رسائل حزب الله لـاليوم التالي للحرب لا تُطْمئن المعارضة
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
كتبت " الشرق الاوسط": يشغل «اليوم التالي» ما بعد الحرب، الأفرقاء اللبنانيين، لا سيما بعدما كرّست «جبهة المساندة» في الجنوب الانقسام في لبنان بشكل أكبر، بين «حزب الله» وحلفائه من جهة، ومعارضيه من جهة أخرى، وهم الذين يطلقون المواقف الرافضة لتفرده بقرار الحرب عبر منطق وحدة الساحات وإمساكه اليوم بقرار المفاوضات، وبالتالي هو الأمر الذي قد ينعكس على الواقع السياسي في لبنان بعد انتهاء الحرب.
وبانتظار ما ستنتهي إليه مفاوضات الهدنة في غزة التي يربطها «حزب الله» بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، يبعث الحزب بـ«رسائل طمأنة» إلى الأفرقاء اللبنانيين، كان آخرها عبر قول النائب في كتلة الحزب حسن فضل الله: «بالنسبة لليوم التالي لما بعد وقف العدوان، هو يوم لبناني بامتياز، يحدده أهل لبنان والمعنيون بهذه المواجهة من جهات رسمية ومن المقاومة تحت سقف حماية السيادة، وتعزيز قوة الردع للبنان، ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وعدم السماح له بأن يحصل بالسياسة على ما عجز عنه في الحرب، وبالوسائل القتالية وبالقصف والتدمير والاغتيالات».
لكن لا يرى معارضو الحزب أن لهذه «التطمينات» فائدة ما دام الواقع السياسي والعسكري في لبنان لم يتبدّل، وتحديداً لجهة عدم تطبيق الدستور وتفرد الحزب بقرار الحرب والسلم، وفريقه السياسي بقرارات الدولة. وهو ما يعبّر عنه النائب في كتلة حزب «القوات اللبنانية» غياث يزبك بقوله: «كلام فضل الله مردود لأن ليس هكذا تدار الدول». ويؤكد أن «الدستور ينص على سيادة الدولة، وعلى أن يرعى رئيس الجمهورية المفاوضات والعلاقات الدولية بين لبنان والخصوم والحلفاء والأصدقاء، لكن ما دام هذا المنطق لا يسود على الحدود فكل ما يقوله (النائب) فضل الله وغيره من قيادات الحزب هو عملية ذرٍّ للرماد في العيون».
وفي حين يشكّك يزبك بكلام فضل الله، يتحدث عن محاولات لخلق أعراف جديدة يقوم بها «حزب الله» وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «حتى قبل الوصول إلى اليوم التالي يقوم الحزب بعملية إبعاد وخلق عرف بأن لبنان يحكَم من دون رئيس للجمهورية، ومؤسسة المجلس النيابي بقيادة بري تدير المجلس بطريقة ملتوية يقتطع عبرها بري صلاحيات لا تعود له عبر إدارة شأن المجلس وصلاحيات مرتبطة بالرئاسة، فيما يبدو واجهة للانقلاب المتمادي الذي يقوم به (حزب الله) الذي يأخذنا إلى الحرب من دون سؤال، وإذا قلنا له: أنت تعود إلى البلد بالدمار، يقول: أنتم تتعرضون للمقاومة».
يشير يزبك إلى التهديد بالسلم الأهلي الذي يلجأ إليه «حزب الله» ضد معارضيه بمجرد مخالفتهم له، ويقول: «ما سُمح للحزب بأن يقوم به إضافةً إلى سطوة السلاح والاستقواء بالسوريين فيما مضى والإيرانيين اليوم، هي التسوية التي كان يفرضها على اللبنانيين الحريصين دائماً على لعب دور أُم الصبي، حمايةً للسلم الأهلي، بحيث إنه يرى دائماً أنه إذا رفضت مخالفة الدستور كما يريد يعني أنك تتلاعب بالسلم الأهلي مهوِّلاً بالحرب وهو ما أدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم». ويتحدث كذلك عن «عملية تخدير المجتمع اللبناني كي يتمكن الحزب من الاستمرار بما يقوم به منذ التسعينات، وهو ما أدى بنا اليوم إلى فوضى وخراب اقتصادي وأمني ودبلوماسي».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فضل الله
إقرأ أيضاً:
رغم عطلة عيد الفطر المطولة..المعارضة التركية يدعو إلى تجمع كبير
دعا حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعاضة في تركيا، إلى تجمع كبير، اليوم السبت، احتجاجاً على توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، متحدياً حملة القمع الشديدة للمتظاهرين والمعارضة.
