في ظل التوترات السياسية والعسكرية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، تظل قضية غزة من أبرز القضايا الدولية، ومن بين الدول التي أظهرت موقفًا ثابتًا وقويًا في دعم غزة، تأتي اليمن في طليعة هذه الدول، تتمثل جهود اليمن في مساندة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي، وفك الحصار عن طريق منع وصول السفن الإسرائيلية وغيرها إلى الموانئ الإسرائيلية، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الدول الداعمة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.


أدركت اليمن أن الضغط على إسرائيل وحلفائها لا يمكن أن يقتصر على الخطابات السياسية والدبلوماسية فقط، بل يجب أن يتضمن أيضًا إجراءات عملية، ولذا، اتخذت اليمن خطوات حاسمة لمنع وصول السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد إلى الموانئ الإسرائيلية، قامت القوات البحرية اليمنية بتنفيذ عمليات بحرية جريئة في البحر الأحمر والعربي والهندي والمتوسط، في محاولة لمنع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد والشحن من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دعما وإسنادا لغزة وحتى فك الحصار ووقف العدوان على غزة.
أسفرت هذه الجهود عن مواجهات بحرية مكثفة بين القوات اليمنية والتحالف الأمريكي البريطاني. ففي البحر الأحمر، شهدت الممرات البحرية اشتباكات متكررة بين الطائرات والصواريخ والزوارق اليمنية وقوات التحالف التي حاولت تأمين مرور السفن الإسرائيلية، كما امتدت هذه المواجهات إلى البحر العربي والهندي وحتى البحر المتوسط، حيث كانت القوات اليمنية تسعى لقطع طرق الإمداد والشحن المؤدية إلى إسرائيل.
هذا وقد استخدمت القوات اليمنية تكتيكات عسكرية متقدمة وغير تقليدية، مما أربك قوات التحالف وأجبرها على إعادة تقييم استراتيجياتها، كما كان للقيادة وللشعب اليمني دور كبير في دعم القوات البحرية من خلال تشجيعها والوثوق بها وتزويدها بالمساعدات اللوجستية حسب ما أمكن ذلك، مما عزز من قدرتها على تنفيذ عملياتها بفعالية. نجحت اليمن في بناء تحالفات إقليمية مع دول وقوى تدعم القضية الفلسطينية، مما ساهم في تعزيز موقفها على الصعيد الدولي.
رغم التكنولوجيا المتقدمة والتفوق العسكري لقوات التحالف الأمريكي البريطاني، إلا أنها فشلت في ردع القوات اليمنية، فالقوات اليمنية أظهرت مرونة عالية وقدرة على التكيف مع التحديات، مما مكنها من تنفيذ عمليات ناجحة ضد السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد الأمريكية والبريطانية وغيرها، نجحت العمليات اليمنية في إضعاف القدرات اللوجستية لإسرائيل من خلال منع وصول الإمدادات الحيوية إلى موانئها. وزادت هذه العمليات من الضغط الدولي على إسرائيل وحلفائها لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، حيث بدأت بعض الدول في إعادة النظر في دعمها لإسرائيل نتيجة لهذه الضغوط.
كما تمكنت اليمن من إيصال رسالة قوية للعالم مفادها أن دعم غزة لا يقتصر على التصريحات بل يتطلب إجراءات عملية، مما حفز دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة.
في الختام يبقى موقف اليمن في مناصرة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن طريق منع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دليلًا على الشجاعة والتصميم، فبالرغم من التحديات الكبيرة، أثبتت اليمن أن العزيمة والإصرار يمكن أن يحققا نتائج ملموسة في دعم القضايا العادلة.
ورغم العجز والفشل الذي واجهته قوات التحالف الأمريكي البريطاني في ردع الجيش اليمني، تستمر اليمن في ت قديم الدعم لغزة والدفاع عن سيادتها بكل حزم وإصرار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن.. موقف تاريخي في معركة طوفان الأقصى

تقارير

على مدار تاريخ اليمن الحديث، كانت فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليمنيين. تميز الشعب اليمني بالاعتزاز بعروبته ونصرة القضايا القومية والإسلامية. ولم تكن الحرب الراهنة على غزة استثناءً، إذ خرج اليمنيون إلى الساحات بمختلف أطيافهم وولاءاتهم -وبرغم انقساماتهم في الشأن السياسي الداخلي- احتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي في غزة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني.

بعد أيام قلائل من طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م أعلن اليمن رسمياً مشاركته في عملية “طوفان الأقصى” تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة. جاءت هذه المشاركة ترجمة حقيقية لما يؤمن به اليمنيون.

وفي 14 نوفمبر أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن بدء مرحلة جديدة من استهداف كيان العدو الإسرائيلي، متوعدة بضرب أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، حتى يتوقف العدوان على غزة. ولم يقتصر الأمر على التهديدات، بل نفذت القوات اليمنية حينها عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً حساسة في مدينة “إيلات” بالأراضي المحتلة.

تصاعد عمليات الإسناد

تواصلت العمليات اليمنية وظلت تتصاعد بتصاعد العدوان الصهيوني وتجاوزه الخطوط الحمراء، وصولاً إلى بلوغ المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني، بقصف يافا المحتلة ” تل أبيب” بصاروخ باليستي فرط صوتي محلي الصنع ” فلسطين 2″.

