“يديعوت أحرونوت”: الصفقة سيئة لـ”إسرائيل” لكن يجب القبول بها.. البديل أسوأ بكثير
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
الجديد برس:
تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن ضرورة القبول بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من أنها “سيئة بالنسبة لإسرائيل”، التي تخوض الحرب منذ 9 أشهر من دون أن تحقق أياً من أهدافها المعلنة.
وفي مقال للصحافي الإسرائيلي بن درور يميني، أكدت الصحيفة أن “نشاط إسرائيل الحالي لا يؤدي إلى انتصار مطلق في قطاع غزة، بل يؤدي فقط إلى تفاقم الفشل المعروف”.
وأمام ذلك، طرحت الصحيفة احتمال أن “يدعم نتنياهو أخيراً مبادرته الخاصة”، موضحةً في هذا الصدد أن ما قدمته حركة حماس “هو رد لا اقتراح”، وما قدمه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في الـ 31 من مايو الماضي، هو “في الأساس اقتراح إسرائيلي من نتنياهو”.
“يديعوت أحرونوت” قالت إن لدى “إسرائيل” نتنياهو “رئيس الحكومة، الذي قدم الاقتراح إلى الولايات المتحدة، ونتنياهو ثانياً، وهو السياسي الذي يعارض رئيس الحكومة”.
ووفقاً لها، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان نتنياهو السياسي يدعم مبادرة رئيس الحكومة.
في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى اجتماع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وفريق المفاوضات، والذي أصدر نتنياهو بعده بياناً عرض فيه النقاط الـ5 التي ينوي الإصرار عليها في الحرب.
ولدى تناولها البيان، وصفته الصحيفة بـ”بيان الإفشال”، مؤكدةً أن نتنياهو “لا يريد الصفقة”، ومشيرةً إلى أن البند الأول مما أعلنه نتنياهو هو الأهم، ومفاده أن “أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالقتال مرةً أخرى، حتى تتحقق جميع أهداف الحرب”.
لكن هذا البند يمثّل “تناقضاً صارخاً مع مخطط نتنياهو نفسه، وهو المخطط الذي قدمه بايدن”، الذي ينص على “نهاية دائمة للأعمال القتالية” بعد تنفيذ المراحل الثلاث للاتفاق.
وفي هذا السياق، نقل كاتب المقال في “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير اطلع على الاقتراح تأكيده أن “بايدن لم يخترع أي شيء” فيه. بعبارة أخرى، تم تضمين وقف الأعمال القتالية في الاقتراح الأصلي، على الرغم من نفي نتنياهو، بحسب الصحيفة.
ويكمن ما يعزّز هذه صحة هذه المسألة في رفض نتنياهو الكشف عن اقتراحه، على الرغم من المطالب المتكررة بأن يقوم بذلك، من وزير “الأمن القومي” مثلاً، إيتمار بن غفير.
أما إذا أصر نتنياهو على الاختباء، فـ”من المحتمل أن يكون ما قدمه غير ممكن القبول من اليمين المتطرف”.
“يديعوت أحرونوت” أكدت أن الصفقة “سيئة بالفعل بالنسبة لإسرائيل”، مضيفةً أن حماس “ستعلن الانتصار إذا تم تنفيذها في نهاية المطاف”.
ورأت الصحيفة أن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أنه لن يؤيد الصفقة، “على حق”، إذ وصفها أمس بـ”صورة انتصار” لرئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بحيث ستؤدي إلى تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وإضافةً إلى الأسرى الذين “سيسبب الكثير منهم صداعاً لإسرائيل” بعد تحررهم، لا تزال مسألة “اليوم التالي” للحرب غامضة، ما يعني أن حماس ستواصل السيطرة على القطاع.
وبحسب ما تابعت، فإن هذه الصفقة “مستحيلة بالنسبة للذين نموا أوهام النصر المطلق”، مضيفةً أن “كل من يتخذ القرارات يؤمن بهذا الوهم”.
إزاء ذلك، رأت “يديعوت أحرونوت” أنه “ينبغي أن نأمل حدوث معجزة، لكن يجب خفض مستوى التفاؤل”، داعيةً في الوقت نفسه إلى “العمل من أجل إبرام الصفقة السيئة، لأن البديل منها أسوأ بكثير”.
أكدت الصحيفة أيضاً أن “إسرائيل لن تجني نصراً عادياً ولا نصراً مطلقاً في هذه الحرب”. وفي هذا الإطار، عرضت بعض الخسائر التي تعرض لها كيان الاحتلال من جراء الحرب.
وأوردت الصحيفة أن “1200 إسرائيلي قُتلوا في الـ7 من أكتوبر الماضي”، يوم اندلاع “طوفان الأقصى”، علماً بأن الاحتلال تحدث في الشهر الأول عن مقتل 1400، ليخفض العدد خلال نوفمبر إلى 1200. ومنذ ذلك الحين، قُتل أشخاص آخرون أيضاً.
وتابعت تعداد الخسائر مشيرةً إلى أن جنوداً يضافون كل يوم تقريباً إلى قائمة القتلى، وأن مستوطنات غلاف غزة “تحولت إلى أنقاض”.
أما في الشمال، حيث تستمر المواجهات مع حزب الله، فدُمّرت مئات المنازل، ولا تزال تُدمر. كما تم إجلاء مئات الآلاف من منازلهم، ولا يزال عشرات الآلاف “لاجئين”، بحسب الصحيفة.
ويُضاف إلى ذلك إلى انهيار الشركات في “إسرائيل”، وبلوغ مكانتها الدولية الحضيض الأدنى لها منذ إنشائها عام 1948.
