قال الباحث المشارك في مشروع الآثار المهدَّدة بالانقراض في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مايكل فرادلي، إن هناك ما لا يقل عن 45 ألف موقع أثري في اليمن متضررة من الحرب ومعظمها لم يتم تسجيله في سجلات خاصة بالمواقع الأثرية.

وأضاف فرادلي، الذي يعمل ضمن هذا المشروع منذ 2015: "إذا كنا نتحدث عن الوضع الحالي للتراث في اليمن وتأثير الحرب، فغالبًا ما يكون من الصعب التحدث عنه لأن معظم المواقع الأثرية لم يتم تسجيلها بشكل جيد أبدًا أو لم يتم تسجيلها على الإطلاق".

وبحسب الباحث البريطاني الذي تحدث لـ"صحيفة الفن" "The Art Newspaper"، فإن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه الخبراء في تحديد المواقع التي تأثرت بالضبط في الحرب، ينبع من عدم وجود سجل شامل للمواقع التاريخية في البلاد.

ويوضح فرادلي أن عدم الاستقرار السياسي والطبيعة الجبلية للبلاد كانا المساهمين الرئيسين في هذه الفجوة. واستجابة للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها المواقع الأثرية، بدأ مشروع الآثار المهددة بالانقراض في شمال إفريقيا والشرق الأوسط EAMENA عام 2015 مهمة تحديد المواقع وتسجيلها عن بُعد باستخدام أدوات مثل صور الأقمار الصناعية.

ويشير فرادلي إلى أن المشروع، الذي تقوده جامعة أكسفورد بالتعاون مع جامعتي دورهام وليستر، حدد المواقع على نطاق غير مسبوق، حيث سجل أكثر من 45 ألف موقع حتى الآن، معظمها لم يتم تسجيله من قبل، مؤكداً أن هذه التغطية "لا تزال غير كاملة على عموم البلاد، ولا يزال هناك العديد من المواقع التي يمكن إضافتها" إلى نظام تحديد المواقع الأثرية التابع للمشروع. وعلى الرغم من هذه الجهود، يظل التحقق من جميع المواقع المحددة على الأرض مهمة شبه مستحيلة بسبب الظروف الحالية غير المستقرة.

التراث من أجل السلام

إلى ذلك أطلقت اليونسكو مشروعًا بقيمة 12 مليون يورو بين عامي 2018 و2022، يركز على أربع مدن تاريخية: صنعاء وشبام وزبيد وعدن. وأعادت المبادرة تأهيل 508 مبانٍ سكنية تاريخية وخلقت فرص عمل لـ6,236 شخصًا.

وبعد نجاحه، بدأ في عام 2022 مشروعاً مدته أربع سنوات بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 مليون يورو، يهدف إلى توظيف 8000 شخص في ترميم المباني التراثية ودعم 30 منظمة ثقافية، فضلاً عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الثقافة. وتقوم اليونيسكو أيضًا بإعادة تأهيل قصر سيئون، الذي يستخدم كمتحف، ويعتبر أكبر مبنى من الطوب الّلِبْن في العالم، وحالته سيئة بعد تعرضه للأمطار الغزيرة والإهمال.

وفي نهاية أبريل الماضي، أكملت منظمة "التراث من أجل السلام" الإسبانية غير الحكومية أعمال الترميم الطارئة لقلعة القاهرة في مدينة تعز، بعد أن انهارت الأنقاض على الأحياء الواقعة أسفل المبنى، وتفاقم الوضع بسبب نقص الصيانة والأمطار الغزيرة. وبحسب إسبر سابرين، رئيسة منظمة التراث من أجل السلام، فإن الحطام المتساقط أدى أيضًا إلى مقتل شخص. وفي الوقت نفسه، تسعى سابرين للحصول على تمويل للمرحلة التالية من ترميم القلعة بعد انهيار مدخلها الرئيس في مايو الماضي بسبب عدم كفاية الصيانة والقيود المفروضة على ميزانية الترميم.

وفي حضرموت، تم تنفيذ العديد من مشاريع الترميم والصيانة لمواقع أثرية، بحسب ما نقلته "صحيفة الفن" عن رياض باكرموم، المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف بحضرموت. ومع ذلك، يقول إن ميزانية إدارته قد تم تخفيضها، مما جعلها تعتمد بشكل شبه كامل على الجهات المانحة من القطاع الخاص والدعم الدولي المتقطع.

