بوتين ومودي يعززان روابط الصداقة رغم التوترات بسبب أوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الحالية إلى روسيا، وقالت إن مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعززان "روابط الصداقة" رغم التوترات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم الثلاثاء، أن مودي حظي باستقبال حار من بوتين لدى وصوله إلى موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين الهند وروسيا عميقة، ويعود تاريخها إلى الحرب الباردة، وكانت روسيا منذ فترة طويلة أكبر مورد للأسلحة إلى الهند. ومنذ انتخابه عام 2014، أقام مودي علاقة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة مع بوتين، إذ عقد الزعيمان أكثر من 20 اجتماعا.
ومع ذلك، فإن قرار بوتين بالتدخل العسكري في أوكرانيا في فبراير 2022 وضع ضغطا غير مسبوق على علاقاتهما وأجبر الهند على السير في طريق صعب في موازنة علاقاتها مع كل من بوتين والغرب.
وأضافت الصحيفة أن الهند رفضت الانضمام إلى الدول الغربية في إدانة حرب بوتين وامتنعت عن التصويت في جميع عمليات التصويت في الأمم المتحدة التي تدين روسيا. كما أصبحت أكبر مشتر للنفط الروسي الرخيص، ولا تزال ترسل المليارات إلى خزائن الدولة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تقويض لجهود فرض العقوبات الغربية. ومع ذلك، لم يكن استياء الهند من تصرفات بوتين مخفيا تماما، إذ قال مودي إن "الآن ليس عصر الحرب".
وقوبل القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الهندي بتعزيز علاقته مع الزعماء الغربيين الذين يشكلون أكبر منتقدي بوتين، بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بفتور في أروقة الكرملين. وعلى نحو مماثل، يُنظر إلى علاقات بوتين الوثيقة على نحو متزايد مع بكين بقدر كبير من الشك في نيودلهي.
ولكن في حين أن المشهد الجيوسياسي كان مختلفا بشكل ملحوظ عن عام 2019، عندما كان مودي آخر مرة في موسكو، فقد بذل الزعيمان جهدا كبيرا لإظهار صداقتهما المستمرة خلال زيارة مودي التي اختتمت مساء اليوم.
وبحسب الصحيفة، تحدث الكرملين بابتهاج عن قرار مودي جعل روسيا من بين أولى رحلاته الدولية بعد فوزه بولاية ثالثة في السلطة الشهر الماضي.
لكن المسؤولين الهنود كانوا أكثر تحفظا، وأكدت نيودلهي أن الزيارة، وهي الأولى التي يقوم بها مودي منذ خمس سنوات، كانت تتعلق بالعلاقات الثنائية، مضيفة أن الهند تسعى إلى "لعب دور داعم من أجل منطقة سلمية ومستقرة".
وفي القمة الرسمية التي عقدت اليوم، قال مودي إنه وبوتين ناقشا كل شيء بدءا من إنشاء سفارات هندية جديدة في روسيا وحتى زيادة التعاون في مجال التجارة. ومع ذلك، كانت التعقيدات التي تحيط بتحقيق الهند لتوازن دبلوماسي دقيق بشأن أوكرانيا واضحة أيضا على نحو غير مريح.
كما عقدت القمة بين بوتين ومودي أيضا في نفس يوم بدء قمة حلف شمال الأطلنطي /ناتو/ في واشنطن، حيث من المتوقع أن يعلن بايدن وزعماء آخرون عن حزمة دفاعية تاريخية لأوكرانيا.
وأوردت تقارير أن مودي وجه، في مأدبة عشاء أقيمت مساء أمس الاثنين، مناشدته الأكثر مباشرة لبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأبلغ الرئيس الروسي أنه "لا يوجد حل في ساحة المعركة". ومع ذلك، يعتقد عدد قليل من المحللين أن كلمات مودي سيكون لها أي تأثير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي روسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
بوتين يتوقع صعوبة تنفيذ أي اتفاق جديد لنقل الغاز عبر أوكرانيا
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توقعاته بصعوبة تنفيذ أي اتفاقية جديدة لنقل الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا، مشيرًا إلى تأثير الحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022 على إمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة.
وفي تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية مساء الخميس، قال بوتين إن شركة "غازبروم"، المسؤولة عن إنتاج وتصدير معظم الغاز الروسي، تواجه تحديات تتعلق بالعقود طويلة الأجل التي "يصعب تعديلها بسرعة لتلبية التغيرات المفاجئة".
نهاية اتفاقوأشار بوتين إلى أن الاتفاقية الطويلة الأمد لنقل الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني نحو أوروبا، والتي تعود لسنوات، تنتهي خلال الشهر الجاري.
الاتفاقية الطويلة الأمد لنقل الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني نحو أوروبا تنتهي خلال الشهر الجاري (الفرنسية)وأضاف "هناك بدائل محتملة تشمل نقل الغاز عبر دول مثل المجر، سلوفاكيا، تركيا، أو أذربيجان. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه البدائل يتطلب جهودًا كبيرة بسبب التعقيدات المرتبطة بالعقود الحالية".
وأكد بوتين أن روسيا تبحث عن طرق بديلة لنقل الغاز الطبيعي، بما في ذلك عبر بولندا، كجزء من إستراتيجيتها لتقليل الاعتماد على البنية التحتية الأوكرانية.
موقف أوكرانيامن جانبه، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن بلاده لن تسمح بنقل الغاز الروسي عبر أراضيها دون ضمانات واضحة بعدم استفادة الكرملين ماليًا من ذلك. يأتي هذا الموقف في ظل استمرار التوترات بين البلدين.
و بحسب البيانات، أرسلت روسيا خلال عام 2023 نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا، وهو ما يمثل 8% فقط من ذروة تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا قبل اندلاع الحرب.
روسيا تنقل حاليا حوالي 42.2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كل يومين عبر أوكرانيا (رويترز)حاليًا، تنقل روسيا حوالي 42.2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كل يومين عبر أوكرانيا، وفقًا لما أعلنت عنه شركة "غازبروم".
إعلان خلفية الأزمةومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، مشترطة إنهاء الهجوم بتخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلًا مباشرًا في شؤونها الداخلية.
وتلقي هذه التوترات المستمرة بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما في ذلك قطاع الطاقة.