خطير ومعقول.. إسرائيل تتوقع سيناريو الحرب المقبلة مع حزب الله
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
وضع جهاز الأمن الإسرائيلي، سيناريو "خطير ومعقول" للحرب المقبلة مع حزب الله اللبناني، والتي ستتحول إلى حرب متعددة الجبهات، تطلق فيها آلاف المقذوفات يوميا، وتستهدف منشآت استراتيجية، ويقتل 500 مدني وتتعطل الاتصالات والإمدادات.
ووفق تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يصفون الحرب المقبلة المحتملة ضد حزب الله بأنها سيناريو "خطير – معقول".
وفي حال أرادت إسرائيل المبادرة إلى خطوة عسكرية استباقية لمنع سيناريو كهذا، فإنها لن تتمكن من القيام بذلك في ظل المناخ السياسي الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيناريو "خطير – معقول" يردع إسرائيل ويفسر عدم رغبتها المعلن بحرب و"ردود أفعالها المعتدلة مقابل استفزازات حزب الله المتكررة على طول الحدود".
ويسود قلق كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي بسبب استمرار الوضع السياسي الداخلي على خلفية خطة "الإصلاح القضائي" الحكومية لإضعاف جهاز القضاء.
وحسب الصحيفة، فإن رد الفعل الإسرائيلي كان بهذا الشكل "المعتدل" في أعقاب تفجير مفترق مجدو، الذي نفذه عنصر تسلل من لبنان وحاول العودة إليها قبل أن تقتله قوات الأمن الإسرائيلية، وعندما استولى عناصر لبنانيون على كاميرات مراقبة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية، وكذلك إثر إقامة قرابة 30 موقعا لقوات "رضوان" النخبوية في حزب الله، وفي أعقاب نصب خيمة في مزارع شبعا.
اقرأ أيضاً
حرب تموز 2006: المسمار الذي صدع "إسرائيل"؟
وتعتبر التقديرات الإسرائيلية أن حربا مقبلة لن تكون محصورة في جبهة واحدة، وإنما ستكون متعددة الجبهات، مقابل لبنان وسوريا، وربما دول أخرى تبسط إيران نفوذا فيها، وربما مع إيران نفسها.
كما أنه ليس مستبعدا، وفق السيناريو، انضمام قطاع غزة إلى حرب كهذه، وأن تتصاعد وتيرة العمليات المسلحة في الضفة الغربية وتنظيم مظاهرات وإغلاق شوارع مركزية داخل إسرائيل.
وفي إطار السيناريو ذاته، فإن التخوف الاستراتيجي في جهاز الأمن الإسرائيلي هو من استهداف شبكات الكهرباء، والاتصالات، وإمدادات الطاقة، وتزويد المواد الغذائية، والقدرة على توفير خدمات للمواطنين بسبب تغيب الكثيرين عن العمل.
وحسب التوقعات، فإن إسرائيل ستواجه في اليوم الأول للحرب إطلاق 6 آلاف قذيفة صاروخية باتجاه جبهتها الداخلية، وسيتراجع هذا العدد إلى 1500 – 2000 قذيفة صاروخية يوميا في الأيام التالية.
ويصف الخبراء الأمنيون إصابة نحو 1500 موقع في إسرائيل يوميا، إضافة إلى قذائف صاروخية ستسقط في مناطق مفتوحة، بأنه سيؤثر على مجر الحياة، لافتين إلى أن منظومة "القبة الحديدية" لن تتمكن من تسجيل اعتراضات قذائف صاروخية بأعداد كبيرة، بسبب كثافة إطلاقها.
وأشارت الصحيفة، للمقارنة، أنه خلال العدوان الأخير على غزة، تم إطلاق 1470 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، وفي عدوان مايو/أيار العام 2021 تم إطلاق قرابة 4500 قذيفة صاروخية خلال 10 أيام، وخلال عدوان العام 2014 تم إطلاق 3850 قذيفة تقريبا خلال أيام العدوان الخمسين.
اقرأ أيضاً
جنين تغيرت.. المقاومة تواجه إسرائيل بتكتيكات حرب العصابات
وتشير آخر التقديرات في جهاز الأمن، إلى أنه في حرب مقبلة سيقتل حوالي 500 شخص في إسرائيل، عدا الجنود الذين سيقتلون.
ويتصاعد القلق في إسرائيل بسبب تحسين دقة الصواريخ التي ستستهدف إسرائيل في سيناريو حرب كهذه.