وأمام كل ذلك، أكدت “يديعوت أحرونوت” أن “قائمة الضربات التي تتلقاها إسرائيل تزداد فقط، بينما يصبح كل إنجاز تكتيكي لها إنجازاً استراتيجياً لحماس”، متسائلةً: “ما الذي يجب أن يحدث بعد كي يوقف نتنياهو هذا الانهيار؟”.
وفي مقابل عجز “إسرائيل” عن تحقيق أهدافها، نجح السنوار في “وضع القضية الفلسطينية على الطاولة، ورفع مستوى نزع الشرعية عن وجود إسرائيل بحد ذاته. ونجح مرةً أخرى، وأفشل التطبيع مع السعودية”، بحسب ما أكدت الصحيفة.
وشدّدت الصحيفة أيضاً على أن السنوار تمكن أيضاً “من تقويض علاقة إسرائيل بأهم صديقة لها (أي الولايات المتحدة)”، لافتةً إلى مسألة تأخير توريد الذخائر الأمريكية إلى “إسرائيل”.
لذلك، “لا جدوى إطلاقاً من الاستمرار في الشيء نفسه على نحو يعمّق الفشل الإسرائيلي”، بحسب “يديعوت أحرونوت”. وبدلاً من ذلك، “كان من الضروري التوقف منذ فترة طويلة”.
وتابعت الصحيفة: “لم تكن هناك حاجة للانتظار 9 أشهر، ولا لضغط أمريكي على نتنياهو للموافقة على الاقتراح الإسرائيلي (الذي قدمه نتنياهو نفسه)، ولا للمزيد والمزيد من العناوين الرئيسية حول رفض إسرائيل لوقف إطلاق النار”.
وختمت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مؤكدةً: “لم تكن هناك حاجة للكثير من الضرر الذاتي”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: یدیعوت أحرونوت فی هذا
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: زيارة نتنياهو لواشنطن قد تحدد أسوأ نهاية لمسيرته
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية أبعاد الأزمة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط ترقب لنتائج زيارته إلى واشنطن والتي قد تحدد مصيره السياسي.
ورأى باراك سري (مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا) أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة لنتنياهو، مشيرا إلى أن زيارته للبيت الأبيض ستحدد ما إذا كانت الحكومة ستعود إلى الحرب مما قد يضمن استمرار الائتلاف الحالي، أو أنها ستتجه نحو صفقة كبيرة قد تؤدي لانهيار حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: تبادل الأسرى السبت كان الأسلس وحماس تسيطر على غزةlist 2 of 2عميد إسرائيلي سابق: استعراض حماس لقوتها يدحض ادعاءات قادة إسرائيلend of listومن جانبها، كشفت موريا أسرف وولبيرغ (مراسلة الشؤون السياسية بالقناة 13 الإسرائيلية) أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أوضح صراحة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد إنهاء الحرب في غزة.
وأشارت المراسلة الإسرائيلية إلى أن هذا الخيار يُشكل مأزقا سياسيا لنتنياهو الذي سيكون مضطرا للاختيار بين الحفاظ على تحالفه الحكومي أو التماشي مع الضغوط الأميركية.
وأضافت أن الإدارة الأميركية تسعى إلى اتفاق أوسع يشمل وقف الحرب وربط ذلك بخطوات تتعلق بملف التطبيع مع السعودية، وهو أمر قد لا يكون مقبولا لدى شركاء نتنياهو بالحكومة.
إعلانووفق مذيعة القناة 12، فإن ويتكوف التقى عددا من المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي هدد بالانسحاب من الحكومة حال عدم استئناف القتال، مما يزيد من الضغوط على نتنياهو خلال زيارته لواشنطن.
أما دفنا ليئيل (محللة الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية) فأكدت أن الإدارة الأميركية بدأت باحتضان سموتريتش، ونجحت في منحه شعورا بأن إسرائيل ليست في مواجهة مع واشنطن بل إن هناك تفاهمات حول ضرورة إسقاط حركة حماس.
وأضافت أن هذا الأمر عزز ثقة شركاء نتنياهو في الحكومة، لكن في الوقت ذاته جعل موقف نتنياهو أكثر تعقيدا.
وضع حرجبدورها، شددت أييلت فريش (المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية) على أن نتنياهو يجد نفسه في وضع سياسي حرج، حيث كان على الإدارة الأميركية تقديم وعود كبيرة له وشركائه بالائتلاف، وربما حتى طرح صفقة تشمل ترتيبات إقليمية أوسع مرتبطة بالسعودية وإيران.
لكن المستشارة الإستراتيجية حذرت من أن الأيديولوجيين الحقيقيين مثل سموتريتش لا يتعاملون بمنطق المقايضات السياسية التقليدية.
وفي السياق ذاته، اعتبر حامي شاليف (الخبير بالشؤون الأميركية) أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن قد تحدد أسوأ نهاية لمسيرته السياسية، قائلًا "سيدخل البيت الأبيض كرهينة لأنه لم تعد لديه خيارات".
وأوضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أحرق جميع الجسور التي كان يمكن أن يستخدمها للمناورة بواشنطن، مضيفا أن موقف الكونغرس يجعل نتنياهو بلا أوراق ضغط حقيقية.
وأشار شاليف إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن كانت تتذرع برفض الكونغرس مطالب معينة، لكن لم يعد بالإمكان الآن استخدام هذه الحجة لأن الكونغرس مستعد للموافقة على أي قرارات تتعلق بالملف الفلسطيني، حتى لو كانت تتضمن بنودا غير مقبولة لإسرائيل.
وأكد أن نتنياهو، بعد سنوات من العمل على تعزيز علاقاته مع الجمهوريين، وجد نفسه الآن في موقف هش نتيجة تدمير الجسور مع الحزب الديمقراطي.
إعلان