علق الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي، على سؤال "ماذا يأكل الفأر"، والذي جاء في امتحان اللغة الفرنسية في الثانوية الأزهرية، قائلًا "سؤال لا يقيس مستوى الطالب".

الإمام الأكبر يهدي الطلاب الممتحنين بالشهادة الثانوية الأزهرية بمستشفى 57357 تابلت وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية في شبين الكوم

وأضاف "شوقي" في اتصال هاتفي مع الإعلامي إنجي أنور ببرنامج "مصر جديدة" المذاع على فضائية "ايه تي سي" مساء اليوم الثلاثاء، أن هناك سبب واضح في وضع بعض الأسئلة، وهو أن يكون له إجابة محددة ومعروفة مسبقًا، وطالما أن السؤال آثار اللبس بين الأفراد والطلاب، فهذا يعني أن هذا السؤال معيبًا أو خطأ.

فرق بين امتحان تحصيلي وآخر للذكاء 

وأشار إلى أن هناك فرق بين امتحان تحصيلي للطلاب، مثل الثانوية العامة والثانوية الأزهرية، وامتحانات الذكاء، وان الامتحانات لا بد أن تكون أسئلته من داخل المنهج.

وأوضح أنه لا يمنع إضافة كلمات ومعاني جديدة، لكن هناك عدة إشكاليات، أولا لا تخرج عن خبرة الطلاب، لأنهم ليس لديهم خبرات هذه الأسئلة، ثانيًا المعرفة هنا ليست معرفة عامة، إنما هي معرفة تخصصية، فهنا السؤال الخاص بكيك التفاح أو ماذا يأكل الفأر، أسئلة غير محددة في الإجابة. 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الثانوية الأزهرية الثانوية العامة امتحان الثانوية اللغة الفرنسية امتحان الثانوية الأزهرية علم النفس التربوي الثانویة الأزهریة

إقرأ أيضاً:

الطفيلي شوقي بدري والبقية

دكتور الوليد آدم مادبو

على أيامنا كان للممثل المسرحي المرحوم الفاضل سعيد فاصلاً مسرحيا يمثل فيه دور الجِدة (الحبوبة) "بت قضيم" التي تنضح مواقفها بالحكمة والقدرة على تجاوز المواقف الحرجة بالطرفة اللاذعة أحيانا والمضحكة أحيانا أخرى. بيد أن البون يظل شاسعاً بين الفاضل سعيد والأستاذ شوقي بدري، ذلك أن الأول اتسم أداؤه بالمهنية العالية والاحترافية ذات الطابع الفني والإنساني والآخر عبارة عن مهرج ومتطفل على الساحة الأدبية والساحة السياسية والفكرية.

إذا تركنا جانباً البؤس اللغوي والادعاءات الكاذبة فليس لكتابات شوقي بدري أي بعد خطابي أو منهج مقاصدي، هي مجرد أحاجي يستوحيها "الكاتب الضليع" من وحي خياله أو من وقائع حدثت له شخصيا ينطلق منها ليؤسس لنظرية سسيولوجية أو يقر مذهباً جديداً في علم الإجتماع السياسي. مثلاً، ذهب شوقي بدري إلى أنني ظللت اتصل به لمأرب كان في نفسي بعيدا عن أي غاية إنسانية، فلمّا أيّست منه انقطع اتصالي. أي حاجة تلك التي يمكن أن يقضيها لك مهاجر ضاع عن سربه وحط به الرحال في بلاد الفرنجة زهاء الخمس عقود؟ أي وزن يمتلكه هذا العَجوز الخِرف الذي انقطعت به السبل كي يعين طالباً في الوصول إلى مقصده، ناهيك أن يكون ذاك المطلب هو السلطة؟

إن ما ذكره شوقي بدري من مآثر مادية تتعلق بنشأتي صحيحة ولكنه أهمل تلكم الأدبية والفكرية. فقد اُنتدبت للدراسة على يد أفضل العقول التي أنتجتها البشرية في مجال الهندسة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، والقرآن والتصوف. لم أزل شغوفاً بالعلم حتى التحقت بالفضاء المغاربي والتقيت حينها بالعلامة طه عبد الرحمن و بالمرحوم دكتور محمد عابد الجابري فطفقت ألهج من وقتها بالمغرب وإرثه، بيد أن ذلك كله لم يشفع لي فحرضتني والدتي (أطال الله في عُمُرها) للحاق بالزريبة وأخذ الطريقة علي يد الشيخ عبدالرحيم البرعي (رضي)، ذلك أنها ما زالت ترى أن الأدب ألزم وأوجب والاتصال بالأهل في البادية أحق وأرحب.

ما كان لي أن أخون هذا التأهيل لأقف في صف ظالم مهما بلغ من تيه، فقد تصديت لحملات الإبادة التي قادتها عصابة الإنقاذ في دارفور ونصحت الشيخ موسى هلال حينها لكنه لم يرعوي (أنظر كتابي "دارفور … المستوطنة الأخيرة")، فقد زينت له النخب المركزية تلك الفعلة المستقبحة وكانت تبرر له فعلته وتشجعه حتى أورثت الكيان معرة "الجنجويد"! سطّرت ما لا يقل عن سبعة عشر مقالاً (تجدها لاحقاً في طي كتابي "طلقات ضوئية لإنهاء الحرب المصيرية") في بداية هذه الحرب وقلت أن الدعم السريع قد فقد مشروعيته السياسية في الوسط يوم أن اعتدى بعض أفراده على حرمات المواطنين وأمعن في إذلالهم. أمّا الجيش فقد بيّنت اعتماده على منهجية إجرامية دأبت عبر التاريخ على استهداف المواطنين العزل في جنوب البلاد وغربها بالطيران وعندما سنحت له الفرصة لتصفيتهم بناءً على الشبهة فقد فعل ذلك دونما وجل أو خجل. إذن هو جيش غير قومي وغير مهني وينبغي مقاومته بكافة السبل حتى يرعوي أو ينهزم فالمعركة لم تعد بين الجيش والدعم السريع، بل هي اليوم معركة ثقافية وفكرية واجتماعية بين المستكبرين وجماهير الريف الغاضبين.

