لتعذرنا الحكومة هذه المرة _ #ماهر_أبوطير
النقاش حول القضايا العامة، يجب أن يكون محتملا، قدر الإمكان، خصوصا، إذا كان النقد نقي الدوافع، يستهدف مصلحة الأردنيين، وليس تحريضهم، أو تشويه سمعة أحد لاسمح الله.
هذا مثلث صعب ألقى بأثقاله على الأردنيين من أضلاعه الثلاثة في توقيتات متقاربة، وأضلاع المثلث هي، منع الإجازات للعاملين في الخارج بما يوجب اختيارهم بين العودة لوظائفهم أو الاستقالة والاستقرار في الخارج، وهذا قرار تمت تغطيته بكون شواغرهم معلقة هنا ولا يجوز أن تبقى معلقة، من أجل تعيين بدلاء، والضلع الثاني هو الإحالات المتواصلة إلى التقاعد المبكر حيث يخرج الموظفون في عمر صغيرة وتنخفض دخولهم، ولا يجدون عملا لتعويض الخسارة المالية، بل ووفقا لتعديلات التقاعد المدني ونظام الموارد البشرية بات من حق أي مدير إحالة من تنطبق عليه شروط الإحالة للتقاعد المبكر بما يعنيه ذلك من نقل عبء الرواتب إلى الضمان الاجتماعي، وما يعنيه ذلك إستراتيجيا وتغطية التوجه هنا جاءت تحت اسم الإصلاح الإداري، والضلع الثالث يتعلق بمنع العمل خارج الوظيفة الرسمية، وبأثر رجعي حتى لو كانت هناك موافقة رسمية، وإذا كان هذا الأمر من حيث الدوافع مغطى بالضغط من أجل اختيار الموظف أحد وظيفتين، القطاع العام أو الخاص، فإن واقع الحال مختلف تماما وسوف تتضرر أعداد كبيرة من العائلات الأردنية، دون أن تؤدي استقالة الموظف من وظيفته في القطاع الخاص خارج أوقات العمل الرسمي، إلى فتح فرصة لعاطل عن العمل، وتعيين بديل عنه، لأن أغلب مؤسسات القطاع الخاص، سوف تحتفي بالتخلص أيضا من موظفيها أصلا.
أنا أدرك وغيري يعرف أن القصة لها علاقة بأعباء التزامات الدولة تجاه الموظفين، والإصلاح هنا يريد تصحيح ما يراه مجرد خلل أصبح واقعا لدى كثيرين، لكن الدوافع هنا لا تكفي للتبرير، لأن أوضاع الناس صعبة، ونرى عائلات يجهد فيها الأب بوظيفتين حكومية وقطاع خاص وتعمل الأم أيضا، ولا يغطون رسوم فصل دراسي جامعي لأحد الأبناء، مع بقية النفقات.
مقالات ذات صلة بلا رتوش 2024/07/09التوقيت حرج، والظروف صعبة، والتراجعات في اقتصادات العالم والإقليم، واضحة، وهناك تأثيرات على الأردن، لكن معالجة الاحتلالات لا تكون يتجميع كل هذه الملفات مرة واحدة، وفي تواقيت متقاربة، بما يعنيه ذلك من أوضاع سوف يلمسها الناس اعتبارا من عام 2025، وهذا لا يمنع أبدا أن يتم تعديل كل هذه التوجهات، أو تجميد بعضها، أو إيجاد مخارج نجاة للتخفيف.
قد يأتي من يقول إن هناك أعدادا ليست سهلة تعمل في القطاع الحكومي وتأخذ رواتبها ولا تداوم أصلا، وتذهب للعمل في القطاع الخاص، وهذه المجموعة يتوجب التعامل معها منفردة، لا أخذ كل الموظفين بالمعية، والمؤكد بالمقابل أن تصحيح الاختلالات لا يؤدي غاياته إذا أنتج مشاكل ثانية، بما يعني أن الأثر الاجتماعي والاقتصادي لكل هذه التوجهات يجب أن يكون واضحا، ولا يخضع للتجريب أصلا، وهذا الأثر الاجتماعي والاقتصادي يؤشر بكل دقة على أن التأثير الاجتماعي سيكون حادا بسبب التغيرات الاقتصادية، على مستوى استقرار العائلات.
هذه المطالعة لا تتقصد تثوير الناس ضد هذه التوجهات، أو ضد الحكومة، لكنها تتعمد التنبيه للكلف المختلفة، التي تتجمع معا في توقيت واحد، بما يعني أن المرونة تفرض هنا إعادة النظر في بعض التوجهات، أو زيادة الوقت الممنوح للناس كي يعدلوا أوضاعهم، أو الغاء تطبيق بعض التعليمات والانظمة بأثر رجعي، وتطبيقها على الحالات الجديدة منعا للتداعيات.
لو كانت كل هذه التوجهات ستؤدي إلى تشغيل أردنيين جدد في القطاع الحكومي، كبدلاء للخارجين، أو تعيين أردنيين جدد في القطاع الخاص كبدلاء للمستقيلين العاملين أيضا في القطاع العام، لكانت هذه التوجهات مفيدة حقا، لكن الذي سيحدث شيء مختلف تماما، والوقت ما يزال متاحا للتدقيق في الأثر الاجتماعي والاقتصادي لكل هذه القصة.
