بوابة الفجر:
2025-01-21@01:33:53 GMT

عمرو أسامة يكتب: والنبي اديله فرصة ثانية !

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

البداية كانت داخل مستشفى خاص أثناء زيارة أحد الأقارب وبالتحديد في قسم العناية المركزة، وبعد الاطمئنان على الحالة من الأطباء وأنها أصبحت شبه معافاة وجاهزة للخروج في أقرب وقت، بدأ كل الزائرين من العائلة يتهامس في أذن الآخر بكلمات الحمد والشكر لله على تمام الشفاء وأنه سيستكمل المرحلة الأخيرة من العلاج بالمنزل وسط أبنائه ومحبيه.

 

المشهد الأول: "هو في إيه؟!"
إلى هنا كانت الأمور تسير بشكل جيد، حتى ذاع الصراخ فجأة من الناحية الأخرى في نهاية الطرقة التي تنتهي بالمصعد الخاص بالمستشفى، فانتبه كل الحاضرين لصوت "أجش" لأحد رجال الإسعاف زلزل قلوب كل الحاضرين من زائري الحالات يقول "كل اللي في الطريق يوسع واندهوا الدكاترة بسرعة" ويجر في يده سريرًا يستلقي عليه رجل في العقد الخامس من العمر مغشيا عليه.


خليط من علامات الاستفهام والتأثر والرعب يظهر على وجوه الحاضرين مع التزام الصمت وتنفيذ "أوامر" رجل الإسعاف، فمن كان يملك أن يجري من مكانه فعل ومن لا فكان يلتصق بالحائط وكأنه لوحة مطبوعة ثلاثية الأبعاد ليفسح الطريق، مع التزام الصمت التام فالميكروفون الآن في يد الأطباء والتمريض فقط.

 

المشهد الثاني: "العاصفة"
حضر الأطباء من جميع الاتجاهات وبدأ الصراخ بمصطلحات طبية باللغة الإنجليزية مع توزيع أدوار لممرضي العناية المركزة لتحضير أدوات التدخل السريع لإنعاش القلب، حينها كان المشهد أشبه بعاصفة شديدة ضربت حقيبة تحمل في طياتها حزمة من الأوراق فطرحتها أرضا وشتت كل ما بداخلها يمينا ويسارا.

 

المشهد الثالث: "الإنعاش"
الكل تجمع حول الحالة "الأطباء والممرضين" وبدأت المعركة بينهم وبين "الموت"، الكل في موقعه حاملا سلاحه، فالقائد "طبيب الطوارئ" يتكئ بكفيه على قلب المريض محاولا بكل ما أتاه الله من قوة أن ينعشه ويعيده للعمل بالضغط عليه حتى كاد أن يتوقف قلبه هو من التعب، والجنود من "التمريض" يجوبون حول المريض حاملين حفنة من الأدوية لمساعدة قائدهم بإدخالها إلى القلب، كل هذا وأنا أترقب من بعيد متصببا عرقًا معهم وكأنني لم أرَ مثل هذا المشهد الذي تكرر في أفلام السينما.

 

المشهد الرابع: "الهزيمة"
بعد محاولات مضنية ظل فيها القائد مرارا وتكرارا تشجيع جنوده على الفوز بالمعركة، سبق الموت بسيفه وانتصر عليهم، هنا خرج القائد وجنوده بعلامات الحسرة مطبوعة على وجوههم وسط سؤال يراود كل الحاضرين "هو مات؟"، ولكن لا يقدر أحد أن يتفوه به لهم لما يظهر عليهم من علامات الغضب.

 

المشهد الخامس والأخير: "المواجهة"

هذا المشهد هو الأصعب على الإطلاق حتى أن يدَيَّ ترتعشان وأنا أكتبه كمسن لا يقدر على حمل كوب من الماء ليروي ظمأه، وهو دخول الأبناء مسرعين لمكان الحالة ليجدوا آخر رجال التمريض خارجا من أرض المعركة منكسا رأسه وغارقا في عرقه متفوها بـ "البقاء لله"، ومن هنا كان عنوان المقال الذي تقرؤونه حين وضعت ابنة الحالة يدها على صدر هذا الممرض وقالت له "والنبي حاول تاني واديله فرصة تانية"، فكان الرد "للأسف عملنا اللي علينا والله"، عاد الصراخ مرة أخرى ولكن هذه المرة كان ممتزجا ببكاء يعصر القلب، جعل بعض الحاضرين يدخلون معها في نوبة من البكاء.

