الثورة/ وكالات

أطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اسم “السراب القاتل” على المعركة التي يخوضها أبطال كتيبة طولكرم في مخيم نور شمس.
وقالت السرايا في بيان صحفي تلقت نسخه منه امس “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، إن هذه المعركة التي حشد العدو قواته فيها بحثاً عن العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلونا الأبطال، لن ينجو فيها من القتل.

واَضافت أنه بعد عجز الاحتلال عن مواجهة مقاتلينا الأبطال، لجأ لتخريب الطرقات والممتلكات العامة والمحال التجارية والبيوت الآمنة، في محاولةٍ لتدفيع الأهالي ثمن احتضان المقاومة.
وشددت السرايا على أن هذا العمل سيجعلنا موحدين في إعادة إصلاح ما أفسده هذا العدو الغاشم.
وأوضحت أن “هذا المستوى البطولي الذي يقدمه أبطال الضفة الغربية، والقدرات المتنامية في كل يوم، هي ثمار زرعها مقاتلو وقادة هذه التشكيلات من الشهداء وممن لا زالوا على العهد، فلم يضع أجرهم ولم يُترك دربهم، ولا زال رجالنا على عهد الشهيد القائد المؤسس سيف أبو لبدة والشهيد القائد سعيد جابر”.
وأكدت سرايا القدس للأهالي المرابطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وكامل التراب الفلسطيني وللصابرين في معركة طوفان الأقصى، وللمقاومين والأحرار في هذا العالم، أنها على قدرٍ من المسؤولية، وأننا الأولى بالدفاع عن أرضنا وعرضنا.
واستدركت بالقول للعدو الإسرائيلي: “إنك كلما صعّدت في إفسادك وتخريبك لن تزيدنا إلا إصراراً وثباتاً على إكمال المسيرة حتى النصر، وإن وعد الله عز وجل قد اقترب بزوالك”.
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إحكام حصارها لمدينة طولكرم، مع استمرار العلمية العسكرية في مخيم نور شمس والاقتحامات لمخيم طولكرم منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء، وسط حظر للتجوال على السكان.
وأفاد شهود عيان باقتحام عدد كبير من آليات الاحتلال وجرافاته الثقيلة المدينة من محورها الغربي، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء المدينة ومخيماتها على ارتفاع منخفض.
وجابت دوريات الاحتلال شوارع المدينة، وتحديدا شارع مسجد المرابطين، ودوار العليمي “المحاكم”، ودوار خضوري، ومحيط مستشفى الأسراء التخصصي، وشارع نابلس، والحي الشرقي، باتجاه الأحياء المؤدية إلى مخيم طولكرم.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من آلياتها الثقيلة إلى جميع مداخل المدينة، وتحديدا على حاجزي جبارة العسكري، وعناب العسكري، إضافة إلى بوابة “نتساني عوز” غرب طولكرم.
وحاصرت قوات الاحتلال مستشفيي ثابت ثابت الحكومي، والإسراء التخصصي بالمدينة.
ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على عدد من البنايات العالية في مختلف أحياء المدينة، في الوقت الذي اقتحمت فيه حي الأقصى في ضاحية شويكة شمال طولكرم، وسط سماع أصوات إطلاق نيران بشكل كثيف.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا على مخيم طولكرم، وعززت من دورياتها على مداخله وتحديدا الشمالية والشرقية والجنوبية.
واحتجزت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية أثناء تغطيتها للأحداث في محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة، وقامت بمصادرة هوياتهم، كما أوقفت مركبة فلسطينية على دوار شويكة وقامت بتفتيشها والتدقيق في هويات ركابها.
وأحدثت قوات الاحتلال تشويشا كبيرا على شبكات الانترنت في المدينة ومخيماتها.
واقتحمت آليات الاحتلال برفقة 5 جرافات عسكرية مخيم نور شمس مرورا بشارع السكة ودوار اكتابا، وتمركزت قرب حارة المسلخ تزامنا مع الاقتحام المستمر للمدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية تجاهه، وفرضت حصارا مشددا عليه.
ودمرت جرافات الاحتلال ممتلكات الفلسطينيين والبنى التحتية أثناء سيرها باتجاه مخيم نور شمس، وتحديدا في شارع السكة، ومحيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل المخيم الرئيسي، ومحيط مقبرة نور شمس، إضافة إلى تجريف محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محمود الجارحي يكتب: 7 مشاهد من معركة الإسماعيلية

في 25 يناير عام 1952 سطرت الشرطة المصرية واحدة من ملاحمها الخالدة في التاريخ المصري، هي معركة الإسماعيلية المجيدة، عندما تصدت قوات الشرطة المصرية بعدادها وعتادها المتواضع لجيش بريطانيا العظمى أكبر دولة في العالم.. ولم تخلُ من الدروس والشواهد على عظمة الشعب المصري والشرطة والمعجزات التي يصنعها اتحادهما معا، ومعهما القوات المسلحة وجيش مصر الأبي، لتأبى صفحات التاريخ أن تتعاقب إلا بتسجيل هذه الملحمة التي عكست نبل وتضحيات الشخصية المصرية على مر التاريخ.

