وتتزايد معاناة الناس في تلك المناطق من تدني مستوى الخدمات العامة وخاصة في مجال الكهرباء التي رغم الحاجة المتزايدة لها في فصل الصيف إلا أنها تتدنى بل وتكاد شبه منعدمة في معظم تلك المحافظات، الأمر الذي يزيد من أوجاع الأهالي ويعمق جراحهم المثخنة بمآسي عديدة في مقدمتها غلاء المعيشة والتدهور الإقتصادي وانعدام الأمن وانتشار الفوضى وارتفاع نسبة الجريمة.

ورغم ان معظم الثروات اليمنية النفطية والسمكية وغيرها من الثروات موجود في تلك المناطق والمحافظات الواقعة في نطاق دول العدوان السعودي - الإماراتي وإضافة إلى الضرائب والزكاة والرسوم والإتاوات المتعددة التي تأخذ من القاطنين هناك.. إلا أن المواطن - بحسب معطيات الواقع - لا زال يعاني من الحرمان من أبسط مقومات الحياة، ومن ضياع حقوقه المشروعة الأساسية وفي مقدمتها توفير مشاريع البنى التحتية والأمن والاستقرار الاقتصادي والمعيشي.

وبحسب تقارير اقتصادية: تتزايد معاناة اليمنيين في المناطق والمحافظات التي تقع تحت وطأة وظلم دول العدوان السعودي - الإماراتي وأدواتها.. ويعزي خبراء السبب إلى توجه السعودية والإمارات وحلفائهما من دول العدوان على اليمن بقيامهم بتنفيذ مخططات تدميرية في كافة مجالات الحياة بهدف زعزعة الاستقرار المعيشي والاقتصادي والأمني في الأماكن التي يحتلونها حتى يسهل على دول العدوان تلك تنفيذ أجنداتها ومخططاتها الاستعمارية بامتياز.

ويدلل مراقبون على ذلك بأمثلة عديدة منها "وأد" دويلة الإمارات للموانئ اليمنية على حساب انتعاش ميناء "دبي" واحتلال الجزر والمواقع اليمنية الاستراتيجية لتحويلها الى قبلة سياحية إماراتية بدلا عن هويتها اليمنية الحقيقية.

كما يدلل مراقبون بأمثلة أخرى كنماذج على تآمر دول العدوان على اليمن ومنها قيام السعودية بالزحف بالحدود مع اليمن و"وأد" الاستخراجات والاستثمارات النفطية اليمنية على حساب النفط السعودي ناهيك عن قيام السعودية بتنفيذ مخططها المتمثل بمشروع مد أنبوب النفط السعودي عبر محافظتي "حضرموت" و"المهرة" وصولا الى "بحر العرب" والذي إذا ما أنجز سيوفر عليها مليارات الريالات كما سيوفر أيظا الوقت وجهد التصدير عبر البحر الأحمر.

والى ذلك تبرز مطامع أخرى لدول العدوان بتنفيذ أجندات بالوكالة عن "أمريكا" وحلفائها "البريطانيين" و"الصهاينة" بالاستيلاء مضيق "باب المندب" الممر الدولي الذي يعد من أهم المضايق العالمية.

وأمام تلك المطامع يرى مهتمون بالشأن اليمني ومراقبون أن دول العدوان السعودي - الإماراتي وحلفائها الأمريكان والبريطانيين يسعون الى تدمير اليمن ومقدراته حتى يسهل عليهم الاستيلاء على مبتغاهم وتنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم الاستعمارية الإقليمية والدولية.

وأمام تلك المساعي الاستعمارية تظهر ما بين الحين والاخر حركات مناهضة لتواجد دول العدوان باليمن والتي أوصلت البلاد إلى أوضاع مأساوية تهدد بكارثة إنسانية قادمة.

وفي الأيام القليلة الماضية تزايدت المظاهرات الشعبية في مدن "عدن" و"تعز" و"المكلا" وعدد من المناطق التي تسيطر عليها دول العدوان.

وبحسب مصادر محلية وناشطين تم قمع تلك المظاهرات واعتقال متظاهرين واقتياد بعضهم إلى أماكن مجهولة وخاصة في مدينتي "عدن" و"تعز".