لم يطّلع شوقي بدري على كتاباتي فهو مشغول بترهاته وتشجيع الغوغاء له (فمثله لا يحوذ على قراء إلا في بلد يستبد فيه الجهلاء)، ولا أرى أن ذلك ضرورة إلا إذا أراد أن يمارس عملية النقد التي تتطلب الاقتباس وليس التدليس أو الإفلاس. مثلاً، أنا لم أتعرض يوماً لدولة ٥٦ بالنقد ولم اعلق عليها كافة إخفاقاتنا، بل ظللت أقول بأن رجال تلكم المرحلة كانوا يمتازون بالنزاهة الأخلاقية والوطنية والتجرد بيد أنهم كانوا يفتقرون للرؤية والبعد التنموي والتهوا بصراعات جانبية أبعدتهم عن المقصد. أمّا الاخفاق الحقيقي والمؤامرة على شعب السودان فقد بدأت في ٨٩، تحديدا في اليوم الذي سطت فيه الإنقاذ على الحكم. ثانياً، أنا لم أدعي أنني مهمش فأنا من "أصحاب الأمتياز التاريخي" بالفهم المادي والعقيم الذي يروج له فتوة أم درمان، لكنني مثلي مثل سائر المصلحين أسعي لتوظيف إمكانياتي لنصرة المستضعفين ولا اكتفي بما نالني من نصيب.

لعل الحِوار الذي دار بين فرعون وموسى والذي ضمنته سورة الشعراء يبين هذه الدالة (قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدٗا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (19) قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ (20) فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمٗا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (21) وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ (22)). وإذ يريد شوقي بدري أن يحشرنا نحن معشر الرزيقات والمسيرية في زاوية ويتهمنا بجريمة أرتكبت بحق الأهالي في الخرطوم والجزيرة، ويعيدنا كل مرة لأحاجي "بت قضيم" التي تفتقر إلى التقصي والتحقيق، فإنا نريد أن نردّه إلى أصل الجرم المتمثل في استئثار أقلية عرقية عقائدية لمدة قرنين بالحكم واعتمادها على استبقاء جماهير الريف في الفقر والجهل وإلهائهم في الحروب ضد بعضهم البعض وذلك بزرع الألغام في الريف الغربي خاصة حتى انفجر الأمر ولم يعد من الممكن التحكم فيه إلا بالرجوع إلى منصة التأسيس.

ختاماً، كنت اعتقد وأقول حتى زمن قريب أن آل بدري منّوا على السودان بأصدق رجلين، وهما بابكر بدري وشوقي بدري. بيد أنني اكتشفت مؤخرا أن الجد كان صادقاً، أمّا الحفيد فلا يعدو كونه مجادلاً ماهراً أو ساحراً باهراً. إن هفوات شوقي بدري أو تسطيره لما تجود به قريحته (تماما كما كانت تفعل "بت قضيم") تعطينا فرصة "لنقد العقل المركزي" الذي يعاني صاحبه من اعتلال نفسي وهذيان ذهني سبب له فصاما وإشكالا منهجيا في التفكير. فهو لم يفهم بعد أن إنسانيتنا انتفت يوم أن انتقصنا من إنسانية الآخرين، فالحريق بدأ في توريت ١٩٥٥ وتفاقم واستعر في محطات عدة حتى وصل الخرطوم في ١٥ أبريل. هنا انتهت الجمهورية الأولى ولابد من التخطيط للجمهورية الثانية. إنني أربأ بالأستاذ شوقي بدري، رغم خلافي الأخير معه، أن ينضم إلى "مجموعة الكلاب الضآلة" التي يوظفها إعلام الإسلاميين أو الكيزان المفسدين الذين يريدون أن يطرحوا كافة الحمولات التاريخية الشائهة عن كاهلهم ويضعوها على كاهل الكيان العربي في دارفور ومن ثم يحملونني هذا الوزر باعتباري الحفيد النجيب للناظر محمود موسى مادبو، فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم؟

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • خبير تربوي يحذر من أخطاء تزيد توتر طلاب الثانوية العامة قبل الامتحانات
  • رئيس منطقة القليوبية الأزهرية يتابع العملية التعليمية بمعاهد القناطر الخيرية
  • صانع خطة الجنرالات يضع 3 خيارات أمام حكومة نتنياهو
  • العرموطي لوزير المالية .. هل تم بيع ثلاثة أطنان من موجودات البنك المركزي من الذهب ؟
  • الطفيلي شوقي بدري والبقية
  • وكيل منطقة الشرقية الأزهرية يتابع انطلاق تدريبات معلمي التربية الفنية
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • جوائز مغرية.. مسابقة يمن موبايل رمضان 2025.. السؤال والإجابة ورابط الإشتراك
  • تواصل فعاليات البرامج التدريبية لمعلمي القرآن الكريم بمنطقة بورسعيد الأزهرية
  • ما هي شروط مهنة التخليص الجمركي؟ القانون يجيب