منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الحرب في أبريل 2023 بالسودان، كانت مصر الملاذ الآمن للأخوة الأشقاء في الجارة الجنوبية، وفتحت مصر معابرها البرية والبحرية الحدودية مع السودان لإجلاء الرعايا الأجانب والراغبين في مغادرة الأراضي السودانية، كما قامت بتوفير مساعدات طبية وإنسانية للمتضررين من الأزمة، حرصًا على استقرار ووحدة أراضيها ، كما تدخل الجامعة العربية على هذا الخط في محاولة  لتوحيد  وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار.

 قال الخبير السوداني عوض بكاب رئيس مركز مجلس العمل العربي المشترك للفعاليات والتدريب، أنه في ظل الحرب الدائرة حاليًا في السودان، تحتل مصر موقعًا محوريًا في تقديم الدعم والمساعدة للبلد الجار، وذلك استنادًا إلى العلاقات التاريخية والجغرافية الوثيقة بين البلدين، لافتا الى دور الوساطة المصرية وتقديم منصة للحوار من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

 

وحول التحديات المستقبلية ، قال رئيس مركز مجلس العمل العربي المشترك للفعاليات والتدريب في تصريحات خاصة لـ" الوفد "انه بالرغم من الجهود المبذولة، لا تزال الحرب مستمرة مما يتطلب جهودًا إضافية لتحقيق حل دائم، واشاد بكاب بدور السفارة والقنصلية المصرية في بورتسودان ووصفها بأنها نموذج للعطاء و الإنجاز، قائلا :" في العادة يتوقف العمل الدبلوماسي في ظل الحروب و الكوارث حفاظا علي الأطقم البشرية العاملة بها إلا ان السفارة والقنصلية المصرية بورتسودان ظلت تواصلت العمل منذ ازمة السودان لأكثر من اثني عشر ساعة في اليوم وتواصل العمل في طيلة الأيام الأولي لذي الحجة و يوم الوقوف بعرفة و ضربوا المثل والنموذج المهني خلال فترة الأعياد والعطلات الرسمية تحت إشراف السفير هاني صلاح سفير مصر لدى السودان والسفير سامح فاروق القنصل ، حيث سخروا  كافة الإمكانيات اللوجستية  مذللين التحديات التي تواجه طالبي التأشيرة .

 وعن مبادرة رد الجميل لمصر، قال عوض بكاب ان الاوساط السياسية و الاجتماعية أطلقت مبادرات لرد الجميل لمصر وتم الموافقة علي إطلاق اسم مصر علي الشارع الرابط قنصلية جمهورية مصر العربية ببورتسودان مع الطريق الرئيس تقديرا لوقفة مصر العربية مع الشعب في محنته الحالية و إسهامها العميق في مد الجسر الجوي و البري الحامل للمساعدات الإنسانية للسودانيين ، كما تغني عدد من الفنانين من امثال الفنان بلال موسي بمواقف مصر الداعمة للسودان و اقيمت ليلة ثقافية حملت عنوان شكرا مصر.

وعن المساعدات المصرية ، قال السوداني أن مصر أرسلت شحنات من المساعدات الإنسانية إلى السودان، شملت المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والخيام للنازحين، بالإضافة إلى إرسال الفرق الطبية متخصصة لتقديم الدعم والرعاية الصحية للمتضررين من الحرب ، مقدما الشكر والتحية لمصر لاستقبال السودانيين الفارين من الحرب وتوفير المأوى والرعاية لهم، لافتا ان مصر تواجه تحديات اقتصادية في ظل تقديم الدعم المستمر، مما يستدعي تنسيقًا دوليًا أكبر لتوزيع الأعباء.

وفي مجال التعاون الدولي ، أشار بكاب إلى  أن مصر نسقت مع الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية لتقديم الدعم اللازم للسودان، شاركت مصر في المؤتمرات الدولية للمانحين لحشد الدعم المالي واللوجستي للسودان، بالإضافة إلى جقام مسؤولون مصريون بزيارات ميدانية للسودان لتقييم الأوضاع وتقديم الدعم اللازم، لافتا ان الدعم المصري ساهم في تحقيق بعض الاستقرار المؤقت والتخفيف من معاناة المدنيين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان دور مصر رد الجميل القنصلية

إقرأ أيضاً:

نھج أمریكي أكثر جرأة لإنھاء الحرب في السودان: معالجة التھدیدات الرئیسیة وتحدید المصالح

الأھلیة الدائرة في السودان الیوم تسببت في أسوأ أزمة إنسانیة في العالم وأثارت أعمالًا إبادة جماعیة. كما أنھا تشكل تھدیدات وفرصًا جدیدة للولایات المتحدة. ھنا، یتم توضیح ھذه التھدیدات والفرص لأولئك الذین یقیّمون الإجراءات التي قد تتخذھا الولایات المتحدة، إن وجدت، بشأن الصراع في السودان. من الأھمیة بمكان أن تحدد أي سیاسة تتعلق بالسودان