حينها أدركت أن هناك نوعين من "الفرص"، الأول لا يأتي إلا مرة واحدة مثل الفرصة التي تحدثت عنها، والتي كانت عبارة عن "حياة" أعطاها الله لأحد خلقه لمدة زمنية لا يعلمها إلا هو -عز وجل-  واستردها منه اليوم، كما سيحدث معي ومعكم باختلاف الوقت والمكان فالموت حق علينا جميعا، والنوع الثاني فتمتلئ به هذه الحياة في طياتها مع إمكانية تكراره... فعلى سبيل المثال "العمل" فرصة لتحقيق الذات وكسب المهارات والمال... "الزواج" فرصة لتكوين أسرة واستقرار اجتماعي، العديد والعديد من الفرص لديك، منها من يأتي إليك على طبق من ذهب ومنها التي تحتاج البحث والعناء لإيجادها، فأحذر أن تضيع منك في كلتا الحالتين.
 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ولاية ثانية لـ«ترامب» فى البيت الأبيض.. ماذا ينتظر أمريكا والعالم؟

تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم، مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فى بداية فترة ولاية ثانية، ولمدة 4 سنوات، كالرئيس رقم 47 للولايات المتحدة، فى مراسم تجرى داخل قاعات مغلقة لأول مرة منذ 40 عاماً، بسبب البرد القارس.

وتمثل عودة الرئيس الجمهورى «ترامب» إلى البيت الأبيض نقطة تحول تاريخية فى السياسة الأمريكية، حيث تأتى فى وقت ملىء بالتحديات الداخلية والخارجية، التى قد تعيد تشكيل مستقبل الولايات المتحدة، بعد أربع سنوات من ولاية الرئيس الديمقراطى جو بايدن، التى تميزت بتغييرات كبيرة فى السياسة الأمريكية والعلاقات الدولية، حيث يجد «ترامب» نفسه وسط جملة من التحديات الخارجية والقضايا الداخلية المعقدة، عليه أن يتعامل معها منذ اللحظة الأولى لدخوله البيت الأبيض، بل وبعضها بدأ التعامل معها بالفعل عقب إعلان فوزه بالسباق الرئاسى.

فعلى الصعيد الداخلى، تجد أمريكا نفسها وسط انقسامات حادة بين الأحزاب السياسية، مع تزايد الاستقطاب الاجتماعى والثقافى، ويضاف إلى ذلك التحديات الاقتصادية، مثل التضخم المرتفع، والبطالة، وأزمة سلاسل التوريد التى أثرت بشكل كبير على السوق الأمريكية، بالإضافة إلى الضغط الكبير لإعادة بناء الاقتصاد بعد جائحة «كورونا»؛ كل هذه القضايا ستكون محورية فى تحديد نجاح أو فشل الولاية الثانية للرئيس الجمهورى.

أما على المستوى الخارجى، فسيكون على «ترامب» مواجهة عالم معقد وملىء بالتهديدات، فى مقدمتها التوترات مع التنين الصينى والدب الروسى، التى تتصاعد بشكل ملحوظ، مع استمرار تحديات الأمن السيبرانى، والتهديدات النووية، إلى جانب ذلك، يشهد الشرق الأوسط تغييرات كبيرة، قد تؤثر على الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، كما أن العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها فى أوروبا وآسيا أصبحت على المحك، فى ظل السعى لتأكيد القيادة الأمريكية فى النظام الدولى.

وسط هذه التحديات، سيكون على «ترامب» أن يتخذ قرارات صعبة، ستؤثر ليس فقط على أمريكا، ولكن على العالم بأسره، مما يجعل فترته الثانية اختباراً حاسماً للولايات المتحدة فى القرن الحادى والعشرين، لمحاولة تهدئة صراعات عالمية، والوفاء بوعوده بوقف الحرب الروسية الأوكرانية.

مقالات مشابهة

  • رسميا .. ترامب رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية
  • محمد لطفي أول الحاضرين في عزاء والد ياسمين عبد العزيز
  • تنصيب ترامب .. ماسك وميلوني أبرز الحاضرين في الكابيتول
  • مراسم تنصيب دونالد ترامب.. هؤلاء أبرز الحاضرين والغائبين
  • أشهر الحاضرين والغائبين عن حفل تنصيب ترامب
  • ولاية ثانية لـ«ترامب» فى البيت الأبيض.. ماذا ينتظر أمريكا والعالم؟
  • «والنبي».. الشيخ رمضان عبد المعز يوضح رأي الشرع في التقول بها
  • جيجل.. انتشال جثة ثانية قذفتها أمواج البحر بشاطئ تاسوست
  • رئيس الوزراء: قطر تعرضت لابتزاز رخيص.. ولم يقدم منتقدونا شيئاً سوى الصراخ
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كل هذا الصراخ من مدني.. فكيف صراخ الخرطوم!!