كما برزت دعوات عدة بالمطالبة برفض التواجد السعودي - الإماراتي وسياستهما في اليمن ومن تلك الدعوات ما تسعى إليه حركة أطلقت على نفسها ب"حركة ثورة الجياع" والتي أصدرت منتصف الأسبوع الجاري بيانا وصف بالناري في شبكات التواصل وعملت عبر ناشطيها بالترويج بوسائل عدة وصلت حد الكتابات الجدرانية في شوارع المدن، حيث طالبت بالثورة ضد السعودية والإمارات وأدواتهما باليمن وسياستهما التدميرية التي أوصلت اليمنيين الى حافة مجاعة حقيقية وشيكة - حد البيان الذي صدر عن حركة ثورة الجياع - والذي جاء فيه:

ندعوكم لثورة عارمة ترفض الأوضاع التي وصلنا اليها، في ظل استمرار التدهور الإقتصادي والانهيار الكارثي لقيمة الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية الاخرى ووصلها إلى أرقام قياسية حيث يقترب سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار 1900 ريالاً والسعودي 500 ريالاً وتضاعف أسعار السلع الإستهلاكية بشكل مخيف ما ينذر بكارثة إنسانية على كل المستويات.

وندد البيان بشدة بصمت وعدم مبالاة ما يسمى بمجلس القيادة وحكومة الشرعية الزائفة ودول العدوان السعودي - الإماراتي لما يعيشه المواطن الذي بات يجاهد للحصول عن رغيف الخبز لإطعام أطفاله.

وخاطب البيان أحرار اليمن في المناطق والمحافظات التي تسيطر عليها دول العدوان السعودي - الإماراتي  قائلا:

 ومع إدراك حركة "ثورة الجياع" منذ الوهله الأولى بأن استمرار انهيار العملة المحلية منذ سنوات دون أن نلمس أي تحرك من قبل تحالف العدوان وأدواته لوضع حد لذلك الانهيار ومعالجة الملف الاقتصادي الذي ضاعف من معاناة الشعب بشكل كبير والذي قد يصل الى حدود المجاعة الشاملة ورغم ذلك فقد تم منحهم الفرصة الكافية لمعالجة الأوضاع حتى أظهروا فشلهم وعجزهم التام عن ذلك.

وأكدت حركة ثورة الجياع تؤكد على وقوفها الدائم والمستمر مع أبناء اليمنيين في خندق واحد في مواجهة استمرار صلف دول العدوان السعودي - الإماراتي وحلفائهم ورفض سياسيتهما في تدمير الإقتصاد الوطني والتجويع الممنهج حيث انهما (السعودية والإمارات) المسيطرتان على كل الموارد والثروة ومنافذ البلد الجوية والبرية والبحرية والمتحكمتان فيها.

كما أهابت الحركة بتنامي الوعي الشعبي، محملة دول العدوان السعودي - الإماراتي المسئولية الكاملة للتدهور المعيشي والانهيار الإقتصادي وما سينتج عن ذلك بعد أن تبين خضوع ما يسمى بمجلس القيادة بشكل كامل لقرارات السعودية والإمارات

كما دعت الحركة في بيانها أحرار الشعب اليمني في جميع المحافظات الجنوبية ومناطق سيطرة دول العدوان السعودي - الإماراتي الى الاستعداد للخروج والمشاركة في مسيرات وتظاهرات تصعيدية غاضبة وعارمة تنديداً بالانهيار التاريخي للريال اليمني وتدهور الخدمات والأوضاع المعيشية والإقتصادية.

وأكدت الحركة دعوتها لكل أبناء الشعب اليمني لتوحيد الصف.

الى ذلك برزت مكونات بالحراك الجنوبي داخل اليمن وخارجة تندد بسياسات السعودية والإمارات وأدواتهما التي وصفتها بالمنبطحة سواء ما يسمى بالانتقالي أو ما يسمى بالشرعية الزائفة أو ما يسمى بحراس الجمهورية الذين لم يستطيعوا جميعا حراسة مكتسبات اليمنيين ولا الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي - بحسب تنديد تلك المكونات والتي طالبت سرعة التحرك لانقاذ الأوضاع باليمن وتفادي انهيار الاقتصاد وكذا تفادي انهيار الأوضاع بالمناطق التي تسيطر عليها دول العدوان السعودي الإماراتي.

