الثورة / وكالات

نشرت مجلة “972 الإسرائيلية” المعارضة تقريرًا استعرضت فيه شهادات جنود صهاينة تحدّثوا عن الغياب شبه الكامل لقوانين إطلاق النار والاشتباك في حرب غزة، حيث يطلقون النار متى شاؤوا ويضرمون النار في المنازل التي يمرون بها، ويتركون جثثًا من الشهداء في الشوارع، وكل ذلك يحدث بموافقة قادتهم في الجيش.


وبحسب المجلة، تحدّث ستة جنود صهاينة مع مجلة 972 بعد تسريحهم من الخدمة الفعلية في غزة في الأشهر الأخيرة، وقد وصفوا كيف تمّ السماح لهم بإطلاق النار على الفلسطينيين دون قيود تقريبًا.
وذكرت المجلة أن الجنود الستة من الجيش الإسرائيلي – الذين تكلّم كل واحد منهم شرط عدم الكشف عن هويته عدا واحد فقط – رووا كيف أعدموا بشكل روتيني المدنيين الفلسطينيين لمجرد أنهم دخلوا منطقة صنّفها الجيش بأنها “منطقة محظورة”.
وتُصوّر شهادات الجنود الصهاينة منطقة تنتشر فيها جثث الفلسطينيين التي كانت تترك لتتعفن أو تأكلها الحيوانات الضالة ولا يقوم الجيش بإخفائها عن الأنظار إلا قبل وصول قوافل المساعدات الدولية، حتى لا تظهر صور لأشخاص في مراحل متقدمة من التحلل”.
وذكرت المجلة أن عدة مصادر وصفت كيف مثّلت قدرة الجنود على إطلاق النار دون قيود وسيلة للتخفيف من التوتر أو الملل في روتينهم اليومي.
وقال جندي احتياطي خدم في شمال غزة “لقد أطلقت شخصيًا بعض الرصاصات دون سبب، نحو البحر أو الرصيف أو مبنى مهجور، أو ما يعرف بـ ‘نيران طبيعية’، وهو الاسم الرمزي لـ “أنا أشعر بالملل”، لذلك أطلق النار”.
كذلك نقلت المجلة عن جندي آخر خدم في القوات النظامية في غزة لعدة أشهر، بما في ذلك في مركز قيادة كتيبته، أنه “كانت هناك حرية كاملة في العمل، إذا كان هناك حتى شعور بالتهديد، فلا توجد حاجة لشرح – فقط تطلق النار، وعندما يرى الجنود شخصًا يقترب، يسمح بإطلاق النار على مركز الكتلة جسمه، وليس في الهواء”، وأضاف : “يسمح بإطلاق النار على الجميع، سواء كان الهدف فتاة صغيرة أو حتى امرأة مسنة”.
وقد وصف هذا الجندي حادثة وقعت في نوفمبر عندما قتل الجنود عدة مدنيين خلال عملية إخلاء مدرسة قريبة من حي الزيتون في مدينة غزة كانت تستخدم كمأوى للفلسطينيين النازحين.
وأمر الجيش بإخلاء النازحين نحو اليسار باتجاه البحر بدلًا من التوجه إلى اليمين حيث يتمركز الجنود، وعندما اندلع اشتباك داخل المدرسة، تمّ إطلاق النار على كل من اتجه نحو اليمين في خضم الفوضى.
وفي سياق متصل، أوضح جندي احتياطي آخر خدم في قطاع غزة أن هذه الأوامر كانت تأتي مباشرة من قادة الكتيبة في الميدان، مضيفا أنه “عندما لا تكون هناك أي قوات أخرى للجيش “الإسرائيلي” في المنطقة.. يكون إطلاق النار غير محدود، جنونيًا، وليس فقط بالأسلحة الصغيرة، بل أيضاً البنادق الآلية والدبابات وقذائف الهاون”.
ونقلت المجلة عن ضابط صهيوني خدم في مديرية العمليات بالجيش أن غرفة عمليات لوائه – التي تنسق القتال من خارج غزة، وتوافق على الأهداف وتمنع النيران الصديقة – لم تتلقَ أوامر واضحة لإطلاق النار لنقلها إلى الجنود على الأرض، مشيرًا إلى أنه “منذ اللحظة التي تدخل فيها، لا يكون هناك إحاطة في أي وقت، لم نتلقَ تعليمات من القيادة العليا لنقلها إلى الجنود وقادة الكتيبة”.
وأوضح هذا الضابط أن إطلاق النار على “المستشفيات والعيادات والمدارس والمؤسسات الدينية ومباني المنظمات الدولية” يتطلب تفويضًا أعلى، لكنه قال إنه كانت هناك في الواقع حالات قليلة لم يسمح فيها بإطلاق النار.
وأضاف الضابط أن المبدأ المعمول به في غرفة العمليات كان “أطلق النار أولًا، ثم اطرح الأسئلة لاحقًا، كان هذا هو الإجماع.. لن يبكي أحد إذا سوّينا منزلًا بالأرض دون وجود حاجة لذلك، أو إذا أطلقنا النار على شخص لم يكن علينا أن نطلق النار عليه”.
وبحسب شهادات العديد من الجنود، فإن سياسة إطلاق النار اللا مشروط مكّنت الوحدات “الإسرائيلية” من قتل المدنيين الفلسطينيين حتى عندما يعرفونهم مسبقاً أنهم كذلك.
وقد روى جندي احتياطي آخر كيف أن كتيبته كانت متمركزة بجوار ما يسمى بـ”الممرات الإنسانية”، أحدها لمنظمات الإغاثة والآخر للمدنيين الذين يهربون من شمال القطاع إلى الجنوب، وضمن منطقة عمليات كتيبته، قاموا بتنفيذ سياسة “الخط الأحمر، الخط الأخضر”، التي تحدد مناطق يمنع المدنيون من دخولها.
وأكد أن المدنيين غالباً ما يأتون إلى المناطق التي تمر عبرها قوافل المساعدات للبحث عن فتات قد يسقط من الشاحنات، ومع ذلك، كانت السياسة هي إطلاق النار على أي شخص يحاول دخولها.
وبحسب المجلة، تؤكد الشهادات أن جثث الفلسطينيين المدنيين في كل أنحاء غزة بقيت متناثرة على الطرق وفي الأماكن المفتوحة.
وقال جندي آخر إن الجنود الإسرائيليين “لا يتعاملون مع الجثث، إذا كانت في الطريق، يتم نقلها جانباً ولا يوجد دفن للقتلى، وقد يدوس الجنود على الجثث بالخطأ”، وخلال الشهر الماضي، شهد الجندي غاي زاكين الذي كان يعمل على جرارات D-9 في غزة، أمام لجنة الكنيست أنه وفريقه “دهسوا مئات الفلسطينيين، أحياء وأمواتًا”، ولاحقًا، انتحر جندي خدم معه.
ووصف اثنان من الجنود الذين أجريت معهم المقابلة كيف أصبح حرق منازل الفلسطينيين ممارسة شائعة بين الجنود الصهاينة.
وذكر أحد الجنود الصهاينة أن هؤلاء قبل الرحيل كانوا يجمعون المراتب والأثاث والبطانيات، ومع “بعض الوقود أو أسطوانات الغاز يحترق المنزل بسهولة كأنه فرن”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة

