نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعده أزاد عيسى قال فيه إن الجامعات الهندية عمقت من صلاتها مع الجامعات والكليات الإسرائيلية وشركات التسلح ومنذ بداية الحرب على غزة.

ويأتي التعاون وسط تعرض مؤسسات تعليمية في الولايات المتحدة وبريطانيا لضغوط كي تعيد التفكير بعلاقتها مع "إسرائيل".

وقال عيسى إن الجامعات الهندية عمقت في الأشهر الأخيرة الشراكات في مجال الدفاع والروبوتات والذكاء الاصطناعي مع جامعات إسرائيلية يزعم أنها متواطئة في الحرب التي مر عليها تسعة أشهر في غزة.



وتتعاون عدة جامعات هندية إما مباشرة مع شركات التسلح الإسرائيلية أو شركات صناعة أسلحة هندية أرسلت أسلحة إلى "إسرائيل".

وأثارت الشراكات البحثية التي تم الإعلان عن بعضها تكهنات بمحاولات إسرائيلية تعزيز العلاقات مع الجامعات الهندية، بخاصة في مجال العلوم وبناء مراكز بحث دفاعي وتكنولوجي لقواتها العسكرية وكوسيلة لممارسة التأثير على الأكاديميات الهندية.


وبحسب القائمة التي أعدها الموقع البريطاني، فقد عقدت عشرات اللقاءات ووقعت اتفاقيات ونظمت ورشات عمل بين الجامعات الهندية والإسرائيلية وشركات الأسلحة منذ توصل محكمة العدل الدولية بأن هناك أدلة معقولة حول ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة.

ويقول المحللون والخبراء إن الاتفاقيات قد تكون جزءا من خطة تحاول من خلالها "إسرائيل" الاعتماد على نظام الجامعات الهندية وإشباع شهوتها من الخبرات العسكرية والتطور التكنولوجي، وكذلك تنويع شراكاتها في وقت تتعرض فيه عدة جامعات لضغوط كي تقاطع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من شركات إسرائيلية أو تتعامل مع "إسرائيل".

وقالت مايا ويند مؤلفة "أبراج العاج والصلب: كيف تحرم إسرائيل الفلسطينيين من الحرية" إن عددا من المؤسسات الإسرائيلية في حالة فزع من منظور المقاطعة الإسرائيلية في الولايات المتحدة وأوروبا بعد الاحتجاجات في الجامعات.

وأضافت:"زاد قلق الأكاديميين الإسرائيليين من إمكانية سحب الاستثمارات والتعاون وخسارة المنح والشرعية والنظر إليهم كمارقين، وهذا هو كل الحديث الجاري الآن".

وتابعت: "هناك فزع كبير من تزايد الدعوات للمقاطعة وقطع العلاقات المؤسساتية. وأرسلت الجامعة العبرية مواد إلى كلياتها تضمنت نقاطا للحديث عنها لمواجهة المقاطعة. وربما كان التحول نحو الجامعات الهندية هو تقوية مصادر أخرى للتمويل".

ففي شباط/ فبراير، سافر أورون شاغرير، نائب رئيس الشؤون الدولية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة مع وفد إسرائيلي لمقابلة ممثلين عن سبع مؤسسات تعليم عال في الهند. وشملت الزيارات المعهد التكنولوجي الهندي في دلهي، ومعهد عموم الهند للعلوم الطبية، ومعهد تاتا للبحث الأساسي، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي، والمعهد الهندي للعلوم، والمركز الوطني للعلوم البيولوجية، والمعهد الهندي للإدارة في بنغالور.

وأعلنت الجامعة العبرية بعد ذلك عن توقيع اتفاق مع المعهد الهندي للتكنولوجيا والتركيز على المصالح المشتركة والتكامل الذي يعزز الشراكة بين المؤسستين.

ورغم أن العلاقات بين الجامعات الإسرائيلية والهندية ليست جديدة، لكنها كانت قليلة قبل وصول ناريندرا مودي إلى السلطة عام 2014.

ومن أهم المؤسسات التي كانت موجودة هي مركز الدراسات الإسرائيلية في مدرسة جندال للشؤون الدولية في الهند الذي أنشئ عام 2012 ومركز الدراسات الإسرائيلية في مومباي الذي أنشأته جامعة تل أبيب في عام 2017.