ويشير مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن أحد الدروس الهامة من الحرب في أوكرانيا هي فاعلية الطائرات من دون طيار من صنع إيراني التي تستخدمها روسيا.
ولا يستبعد جهاز الأمن في إطار السيناريو، أن يتمكن حزب الله أو إيران أو ميليشيات إيرانية من استهداف منشآت استراتيجية إسرائيلية، مثل محطات توليد كهرباء، بشكل يغرق إسرائيل في الظلام لفترات تتراوح بين يومين إلى 3 أيام.
وفي حال استهداف محطات توليد كهرباء إسرائيلية بشكل يلحق ضررا شديدا بالقدرة على إنتاج كهرباء، فإنه ستتعطل الاتصالات والبنية التحتية للاتصالات الخليوية، والقدرة على التحذير من إطلاق صواريخ ومقذوفات.
ولا تتوفر لدى إسرائيل قدرة على الرد على وضع كهذا أو التعامل معه حتى الآن، وفقا للصحيفة، باستثناء نصب بطاريات "القبة الحديدية" إلى جانب المنشآت الإستراتيجية.
وأشارت مصادر في جهاز الأمن إلى أنه في سيناريو كهذا قد يتوقف دخول السفن إلى الموانئ، حركة الطيران، وحركة السير داخل إسرائيل.
اقرأ أيضاً
قائد عسكري إسرائيلي: نستعد لحرب متعددة الجبهات
في الوقت نفسه، يتخوف جهاز الأمن من عدم امتثال سائقي الشاحنات في عملهم، وغالبيتهم من المواطنين العرب، الأمر الذي سيؤدي إلى قطع سلسلة الإمدادات داخل إسرائيل وأن يؤدي ذلك إلى أضرار "دراماتيكية".
وتشير التقديرات أيضا إلى أن 50% من المواطنين سيتغيبون عن العمل، وأن 60%-70% سيتغيبون عن المرافق الاقتصادية "الحيوية"، وأن 20% سيتغيبون عن "القطاع الحيوي".
وكذلك يسود تخوف من نزوح عشرات آلاف المواطنين في إسرائيل نحو جنوبها أو اللجوء إلى مواقع تحت الأرض، مثل أنفاق الكرمل.
ولا يستبعد هذا السيناريو اشتعال حرائق، وهجمات سيبرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تنظيم مواجهة أحداث كهذه، منذ أكثر من عام، حيث يضع جهاز الأمن هذا السيناريو في ظل تقارير تؤكد على تراجع كفاءات الجيش الإسرائيلي، وخاصة في سلاح الجو، إثر احتجاجات عناصر الاحتياط ضد "الإصلاح القضائي".
إلا أن "يسرائيل هيوم" قالت إنه على الرغم من آلاف التوجهات التي تلقّاها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنود في الاحتياط، في الأسابيع الأخيرة، بشأن عدم امتثالهم للخدمة العسكرية احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة لإضعاف القضاء، "فإن الجيش الاسرائيلي ما زال يتمتع بكفاءة عالية جداً للحرب".
اقرأ أيضاً
تخوف إسرائيلي من أفعال لنصرالله قد تؤدي إلى حرب كبيرة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل حرب فلسطين حزب الله لبنان سوريا إيران سيناريو الأمن الإسرائیلی فی جهاز الأمن فی إسرائیل اقرأ أیضا حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأرض المباركة.. خطبة الجمعة المقبلة
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "الأرض المباركة"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بمكانة أرض سيناء المباركة أرض التجلي، علما بأن الخطبة الثانية تتناول بيان خطورة التحرش، ودور الأسرة في مواجهته.
الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، حمدا يليق بعظمة جلاله وكمال ألوهيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقف أيها العقل عند منتهاك، فبين يديك ذكرى تحرير سيناء، الأرض المباركة، أرض التجليات، مجمع الرسالات، مهبط الأنبياء، ساحة الأبرار، ممر الحجاج الكرام إلى بيت الله الحرام، فعلى أديمها الطاهر سارت الأقدام المباركة، وعلى ترابها الميمون ارتفعت الأكف الضارعة وعرجت الأرواح الهائمة، فكلما خطوت في سيناء خطوة استشعرت بركة قسم رب العالمين بأرضنا المباركة، حيث قال سبحانه: {والتين والزيتون * وطور سينين}.
