قبل رحيلهم.. أدباء وشعراء تنبأوا بأحداث غزة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الرافعى وكنفانى وتوفيق زياد يقدمون توصيات ونصائح حول مجريات الأوضاع في فلسطين
بات الوضع أكثر سوءا في فلسطين خاصة في شمال غزة الذي أصبح عنوانها الرئيس الآن هو الجوع والخوف الذي يسيطر على كل المدن الموجودة في قطاع غزة بالكامل منذ أن شن الاحتلال حربا عليها بعد عملية طوفان الأقصى التي قام بها المقاومة في 7 أكتوبر الماضي.
كانت نتائج تلك الحرب التي يشنها الاحتلال الغاشم على غزة في الوقت الراهن هي التدمير والتخريب والتعذيب دون أي رحمة ففرض الصهاينة سيطرتهم الكاملة على أهالي غزة حتى إنهم يمنعون وصول المعونات الإنسانية إلى السكان هناك، فأضحى الجميع هناك في حالة جياع وفقر.
البوابة نيوز ترصد تنبؤات الأدباء الراحلين حول الأحداث التي طرأت على غزة في الآونة الأخيرة وما يعاني منه سكان أهل غزة.
مصطفى صادق الرافعيزعم اليهود
الكاتب الراحل مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم ذكر تاريخ اليهود ولما اختاروا فلسطين ليحكموا سيطرتهم عليها، ويمارس كل القوى الغاشمة التي يستعملها من تجويع وفقر وإرهاب للسكان هناك وكانه على علم بما سيحدث في فلسطين في هذه الأوقات.
يقول الرافعي : إن اليهود يزعمون أنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا في فلسطين، كأنها ليست من جميع بلاد العالم وقد صنعوا للإنجليز أسطولاً عظيمًا لا يسبح في البحار، ولكن في الخزائن، وأراد الإنجليز أن يطمئنوا في فلسطين إلى شعب لم يتعود قط أن يقول: أنا.
ويطرح الرافعي أسئلة حول ما يريد اليهود فعله ويطبقونه دون مراعاة لأي قوانين أو إنسانيات فيقول لماذا كنستم كل أمة من أرضها بمكنسة أيها اليهود؟ أجهلتم الإسلام؟ .. إن الإسلام قوة كتلك التي توجد الأنياب والمخالب في كل أسد ، فهو قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأن مخلوقها عزيز لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليذل، قوة تجعل الصوت نفسه حين يزمجر، كأنه يُعلن الأسدية العزيزة إلى الجهات الأربع، قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، إن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها المعنى آخر.
يتابع الرافعي : لو سئلت ما الإسلام في معناه الاجتماعي ؟ لسألت: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمائة مليون قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمائة مليون قوة.
يؤكد الرافعي على أن سياسات اليهود التي تفرضها على فلسطين من تجويع وفقر لن تكون هي الاولى فمن قبل كانت وستستمر لكنها في النهاية لن تحقق أغراضهم التي يتمنوها فهما طال الزمان سيعود المسلمون والعرب يد واحدة تقف في وجوههم وتصدهم عما يفعلونه وإلا فلماذا كانت القبلة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ لماذا ارتفعت المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟.
وصية الرافعي
يعطي الرافعي وصيته في ما كتبه عن فلسطين وكانه كان يشعر بما يحدث الآن ويعاني منه المواطنون هناك فيقول أيها المسلمون كونوا هناك، كونوا هناك مع إخوانكم بمعنى من المعاني، لو صام العالم الإسلامي كله يومًا واحدًا وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين لأغناها، لو صام المسلمون كلهم يوما واحدًا لإعانة فلسطين، لقال النبي مفاخرا الأنبياء:
هذه أمتي! لو صام المسلمون جميعا يوما واحد لفلسطين لقال اليهود اليوم ما قاله آباؤهم
من قبل إن فيها قوما جبارين، أيها المسلمون هذا موطن يزيد فيه معنى المال المبذول فيكون شيئًا سماويا، فكل قرش يبذله المسلم لفلسطين، يتكلم يوم الحساب يقول: يا رب، أنا إيمان فلان.
بينما الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفانى وصف تأثيرات النكبة عام ١٩٤٨ على الشعب الفلسطيني، وتناول فيها عددًا من الشخصيات، ومنهم رجل فقد كل ما يملك عقب الحرب ليعيش فى المخيمات، ولكنه لم يجرؤ على التفكير فى المخيمات، والآخر الذى ارتبط ببلده ويحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء وشاب آخر تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، ولا ينسى أحد كلمته الشهيرة " لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ والتى صورت موت ثلاثة أشخاص داخل خزان سيارة دون محاولة للمقاومة، بين فيها كنفانى روح الفلسطينيين وكيف كانوا يجدون صعوبة فى مقاومة العدو الصهيوني".
