كيف يحصن الإنسان نفسه من الفتن ؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لكي يقوى الإنسان على مقاومة الفتن، وحفظ نفسه من مكائد النفس والشيطان، عليه أن يسعى ليكون عبدًا طائعًا مخلصًا لله تعالى، مستعينًا به في كل أموره، ومتوكلًا عليه، ولا يغتر بنفسه أبدًا مهما أكثر من الطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101].
أوضحت الإفتاء، أن من الأمور المعينة على تهذيب النفس وتزكيتها: الإكثار من ذكر الله تعالى، وترسيخ محبته ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القلب، ومنها: قراءة القرآن الكريم وتدبره، والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي لا سيما الكبائر، ومحاسبة النفس، وعدم اليأس من الاستقامة مهما وقع الإنسان في الذنوب أو تكررت فليحسن الظن في عفو الله ومغفرته، وليبادر بترك الذنب وتجديد التوبة منه، قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].
حكم العمل في البنوك وإيداع الأموال فيها وأخذ القروض البنكيةقالت دار الإفتاء المصرية، إن العمل في البنوك جائز شرعًا؛ لأن البنك هو مؤسسة استثمارية وشخصية اعتبارية، والبنك يمارس الاستثمار في صورة الإيداع ويمارس التمويل في صورة العطاء، فالعمل فيه يكون جائزًا.
أوضحت الإفتاء، أن إيداع الأموال في البنوك من قبيل الاستثمار القائم على الرضا بين الأطراف، وتحكمه القوانين وتمنع عنه الضرر والغرر، فهو جائز شرعًا وليس في الشرع الشريف ما يمنعه، كما أن طرفه وهو البنك شخصية اعتبارية تختلف أحكامها عن الشخصيات الطبيعية والأفراد.
وتابعت الإفتاء: والمختار في الفتوى أنها في جملتها تُعدُّ من العقود الجديدة التي لم تكن معروفة لدى الفقهاء بمعناها الفقهي الموروث؛ فهذه الحسابات عقود لها أحكامها الذاتية الخاصَّة التي لا تنطبق على العقود المسمَّاة المعروفة؛ فليس في الفقه الموروث ما يسمَّى بـ"الوديعة الاستثمارية أو غير الاستثمارية"؛ فهي وإن كانت تُشبهها لبعض الاعتبارات إلا أن لها وجوهًا تجعلها مختلفة عنها، بالإضافة إلى أنَّ عدَّها من العقود الجديد هو الأقل إشكالًا والأسلم إيرادًا.
-فهي تشبه الوديعة باعتبار أن المودع يهدف من خلالها إلى حفظ ماله وصيانته، وأن المال المودع فيها مضمون على البنك مع ردِّ الفائدة القانونية المقررة؛ كلٌّ بحسب طبيعته وما يتماشى مع العرف المصرفي، بينما تخالف الوديعة بمعناها الفقهي، باعتبارها أمانة تُحفظ بعينها لتُرَد إلى أصحابها، ولا تُضْمَن إلا بالتعدي أو التقصير؛ فضلًا عن أن البنك يستهلك عين هذه المبالغ المالية ولا يبقيها كما هي.
كما أن الوديعة تبقى على ملك المودع (صاحب المال)، ولا يجوز للوديع (المؤتمن) التصرف فيها، وهو ما يتعارض مع طبيعة هذه الحسابات، فإن ملكية المال المودع في الحساب تنتقل للبنك وله التصرف فيه بتنميته واستثماره ضمن إدارته لسائر النقود والأموال.
-وهذه العقود أيضًا تشبه القرض؛ باعتبار أنَّ ملكية المال في كلٍّ منهما تنتقل إلى المقترض، ويحق له التصرف فيه، ولكنها تفترق عن "القرض" بمعناه الشرعي من جهة أنَّ القرض تحظر فيه الزيادة، بل إن المنفعة المشروطة فيه محظورة مطلقًا؛ أمَّا الودائع البنكية فإن الزيادة فيها حاصلة وموجودة، والمنفعة فيها مقصودة من كِلَا الطرفين؛ حيث يقصدها كلُّ طرفٍ كأثرٍ من آثار العلاقة، ونتيجة مترتبة عليها بصورة تلقائية.