لقد نجح اليمن في توظيف موقعه الاستراتيجي جنوب البحر الأحمر وعلى مدخل المحيط الهندي، محققاً تحولاً نوعياً في التوازنات الإقليمية والدولية المفيدة للمقاومة، حيث بات جزءً مهماً في معادلة المواجهة، معبراً عن أحد أشجع صور الدعم للشعب الفلسطيني.

استطاع اليمن بفضل  العمليات البحرية المتواصلة في البحر الأحمر والبحر العربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي ضد السفن المتجه للكيان والشركات التي خالفت قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر التعامل مع الكيان الصهيوني، بفضل هذه العمليات استطاع أن يُشكل ضغطاً كبيراً على “إسرائيل” وحلفائها، ويستنزفهم عسكريا واقتصاديا، مما جعلهم يدركون أن المواجهة مع الشعب الفلسطيني تتجاوز الأراضي المحتلة لتصل إلى مياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، وهوما لم يكن في حسبان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتان شكلتا تحالف “حماية  الإزدهار” لمنع العمليات اليمنية فهزم وخرجت  حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية من البحر الأحمر.

إشادة فلسطينية

أشادت مختلف الفصائل الفلسطينية بدور اليمن الاستراتيجي في دعم المقاومة، فقد أدخل اليمن معركة “طوفان الأقصى” في مرحلة جديدة، وجدت فيها المقاومة الفلسطينية منصة ثورية جيوسياسية هامة لمقاومة العدو، جعلت الجيش الصهيوني يشعر بأنه محاصرا ومطاردا حتى خارج حدود فلسطين المحتلة ودول الطوق.  وهو تحول استراتيجي يشمل المنطقة بأسرها، ويخدم شعوب المنطقة العربية والإسلامية في مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي، وهذا المتغير بات مكتسباً راهنا ومستقبلياً حتى في فترة ما بعد توقف الحرب على غزة.

تبعات إقليمية

يرى المراقبون أن العمليات العسكرية التي نفذها اليمن ضد أهداف إسرائيلية، تُعد مؤشراً مهماً لما يمكن أن يحدث في حال عاد العدوان على اليمن مجدداً، حيث يمكن أن تؤثر العمليات اليمنية مستقبلاً على إمدادات الطاقة العالمية، خاصة تلك التي تمر عبر البحر الأحمر، في ظل الأزمات الدولية الراهنة مثل حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

ولعل الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية نحو يافا المحتلة “تل أبيب” تحمل دلالات عميقة تعكس فشل “إسرائيل” في تحقيق الردع الاستراتيجي، فالكيان الذي طالما ادعى القوة بات هشاً ومعرضاً للهزيمة. ومع كل صاروخ يطلق من اليمن، يتجدد التأكيد أن معركة “طوفان الأقصى” لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد لتشكل تهديداً حقيقياً على “إسرائيل” في الداخل والخارج، وتتظافر العمليات اليمنية على عمليات المقاومة العراقية واللبنانية  في آن.

في الوقت الذي يعاني فيه جيش العدو الإسرائيلي من الإنهاك بسبب حربه المستمرة على غزة، تبرز صنعاء كعامل ضغط إضافي، خاصة بعدما أصبحت ممرات الملاحة في باب المندب والمحيط الهندي جزءً من المواجهة. وتعمق صنعاء اليوم المأزق الأمريكي والإسرائيلي بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، مما يُصعِّب الخيارات أمام واشنطن و” تل أبيب”، ويضعهما أمام معضلة كبيرة: إما الدخول في حرب شاملة مدمرة لا يتكهنون بنهايتها، أو القبول بحرب استنزاف تضعف صورتهما أمام العالم.

ختاماً

تثبت القوات المسلحة اليمنية، في الأحداث الجارية أن الأمة العربية تمتلك من أوراق القوة ما يجعل “إسرائيل” وحلفاءها يعيدون حساباتهم. اليمن اليوم، بفضل مواقفه الثابتة وشجاعته، يُثبت أن المقاومة ممكنة في هذا الزمن، ويمكن للأمة أن تفرض معادلات جديدة تتجاوز لغة الإدانات والتصريحات المكررة، وتؤدي إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتحرير الأرض في نهاية المطاف. وأن يكون لها مستقبل في النظام العالمي لما بعد الأحادية القطبية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تحت النار: تكبد خسائر فادحة بسبب هجمات القوات المسلحة اليمنية
  • بشكل مفاجئ.. الاستخبارات الأمريكية الإسرائيلية تخترق شبكة اتصالات في اليمن
  • بطل بـ«القوات البحرية في حربي الاستنزاف وأكتوبر»: تدمير «إيلات» رفع الروح المعنوية للمصريين والعرب
  • ماذا خلف ارتفاع وتيرة العمليات اليمنية وإدخال أسلحة جديدة!?
  • خبير عسكري: السودان وليبيا واليمن عاونت قواتنا البحرية خلال حرب أكتوبر المجيدة
  • ديكلاسيفايد: الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن تمت بأسلحة بريطانية
  • الجيش الأمريكي يتبنى ضربات لـ 15 هدفًا في اليمن
  • اليمن.. موقف تاريخي في معركة طوفان الأقصى
  • موقع بريطاني: الضربات الإسرائيلية المميتة ضد اليمن جرت بأسلحة بريطانية الصنع (ترجمة خاصة)
  • مسؤول أممي: يحق لأي دولة مساندة لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية بموجب القانون