أيها الناس، تخيلوا معي ذلك المشهد الإلهي الكوني المهيب، مشهد لم يشهد الزمان مثله، حين اصطفى الله جل جلاله لكليمه موسى عليه السلام أشرف الأزمان وأرقاها، واختار له أسمى الأماكن وأبركها، فتجلى الرب جل جلاله لنبيه موسى عليه السلام على جبل الطور، فاهتز الجبل خشية وتدكدك عظمة، بينما كان قلب موسى عليه السلام يستقبل نور الهداية ويتشرب حكمة السماء، إن هذه اللحظة الفريدة رمز أبدي لعظمة الوحي الذي يضيء دروب الحائرين، وكأن ذرات رمال سيناء تحمل بين طياتها صدى كلمات الله تعالى التي تجلت على جبلها المبارك {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين}، {فلما أتاها نودي ياموسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}.
أيها المصريون، استشعروا نعمة الله جل جلاله على مصر وأهلها، فأي شرف وأي مجد وأي بركة وأي نور وأي بصيرة أفيضت من الله عز وجل على تلك البقعة الغراء من أرض مصر! أي فضل وكرم ومنحة وعطاء من الله لنا أهل مصر؛ لما أن اصطفى الله تعالى بقعة من أرضنا الطاهرة ليتجلى عليها مصطفيا نبيه موسى عليه السلام!
أيها المصريون، إن هذا التجلي لم يكن آخر العهد بأرض سيناء، بل إنه ما أن مضت السنوات، واشتاقت أرض سيناء وجبالها ووديانها لتلك الأنوار والبركات، حتى أتى الوحي الشريف من الله جل جلاله لموسى عليه السلام يدعوه الله لميقاته سبحانه، فاستشرفت أرض سيناء من جديد لشهود هذا التجلي العظيم {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}.
أيها الكرام، فلنستلهم من صمت سيناء الحكمة، ومن وعورة دروبها القوة، ومن شمسها الساطعة النور، تعالوا نتأمل في جبالها الشماء التي تشبه في صمودها قلوب المصريين، وفي وديانها الفسيحة التي تحتضن آمال المستبشرين، إن سيناء المباركة أرض ترابها ذهب، ونخيلها عجب، ومعادن رجالها تحب، رمالها فيروز، وخزائنها كنوز، أرضنا سيناء كتاب مفتوح يقرأ فيه العارفون سطور العظمة الإلهية، والبطولة المصرية، ففي كل حجر حكاية، وفي كل واد قصة، وعلى كل شبر ملحمة!.
أيها الكرام، بثوا في نفوس أولادكم أن سيناء الأرض المباركة عنوان الثبات والنصر، وأرض الملاحم والبطولات والعزة والإباء والكرامة، ارتوت أرضها بدماء الشهداء، وكل ذرة فيها تشهد لجنود مصر الأوفياء، فاقدروا لتلك الأرض المباركة قدرها، فإن الخامس والعشرين من أبريل شاهد أن سيناء تنفي خبثها، حيث يجتمع في هذا اليوم العظيم شرف الزمان والمكان والإنسان ممزوجا بتكبيرات النصر ونظرات الأمل في مستقبل يحمل الخير والبركة والنماء.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن التحرش اعتداء على حرمات الناس المصونة، وتعد صارخ على القيم الإنسانية، ومخالفة للفطر السوية، يستبيح حرمة الناس، ويترك في نفوسهم جروحا غائرة قد لا تندمل، فيا أيها الكرام أدوا دوركم، ولا تترددوا في فتح هذا الموضوع الحساس مع ذويكم، ابحثوا عن الأسلوب المناسب والكلمة الملائمة، واشرحوا لهم أن براءتهم حصن منيع لا يحق لأحد اختراقه، وأن أجسادهم ملك لهم وحدهم، فلا يحق لأي شخص أن يلمسها أو يقترب منها.
أيها السادة، بثوا في نفوس من حولكم قوة الرفض في التعامل مع كل شخص غريب أو فعل مريب، وجهوهم إلى الإبلاغ عن أي حالة تحرش، وأدخلوا في قلوبهم السكينة والطمأنينة أنكم ستصدقونهم وستقفون سندا لهم؛ حتى ينالوا حقوقهم القانونية.
أيها الكرام، إن التوعية ليست مجرد كلمات تقال، بل هي سلوك وممارسة، فكونوا قدوة حسنة في احترام الآخرين وحدودهم، وكونوا يقظين لأي علامات تدل على تعرض من تحبون للأذى، كالانطواء المفاجئ، أو تغير المزاج، أو الخوف غير المبرر، فقطرة وقاية خير من قنطار علاج.
اللهم أنزل السكينة على مصر وأهلها
وافتح لنا البركات من السماء والأرض
وبارك في مصر ورجالها وشعبها وجيشها