ولتعذرنا #الحكومة فيما نذهب إليه في هذه المقالة، لأن القصة ليست شخصية أبدا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحكومة القطاع الخاص هذه التوجهات فی القطاع کل هذه
إقرأ أيضاً:
صناعة النواب تناقش تحديات توطين وتنمية صناعة بناء وإصلاح السفن
شهدت لجنة الصناعة بمجلس النواب، خلال اجتماعها اليوم برئاسة النائب محمد السلاب، رئيس اللجنة، مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب محمود عصام موسى بشأن التحديات التي تواجه توطين وتنمية صناعة بناء وإصلاح السفن في مصر وأهمية إعطاء الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة الفعالة بهذا القطاع.
شهد الاجتماع استعراض النائب محمود عصام، طلب الإحاطة، مؤكدا أن صناعة بناء وإصلاح السفن على المستوى العالمى يصل قيمتها السنوية إلى ما يقرب من 200 مليار دولار، نصيب مصر منها أقل من واحد من الألف بالرغم من المميزات التنافسية العديدة التي تتمتع بها مصر خلال الفترة الأخيرة أهمها الطفرة الحالية لتطوير الموانئ المصرية حجمًا ونوعًا وكذا ممر قناة السويس الذى يمر فيه ما ما يقرب من 15% من حجم التجارة البحرية العالمية ومصر كان لها السبق عبر التاريخ في صناعة السفن، وحاليا يعمل بها حوالى 120 ترسانة وشركة موزعة على السواحل المصرية وأيضا على شواطئ نهر النيل والمياه الداخلية.
أشار إلي أن صناعة السفن تتميز بأنها صناعة كثيفة العمالة وتحتاج استثمارات كبيرة وينمو بجانبها العديد من الصناعات المغذية والمساعدة ومن ثم تحتاج لجهود أكبر وخاصة على مستوى ضم الكثير من الشركات التي تعمل بهذا القطاع خارج الاقتصاد الرسمي للدولة بدون سجل أو رخص صناعية بجانب ما يتم من إجراءات وجهود كبيرة لتنمية الأسطول التجارى البحرى وتطوير الموانئ البحرية وتنشيط سياحة اليخوت وتنفيذ بعض الشراكات الناجحة بين القطاع الحكومى ترسانات القطاع الخاص، يتطلب تكاتف الجهود لتوطين وتنمية صناعة بناء وإصلاح السفن كأحد أهم فروع صناعة النقل البحرى، وتذليل العقبات والتغلب على التحديات التي تحد من انطلاق القطاع الخاص والاستثمارى في هذا المجال.
وأكد أن على رأس هذه التحديات تعدد جهات الولاية على الأراضى المقام عليها ترسانات وشركات القطاع الخاص على الأنهار والسواحل وعدم تقنين أوضاعها مما يعيق أي تطوير او تنمية لها ، وكذا عدم وجود مناطق صناعية تتبع هيئة التنمية الصناعية على السواحل والأنهار يمكن تخصيصها للقطاع الخاص لإنشاء ترسانات جديدة لبناء وإصلاح السفن.
لفت إلى ضرورة التوافق على خطة عمل بين الأطراف المعنية للنهوض بصناعة بناء وإصلاح السفن بما يليق بتاريخ ومركز مصر العربى والإقليمى وتكون بمشاركة الحكومة واتحاد الصناعات ممثلة بشعبة بناء واصلاح السفن.
و طالب بتخصيص أراضي لبناء السفن وتقنين أوضاع الترسانات غير المرخصة، وتفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والعام في ذلك المجال، وإنشاء مركز تدريب متخصص في القطاع البحرى، واستهداف التصدير للخارج.
فيما قال اللواء بحرى إيهاب مدكور، ممثل وزارة النقل، الوزارة لديها عدد من الترسانات البحرية التى تقوم بتلبية الاحتياجات المطلوبة بالبلاد، وأن لديهم استعداد للتنفيذ حال وجود طلبات علي تلك المنتجات.
فيما قال ممثل هيئة التنمية الصناعية، أن الهيئة لا توجد لديها أراضي متوفرة لتخصيصها لهذا القطاع.
وعقب النائب محمد السلاب، رئيس لجنة الصناعة، أن الفترة الحالية بمثابة العصر الذهبي في قطاع الصناعة والنقل، في ظل وجود الفريق كامل الوزير، الذى يتميز بسرعة اتخاذ القرارات والإنجاز.
وأكد أهمية مجال صناعة السفن، داعيا وزارة النقل، للبدء في تلك الصناعة حتى يكون هناك استثمارات كبيرة بها.
وأوضح، أن مثل تلك الاستثمارات الكبيرة وطويلة المدى تحتاج أن تبدأها الدولة ثم تأتى إليها الاستثمارات، لاسيما وأن مصر تعد سوق كبير.
وأشار إلي أهمية ذلك المجال في زيادة حجم التصدير، وكذلك تسهيل حركة الصادرات المصرية وتقليل تكلفة الشحن.
و أوصت اللجنة، وزارة النقل بدراسة إنشاء منطقة صناعية لإنشاء السفن والخدمات اللوجستية.