بقلم: السفیر دونالد إي. بوث

الأھلیة الدائرة في السودان الیوم تسببت في أسوأ أزمة إنسانیة في العالم وأثارت أعمالًا إبادة جماعیة. كما أنھا تشكل تھدیدات وفرصًا جدیدة للولایات المتحدة. ھنا، یتم توضیح ھذه التھدیدات والفرص لأولئك الذین یقیّمون الإجراءات التي قد تتخذھا الولایات المتحدة، إن وجدت، بشأن الصراع في السودان. من الأھمیة بمكان أن تحدد أي سیاسة تتعلق بالسودان خطوطًا إرشادیة داخلیة واضحة حول المصالح الأمریكیة، وبالتالي تحدید ما یستحق استخدام القوة والنفوذ الأمریكي لتحقیقھ أو منعھ. تحدید المصالح والتھدیدات الأمریكیة في السودان.
یشكل الصراع الحالي في السودان تھدیدات خطیرة محتملة للولایات المتحدة، وأبرزھا خطر عودة الإرھاب. فقد استضاف النظام الإسلامي الذي حكم السودان لمدة ثلاثین عامًا حتى عام 2019 أسامة بن لادن وغیره من المنظمات الإرھابیة التي استھدفت الولایات المتحدة وإسرائیل. ومن السودان، خطط تنظیم القاعدة لھجمات إرھابیة عام 1998 على السفارات الأمریكیة في شرق إفریقیا والھجوم على المدمرة الأمریكیة یو إس إس كول عام 2000. أنھت الثورة الشعبیة في 2018 و2019 ذلك النظام.
ومع ذلك، یعتمد الجیش السوداني (القوات المسلحة السودانیة - SAF) الآن بشكل متزاید على القوى السیاسیة الإسلامیة المتجددة والمیلیشیات المسلحة التي تعود جذورھا إلى النظام السابق في حملتھ ضد قوات الدعم السریع (RSF)، التي ارتكبت إبادة جماعیة في بعض المناطق التي تسیطر علیھا. قد یكون اعتماد قیادة الجیش السوداني على الدعم الإسلامي نتیجة نقص البدائل القابلة للتطبیق أكثر من كونھ بسبب توافق أیدیولوجي. یمكن أن یؤدي عودة حكومة إسلامیة في أعقاب انتصار الجیش إلى إحیاء التھدید الإرھابي للولایات المتحدة. كما قد یؤدي ذلك إلى تنفیذ اتفاق النظام السابق لمنح روسیا قاعدة بحریة على البحر الأحمر، وتعزیز النفوذ الاقتصادي الصیني، وإحیاء التعاون الأمني الإقلیمي مع إیران.
إلى جانب كونھا تھدیدات للمصالح الأمریكیة، بما في ذلك حریة الملاحة في البحر الأحمر، فإن ھذه النتائج غیر مرغوبة لشركائنا الإقلیمیین الرئیسیین – مصر، والإمارات العربیة المتحدة، والمملكة العربیة السعودیة. كما أن التزام السودان باتفاقیات إبراھام سیكون معرضًا للخطر مع عودة القوى السیاسیة الإسلامیة السودانیة. لن یتم ترسیخ النفوذ الأمریكي في السودان وتحقیق الاستقرار إلا من خلال إنشاء حكومة مدنیة دیمقراطیة غیر إسلامیة تعمل مع قوات مسلحة سودانیة موحدة ومھنیة.
تنسیق نھجنا مع الشركاء الرئیسیین في المنطقة – مصر، السعودیة، والإمارات العربیة المتحدة یكمن مفتاح تحقیق السلام المستدام وتجنب النتائج الضارة بالمصالح الأمریكیة في
تنسیق نھج الشركاء الإقلیمیین. حالیًا، تدعم مصر الجیش السوداني (SAF)، بینما تدعم الإمارات العربیة المتحدة قوات الدعم السریع (RSF). الفرصة المتاحة لجعل مصر والإمارات تتعاونان تكمن في رغبتھما المشتركة في منع عودة النظام الإسلامي. أما المملكة العربیة السعودیة، فھي غیر مھتمة برؤیة السودان یعود إلى الوضع الذي كان علیھ قبل عام 2019، عندما كان بحاجة دائمة إلى الموارد بدلاً من أن یكون وجھة استثماریة مستقرة. ھناك مؤشرات على أن الإمارات قد تعید تقییم دعمھا لقوات الدعم السریع في ضوء انتكاساتھا العسكریة الأخیرة.
یجب أن تركز المشاركة الأمریكیة بشأن السودان أولاً وقبل كل شيء على تحقیق تفاھم مع ھذه الدول الثلاث وبینھا حول كیفیة إنھاء الحرب عبر اتفاق یحمي المصالح الأمنیة والسیاسیة والاقتصادیة الأساسیة للولایات المتحدة وشركائھاالإقلیمیین في السودان. التوفیق بین المصالح الاقتصادیة والحكم المدني والعسكري یتطلب تحقیق المصالح الأمریكیة تعاونًا سودانیًا بالإضافة إلى التعاون الإقلیمي. أثبتت الثورة في 2018-2019 الرغبة العارمة للسودانیین في حكومة مدنیة دیمقراطیة. یمكن لتحالف مدني واسع للسلام أن یسرّع تحقیق السلام وإعادة ھیكلة الحوكمة. ومع ذلك، لا یمكن تحقیق ذلك إلا إذا تم طمأنة قیادة الجیش السوداني بأن القوات المسلحة الموحدة والمھنیة ستظل ركیزة مؤسسیة رئیسیة ولاعبًا اقتصادیًا مھمًا في السودان الجدید.
