اليمن والتحديات البحرية.. مساندة غزة ومنع الإمدادات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
في ظل التوترات السياسية والعسكرية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، تظل قضية غزة من أبرز القضايا الدولية، ومن بين الدول التي أظهرت موقفًا ثابتًا وقويًا في دعم غزة، تأتي اليمن في طليعة هذه الدول، تتمثل جهود اليمن في مساندة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي، وفك الحصار عن طريق منع وصول السفن الإسرائيلية وغيرها إلى الموانئ الإسرائيلية، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الدول الداعمة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.
أدركت اليمن أن الضغط على إسرائيل وحلفائها لا يمكن أن يقتصر على الخطابات السياسية والدبلوماسية فقط، بل يجب أن يتضمن أيضًا إجراءات عملية، ولذا، اتخذت اليمن خطوات حاسمة لمنع وصول السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد إلى الموانئ الإسرائيلية، قامت القوات البحرية اليمنية بتنفيذ عمليات بحرية جريئة في البحر الأحمر والعربي والهندي والمتوسط، في محاولة لمنع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد والشحن من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دعما وإسنادا لغزة وحتى فك الحصار ووقف العدوان على غزة.
أسفرت هذه الجهود عن مواجهات بحرية مكثفة بين القوات اليمنية والتحالف الأمريكي البريطاني. ففي البحر الأحمر، شهدت الممرات البحرية اشتباكات متكررة بين الطائرات والصواريخ والزوارق اليمنية وقوات التحالف التي حاولت تأمين مرور السفن الإسرائيلية، كما امتدت هذه المواجهات إلى البحر العربي والهندي وحتى البحر المتوسط، حيث كانت القوات اليمنية تسعى لقطع طرق الإمداد والشحن المؤدية إلى إسرائيل.
هذا وقد استخدمت القوات اليمنية تكتيكات عسكرية متقدمة وغير تقليدية، مما أربك قوات التحالف وأجبرها على إعادة تقييم استراتيجياتها، كما كان للقيادة وللشعب اليمني دور كبير في دعم القوات البحرية من خلال تشجيعها والوثوق بها وتزويدها بالمساعدات اللوجستية حسب ما أمكن ذلك، مما عزز من قدرتها على تنفيذ عملياتها بفعالية. نجحت اليمن في بناء تحالفات إقليمية مع دول وقوى تدعم القضية الفلسطينية، مما ساهم في تعزيز موقفها على الصعيد الدولي.
رغم التكنولوجيا المتقدمة والتفوق العسكري لقوات التحالف الأمريكي البريطاني، إلا أنها فشلت في ردع القوات اليمنية، فالقوات اليمنية أظهرت مرونة عالية وقدرة على التكيف مع التحديات، مما مكنها من تنفيذ عمليات ناجحة ضد السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد الأمريكية والبريطانية وغيرها، نجحت العمليات اليمنية في إضعاف القدرات اللوجستية لإسرائيل من خلال منع وصول الإمدادات الحيوية إلى موانئها. وزادت هذه العمليات من الضغط الدولي على إسرائيل وحلفائها لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، حيث بدأت بعض الدول في إعادة النظر في دعمها لإسرائيل نتيجة لهذه الضغوط.
كما تمكنت اليمن من إيصال رسالة قوية للعالم مفادها أن دعم غزة لا يقتصر على التصريحات بل يتطلب إجراءات عملية، مما حفز دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة.
في الختام يبقى موقف اليمن في مناصرة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن طريق منع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دليلًا على الشجاعة والتصميم، فبالرغم من التحديات الكبيرة، أثبتت اليمن أن العزيمة والإصرار يمكن أن يحققا نتائج ملموسة في دعم القضايا العادلة.
ورغم العجز والفشل الذي واجهته قوات التحالف الأمريكي البريطاني في ردع الجيش اليمني، تستمر اليمن في ت قديم الدعم لغزة والدفاع عن سيادتها بكل حزم وإصرار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بلينكن: وقف النار في غزة قريب جدا.. وثلث القوات الإسرائيلية انسحبت من لبنان
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "بات قريبا جدا"، آملا في التوصل إليه في الوقت المتبقي لإدارة الرئيس جو بايدن.
وتستمر المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية، من جهة، ودولة الاحتلال بوساطة قطرية مصرية أمريكية، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، تشمل صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وبخصوص الوضع في لبنان، أكد بلينكن في مؤتمر صحفي الأربعاء من فرنسا أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تعمل بشكل جيد، قائلا "رأينا بالأمس أن أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية انسحبت من لبنان. أعتقد أن وقف إطلاق النار يمكن أن يشكّل جسرا نحو سلام مستدام".
"لا سقف زمني"
وأعلنت قطر، الثلاثاء، أن المفاوضات الهادفة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "لا تزال جارية"، لكن "لا يمكن وضع حد زمني" لها، وفقا لمستشار رئيس مجلس الوزراء متحدث وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في إحاطة أسبوعية في أثناء مؤتمر صحفي بالدوحة.
وقال الأنصاري إن المفاوضات "لا تزال جارية على المستوى الفني"، و"هناك إيمان قطري دائما بضرورة الاستمرار في هذه الجهود، مهما كانت الأوضاع صعبة خلال المفاوضات".
وأضاف الأنصاري أن "الوفود التي تمثل جميع الأطراف تجتمع بشكل دائم، سواء في الدوحة أو القاهرة"، مبينا: "إلا أنه لا يمكن وضع حد زمني لهذه المفاوضات، وكذلك ليس هناك أي توقعات حتى اللحظة، وسيتم الإعلان عن ذلك في حال الوصول إلى نتائج مباشرة".
والاثنين، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الموساد، ديفيد برنياع، قرر تأجيل زيارته المقررة للعاصمة القطرية الدوحة، والمرتبطة بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وأفادت القناة الـ12 العبرية بأنه تم تأجيل زيارة رئيس الموساد التي كانت مقررة اليوم إلى الدوحة، لمواصلة محادثات صفقة التبادل.
وبحسب القناة، لم تُحدد الأسباب لهذا التأخير، في حين تشير الأنباء إلى استمرار المناقشات الإسرائيلية الداخلية حول الملفات العالقة في المفاوضات، بما في ذلك إصرار "تل أبيب" على الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة.
والجمعة، عاد وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة "حماس" بوساطة قطرية ومصرية، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتتهم عائلات الأسرى والمعارضة الإسرائيلية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها، إن قَبِل إنهاء الحرب على غزة.
وكان الخبير الإسرائيلي يوسي ميلمان تحدث عن تلاعب نتنياهو، مؤكدا أن "رئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، يعرفون أن نتنياهو يتلاعب بهم، ويعرفون أنه كان هناك ثلاث فرص على الأقل لإتمام صفقة تبادل، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأشار مليمان إلى أن هنالك "في قطاع غزة 100 أسير إسرائيلي، والأجهزة الاستخباراتية أبلغت عائلات 36 منهم بمقتلهم، ومن بين الـ64 الآخرين تقدر أجهزة الاستخبارات أن 50 منهم على قيد الحياة".
وتابع قائلا: "من الواضح لبرنياع وبار وهاليفي أن على إسرائيل أن تدفع ثمنًا باهظًا ومؤلمًا لأجل صفقة، وأنه يجب إتمامها ليس فقط من منطلق أخلاقي، وإنما من باب المنفعة السياسية الأمنية والاستراتيجية".
وشدد على أنه "رغم ذلك فهم صامتون، أو في أفضل الأحوال يكررون القول إنه يجب إعادة الأسرى"، مضيفا أنه "إذا كان الأمر مهمًا لهم فليأخذوا خطوات فعلية".