«الجزيرة أونلاين» – علي سعد القحطاني:
تُوفي الكاتب الصحافي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ؛ يوم أمس (الثلاثاء)، بعد معاناة طويلة مع المرض وكان من أبرز كتّاب أعمدة الصحيفة في زاويته الشهيرة «شيء من» لأكثر من عقدين، وكانت مقالاته مثاراً للجدل والأخذ والرد من قبل الموافقين والمناوئين لأفكاره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتميَّز الصحافي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ صاحب الفكر الشجاع والقلم المخلص في أسلوبه الكتابي، في النقد الاجتماعي وترك الراحل بصمة لا تُمحى في عالم الأدب والشعر، وكانت له كتابات شعرية، منها قصيدة غناها الفنان عبد المجيد عبد الله، تقول: «يا بحر جدة ذكرته يوم شفتك»، وكانت كلماته تعبر عن مشاعره العميقة وحبه للوطن.


جاء الأستاذ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ من عالم الأعمال والتجارة إلى عالم الصحافة والكتابة، وكان ناشراً من رواد النشر في الأدب، خصوصاً الأدب الشعبي. وكان وقت رئاسته مجلس إدارة مجلة «قطوف»، و»حياة الناس»؛ مساهماً في إثراء الثقافة الأدبية والفكرية في المملكة.
ونعى وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الراحل، عبر حسابه في منصة «إكس»؛ حيث وصفه بالمفكر الشجاع وصاحب القلم المخلص المحب لدينه ولوطنه وقيادته، مقدماً عزاءه لأسرته ومحبيه، وداعياً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
وأضاف وزير الشؤون الإسلامية: «تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المفكر الشجاع، وصاحب القلم المخلص المحب لدينه ولوطنه وقيادته، الأستاذ محمد بن عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- الذي وافته المنية صباح يوم أمس؛ حيث كان -رحمه الله- سداً منيعاً وطوداً شامخاً أمام تجار الفتن، والإخوانيين الصحويين، والغلاة، والمتطرفين الإرهابيين، في وقت كان الكثير يخشى من مجابهتهم ومحاربتهم وكشف حقيقتهم، وسخر قلمه في محاربة أصحاب المناهج الفاسدة والأفكار الضالة، بكل قوة وشجاعة وحجة وبرهان وفكر مستنير، عبر كتاباته وأطروحاته خلال مسيرته الصحافية الطويلة، رغم الأذى الذي ناله في سبيل ذلك منهم ومن المخدوعين بهم، الذي لم يزده إلا ثباتاً بمواقفه الوطنية النابعة عن إيمان عميق بأهمية الدفاع عن أمن الوطن وقيادته، لما لهما من مكانة عظيمة في نفسه، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما أصابه تكفيراً ورفعة له. أقدم عزائي الصادق إلى ابنيه عبد اللطيف وعبد العزيز، ووالدتهما الكريمة، وكافة محبيه، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
كما نعاه كثير من المثقفين والصحافيين، ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، على حسابه الرسمي على موقع «إكس»؛ حيث ذكروا مناقبه وبصمته في عالم الأدب والشعر، وقلمه الشجاع في محاربة المناهج الفاسدة والأفكار الضالة.
بدوره غرّد الصحفي وناشر «إيلاف» الأستاذ عثمان العمير ناعياً الراحل محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، قائلاً :»كان نجماً من إبداع وعطاء، ووطن، وإصلاح مجتمع، وتخيل لمستقبلٍ مضيء.. بل ملاذ له.. فهوى. بل.. صعد.. صعد. ‏كم هو الحزن يسحق القلب حين يصبح جاثماً. ‏فقدناك يا نبيل، أيها الوسيم المتعلق بالغد».
وفي فترة مرض الراحل كتب العمير: «كم أشعر بالحب والامتنان للرجل، القيمة محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، كانت السعودية تسكنه، وكان تغييرها إلى الأفضل هو هاجسه، ‏وكان الحلم صغيراً لكن تصوره كان كبيراً، كان نضاله ضد فكر الظلاميين فاعلاً ومؤثراً، فكان بيته مأوى من يزور الرياض من مختلف الموانئ، وكان يغدق عليهم، وعلينا التفاؤل والطموح والنهوض».
وتسابق آلاف المغردين والكتاب وغيرهم من أبناء المملكة العربية السعودية، ودول الخليج والدول العربية في نعي الراحل ‏محمد بن عبداللطيف آل الشيخ صباح يوم أمس (الثلاثاء)، في تعبير عفوي يؤكد مكانة الكاتب الراحل، والدور المؤثر الذي قام به دفاعاً عن ثقافة وفكر المجتمع العربي السعودي والخليجي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