وبينت الإفتاء، أنه يشهد واقع البنوك أنها تستقبل ودائع بصورة يومية وبمبالغ مالية متفاوتة، وتدمج بين هذه الودائع في سلة عامَّة أو حوضٍ واحدٍ أشبه بالنهر الجاري الذي تمول منه عقودًا وصورًا متنوعة، وهذه العمليات يتم خلط فيها أموال المودعين وأموال المساهمين خلطًا متداخلًا غير مميز لمال مُودِع عن آخر؛ فهي كالتيار المستمر لا يمكن معه تتبع العمليات المختصة بوديعة بعينها للوقوف على حصتها في الربح أو الخسارة.
وتابعت الإفتاء: وأما المال الذي يأخذه الشخص من البنك فهو عبارة عن تمويل وليس قرضًا، والتمويل من العقود المستحدثة التي يبرمها أطرافها بقصد الاستثمار، ممَّا يرفع عنها مادة الغرر والضرر، ويحسم النزاع، ويحقق مصلحة أطرافها، وليست من باب القروض التي تجرُّ النفع المحرم، ولا علاقة لها بالربا المحرم شرعًا في صريح الكتابِ والسُّنة وإجماع الأمة، والتمويل العقاري هو أحد صور عقود التمويلات التي يبرمها البنك مع العملاء، وهي صورة جائزة شرعًا أيضًا ولا علاقة لها بالربا المحرم شرعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفتن تهذيب النفس ذكر الله
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب الفورية عقب خفض الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال شهر، وذلك إثر خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ل أسعار الفائدة كما كان متوقعًا.
وقفز سعر الذهب بنسبة 1.3% ليصل إلى 2618.11 دولار للأونصة، بينما انخفضت عقود الذهب الآجلة لشهر فبراير بنسبة 1.2% لتصل إلى 2620.79 دولار للأونصة؛ وفق ما أورده موقع (إنفستنج) الأمريكي.
ورغم ارتفاع الذهب الفوري، إلا أن النظرة المستقبلية للمعدن الأصفر تظل قاتمة في ظل وتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة فقد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكنه أشار إلى أنه سيتبنى وتيرة أبطأ لخفض الفائدة في المستقبل.
وتعد أسعار الفائدة المنخفضة إيجابية بالنسبة للذهب، حيث أن انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب يجعله أكثر جذبًا مقارنة بالأصول ذات العوائد مثل السندات.
ومع ذلك، تراجعت عقود الذهب الآجلة بشكل حاد، حيث من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بعد خفض الفائدة أمس الأربعاء وقد استبعدت الأسواق احتمالات خفض الفائدة في يناير، وأصبحت تتوقع خفضين آخرين فقط في 2025، مقارنة بتوقعات سابقة تشير إلى أربعة تخفيضات.
من جانبه.. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، إن المزيد من التخفيضات يعتمد على التقدم في مكافحة التضخم المستمر، مما يعكس تعديل السياسات النقدية في ضوء التحولات الاقتصادية المحتملة تحت إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب.
وعن المعادن الأخرى، ارتفعت العقود الآجلة للبلاتين بنسبة 0.7% لتسجل 928.90 دولار للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 2.7% إلى 29.922 دولار للأونصة.
ومن بين المعادن الصناعية، مدّت أسعار النحاس تراجعها اليوم الخميس بعد أن عزز الموقف المتشدد للاحتياطي الفيدرالي من قوة الدولار.
ورغم تلقي المعدن الأحمر بعض الدعم من تقارير عن مزيد من الإنفاق المالي في الصين، أكبر مستورد للنحاس، خلال العام المقبل، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لدعم الأسعار بشكل كبير.
وفي سوق المعادن، تراجعت العقود الآجلة للنحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.4% لتصل إلى 8،921.50 دولار للطن، بينما ظلت العقود الآجلة للنحاس لمدة شهر واحد دون تغيير تقريبًا عند 4.089 دولار للرطل.