يمانيون ـ تقرير ـ  مرزاح العسل

يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 15 شهراً لحرب إبادة صهيونية وسياسة تجويع ممنهجة، بسبب عرقلة العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.

ولم تقتصر حرب الإبادة الصهيوني على القصف بالطائرات الحربية والمدفعية والقذائف التي أودت بحياة عشرات الآلاف، بل هناك حرب من نوع آخر تحدثت عنها الأمم المتحدة واليونيسف وحذرتا منها، وهي حرب التجويع الممنهجة بحظر المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان بشكل أساسي.

فمنذ السابع من أكتوبر 2023م، حرمت حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة، المواطنين بشكل عام، وأهالي خانيونس، جنوبه، بشكل خاص، من عادتهم التجمع لتناول وجبة غداء دسمة عامرة باللحوم والحلويات يوم الجمعة، لأن الحصول عليها أصبح مستحيلا أو ضربا من الخيال.

ومنذ بداية الحرب والقطاع يتعرض لسياسة تجويع ممنهجة، إذ يتم منع المواد الغذائية الأساسية التي تساعد على بناء الجسم، خاصة للأطفال والشباب، والسماح بإدخال المواد المعلبة والمصنعة التي تحذر وزارة الصحة من كثرة تناولها لما تحويه من مواد حافظة تضر الصحة.

وعند النظر لما يُسمح بإدخاله للقطاع، فهو معلبات بأنواعها المختلفة، إضافة إلى كميات قليلة من المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والخضروات والفاكهة واللحوم، الأمر الذي يجعل أسعارها مرتفعة جدا نظرا لقلة المتوفر منها.

وفي هذا السياق يؤكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بسبب انتهاج العدو سياسة التجويع، وأن العدو يواصل إغلاق جميع المعابر، ويمنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى القطاع.

ودان المكتب الإعلامي جرائم العدو الصهيوني المركبة بحق الشعب الفلسطيني، ومنها سياسة التجويع الممنهجة، كما طالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وقال المكتب: “ندق ناقوس الخطر لجميع دول العالم، ونطالبها بوضع حد لما يعيشه القطاع”.

ودعت السلطات في غزة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لإدارة أزمة الغذاء الخطيرة في القطاع، كما طالبت الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة.