ويضيف باكرموم: "لسوء الحظ، نحن نكافح الآن لحماية ما اكتسبناه بالفعل والحفاظ عليه وعدم فقدانه مرة أخرى، للحفاظ على عمل مكتبنا، وإبقاء المتحف مفتوحًا، والحفاظ على الأحداث المحلية في المتحف"، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية، مثل مستوطنة ريبون التاريخية القديمة، معرضة للخطر بسبب التوسع الحضري المستمر والحفريات غير القانونية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المواقع الأثریة لم یتم

إقرأ أيضاً:

مبدأ الخيانة في معيار التاريخ

 

وفق ما هو مقروء في سياق التاريخ وفي تفاصيل أحداثه ندرك أن اليمن لا يمكن أن تقبل خائنا ساعد محتلا على احتلالها وتدميرها, ومهما كانت التسوية السياسية التي ستكون في قابل الزمن إلا أن حقائق التاريخ القريب والبعيد تقول باستحالة بقاء الخائن على ترابها، فضلا عن قدرته على التفاعل السياسي مع الاستحقاقات السياسية، فالذين يقتاتون سحت البيع والخيانة يدركون هذه الحقائق، ولذلك شاعت في نفوسهم وصفاتهم الطمع والنهب والفساد، وقد بدأت المؤسسات المالية الدولية تتحدث عن فسادهم، وعدم قدرتهم على إدارة المؤسسة المالية، وتتحدث عن خطأ إجراء نقل البنك إلى عدن .
مشكلة اليمن منذ بدء نشأة الدولة الحديثة في مطلع القرن الماضي أنها تنفق جل الموازنة العامة على مفردات القوة وإدارة الصراع ولم تفكر يوماً في أهمية البحث العلمي في التخفيف من حدة الصراع وقدرته على إحداث عمليات الانتقال، فالتعبيرات السياسية المتعددة التي وصلت إلى سدة الحكم تستغرق ذاتها في صراعها مع الآخر وفق حالات انفعالية، وهي بذلك تستسلم بكل إرادتها لقانون التاريخ وتفسح له المجال كي يكرر نفسه وأحداثه ووقائعه إلى درجة تعطيل حركة المجتمع في التحديث والانتقال، فالحرب والصراعات والنزاعات تعمل على يقظة الهويات التاريخية بكل تشوهاتها ونتوءاتها التي لا تتناغم مع روح العصر الذي نعيش لذلك فكل الحروب التي حدثت بعد عام 1990م لم تترك إلا مجتمعاً متخلفاً، وثقافة تقليدية، واقتصادا راكداً، حتى تلك التحولات التي ظننا أنها تحولات، لم تكن تحولات بنيوية عميقة فقد تركت، وراءها مجتمعاً مغترباً وثقافة مستلبة، وشخصية منقسمة على نفسها ونحن اليوم نقف على أطلال النتائج التي أفرزتها تلك المقدمات الخاطئة إذ أن ثمة خصوصية يمنية يجب أن تجد تعبيرا عنها في شكل وبنية الدولة القادمة حتى تمتد بصيغة تفاعلية مع الماضي لتبدع الحاضر والمستقبل، فالشعور بالقيمة الثقافية والحضارية هو الامتلاء الذي يبحث عن الأجد والأروع ويحض على الابتكار والإبداع ويعمِّق من قيمة الانتماء للفرد والجماعة ويوثق من عرى الآصرة الوطنية ويعزز من قيمة يمنية اليمن .
ومن الحكمة الوقوف أمام الظواهر التي نشأت خلال السنين الخوالي ودراستها وبيان أسبابها حتى لا تصبح تقليدا وحتى نحدث انحرافا في مسارها أملا في استقرار اليمن وعدم تكرار تيار الذين يختانون الله والوطن فورائنا الكثير من التجارب التي يمكننا دراستها حتى نتجاوزها لنبني يمنا يتوازى وحجم التضحيات التي حدثت خلال زمن العدوان الغاشم.
