شقيقه محكوم بالإعدام.. السجن 20 سنة لمعلم سعودي بسبب منشورات
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
قضت محكمة سعودية بالسجن 20 سنة على المواطن أسعد الغامدي، الذي كان قد حكم على شقيقه بالإعدام العام الماضي، وذلك على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودانت المحكمة الجزائية المتخصصة التي تأسّست بالسعودية عام 2008 للنظر في قضايا الإرهاب، المواطن أسعد الغامدي (47 عاما) في مايو الماضي، بعد حوالي عام ونصف العام على توقيفه في نوفمبر 2022 من منزله في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر في غرب السعودية.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الغامدي حُكم "بالسجن 20 عاما لتهم تتعلق بنشاطه السلمي على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأسعد الغامدي، مدرس وأب لستة أبناء، أصغرهم طفلة عمرها 6 سنوات، وهو شقيق محمد الغامدي الذي حكم عليه العام الماضي بالإعدام لـ"تنديده بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان" في المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي، حسب وكالة فرانس برس.
ومحمد وأسعد هما شقيقا الناشط والمعارض المعروف سعيد الغامدي، الذي يعيش خارج السعودية.
وذكرت "هيومن رايتس ووتش" ومقرها واشنطن، أن السلطات السعودية اتهمت أسعد بـ"وصف الملك وولي العهد بوصف يطعن في الدين والعدالة"، و"نشر أخبار وإشاعات كاذبة ومغرضة".
وأشارت وثائق المحكمة إلى أنه اعتُقل بسبب "نشر منشورات تضر بأمن الوطن على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)"، حسب هيومن رايتس ووتش.
وأوضحت نقلا عن مصادرها، أن "التغريدات التي استُخدمت كدليل ضده، انتقدت مشاريع مرتبطة بـ (رؤية 2030)"، برنامج ولي العهد محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد".
????شقيقي أسعد بن ناصر الغامدي
المعتقل في سجن المباحث بذهبان منذ ما يقارب العامين
أصدر القضاء المسيّس حكماً بسجنه 20 سنة.
و كان عند اعتقاله قد دوُهم منزله بقوات كبيرة من رجال ونساء، بطريقة إرهابية عنيفة، ففتشوا الجميع وعبثوا بالمنزل وسحبوا الأجهزة والكاميرات.
ثم صفّدوه أمام زوجته… pic.twitter.com/WFsfAyNX3t
وقالت الباحثة المختصة بالشأن السعودي في هيومن رايتس ووتش، جوي شيا: "تصدر المحاكم السعودية أحكاما بالسجن لعشرات السنين على مواطنين عاديين لمجرد تعبيرهم السلمي عن أنفسهم في الإنترنت. يتعيّن على الحكومة التوقف عن معاقبة أفراد عائلات المنتقدين الذين يعيشون في الخارج.
"حكم ظالم"ويمكن لأسعد الغامدي استئناف الحكم، حسب ما أفاد شقيقه سعيد الغامدي لوكالة فرانس برس.
وقال: "الحكم ظالم ظالم. الاتهامات تعسفية ظالمة لأنها كلها مبنية على تغريدات"، مضيفا: "ربما أنا المستهدف الأكبر".
وذكرت هيومن رايتس ووتش أن المحكمة عينت محاميا للغامدي، لكنها أشارت إلى أنه رفض تزويد أسرته بأية وثائق من المحكمة تخص قضيته، كما رفض تقديم أدلة عن إصابته بالصرع تعتبر أسرته أنها كانت لتفيد في القضية.
وحُكم على الغامدي بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية 2017، بعد أشهر من تولي ولي العهد منصبه.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش القانون حينها، قائلة إنه يشمل "تعريفاً مبهماً للإرهاب.. وقد يسمح للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".
وقالت منظمتا العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان، ومقرهما في لندن، في بيان مشترك في مايو الماضي، إن القضاء السعودي "أدان وأصدر أحكاما بالسجن لفترات طويلة على عشرات الأشخاص على خلفية التعبير عن أرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي" خلال العامين الماضيين.
