل الحلول للوقاية من عدوى "حمى النيل"، بالرغم من أهمية وضرورة وجود خطط واستراتيجيات بيئية لترصد البعوض ومكافحته منعاً من انتشار أي فيروس قد ينتقل بواسطته.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يجب اللجوء الى برامج شاملة ومتكاملة لترصد البعوض في مناطق الانتشار والكشف عن أنواعها. بالإضافة الى التركيز على تدابير المكافحة المتكاملة للحد من البعوض في المصدر، إدارة المياه واستعمال المواد الكيميائية وأساليب المكافحة البيولوجية.
على الصعيد الفردي، ينصح باتخاذ الخطوات الوقائية من لسعات البعوض المتعرف عليها، مثل استخدام طارد الحشرات ومنفرات البعوض، الاستعانة بالناموسيات، ارتداء ملابس واقية وتجنّب القيام بأنشطة في الهواء الطلق حينما يبلغ نشاط البعوض ذروته.
وفي حين تلفت "الصحة العالمية" الى أهمية ارتداء ألبسة فاتحة اللون للوقاية من البعوض، أظهرت دراسة حديثة أن بعض الألوان تجذب هذه الحشرات أكثر من سواها كالأحمر والبرتقالي والأسود، فيما ألوان أخرى مثل الأخضر والأرجواني والأزرق و الأبيض تجنّب من يرتديها من لدغات الحشرة المزعجة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«الصحة»: تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري
نظمت وزارة الصحة والسكان، ورشة عمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، على مدار يومي 23 و24 ديسمبر الجاري؛ بهدف تكثيف حملات التوعية المجتمعية بفيروس نقص المناعة البشري.
خطط حملات التوعية المجتمعيةوأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، في بيان، اليوم الأربعاء، إلى أن الورشة تستهدف تعزيز وعي المشاركين من وسائل الإعلام بالاستراتيجيات وخطط العمل المحدثة لبرامج مكافحة الإيدز، كما تهدف إلى إنشاء بيئة تفاعلية تجمع بين مسؤولي البرامج الوطنية ومعدّي خطط حملات التوعية المجتمعية.
أكد «عبدالغفار» أهمية الحملات الإعلامية في التوعية بمرض الإيدز، مشيرًا إلى دورها الفعّال في الحد من انتشار الفيروس وتقليل آثاره الصحية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الحملات تسعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة، تشجيع الفحص المبكر والعلاج، ودعم المصابين نفسيًا وتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض.
تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشريمن جانبها، استعرضت الدكتورة هبة السيد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ملامح تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)، والتي ستغطي الفترة من عام 2024 حتى 2030، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، موضحة أن الاستراتيجية تستند على 4 محاور رئيسية وهي: تحقيق أقصى قدر من الإنصاف والمساواة في الوصول إلى الخدمات، وكسر الحواجز لتحقيق نتائج مكافحة فيروس نقص المناعة البشري، وتوفير الموارد الكاملة للاستجابات الفعالة لمكافحة الفيروس واستدامتها ودمجها في نظم الصحة والحماية الاجتماعية والأوضاع الإنسانية والاستجابات للأوبئة، وتحديث البيانات لتوجيه التدخلات المركزة، وتهدف إلى تحقيق 3 أصفار،(صفر إصابات جديدة، وصفر وصمة عار للحالات المصابة، وصفر وفيات».
أسباب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريوقدمت الدكتورة هبة السيد شرحًا وافيًا للإجابات المتعلقة بالأسئلة الشائعة حول فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)، متطرقة إلى أسباب الإصابة، طرق انتقال الفيروس، وسائل الوقاية، وطرق التشخيص المبكر، كما ناقشت سبل تحسين جودة حياة المصابين، بالإضافة إلى العوامل التي تزيد من خطر العدوى.
من جانبه صرّح الدكتور وليد كمال، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بمصر، بأن ورشة العمل تُبرز الدور الجوهري للإعلام في نشر المعلومات الصحيحة ومواجهة الوصمة الاجتماعية والتمييز،مشيرًا إلى أن الورشة توفر للمشاركين الأدوات والمعلومات اللازمة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، مع التأكيد على أهمية الوصول إلى الخدمات الصحية بدون أي تمييز،كما شدد على التزام برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز ببناء شراكات مستدامة لدعم الاستجابة الوطنية لمكافحة الفيروس.