“وأما الجدار فكان لغلامين…. وكان أبوهما صالحا”

“وأما #الجدار فكان لغلامين…. وكان أبوهما صالحا”

بقلم/ #حمزة الشوابكة

كلنا يدرك بأن قدر الله غالب في كل أمر، وأن الأرزاق مقسومة معلومة عند قاسمها وواهبها، ولكن هناك أسباب تلعب دورا كبيرا في وقت وزمان ومكان وحجم هذا الرزق بالنسبة للعبد، ومن أسباب سعة الرزق وبركته؛ ما جاء في الآية الكريمة في سورة الكهف: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا)، فصلاح الآباء سبب كبير في سعة الرزق، وسبب في زيادة البركة في ما رزق الله به العبد من صحة وعمر ومال وسمعة طيبة، وبالرغم من أن الرزق ليس مالا فقط، بل الصحة رزق، ومحبة الناس لك رزق، وتوفيقك للدفاع عن دين الله رزق، والسعة في المال والولد الصالح رزق، ولكن الآية الكريمة بينت بأن السعة في المال، من أقوى أسبابها صلاح الآباء، مع إدراك أن صلاح الآباء قد لا يكون ظاهرا غالبا إلا للقليل من الناس بعد الله، فقد تكون خبيئة بين العبد وربه سببا في أن يكون من الصالحين عند الله، فيرزق ذريته بهذه الخبيئة، وليس كما ذهب بعض الناس، بأن صلاح العبد لا بد وأن يكون ظاهرا ابتداء، ولا يجب إقران الصلاح عند العبد ببعض دلائل ومظاهر تكون سنة، كالصلاة في المسجد، فلو كان الأمر كذلك، لكان الخوارج من أصلح الصالحين، بل وقد يتعدى الأمر إلى أن يكون صلاح شخص؛ سببا في رزق جماعة من الناس، وذلك لصلاح هذا الشخص ولعطر يفوح من صحيفته عند ربه، وهذا دليل قاطع على أن صلاح العبد تحت مظلة: “إن الله لا ينظر إلى صوركم…… ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” وأيضا: “إنما الأعمال بالنيات….”، ولا يدرك السرائر إلا من خلق هذه النفس، فقد يكون شخص عابدا زاهدا غير صالح عند الله، وقد يكون شخص متواضعا في التزامه وتدينه ويؤدي ما فرض عليه دون زيادة أو نقصان؛ قد يكون في درجة صلاح عالية عند الله، فالالتزام الشكلي ليس مقياسا لصلاح الشخص أو عدمه، ولكن لا بد وأن ندرك بأن صلاح الآباء، سبب في سعة الأرزاق عند الأبناء، شريطة التزام نهج الآباء من قبل الأبناء، مع إدراك أن الرزق ليس مالا فقط، بل كل خير في البدن والدين رزق، فنسأله سبحانه بأن يرزقنا التزام نهج صلاح آبائنا، لنكون سببا في أن يرزق الله ذريتنا بصلاحنا.

مقالات ذات صلة الشباب والإدارة بالأسئلة… نهج للريادة والقيادة 2024/10/05

مقالات مشابهة

  • ماجي الحلواني: نصر أكتوبر أعاد للأمة العربية العزة والكرامة.. وكان هناك احتفال خاص في منزل حمادة إمام
  • محمد بن راشد: نقطف ثمار حكم الشيخ راشد اليوم
  • مجلس إدارة جمعية الأدب يعتمد سفراءه
  • محمد بن راشد في ذكرى وفاة الشيخ راشد: كانت حياته عملاً دائماً
  • حمدان بن محمد: رحم الله الشيخ راشد.. باني دبي ووالد شعبها ومؤسس أمجادنا
  • محمد بن راشد: رحم الله الشيخ راشد.. كانت حياته عملاً دائماً وجلساته حكماً وبناءً
  • محمد بن راشد: رحم الله الشيخ راشد.. كانت حياته عملاً دائماً وجلساته حكم وبناء
  • “وأما الجدار فكان لغلامين…. وكان أبوهما صالحا”
  • عبداللطيف: طه إسماعيل قام بالصلح بيني وبين محمد يوسف بعد إصابته لي في سوبر 94
  • عبداللطيف: طه إسماعيل أصلح بيني وبين محمد يوسف بعد إصابته لي في سوبر 94