اليوم تعلن السعودية هزيمتها الأخلاقية، وعدم قدرتها على قيادة العالم الإسلامي وهي تنساق كالبقرة الحلوب لتبلغ من العرب ومن المسلمين الغايات التي تعذرت على اليهود وعلى أمريكا في الزمن القديم، ونحن نعلم كم أنفقت أمريكا حتى تصل لتلك الغايات، وها هي تصل اليوم دون أن تنفق سنتا واحدا بل تتباهى أنها استطاعت أن تجعل أعداءها يقتلون بعضهم بعضا ويديرون حربها بالوكالة عنها .. أليس ذلك هو الغباء المطلق حين تصبح مطية يصل من خلالها عدوك إلى غاياته وتحسب حينها أنك تحسن صنعا؟.
لقد خضنا معركتنا المصيرية ونحن نعي أهدافنا تماماً وهي لا تقل عن الحرية والسيادة والاستقلال، ولذلك فالتضحيات لن تكون هباء منثورا بل حرية واستقالا وسيادة على كامل الأراضي اليمنية، وعلى السعودية أن تعي حجم التحول في هذا المسار، فلم يعد الأمر قابل للنقاش، كما أن المقايضة بالملف الإنساني في مقابل الملف العسكري هو في حد ذاته إعلان بالهزيمة وإن جاءت مغلفة تحت لافتات السلام، فالسلام قيمة في ذاته، والانتصار لا يكون بالصغائر بل بالقدرات التي تفرضه ونحن أصبحنا نملك تلك القدرات وقادرون على فرضه بما يحقق استقرارنا وأمننا واستقلالنا وسيادتنا على كامل أراضينا .
فالمستعمر الذي ظننا التخلص منه في زمن الثورات وزمن التحرر وزمن المد القومي لم نتحرر منه بل ظل يعيش ويتحكم في مصيرنا ويتمدد، فبعد نكسة ( 5 حزيران) التي تمدد فيها العدو الصهيوني في صحراء سيناء والعريش وضع يده على صحراء الخليج ونشأت دولة الإمارات عام 1971م، وقد حاول العدو تغريبها حتى ما تكاد تستبين فيها لسانا عربيا واحدا في مطاراتها وأسواقها وشركاتها التجارية، وفرض شركات أمنية لحماية الحكام والشركات وهي شركة “بلاك ووتر” الأمنية والعسكرية وقد شاركت هذه الشركة في العدوان على اليمن ولكنها غادرت بعد أن رأت بأسا شديدا لا يتسق مع طبيعتها اليهودية التي تحدث عنها القرآن وهي القتال من حصون مشيدة أو من وراء جدر .
ما يحدث اليوم هو حركة استعمارية متطورة عن ماضيها فهي تستعمر الأوطان من خلال أبنائها وتدير حربها بدماء البلدان المستعمرة وقد آن لنا اليقظة ومواجهة المستعمر، فالعدوان على اليمن فرض واقعا جديدا ألقى بظلاله على تيار المقاومة الذي أصبح رقما صعبا اليوم بفضل بأس وصمود أهل اليمن ومثل ذلك لم يتوقعه العدو ولم يدر في خلده .

مقالات مشابهة

  • المقاومة الإسلامية تستهدف مزيدا من المواقع الصهيونية
  • قنبلة موقوتة.. بريطاني يكتشف حقيقة حجر احتفظ به 30 عاما
  • فصل ضابط بريطاني بعد ضربه لشابين مسلمَين في المطار .. فيديو
  • مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
  • أفضل 5 مواقع لتعلم الثقافة حول العالم.. «تجربة مفيدة وبسيطة»
  • باحث يكشف عن جانب من آثار اليمن المعروضة في قصور ومتاحف أوروبية بينها أسود برونزية
  • المزارات التاريخية تعزز القطاع السياحي في مسندم.. وعدد الزوار يتجاوز 23.5 ألف بنهاية يونيو
  • عمره 3500 عام.. اكتشاف لوح أثري أكادي في هاتاي التركية
  • 63 مقبرة وما تضمه من كنوز.. اكتشاف أثري جديد في مصر
  • الكشف 63 مقبرة ودفنة من العصر المتأخر بجبانة تل الدير بمدينة دمياط الجديدة