وجدت نفسي مضطراً للحديث في موضوع أعرف حساسيته عند الرأي العام.. ذلك أن صورة رجل وامرأة يتبادلان القبل تصدرت صفحات الجرائد وعناوين المواقع الإلكترونية…. لو تعلق الأمر بشخصين عاديين لما التفت لذلك… فللمرأة الحق في تصرفاتها ولا تزعجني قبلة مثيرة أو ارتعاشه عابرة… فالحياة هكذا… وعلى المرأة والرجل أن يتصرفا كما يريدان ما داما يحترمان الأخلاق التي يتبناها المجتمع….
قصة قديمة
لكن أن تكون القبلة على مرأى ومسمع بين مسؤولة حكومية ورجل أعمال فهذا يزعجني حيث أعتبره غراما غير شرعي بين السلطة والمال… إن حكاية الجنس والمال والسلطة حكاية قديمة قدم التاريخ عاشتها الإمبراطوريات القديمة وتعيشها الجمهوريات الحديثة.
الغني السريع
فأصحاب المال يبحثون عن مزيد المال ومن أجل ذلك يستعينون بالسلطة لتوفير رافد إضافي للربح….. وأصحاب السلطة، وهم سكارى بنفوذهم، يبحثون عن المال كطريق مختصر لضمان منافذ للغني السريع…. بين الطرفين…. يلعب الجنس دورا بهدف الاقتراب والإقناع، حيث تجدها المرأة مناسبة للتأثير على أصحاب المال وأصحاب الحال وبذلك تختلط الأمور….
الحلال والحرام
لا أظن أن أحدا من جيلي تناسى غراميات الرئيس الأمريكي كينيدي مع أجمل نساء أمريكا «مارلين مونرو…. ولاشك أننا لاحظنا عشق الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجميلات باريس… وستظل حاضرة في الأذهان تصرفات رئيس الحكومة الإيطالية برلوسكونسي مع يافعات إيطاليا… لا أود الاستمرار في إبراز العلاقة الأزلية بين الجنس والمال والسلطة…. ولا أن أحكي عن قرارات مصيرية في حياة عدد من الشعوب اتخذت في الظلام… بين الحلال والحرام…..
كفاءة علمية
كل هذه الذكريات راودتني وأنا أقرأ ما كتب عن الوزيرة والملياردير…. رغم كل ذلك ليس في استطاعتي أن أؤكد أو أنفي ما حدث فعلا… بالمناسبة أود الاعتراف أنني لا أعرف الوزيرة ولاشك أنها لا تعرفني… ومع احترامي لحرية المرأة إلا أنني أتساءل عن الهدف من نشر هذه الصورة التي أخشى أن تلاحق الوزيرة وهي تدخل مكتبها … أو تتحدث مع موظفيها. أو هي تبرم اتفاقيات مع عدة شركات… إني لا أشك في نزاهتها الفكرية وكفاءتها العلمية ولكني أشك في قدرتها على تحمل عيون تتهمها وألسنة النميمة تضخم قصتها وكابوس مزعج يطاردها.
سذاجة امرأة
فهل هذه الصورة صحيحة ؟ وهل تم الإعداد لها لإلحاق الضرر بالوزيرة؟ هل يقف وراء التقاطها الملياردير ؟ هل الوزيرة ذهبت ضحية سذاجة قاتلة ؟ أسئلة لم يجب عليها بلاغها الذي أخذ أبعاداً إدارية وسياسية فزاد في تعميق الشك. لقد اقتضت الحكمة عدم الإصرار في إدانتها أو إبعادها عن مسؤولياتها حتى لا تذهب ضحية ابتزاز أو تسقط نتيجة هفوة عابرة ومع ذلك أنا على يقين أنها ستشعر بالضيق والحرج وستجد في نظرات الغير، إشارات تضاعف من حيرتها، بينما من حقها أن تعيش حلماً جميلاً… ولتحقيق ذلك أظن أن عليها أن تختار بشجاعة أن تصبح امرأة عادية … تقبل من تشاء وتعشق من تشاء.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
تقرير: ليبيا تمضي نحو إصلاحات مالية بالشراكة مع البنك المركزي وصندوق النقد
???? ليبيا – واشنطن | تقرير: تحركات مكثفة من مصرف ليبيا المركزي لتعزيز الشفافية المالية بالشراكة مع صندوق النقد والبنك الدولي
???? رؤية اقتصادية للمرحلة المقبلة قدمها المحافظ في واشنطن ????
ليبيا – سلط تقرير تحليلي نشره القسم الإنجليزي في وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية الضوء على التحركات المشتركة للمصرف المركزي وحكومة الوحدة الوطنية لتعزيز التعاون المالي مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من أجل تقييم الإنفاق العام وتعزيز الشفافية المالية في البلاد.
???? لقاءات مع صندوق النقد: رؤية لإصلاح شامل ????
وبحسب التقرير، قدّم محافظ المصرف ناجي عيسى، خلال زيارته لواشنطن، رؤيته الاقتصادية للمرحلة المقبلة إلى جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، كما ناقش الأزمة المالية المتفاقمة الناتجة عن الانقسام السياسي والمؤسسي، مؤكداً على أهمية المضي نحو ميزانية موحدة كأولوية ملحة.
???? برنامج جديد مع البنك الدولي لتتبع المال العام ????
وأشار التقرير إلى أن وفداً حكومياً عقد لقاءات مع مسؤولين بالبنك الدولي، بهدف الاتفاق على تنفيذ برنامج “الإنفاق العام والمساءلة المالية”، وهو برنامج إصلاحي يستهدف تقييم الإنفاق وتعزيز المساءلة وتتبع تدفقات المال.
???? خارطة طريق لإصلاح دورة الميزانية والتواصل المالي ????️
وأوضح التقرير أن هذه المبادرات تهدف إلى وضع خارطة طريق شاملة للإصلاح المالي في ليبيا، وتحسين دورة إعداد الميزانية، وتطوير كفاءة التنسيق والتواصل بين الوزارات والهيئات الرقابية، بما يعزز من المسؤولية المالية والشفافية في استخدام المال العام.
ترجمة المرصد – خاص