السودان الآن في موقف الأقوى الذي يتجه لفرض شروطه وليس العكس
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
قرأت تخرصات كثيرة، ووقفت على قراءات متعددة للزيارات الدولية والإقليمية التي شهدها وسيشهدها مقر البرهان.
□ وبدأ لي أن الأغلب مما وقفت عليه من آراء يصب في اتجاه أن هؤلاء يهبطون إلي السودان من موقع القوي، فيطلبون مطالب، أو يحملون تهديدات وتحذيرات.
□ وعندي أن هذا التوجه في قراءة تلك الزيارات والتخرص بشأنها ما هو إلا تجلي لأطراف الهزيمة النفسية التي تملأ جوانح البعض؛ ربما بفعل الوقائع والمواجع الأخيرة في الدندر وسنجة.
□ ويقيني أن السودان الآن في موقف الأقوى الذي يتجه لفرض شروطه وليس العكس؛ فقط المطلوب أن تدرك قيادته ذلك وتحزم أمرها.
□ وذلك امر يخبر عنه واقع الصمود لأكثر من عام في وجه المؤامرة الدولية والإقليمية وبمشاركة طوائف من السودانيين العملاء.
□ هذا الصمود الذي ذهبت معه القوة الصلبة للدعم السريع وقيادات الصف الأول والثاني والثالث، بل ربما نستطيع القول صدقا إنه لم تعد ثمة قيادة.
□ وباستصحاب التحولات الإقليمية على مستوى الزعازع التي بدأت تهب على المنطقة، وخاصة المشهد الأثيوبي الذي يتجه لزيادة ضغوط المجموعات المسلحة لحكومة أديس التي تواجه بتصاعد المعارضة من الأمهرا والتيقراي والأرومو.
□ ومع وضع الاعتبار التحالف المتاح والمباح للسودان بالتوجه شرقاً، وما يمكنه أن يحدثه في إعادة تموضع لبوصلة الأوضاع في أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي والعمق الأفريقي.
□ وبالنظر إلي نتائج الانتخابات التي جرت في كل من فرنسا وبريطانيا وتلك التي يتوقع في الولايات المتحدة؛ فعلي المستوى الأوربي اتوقع تصاعد حملة الرأي العام ضد انتهاكات المليشيا والدفع بهذا الملف لمزيد من الضغوط على الدولة الداعمة للمليشيا .
□ ولعل قبل كل ذلك هي عدالة وحقانية موقف السودان وشعبه، مما يجعل الوطن في صف استحقاق الوعد الرباني الإلهي:
( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون).
عصمت محمود أحمد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدين الفظائع التي ترتكب في السودان وتدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان، وإنما فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وأوضح البيان إلى أنه: «مع دخول حرب السودان المدمرة عامها الثالث، تصدر الإمارات العربية المتحدة دعوة عاجلة للسلام. إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث في العالم: أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة، والمجاعة تنتشر، والمساعدات يتم حظرها عمداً».
وأضاف البيان: «وما زالت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ترتكب الفظائع. إن الهجمات المستمرة للقوات المسلحة السودانية - التي تميزت بتكتيكات التجويع، والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، والأعمال الانتقامية ضد المدنيين، بما في ذلك عمال غرف الاستجابة للطوارئ، والاستخدام المبلغ عنه للأسلحة الكيميائية - ألحقت معاناة لا يمكن تصورها بالسكان المدنيين الذين هم بالفعل على شفا الانهيار. تدين الإمارات هذه الفظائع بشكل لا لبس فيه وتدعو إلى المساءلة. كما تدين الإمارات بشدة الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك بالقرب من الفاشر، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى. يجب على جميع أطراف النزاع وقف الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات».
وتابع البيان: في هذه اللحظة من المعاناة الهائلة، تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية على ثلاث جبهات:
يجب أن تصمت البنادق. وتحث الإمارات كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري - فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وعرقلة المعونة أمر غير معقول، كما أن تسليح المعونة الإنسانية والإمدادات الغذائية عمل مدان. يجب على كلا الطرفين السماح بالوصول الفوري والآمن والعاجل للمنظمات الإنسانية للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء السودان. وتدعو الإمارات الأمم المتحدة إلى منع الأطراف المتحاربة من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. حياة الملايين من المدنيين تعتمد على ذلك.
ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل على وجه السرعة لتيسير عملية سياسية، وزيادة المساعدة الإنسانية، وممارسة ضغط منسق على جميع الجهات الفاعلة التي تغذي الصراع. وندعو إلى الانتقال إلى حكومة مستقلة يقودها مدنيون—وهي الشكل الوحيد للقيادة التي يمكن أن تمثل شعب السودان تمثيلا شرعيا وتضع الأساس لسلام دائم. لا يمكن للعالم أن يسمح للسودان بالتحول إلى مزيد من الفوضى والتطرف والتشرذم.
منذ اندلاع النزاع، قدمت الإمارات العربية المتحدة أكثر من 600 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للسودان والدول المجاورة—بما في ذلك من خلال وكالات الأمم المتحدة، بنزاهة، على أساس الحاجة ودون تمييز. ولا نزال ملتزمين بدعم الشعب السوداني والعمل مع الشركاء الدوليين للتخفيف من المعاناة والضغط من أجل السلام.
لقد حان وقت العمل الآن. يجب أن يتوقف القتل. يجب أن يبنى مستقبل السودان على السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة عن السيطرة العسكرية-وليس على طموحات أولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.