ھناك بالفعل أدلة على أن أعدادًا متزایدة من المدنیین السودانیین ینظرون إلى الجیش السوداني كمنقذ من الأفعال المفترسة لقوات الدعم السریع. في عام 2021، أطاح الجیش السوداني وقوات الدعم السریع معًا بالحكومة الانتقالیة المدنیة إلى حد كبیر لأن تلك الحكومة بدت وكأنھا تتخذ إجراءات عدوانیة لتقویض المصالح الاقتصادیة للقوات المسلحة وقوات الدعم السریع. في الآونة الأخیرة، أشارت قیادة الجیش السوداني إلى انفتاحھا على حكومة انتقالیة. في المستقبل، قد تكون ھناك فرص للعمل مع تحالف مدني أوسع من الأحزاب السیاسیة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشعبیة، لا سیما إذا كان ذلك سیسرع من إنھاء الحرب.
كلما طال أمد القتال، زاد اعتماد الجیش السوداني على الإسلامیین ومیلیشیات أمراء الحرب الإقلیمیة، مما یؤدي إلى تكوین تحالفات ھشة وتقلیل سیطرة الجیش السوداني بشكل عام. ھذا یھدد أھداف الجیش السوداني وكذلك المصالح الأمریكیة المستقبلیة. المساعدات الإنسانیة الكبیرة التي قدمتھا الولایات المتحدة في السودان تمنحھا نفوذًا لدى المدنیین السودانیین، خاصة إذا تم توجیھ المزید منھا إلى “غرف الطوارئ الشعبیة”. كما أن العقوبات المفروضة على قیادة الجیش السوداني تمنح الولایات المتحدة القدرة على التوصل إلى اتفاق بین الجیش والمدنیین.
إن وجود سودان مدني یقوده جیش محترف وموحد یمكن أن یمكّن البلاد من الالتزامباتفاقیات إبراھام ویؤسس لشریك أفریقي استراتیجي مستعد للتعاون في مجالات أخرى ذات أھمیة للولایات المتحدة. قوات مسلحة سودانیة موحدة ومھنیة عنصر رئیسي آخر مطلوب لجعل السودان مستقرًا وقابلًا للحكم وجاذبًا للاستثمار الأمریكي والإقلیمي ھو تشكیل جیش وطني واحد مستدام. قد یؤدي إقناع قیادة الجیش السوداني بأن الولایات المتحدة مستعدة، من خلال العمل أساسًا مع شركائنا الإقلیمیین الرئیسیین، للمساعدة في تشكیل قوة موحدة ومھنیة إلى كسب تعاون الجیش السوداني في حمایة المصالح الأمریكیة ووضع السودان على طریق الحكم المدني الدیمقراطي.
قد تنضم بعض المیلیشیات المسلحة المتحالفة مع الجیش السوداني طوعًا، بینما قد تحتاج أخرى إلى حوافز لقادتھا وأفرادھا، في حین قد یكون من الضروري قمع البعض بالقوة. إنشاء جیش وطني موحد ومھني ھو في مصلحة شركائنا الإقلیمیین الذین یریدون شریكًا موثوقًا بھ على طول قناة السویس والبحر الأحمر ونھر النیل، وبالتالي فھم مؤھلون بشكل جید لمساعدة السودان في ھذه المھمة الضروریة.
توفر مشاركة الولایات المتحدة مع السودان فرصة لیس فقط لتجنب نتائج خطیرة محتملة، ولكن أیضًا لبناء تعاون مفید مع الشركاء الرئیسیین في الشرق الأوسط. إن وجود سودان مدني یقوده جیش موحد ومھني یمكن أن یعزز التزام السودان باتفاقیات إبراھام، ویجعل منھ شریكًا أفریقیًا استراتیجیًا مستعدًا للتعاون في المجالات الأخرى ذات الاھتمام الأمریكي.  

مقالات مشابهة

  • رئيس بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق: السودان يتمزق أمامنا وإنضمام خبير لفريقي لوقف تدفق الاسلحة
  • حكومة موازية في السودان… ما الموقف المصري؟
  • تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
  • حكومة السودان تدخل تعديلات دستورية والدعم السريع يبحث تشكيل حكومة موازية
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • «الشيوعي السوداني» يدعو لمناهضة محاولات إضفاء شرعية لأطراف الحرب
  • وزير الداخلية السوداني يتحدث عن تهديد كينيا للسودان ويعلن الدفاع
  • نھج أمریكي أكثر جرأة لإنھاء الحرب في السودان: معالجة التھدیدات الرئیسیة وتحدید المصالح
  • ⛔️ حكومة موازية للمليشيا قيد التأسيس تغطية للهزائم
  • “التايمز”: السودان يقترب من الانقسام على الطريقة الليبية