ومن المقرر أن تلتقي الحشود عند الظهر على الضفة الآسيوية لعاصمة تركيا الاقتصادية، من أجل "مواصلة المسيرة نحو السلطة"، وفق ما جاء في دعوة أوزغور أوزيل، زعيم الحزب. وأثار توقيف إمام أوغلو عضو الحزب، في 19 مارس (أذار) الجاري، موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد في تركيا، مع خروج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع كل مساء حتى مساء الإثنين الماضي.
The opposition is holding a massive protest in Istanbul today against Erdoğan's government.
The protest in Maltepe, on the Asian side of Istanbul, is set to begin in an hour, and tens of thousands are already flocking to the area. pic.twitter.com/OoeW97GbV6
ومنذ ذلك الحين، توقف الحزب عن الدعوة إلى التجمع أمام مقر البلدية. وحاول الشبان والطلاب خاصة مواصلة التعبئة، لكن يبدو أن القمع، والاعتقالات لمتظاهرين، وصحافيين، ومحامين في منازلهم عند الفجر، أضعف عزيمة المحتجين.
وفي إسطنبول وحدها، أوقف 511 طالباً حتى أمس الجمعة، أودع 275 منهم السجن، وفق المحامي فرحات غوزيل، الي قال إن "العدد أعلى بكثير على الأرجح".
تركيا ترحّل مراسلاً لـ "بي بي سي" وتغرم قنوات تلفزيونية - موقع 24رحّلت السلطات التركية مراسلاً يعمل لدى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس الخميس، بعد احتجازه 17 ساعة، ووصفته بأنه يشكل "تهديداً للنظام العام".
وحسب آخر البيانات الرسمية، الخميس، أوقف أكثر من ألفي محتج، أودع 260 منهم السجن. وشملت التوقيفات الصحافي السويدي يواكيم ميدين الذي اعتقل الإثنين الماضي، لدى نزوله من الطائرة، وأودع أحد سجون إسطنبول مساء أمس الجمعة، وفق رئيس تحرير صحيفته السويدية "داغنس يو تي سي".
وقال أندرياس غوستافسون إنه لم يبلغ بالاتهامات التي تستهدفه، لكن وسائل الإعلام التركية أوردت أن الصحافي متهم بالإساءة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، وبأنه عضو في منظمة إرهابية مسلحة.
أوغلو منتقداً الغرب: الصمت تجاه أردوغان يدعم الاستبداد - موقع 24انتقد عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي أدى اعتقاله في وقت سابق الشهر الجاري إلى خروج مظاهرات حاشدة، قادة الدول الغربية، بسبب صمتهم إزاء اعتقاله.
وقبل ذلك، طردت السلطات الخميس، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، مارك لوين، واتهمته بأنه يمثل "تهديداً للنظام العام".
كما أوقف خلال الأسبوع ما لا يقل عن 12 صحافياً تركياً، أطلق سراح معظمهم لاحقاً، بعد اتهامهم بالمشاركة في تظاهرات محظورة، كانوا يغطونها، وبينهم مصور وكالة فرانس برس ياسين أكجول.
وأوقف محمد بهلوان محامي إمام أوغلو، أمس الجمعة، "بذرائع ملفقة بالكامل" حسب رئيس البلدية على إكس، ثم أطلق سراحه في المساء. وسيكون التجمع بمثابة اختبار للمعارضة في وقت يغادر فيه العديد من سكان إسطنبول المدينة للاحتفال بعيد الفطر.
وأعلن أردوغان هذا الأسبوع منح موظفي الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة 9 أيام عطلة.
وكان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية والذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، يستعد لتعيين إمام أوغلو مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2028، حين اعتقل في 19 مارس (أذار) الجاري، وأودع السجن بعد 5 أيام.