الراحل غسان كنفانيوقال كنفاني: إن الحياة التي يعيشها أطفال فلسطين تجعلهم يكبرون قبل أوانهم، وتجعل منهم راشدين صغارا فغسان قال عند ولادة ابنه فايز "إذا أعطيتم الطفل حق البكاء حين يولد أفلا تعطوني أنا هذا الحق حين أُولد أنا بولادته"، كنفاني شعر بمسئولية كبرى تجاه ابنه وأنه أصبح والدا ودائما ما كان يراهن على الأطفال وكان يعتبرهم هم المستقبل حتى إن أدبه له تأثير كبير على الأجيال الجديدة.
الشاعر توفيق زيادمأساة فلسطين
المؤرخ والشاعر الفلسطيني توفيق زياد عبر عن المأساة الفلسطينية والقضية من خلال أشعاره، فترك إرثا هائلا من الأشعار التي ناصرت القضية الفلسطينية وكان لها عظيم الآثر في نفوس الفلسطينيين، فمازال يتذكر الجميع حتى الآن قصيدة "أشد على أيديكم"، التي تعتبر أصدق تعبير عن ما يحدث في غزة الآن وكأنه فيها يقوي من عزيمة المواطنين هناك وغناها العديد من المطربين العرب، أبرزهم الشيخ إمام لتصبح جزءا من التراث الحي لأغاني المقاومة الفلسطينية.
يقول زياد في هذه القصيدة: أناديكم .. أشد على أياديكم
أناديكم // أشد على أياديكم// أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول: أفديكم وأهديكم ضيا عيني ودفء القلب أعطيكم فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم / أناديكم أشد على أياديكم / أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي / وقفت بوجه ظلامي / يتيما، عاريا، حافي / حملت دمي على كفي/ وما نكست أعلامي/ وصنت العشب فوق قبور أسلافي أناديكم... أشد على أياديكم!!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أهالي غزة احداث غزة الاحتلال الغاشم الاوضاع في فلسطين الجوع والخوف توفيق زياد فی فلسطین أشد على
إقرأ أيضاً:
اليهود الإسبان في إحتفالات حانوكا : الملك محمد السادس جعل من المغرب نموذجاً للتعايش والتسامح في العالم
زنقة 20. الرباط
احتضنت مدينة ملقة، التي تعد رمزاً للتنوع الثقافي وملتقى الحضارات، يوم الأحد الماضي النسخة الأولى من جوائز “حانوكا” أو “عيد الأنوار”.
هذا الحدث البارز، الذي نظمته فيدرالية الجاليات اليهودية في إسبانيا، التي يرأسها السيد “دافيد أوباديا شوكرون” المغربي الأصل، جمع نخبة من الشخصيات الدينية عن الديانات الثلاث وسياسيين يتقدمهم عمدة مدينة مالقة و مندوبة الحكومة الإسبانية وعندج طوريمولينوس ونائبة عمدة بين المدنية وممثل عن القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء وجمعويين وممثلين عن جماعات دينية مختلفة من ملقة ومنطقة كوستا ديل سول.
رئيس ذات الفيدرالية شدد في تصريح لمنبر Rue20 Español، التي غطت الحدث، على الدور المحوري والهام الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس، في التعايش والتسامح فيما بين الديانات السماوية.
و أضاف “دافيد أوباديا” على متن تصريحه، بأن جلالة الملك جعل من المملكة المغربية نموذجاً للتعايش والتسامح تفتخر به الجاليات اليهودية خاصة وبقية الجاليات عبر العالم.
وتستمر الاحتفالات من 25 ديسمبر حتى 2 يناير، بالتزامن مع عيد “حانوكا”، الذي يعبر عن انتصار النور على الظلام. يحمل هذا العيد رسالة أمل عميقة تعكس تطلعات الإنسان في مواجهة التحديات المعاصرة.
أقيمت الفعالية في قاعة إدغار نيفيل، بحضور رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا، السيد ديفيد عبادي، الذي شدد في كلمته على أهمية التعاون الثقافي كركيزة أساسية لتعزيز التعايش والتنوع بين الثقافات.
تميز الحدث بتكريم ثلاث شخصيات مؤثرة تسعى لنشر رسالة السلام والوئام في العالم. كما شهد الحفل إضاءة شمعدان الحانوكيا ذو التسعة أذرع، حيث أوقدت ثماني مصابيح زيتية، في طقس رمزي يبرز معاني النور والصفاء، بمشاركة نخبة من الحضور المميزين.
شكلت هذه المبادرة فرصة فريدة للتأمل في المعاني الرمزية للنور، باعتباره تجسيدا للسعي نحو المعرفة، والحكمة، والفهم المتبادل بين البشر.
شارك في الحفل ممثلون عن هيئات وجماعات متعددة، مما يعكس التزاما مشتركا بتعزيز الحوار بين الأديان وبناء جسور التفاهم بين الثقافات والمعتقدات المختلفة. وأكد هذا الحدث على عمق روابط الاحترام والتآلف بين المجتمعات الدينية في ملقة، داعما قيم التعايش المتناغم والتسامح.
ختاما، جاءت هذه الاحتفالية لتكون شاهدا حيا على قيم النور والسلام والوحدة في التنوع، وهي القيم التي تميز مدينة ملقة وتجعلها مثالا يحتذى به في الانفتاح الثقافي والإنساني.