واستفحلت المجاعة في جُل مناطق قطاع غزة لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يعيشون في الخيام.

ويُشار إلى أن الحرب على غزة تسببت في تدمير المزارع كافة، التي كانت تنتشر في المناطق الزراعية التي يقع معظمها شرق وشمال القطاع، تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات العدو الصهيوني وحولتها لمنطقة عازلة لا يوجد بها أي مظهر للحياة.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أزمة الغذاء في قطاع غزة لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.

ويحظر القانون الدولي الإنساني تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.. كما تمنع “الأمم المتحدة” استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك “جريمة حرب”.

فيما تنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية على أن “تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية” يعد جريمة حرب.

ويعتبر ذلك نوعاً آخر من أنواع العقاب الجماعي، وهو مرفوض وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف خاصة المواد “33” و”55″ و”59″، وتُوجب المادة 27 على قوات الاحتلال بألا تجعل من المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية بأي حال من الأحوال نوعا من العقاب الجماعي ضد المدنيين بالمناطق المحتلة.

ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا: إن العدو الصهيوني يستخدم التجويع كسلاح منذ بداية عدوانه على غزة، وكان أول قرار اتخذه هو وقف إمدادات الغذاء والدواء والماء، وما دخل كان استثناءات بسيطة بعد ممارسة ضغط دولي.

ويضيف الشوا خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية: إن التجويع أحد الأسلحة التي مورست ضد الشعب الفلسطيني، وما دخل من الطحين خلال الفترة الأخيرة هو ثلث الاحتياجات فقط، والتي تتزايد.. لافتًا إلى أن هناك شواهد على الأرض أن هناك حالات سوء تغذية شديدة بين الأطفال، وما يدخل القطاع لا يلبي سبعة في المائة من الاحتياجات الإنسانية للسكان.

ويُردف بالقول: إنه في ظل البرد القارس في خيام غزة، لا توجد مساعدات كافية وهذا واقع إنساني خطير يعيشه السكان.. مشدداً على أن العدو الصهيوني مُستمر في سياسة التجويع.

 

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي ردة فعل طفل في قطاع غزة لحظة تذوقه الموز لأول مرة في حياته، ظنها قطعة من الدجاج.

ويأتي تداول هذا الفيديو، في وقت لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى المستوى المثير للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في قطاع غزة.. فالعدو الصهيوني فرض ولا يزال قيودًا صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة ضمن سياسة التجويع الممنهجة واضحة المعالم.

ولاقى مقطع الفيديو تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذا علق مدونون بالقول: “إسرائيل كيان شر واستبداد”.

وفي الوقت الذي تتفشى فيه المجاعة وغلاء أسعار السلع الغذائية في قطاع غزة، يقف الغزيون في الطوابير لا لتناول الدجاج المفقود ولا الخضار والفواكه، بل للحصول على رغيف من الخبز أو أي نوع من الطعام يسد رمق الحياة، وفي بعض الأحيان تنفد كميات الوجبات الغذائية المتوفرة، لتنتهي محاولات البعض بالحصول على طعام بالفشل بعد طول انتظار.

وألقى النقص الغذائي وسياسة التجويع الممنهجة بتأثيره على الرضع أيضًا، إذ حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من نقص إمدادات حليب الأطفال في غزة وقرب نفادها مما يعرض حياة آلاف الرضع للخطر.. فستة صناديق فقط هو ما تبقى من حليب الأطفال في القطاع، وفقًا للوكالة، في وقت يفترض أن يعتمد عليها ما يقرب من 8500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.

وعلى إثر ذلك، تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع سياسة التجويع الصهيونية في قطاع غزة، إذا قال مدونون: “يوم بعد آخر موت تلو موت، جوع وجوع، لا مأوى لا أمان.. هكذا هي أيام أهل غزة منذ أكثر من عام”.. متسائلين: “نستيقظ كل صباح ونحن نحمل معنا أسئلة حول ما سيأتي به اليوم، مثل هل سنجد طعاما نأكله؟ وإذا وجدناه فما هو الصراع أو المعركة التي سنواجهها للحصول عليه؟ هل سنكون جميعًا بأمان اليوم دون أن يتأذى أحد؟.

وبدعم أمريكي لامحدود يرتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

المصدر : وكالة سبأ

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة في غزة ويكثف استهدافه المباشر للمنظومة الصحية
  • إخلاء برج إيفل الفرنسي بسبب ماس كهربائي
  • العدو الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • العدو الصهيوني يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية
  • بمعدل غير مسبوق.. آلاف الجنود البريطانيين يتركون الخدمة بسبب تدني الرواتب
  • العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة
  • العدو الإسرائيلي يواصل خروقه وينفذ تفجيراً كبيراً جنوب لبنان
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • العدو الاسرائيلي يغير معالم المنطقة الحدودية