وبعد زيارة مودي لـ"إسرائيل" عام 2017، زادت العلاقات المؤسساتية بشكل  كبير. وفي عام  2022 وقعت الهند و"إسرائيل" مذكرة  تفاهم للأبحاث والتطوير الصناعي والتركيز على تعميق العلاقات الثنائية.

واستمرت العلاقات حيث قال الخبراء إن التقارير عن استمرار الجامعات الهندية بالتعاون مع المؤسسات الإسرائيلية أثناء حرب الإبادة في غزة  غير مقبول.

وقالت أستاذة العلوم الاجتماعية في دلهي ناديني سوندار: "لا يمكنك تدمير كامل النظام التعليمي في غزة وتتوقع بعدها تبادلا أكاديميا عاديا"، وأضافت: "أي جامعة، مؤسسة أو فرد يتشارك مع إسرائيل في هذا الوقت يجب اعتباره متواطئا في الإبادة".

وبنفس السياق قالت زها حسن، من مركز الدراسات السياسية بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إن التعاون مع منتهكي الحقوق ليس فقط غير أخلاقي بل ويقوض الأكاديميا الهندية بالكامل. وقالت إن "الحرب المستمرة في فلسطين والتي قتلت على الأقل 35,000 فلسطيني ليست وقت التعاون، بل وقت مقاطعة التبادل الأكاديمي والأبحاث المشتركة معهم،  وكان يجب علينا الاحتجاج ضد الإبادة في غزة ليس دعمها بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال التعاون".



وناقش الفلسطينيون وعلى مدى عقود أن الجامعات الإسرائيلية لعبت دورا محوريا في تأسيس "إسرائيل" وتقوية الاحتلال. ووصفت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية المؤسسات الأكاديمية أنها ليست مجرد متواطئة بل لاعب رئيسي ومخطط وداعم ومدافع عن هجمات "إسرائيل" ضد غزة، وهي جزء من الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة ضد الفلسطينيين.

وبدأت الحملة نشاطاتها المطالبة بالمقاطعة الثقافية والأكاديمية في بداية العشرية الأولى من القرن الحالي وكانت جزءا من حركة أوسع لمقاطعة "إسرائيل". وقد أدت لردة فعل من "إسرائيل" ضد الناشطين والأكاديميين الذين شاركوا فيها.

وناقشت ويند أن الأكاديميا الإسرائيلية متورطة في مشروع الإحلال المناطقي الذي يعتبر مركزيا في بناء "إسرائيل". و"بالتأكيد، وقبل إنشاء إسرائيل أنشأت الحركة الصهيونية ثلاث جامعات  بهدف واضح هو خدمة المطامع المناطقية في فلسطين". وأضافت أن ثماني مؤسسات تعليم عالي  موجودة حاليا في "إسرائيل" "تعمل مباشرة بخدمة الدولة وتقوم بمهام حيوية في استمرار سياساتها، وتشكل بالتالي عمادا للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي".

وبنفس السياق وصف يوفيس إنغلر، مؤلف كتاب "كندا وإسرائيل: بناء الفصل العنصري" الجامعة العبرية التي مضى على تأسيسها 106 أعوام بأنها شريكة للجيش الإسرائيلي. فهي "تدرب الضباط في الجيش بمنطقة من حرمها مخصص لمساعدة قوات الجيش، وكان على الجامعات الهندية تجنب التعامل مع الجامعة العبرية".

وقال إنغلر: "كل الجامعات الإسرائيلية ساهمت بالإبادة الجماعية في غزة، وعليه فأي عقد مع جامعة إسرائيلية سيكون شكلا من التواطؤ في رعب غزة". وفي بيان أصدرته الجامعة العبرية في أعقاب زيارة شغرير للهند واجتماعه مع ممثلي سبع مؤسسات أكاديمية، شكرت فيه الجامعة  شركاءها وأصدقاءها حول العالم بسبب "التضامن الثابت".

وبدأ شغرير بالنظر إلى التعاون بين الجامعة العبرية والجامعات الهندية "أولوية استراتيجية"، وذلك بعد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية ودعوة 76 جامعة إسبانية لمراجعة علاقاتها مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. كما وصف تامير شيفر، رئيس الجامعة العبرية بأن تهديدات المقاطعة هي مثل "تسونامي".


