وسط مأساة إنسانية امتدت لما يزيد على عام ونصف العام فى السودان، برز دور مصر كداعم قوى للشعب السودانى، ولعبت القاهرة دوراً محورياً لإنهاء هذه المأساة. كما دخلت الجامعة العربية على هذا الخط، فى محاولة منها لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار.


أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، أن الدولة المصرية تقوم بجهد كبير لدعم السودان، وأن القوى السياسية السودانية تطرق أبواب القاهرة من أجل إنهاء الأزمة فى السودان، لافتة إلى أن مصر عقدت مؤتمرين لدعم السودان، الأول هو مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية للسودان فى يونيو 2023، والثانى مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية فى يونيو 2024 بهدف توحيد القوى السياسية السودانية فى السودان، مؤكدة أن الأمن القومى لمصر يرتبط بتحقيق السلام والاستقرار لدول الحدود ووقف النزوح إلى مصر الذى يؤثر بالسلب على الأمن الغذائى.

وقالت ان مصر عقدت مؤتمراً يضم أغلب القوى السياسية السودانية بهدف توحيد الموقف داخل السودان.


وأكدت مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» ضرورة اتفاق الأطراف المتحاربة على صيغة توافقية، وأن تتراجع قوات الدعم السريع عما تقوم به، وأن تنضم إلى الجيش الوطنى وتصبح جزءاً منه، تمهيدا لإنشاء حكومة مدنية يتولى الجيش حمايتها، لافتة إلى ان الضغوط الدولية هى الطريق الوحيد لإقناع الطرفين بوقف إطلاق النيران. وشددت على ضرورة توقف الدول التى تمد الدعم السريع بالسلاح والمال، لافتة إلى أن هذا الدعم يهدد بتوسيع وإطالة الصراع على السلطة بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع.


وعن المساعدات الإنسانية التى تقدمها مصر، أوضحت السفيرة منى عمر أن المساعدات التى تقدمها مصر نحو الأشقاء فى السودان، لا تقتصر على المعونات الغذائية والعلاجية، ولكن تمتد إلى استقبال المواطنين من الأشقاء السودانيين فى مصر، ومعالجة الجرحى والمرضى داخل المستشفيات المصرية، موضحة أن المواطن السودانى يحصل على كل الخدمات التى تقدم للمواطن المصرى بنفس الدرجة والسعر، وتعتبر مصر الدولة الوحيدة التى تدعم بهذا الشكل، حيث وصفهم الرئيس السيسى بأنهم ضيوف فى مصر.


وأعربت عن ترحيبها بالسودانيين فى مصر، قائلة: أشعر بمشاعر متناقضة، ارحب بوجودهم فمن حق السودانيين ان يلجأوا لمصر للهروب من القتال، وفى نفس الوقت اشترك مع المصريين فى قلقهم بأن ذلك يشكل عبئاً على الدولة المصرية وسط التحديات، ولكن فى النهاية هم ضيوف فى مصر ويحصلون على إعانات من منظمات دولية تمكنهم من دفع ثمن الخدمات التى يحصلون عليها سواء سكن أو تعليم أو علاج.


وقال الخبير السودانى عوض بكاب رئيس مركز مجلس العمل العربى المشترك للفعاليات والتدريب، إنه فى ظل الحرب الدائرة حالياً فى السودان، تحتل مصر موقعاً محورياً فى تقديم الدعم والمساعدة للبلد الجار، استناداً إلى العلاقات التاريخية والجغرافية الوثيقة بين البلدين، لافتاً إلى دور الوساطة المصرية وتقديم منصة للحوار من أجل تحقيق السلام والاستقرار.


وحول التحديات المستقبلية، قال فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» إنه بالرغم من الجهود المبذولة، لا تزال الحرب مستمرة ما يتطلب جهوداً إضافية لتحقيق حل دائم، وأشاد بكاب بدور السفارة والقنصلية المصرية فى بورتسودان ووصفها بأنها نموذج للعطاء والإنجاز.


وعن مبادرة رد الجميل لمصر، قال عوض بكاب إن الأوساط السياسية والاجتماعية أطلقت مبادرات لرد الجميل لمصر وتمت الموافقة على إطلاق اسم مصر على الشارع الرابط بين قنصلية مصر ببورسودان مع الطريق الرئيس تقديراً لوقفة مصر العربية مع الشعب فى محنته الحالية وإسهامها العميق فى مد الجسر الجوى والبرى الحامل للمساعدات الإنسانية للسودانيين، كما تغنى عدد من الفنانين من أمثال الفنان بلال موسى بمواقف مصر الداعمة للسودان، وأقيمت ليلة ثقافية حملت عنوان «شكراً مصر».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الجيش الوطني مبادرة رد الجميل اسم مصر الجهود الإقليمية والدولية فى السودان فى مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري ومفوض الشؤون السياسية الأفريقي يؤكدان أهمية توحيد القوى السياسية السودانية

(وكالة أنباء العالم العربي) - قالت وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي بحث مع مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي بانكولي اديوي، المستجدات السياسية والأمنية للأزمة السودانية.

وأضافت الوزارة في بيان أن الجانبين اتفقا خلال لقاء على هامش الدورة السادسة لاجتماع القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي في أكرا، على "أهمية توحيد القوى السياسية المدنية السودانية، وضرورة الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته الوطنية، فضلاً عن تنسيق الجهود بين مسارات الوساطة الإقليمية والدولية".

وأشار وزير الخارجية "في هذا الإطار إلى أن مصر تدرك خطورة الأوضاع الراهنة وتحرص على الانخراط مع كافة الشركاء المعنيين والآليات القائمة للعمل على تسوية الأزمة في أسرع وقت"، مشددا على "أهمية إشراك السودان في أية ترتيبات أو مقترحات ذات صلة بتسوية الأزمة، وذلك حفاظاً على ملكية الأشقاء في السودان لتلك الحلول والمُقترحات"، بحسب البيان.

وذكر البيان أن عبد العاطي عبر خلال اللقاء عن ترحيب مصر بموافقة مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي على طلب الحكومة الصومالية مد الإطار الزمني للمرحلة الثالثة من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، لافتا إلى "ضرورة تقديم كافة سبل الدعم للحكومة الصومالية لتحقيق الأمن والاستقرار".

كما ناقش الجانبان قضية سد النهضة الإثيوبي والتحديات الأمنية في البحر الأحمر بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في دول القرن الأفريقي، بحسب البيان.

   

مقالات مشابهة

  • تفاصيل اتفاقات في لقاء بين وزيري خارجية السودان ومصر
  • وزيرا خارجية مصر والسودان يناقشان المبادرات الإقليمية المطروحة للتعامل مع الأزمة السودانية
  • وزير الخارجية: مصر لن تألو جهداً من أجل مساعدة الأشقاء السودانيين
  • وزير الخارجية ونظيره السوداني يؤكدان تطابق موقف الدولتين تجاه ملف سدالنهضة
  • السودان:دعاوى قانونية ضد الدعم السريع أمام المؤسسات الدولية
  • حرب السودان: ثلاثة مسارات مشجعة
  • وزارة العدل السودانية تعتزم التحرك ضد "الدعم السريع" عبر المحاكم الدولية
  • السودان يعتزم التحرك ضد «الدعم السريع» عبر المحاكم الدولية
  • وزير الخارجية المصري ومفوض الشؤون السياسية الأفريقي يؤكدان أهمية توحيد القوى السياسية السودانية
  • إطلاق المجموعة السودانية للمناصرة من أجل السلام (AGPS) وسط الحرب الأهلية المستمرة