وبالتزامن باحتفالات الشرطة بعيدها الـ73 تحدث اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد وزير الداخلية السابق، عن تلك الملحمة بقوله إنّ معركة الإسماعيلية هي التي مهدت الطريق أمام ثورة يوليو 1952، وأنهت الحكم الملكي في مصر، لافتا إلى أنّ توثيق معركة الشرطة ضد الاحتلال في الإسماعيلية حق أصيل للأجيال.. لترسيخ التضحيات والانتماء والولاء للوطن، وإلقاء الضوء عليها، بالتوازي مع تضحيات القوات المسلحة والشرطة.. هنا نروي ما حدث في ذلك اليوم التاريخي، نستعرضه في المشاهد التالية:

المشهد الأول: نوفمبر وديسمبر عام 1951

حكومة الوفد قررت الاستجابة لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936‏،‏ وأعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس في مجلس النواب يوم 8 أكتوبر 1951، إلغاء المعاهدة التي فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا. تتصاعد الأمور، ويقرر 91 ألف عامل مصري مغادرة معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة الكفاح الوطني، التجار يمتنعون عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية.

تتوتر الأجواء بين الشعب المصري وقوات الاحتلال الإنجليزي، الأعمال الفدائية ضد قوات بريطانيا العظمى تصل إلى ذروتها، وتكبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة، أعمال التخريب والأنشطة الفدائية تشتد وتتصاعد وتيرتها ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القناة من خلال الفدائيين، تكبدت قوات الاحتلال البريطاني خسائر لا تقدر بثمن، في نفس الوقت ينسحب العمال المصريون من العمل في معسكرات الإنجليز، ما أدى إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.

وأزعجت تلك الأفعال حكومة لندن، فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، غير أنّ الشباب لم يهتموا بهذه التهديدات ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربي البريطاني، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة، أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة.

المشهد الثاني: الجمعة 25 يناير عام 1952

يستدعي القائد البريطاني في منطقة القناة، «البريجادير إكسهام»، ضابط الاتصال المصري، وسلّمه إنذارا لتُسلِّم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.

وجاء هذا الإنذار بعد أن أدرك البريطانيون أنّ الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏، لذا خطط الاحتلال لتفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الاستفراد بالمدنيين وتجريدهم من أي غطاء أمني‏.

المشهد الثالث: الجمعة 25 يناير.. مكتب وزير الداخلية

يجلس وزير الداخلية فؤاد سراج الدين في مكتبه، يتلقى اتصالا من قائد قوات الشرطة في الإسماعيلية، اللواء أحمد رائف، كان نصها:

- ألو.. حولني على فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية.

- مين يا أفندم؟ أنا اللواء أحمد رائف، قائد بلوكات النظام في الإسماعيلية.

- حاضر يا أفندم..

- معالي الوزير صباح الخير يا أفندم..

- صباح النور.. يا أفندم قوات الاحتلال البريطاني وجهت لنا إنذار برحيل قوات البوليس عن مدينة الإسماعيلية، واحنا يا أفندم رافضين وقررنا المقاومة ومنتظرين تعليمات سعادتك..

- هتقدروا يا أحمد؟..

- يا أفندم مش هنسيب الإسماعيلية حتى لو ضحينا بآخر نفس فينا.

- ربنا معاكم.. استمروا في المقاومة.

المشهد الرابع: مكتب القائد البريطاني «البريجادير إكسهام»

يشتد غضب القائد البريطاني في القناة، بعد رفض رحيل قوات البوليس، ويأمر قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية، تتحرك القوات، ويحاصر أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني مبنى محافظة الإسماعيلية، والثكنات التي كان يدافع عنها 850 جنديا فقط، ما جعلها معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة.

ويقابل قائد قوات الاحتلال (إكسهام) اليوزباشي مصطفى رفعت، قائد بلوكات النظام الموجودة بمبنى محافظة الإسماعيلية لإخلاء المبنى، وكان هذا نص المكالمة:

- إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبنى.. سأبدأ أنا الضرب، لأن تلك أرضي، وأنت الذي يجب أن ترحل منها ليس أنا.. وإذا أردتم المبنى.. فلن تدخلوه إلا ونحن جثث.

ثم تركه ودخل إلى مبنى المحافظة.

وداخل مبنى المحافظة يتحدث اليوزباشي مصطفى رفعت إلى جنوده وزميله اليوزباشي عبدالمسيح، وقال لهم ما دار بينه وبين (إكسهام)، فما كان منهم إلا أن أيدوا قراره بعدم إخلاء المبنى، وقرروا مواجهة قوات الاحتلال، على الرغم من عدم التكافؤ الواضح في التسليح؛ حيث كانت قوات الاحتلال تحاصر المبنى بالدبابات وأسلحة متطورة شملت بنادق ورشاشات وقنابل، فيما لا يملك رجال الشرطة سوى بنادق قديمة نوعا ما.