ولم تكن الجامعة العبرية الجهة الوحيدة التي قصدت الهند هذا العام، ففي منتصف آذار/مارس وقعت الصناعات الجوية الإسرائيلية، التي تعد واحدة من كبريات الشركات التجارية والعسكرية والمختصة بتطوير أنظمة الدفاع والمشاركة في قصف غزة اتفاقا مع المعهد التكنولوجي الهندي، وهو اتفاق وصف بأنه تعاون استراتيجي بين الطرفين.

وعبرت رانجان باندا، عميدة التعاون في المعهد التكنولوجي الهندي عن سرورها من منظور التعاون مع الصناعات الجوية الإسرائيلية "الرائد في الصناعة الجوية العالمية".
وقال الباحث الكندي إنغلر إن توقيع معهد تكنولوجي هندي اتفاقية شراكة مع متعهد عسكري إسرائيلي كان خارج التفكير، وبخاصة أن هذا المتعهد متورط في قتلى كثر بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجامعات الهندية الاحتلال الهند الاحتلال جامعات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجامعات الإسرائیلیة الجامعة العبریة الإسرائیلیة فی المعهد الهندی فی غزة

إقرأ أيضاً:

المطامع الإسرائيلية تستهدف الاستيلاء على تراث العرب

النقد «مسجون» داخل أسوار الجامعةالخطاب الثقافى «نخبوى».. ونعيش علاقات ما قبل الحداثةالإنتاج العربى مزدهر.. والانفتاح على تجارب الغرب مفيد

 

 

الناقد الأدبى الكبير الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة أحد أعلام النقد الأدبى فى مصر والعالم العربى، يتردد اسمه فى المحافل المصرية والعربية كأحد أبرز أهم النقاد فى الوقت الراهن.

ولد «حمودة» عام 1955 بالقاهرة، تخرج فى قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، حصل على الماجستير من القسم نفسه عام 1990 وكانت أطروحته بعنوان «دور يحيى الطاهر عبدالله فى القصة القصيرة المصرية» بتقدير ممتاز، ثم نال درجة الدكتوراه عام 1997 تحت عنوان «الرواية والمدينة.. نماذج من كتَّاب الستينيات فى مصر» تحت إشراف الدكتور جابر عصفور بمرتبة الشرف الأولى.

يعمل حاليًا أستاذًا متفرغًا بكلية الآداب جامعة القاهرة، ويرأس تحرير مجلة «فصول» الأدبية، كما يشغل منصب نائب مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة منذ 2015 وهو عضو بلجنة تحكيم جائزة يحيى الطاهر عبدالله الأدبية التى تقدمها أسرة الكاتب الراحل تحت رعاية المجلس الأعلى للثقافة بدءًا من 2021.

أثرى «حمودة» المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والدراسات فى النقد الأدبى والأدب المقارن ومنها «فى غياب الحديقة» حول الزمان والمكان فى روايات نجيب محفوظ» عام 2007، و«من عيون القصة المصرية.. مختارات قصصية» فى ثلاثة مجلدات عام 2009، و«الرواية والمدينة.. نماذج من كتَّاب الستينيات فى مصر»، ونال مؤخرًا جائزة الدولة التقديرية عن استحقاق وجدارة.

فى سياحة فكرية ثقافية أدبية مع عقل من عقول مصر الكبيرة فى النقد الأدبى الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، دار هذا الحوار مع «الوفد».

مقالات مشابهة

  • أول دولة في مجموعة السبع تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا
  • ابن طوق يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي على هامش زيارة وفد الدولة إلى الهند
  • بين الرد المرتقب والمرحلة الـ 5 من التصعيد .. الجبهة اليمنية ترفع منسوب الرعب داخل “إسرائيل”
  • مصاريف الجامعات الخاصة 2024-2025.. لجميع الكليات
  • المطامع الإسرائيلية تستهدف الاستيلاء على تراث العرب
  • بحث التعاون الأكاديمي بين سلطنة عمان والكويت
  • مقررة أممية: السلطات الإسرائيلية تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان
  • مصروفات الجامعات الخاصة 2024 - 2025
  • هآرتس: إسرائيل ستسمح لسكان غزة ممن هم بحاجة للعلاج للسفر إلى الإمارات
  • صحيفة «هآرتس» العبرية: نتنياهو يخاف من اليمنيين