وتشير التقارير المحلية والدولية إلى أن ثمة تدمير ممنهج للثروات اليمنية تقم به دول العدوان السعودي - الإماراتي، وكذا تدمير للإقتصاد الوطني وتجويع لليمنيين في ظل عدم دعم الاقتصاد اليمني وفرض سياسات تعمق جراح ومآسي اليمنيين المتعددة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: دول العدوان السعودی السعودیة والإمارات ثورة الجیاع ما یسمى

إقرأ أيضاً:

من القهر إلى الندّية.. هكذا انتزع حفاة المدن والمعارك في اليمن حق غزّة

يمانيون/ تقارير

لقد تلاشت لغة الوجع وملامح الضعف من خطاب الإنسان اليمني، وحلّت بدلاً منه نبرة القوة والندية بل والثقة بالتفوق بعد ما يقارب من عشر سنوات صمد فيها الشعب في وجه عدوان متعدد الأطراف والوجوه.

“كُلّنا فداء لفلسطين.. والآتي أعظم”، هكذا علّق الفنان اليمني كمال طماح بمنشور في صفحته في فيسبوك، مُرفقاً بصورة لميناء مدينة الحديدة، غربي اليمن، أثناء اشتعال النيران إثر العدوان الإسرائيلي عليه يوم السبت الماضي، والذي استهدف خزانات الوقود.

وأشار في المنشور الذي حصد آلاف التفاعلات إلى أن غارات العدوان الإسرائيلي على اليمن دليل على أن استهداف القوات اليمنية لـ”تل أبيب” بطائرة مسيرة كان موجعاً جداً للكيان الإسرائيلي.

فيما قال الناشط شوقي القهبري مُعلقاً على العدوان الإسرائيلي: “في سبيل الله يرخص كل غالي، ومن أجل غزة سنبذل الغالي والنفيس”، ووجّه حديثه للاحتلال: “ردنا سيكون أكبر مما تتخيلون وأسرع مما تتوقعون”.

لقد تلاشت لغة الوجع وملامح الضعف من خطاب الإنسان اليمني، وحلّت بدلاً منه نبرة القوة والندية بل والثقة بالتفوق بعد ما يقارب من عشر سنوات صمد فيها الشعب في وجه عدوان متعدد الأطراف والوجوه، استخدم في حربه ضد اليمن شتى أنواع الأسلحة العسكرية والاقتصادية والسياسية.

وفي هذا السياق، يوضح الباحث الاجتماعي صادق عبادي اليريمي أن التغيير في شخصية الإنسان اليمني لم يحدث بين يوم وليلة، وإنما نتيجة سنوات من الحرب والحصار على اليمن كل هذه السنوات.

وقال في حديثه للميادين نت: “راهن العدو على طول فترة العدوان والحصار، وأنّ استمرارها لسنوات ستُخلّف مجتمعاً ضعيفاً يسهل تطويعه، لكن ما حدث هو العكس تماماً”، مؤكداً أنّ سنوات الحرب زادت المجتمع اليمني تماسكاً وقوّة، وأصبح أكثر شعوراً بمظلوميّة غيره من الشعوب واستعداداً للمساندة.

يحدث ذلك برغم أن الوضع الإنساني ما يزال صعباً، ومعاناة الناس نتيجة العدوان والحصار ما تزال تتفاقم، خاصة بعد توقف المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة للحكومة في صنعاء، وفقاً لليريمي، مضيفاً: “حتى المساعدات الإنسانية حاول المجتمع الدولي استغلالها لإذلال اليمنيين، لكنه فشل”.

الغارات والنتيجة العكسية

لم تكن غارات العدوان الإسرائيلي على اليمن هي الأولى، التي تحاول ثنيه عن موقفه الثابت والمساند للشعب الفلسطيني عبر كل المستويات.

فمنذ أشهر يتعرض اليمن لغارات متواصلة ينفذه الطيران الأميركي والبريطاني، سعياً لإضعاف اليمن وإحداث تغير في موقفه، شعباً وحكومة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لكنها لم تحصد منها سوى الفشل.

يقول اليريمي: “ما لم تنجح فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وقبلهما دول العدوان، لن تحققه إسرائيل مهما بلغت بشاعة عدوانها”.

وبدلاً من هز ثقة الشعب بموقفه، ضاعف العدوان الإسرائيلي والأميركي والبريطاني من ثقة الشعب بموقفه وموقف قيادته الداعم لفلسطين، وهذا، بحسب اليريمي، يثبت تماسك وقوة المجتمع وإيمانه الراسخ بصوابية موقفه، الذي أصبح مصدر إحباط للمعتدين.