المشهد الخامس: المعركة

القوات البريطانية تقوم بإطلاق قذيفة دبابة كنوع من التخويف لقوات الشرطة، أدت إلى تدمير غرفة الاتصال «السويتش» بالمبنى، وأسفرت عن استشهاد عامل الهاتف، بدأت بعدها المعركة بقوة، والتي شهدت في بدايتها إصابة العشرات من رجال الشرطة واستشهاد آخرين.

اليوزباشي مصطفى رفعت، قائد قوة بلوكات النظام الموجودة داخل مبنى المحافظة، يخرج إلى ضابط الاحتلال البريطاني في مشهد يعكس مدى جسارة وشجاعة رجل الشرطة المصري، فتوقفت الاشتباكات ظنا من قوات الاحتلال أنّ رجال الشرطة سيستسلمون، ولكنهم فوجئوا بأنّ اليوزباشي مصطفى رفعت يطلب الإتيان بسيارات الإسعاف لعلاج المصابين وإخلائهم قبل استكمال المعركة، وفقا لتقاليد الحرب الشريفة التي اعتاد عليها المصريون.

قوة الاحتلال رفضت واشترطت خروج الجميع أولا والاستسلام، وهو ما رفضه اليوزباشي مصطفى رفعت، وعاد إلى جنوده لاستكمال معركة الشرف والكرامة، والتي لم يغب عنها أيضا أهالي الإسماعيلية الشرفاء؛ حيث كانوا يتسللون إلى مبنى المحافظة؛ لتوفير الغذاء والذخيرة والسلاح لقوات الشرطة، رغم حصار دبابات الاحتلال للمبنى.

المشهد السادس: النصر أو الشهادة

تستمر الاشتباكات بشراسة، بدأت الذخيرة في النفاد من رجال الشرطة المصرية، ولكنهم رفضوا أيضا مجرد فكرة الاستسلام، فقرأوا جميعا فاتحة كتاب الله والشهادتين، بمن فيهم الضابط المسيحي اليوزباشي عبدالمسيح، وقرروا القتال حتى آخر طلقة، وقرر اليوزباشي مصطفى رفعت الخروج من المبنى لقتل قائد قوات الاحتلال (إكسهام)، أملا منه في أن يؤدى ذلك إلى فك الحصار وإنقاذ زملائه، وبالفعل عندما خرج، توقف الضرب كالعادة، ولكنه فوجئ بضابط آخر أعلى رتبة من (إكسهام)، وبمجرد أن رأى هذا الضابط اليوزباشي مصطفى رفعت، أدى له التحية العسكرية، فما كان من اليوزباشي رفعت إلا أن يبادله التحية وفقا للتقاليد العسكرية، وتبين بعد ذلك أن ذلك الضابط هو الجنرال (ماتيوس)، قائد قوات الاحتلال البريطاني في منطقة القناة بالكامل.

المشهد السابع: حوار الكرامة

يتحدث الجنرال (ماتيوس) إلى اليوزباشى مصطفى رفعت، وقال له إنهم فعلوا ما عليهم بل أكثر، وإنهم وقفوا ودافعوا عن مبنى المحافظة ببطولة لم تحدث من قبل، وإنهم أظهروا مهارة غير عادية باستخدامهم البنادق التي معهم ووقوفهم بها أمام دبابات وأسلحة الجيش البريطاني المتعددة، ولا مفر من وقف المعركة بشرف، فوافق اليوزباشي مصطفى رفعت على ذلك، مع الموافقة على شروطه، وهي أن يتم نقل المصابين وإسعافهم بشكل فوري، وأنّ الجنود الذين سيخرجون من المبنى لن يرفعوا أيديهم على رؤوسهم، بل سيخرجون بشكل عسكري يليق بهم، مع تركهم لأسلحتهم داخل المبنى، فوافق الجنرال (ماتيوس) على تلك الشروط، وتم خروج قوات الشرطة بشكل يليق بها وهم في طابور منظم.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعلن حظر التجول في مخيم جنين
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية
  • طائرات الاحتلال تهدد سكان مخيم جنين.. والجيش يقتحم طولكرم وأريحا
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم طولكرم في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تضرم النار بمنازل ومركبة في مخيم جنين
  • سرايا القدس بالضفة: شكّلنا غرف عمليات لتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية
  • محمود الجارحي يكتب: 7 مشاهد من معركة الإسماعيلية
  • تأملات في أبرز محطات معركة “طوفان الأقصى”.. من ساعة الصفر حتى إعلان الانتصار
  • سرايا القدس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.. العدو لم يقضِ على مقاومتنا
  • سرايا القدس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.. العدو لم يقضِ مقاومتنا