انطلاق ملتقى مناخ الاستثمار في ظل التحولات التقنية دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز ريادة الأعمال
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
انطلقت اليوم فعاليات ملتقى "مناخ الاستثمار في ظل التحولات التقنية الحديثة: دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز ريادة الأعمال"، والذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية- جامعة الدول العربية، وتستضيفه غرفة التجارة والصناعة بالدار البيضاء، وذلك خلال الفترة من 9-11 يوليو 2024 في كازابلانكا الدار البيضاء، بالمملكة المغربية.
ويهدف الملتقى، الذي يشارك فيه نخبة متميزة من الخبراء المتخصصين في مجال الاستثمار، وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، ورواد الأعمال، والمستثمرون، الخبراء التقنيون، الباحثين، والمهتمين بالابتكار والتطورات التقنية في مجال الذكاء، يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية تحسين مناخ الاستثمار، وتوفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات حول التحولات التقنية الحديثة التي تزيد من فرص الاستثمار وفتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية، وأيضا مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز ريادة الأعمال.
وأشارت د/ رانيا عبد الرازق منسق الملتقى، رئيس مجموعة التواصل والعلاقات العامة في المنظمة في كلمة الافتتاح إلى أن الملتقى جاء تحقيقا لأهداف وأغراض مذكرة التفاهم التي تم ابرامها بين المنظمة والغرفة مسبقا. كما جاء في وقت تشهد فيه المملكة المغربية تحولات جذرية على المستويات الاقتصادية والتكنولوجية، إذ أصبحت التقنيات الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، تشكل العصب الأساسي في تطور الأعمال وتحقيق الريادة. وأضافت أن هذا العصر يمتزج فيه الابتكار بالاستدامة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بشكل كبير في تحسين العمليات وتعزيز القدرة التنافسية للشركات الناشئة والمؤسسات على حد سواء. وفي هذا السياق، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي تتيح فرصا هائلة لتطوير استراتيجيات استثمارية أكثر ذكاء ودقة، وتساعد على تحليل البيانات يشكل عميق وسريع، مما يمكن من اتخاذ قرارات مستديرة تستند إلى معلومات دقيقة ومحدثة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في ابتكار حلول جديدة للتحديات التي تواجه رواد الأعمال، ويعمل على تسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية، وتطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل. وفي المقابل، تلعب القيادة الرشيدة والمستدامة دوراً محورياً في تعزيز مناخ الاستثمار.
وقال السيد إبراهيم بنزوينة، رئيس لجنة الشراكة والتعاون الدولي بالغرفة، إن تنظيم هذا الملتقى يأتي في سياق المجهودات التي تبذلها المنظمة العربية للتنمية الإدارية من أجل تقوية روابط الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات بين والمستثمرين من البلدان العربية بما يساهم في تجويد إدارة الأعمال وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والازدهار الاقتصادي، وذلك بالنظر للخبرات الواسعة التي تمتلكها المنظمة في مجالات الإدارة الحديثة والتطوير المؤسسي.
كما يأتي هذا الملتقى أيضا في سياق تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في شهر مارس 2024 بين الغرفة والمنظمة، والتي تعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين الطرفين في كل ما يتعلق بالتكوين والتدريب، وتنظيم المؤتمرات والندوات وملتقيات رجال الأعمال لمناقشة المواضيع التي تعنى بدراسة سبل التنمية المستدامة في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية.
ويتناول الملتقى عدة محاور من بينها التقنيات الحديثة الحالية وأهم التطبيقات وتأثيرها على البيئة الاقتصادية وريادة الأعمال، استعراض أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقها لتحقيق الابتكار والنمو الاقتصادي، مناقشة السياسات الحكومية والتشريعات التي تعزز التطور التقني والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي والوقاية من الفساد الإداري لتشجيع الاستثمار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعة العربية الوفد ملتقي الذکاء الاصطناعی مناخ الاستثمار فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!