ومن بين هؤلاء نورة القحطاني، وهي أم لخمسة أبناء، التي حكم عليها في أغسطس 2022 بالسجن 45 عاما، لاستخدامها موقع تويتر بعدما دينت بتهمة "الطعن" في عدالة الملك وولي العهد في السعودية.
كذلك حكم على طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية، سلمى الشهاب (36 عاما)، بدايةً بالسجن 6 سنوات، 3 منها مع وقف التنفيذ، قبل أنّ تقرر محكمة الاستئناف في أغسطس 2022، تشديد العقوبة للسجن 34 عاما.
ولاحقا خفضت مدة عقوبتها إلى السجن 27 عاما.
أما الناشطة النسوية مناهل العتيبي المعروفة بآرائها الليبرالية الجريئة ومعارضتها للقوانين المتعلقة بالمرأة، والموقوفة منذ أكثر من عامين، فقد حكم عليها بالسجن 11 سنة لإدانتها بتهم مرتبطة "بالإرهاب".
وقالت الباحثة الحقوقية شيا: "ينبغي لحلفاء السعودية إدانة هذه الأحكام، ومطالبة الحكومة السعودية بالإفراج عن السجناء وإنهاء ممارساتها القمعية".
وقد انتشرت على منصة "إكس" بالسعودية، منشورات تحمل وسم "أطلقوا أسعد الغامدي"، داعية إلى الإفراج عنه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی هیومن رایتس ووتش محمد الغامدی
إقرأ أيضاً:
القضاء الليبي يدين وزير التعليم بالسجن بسبب الكتاب المدرسي
أصدرت محكمة استئناف طرابلس حكمًا بالسجن 3 سنوات و6 أشهر بحق وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، موسى المقريف، بعد إدانته بتهم تتعلق بالمحسوبية والوساطة في عقود طباعة وتوريد الكتب المدرسية.
أثارت القضية، جدلًا واسعًا، حيث كشفت عن اختلالات إدارية ومخالفات قانونية عرقلت وصول الكتاب المدرسي إلى الطلاب، مما فاقم أزمة التعليم في البلاد.
وبدأت القضية عندما كشفت تحقيقات النيابة العامة عن وجود مخالفات قانونية جسيمة في إجراءات التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي، حيث لم يلتزم الوزير بمبدأ المساواة بين الشركات، مما أدى إلى توجيه تهم سوء استغلال السلطة والتلاعب بالعقود الحكومية.
ومع تصاعد الضغوط، تمت إحالة الملف إلى القضاء، لكن محكمة استئناف طرابلس رفضت في البداية النظر في الدعوى، بحجة عدم الحصول على إذن مسبق لرفعها ضد الوزير، غير أن النيابة العامة طعنت في الحكم أمام المحكمة العليا، التي قضت بقبول الطعن وإعادة المحاكمة أمام هيئة قضائية جديدة.
في الجلسات الأخيرة، وبعد مراجعة الأدلة والاستماع إلى الشهادات، صدر الحكم بإدانة المقريف بالسجن 3 سنوات و6 أشهر، مع فرض غرامة قدرها ألف دينار ليبي، إلى جانب حرمانه من حقوقه المدنية طوال فترة تنفيذ العقوبة وسنة إضافية بعدها.
ويأتي الحكم في وقت يعاني فيه قطاع التعليم الليبي من أزمات متراكمة، أبرزها تأخر وصول الكتب المدرسية للطلاب في مختلف المدن، بسبب التلاعب في العقود وارتفاع تكاليف الطباعة، كما أن العديد من المدارس لا تزال تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، في ظل استمرار الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة.
وبالرغم من أن الحكم ضد وزير التعليم يمثل سابقة قضائية في ملاحقة الفساد، إلا أن الشارع الليبي يطرح تساؤلات عدة حول مدى جدية الحكومة في مكافحة الفساد الإداري والمالي، خاصة وأن ملفات الفساد تطال قطاعات أخرى مثل الصحة والطاقة، التي تعاني أيضًا من سوء الإدارة وإهدار المال العام.