الاستمرار نابع من الإيمان

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس يوم السبت في 7 أكتوبر 2023، لا يزال الشعب اليمني مستمراً بمساندة الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة.

في السياق، يقول الصحافي المختص بالشؤون الدولية إسكندر المريسي: “مرّت أكثر من 9 أشهر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتادت معظم الشعوب العربية على صور الدمار ومشاهد الضحايا، ولم نعد نشاهد أي تفاعل حقيقي منهم، لكن الشعب اليمني لا يزال تفاعله في تصاعد مستمر”، والدليل الخروج الأسبوعي المليوني المتواصل إلى ميدان السبعين نصرة لغزة.

وأفاد المريسي في حديثه لـلميادين نت بأنّ “الشعب الذي تعرض للظلم والعدوان هو الأكثر إحساساً وتفاعلاً ومساندة للشعوب التي تمر بالظروف نفسها التي عاشها”.

ويدرك الشعب اليمني منذ الإعلان عن موقفه المساند لأهالي غزة ضد العدوان الإسرائيلي، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي أو العسكري، بأنه سيدفع ضريبة هذا الموقف، وفقا لـلمريسي، موضحاً أن اليمني يتعامل مع مساندة حكومته للشعب الفلسطيني باعتباره واجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً.

تفويض جماهيري

لم يتخلف الشيخ مبارك العسل عن المشاركة في المسيرة الأسبوعية عصر كل جمعة التي ينفذها الملايين من أهالي صنعاء منذ انطلاقها قبل عدة أشهر، لمساندة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وتأييداً لموقف حكومة صنعاء.

ويصف العسل، وهو أحد مشايخ قبيلة مرهبة شمال اليمن، تفاعل ملايين اليمنيين واستجابتهم الدائمة لدعوات السيد عبد الملك الحوثي قائد جماعة أنصار الله في الاحتشاد الأسبوعي بأنه “تفويض شعبي وتأييد كامل لنهج السيد ومواقفه، سواء تلك المتعلقة بفلسطين أو المتعلقة باليمن”.

وإضافة إلى ذلك، يرى العسل في حديثه للميادين نت، أن استمرار خروج ملايين اليمنيين إلى الساحات في العديد من المحافظات وبشكل أسبوعي، هو لتأكيد استعدادهم الدائم للتضحية والبذل في سبيل نصرة الفلسطينيين ضد الظلم الذي يمارسه الاحتلال عليهم، بدعم وتأييد كامل من الدول الغربية.

وإلى أن تنتهي الحرب على قطاع غزة وينال الفلسطينيون نصرهم وينتزعون حريتهم، سيستمر العسل وملايين اليمنيين في تأييدهم الكامل ومساندهم المطلقة للشعب الفلسطيني في الفعاليات الجماهيرية وعبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مبدين استعدادهم لبذل أنفسهم وأموالهم فداء للقضية الفلسطينية، مرددين شعارهم الدائم: “القوة القوة، لا بارك الله بالضعيف”.

نقلا عن الميادين # الشعب اليمني#العدوان الصهيوني على غزةً#اليمن‎#فلسطين المحتلةً#كيان العدو الصهيوني

مقالات مشابهة

  • بشأن محادثات جنيف
  • الديلمي: العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة جزء من جرائم العدوان
  • عملية “يافا” تكبح التهور السعودي
  • الضوء الأخضر.. من البساط السحري السعودي إلى السرب الصهيوني ! .
  • الحديدة..مؤتمر صحفي في منشآت خزانات الوقود التي استهدفها العدوان الاسرائيلي
  • مؤتمر صحفي: العدوان الصهيوني خلف 9 شهداء و83 جريحا بالحديدة
  • الحديدة: مؤتمر صحفي في منشآت خزانات الوقود التي استهدفها العدوان الاسرائيلي
  • معادلة “المطار بالمطار” تفضي لإلغاء الإجراءات العدوانية الأمريكية السعودية ضد الشعب اليمني
  • ‏اتفاق قادته السعودية والإمارات: خارطة طريق جديدة تنص على تصدير النفط وتوحيد العملة ووقف تدمير الاقتصاد والقطاع المصرفي
  • من القهر إلى الندّية.. هكذا انتزع حفاة المدن والمعارك في اليمن حق غزّة