- محور "الأثر" في حملة "استدامة وطنية" يركز على النتائج الإيجابية لمبادرات الاستدامة.

الإمارات حققت في العام 1995 نقلة نوعية في حضورها الدولي بانضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
• يترجم انضمام الإمارات إلى الاتفاقية التزاماً قوياً بالمشاركة الفاعلة في حماية الأرض.
• الاتفاقية الإطارية حول التغير المناخي 1992 هي التأسيس الحقيقي للجهود العالمية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية.

• تراوحت توصيات "قمة الأرض" 1992 بين أساليب جديدة للتعليم وطرق جديدة للحفاظ على الموارد الطبيعية.

أبوظبي في 7 أغسطس / وام / حققت دولة الإمارات نجاحات بارزة في مجال حماية البيئة والموارد الطبيعية منذ فجر الاتحاد، وقد اكتسبت هذه النجاحات طابع الاستمرارية والمأسسة، وانتقلت إلى آفاق أخرى من خلال انخراط واسع للدولة في الجهود العالمية لحماية كوكب الأرض عبر 34 عاماً حافلاً من العمل المناخي، بدءاً من توقيعها على بروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المسببة لتآكل طبقة الأوزون في عام 1989.
وتوالت إنجازات الإمارات لتحقق في العام 1995 نقلة نوعية في حضورها الدولي بانضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي جرى التفاوض عليها في مؤتمر الأمم المتّحدة المعني بالبيئة والتنمية (UNCED) في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في العام 1992، (ويسمى أيضاً مؤتمر قمة الأرض)، ودخلت هذه المعاهدة حيّز التنفيذ في العام 1994، وأنشأت الاتفاقية منتدى سنوياً، يعرف باسم مؤتمر الأطراف أو " COP"، والذي عقد دورته الأولى في العاصمة الألمانية برلين عام 1995.
( خطوة نوعية )
وتعتبر الاتفاقية الإطارية حول التغير المناخي 1992، نقطة الانطلاق الحقيقية للجهود العالمية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية، والتي مهدت لاعتماد "بروتوكول كيوتو" في العام 1997، الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2005، وصادقت عليه دولة الإمارات في العام نفسه.
وبعد عشرة أعوام على دخول "بروتوكول كيوتو" حيز التنفيذ حقق العالم إنجازاً جديداً هو "اتفاق باريس للمناخ"، وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على الاتفاق، فجاء فوزها باستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP28" أمراً طبيعياً، حيث ستكون "مدينة إكسبو دبي" في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر المقبلين، محط أنظار العالم، نظراً للآمال الكبيرة المعقودة على هذا المؤتمر لمواجهة التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض وموارده الطبيعية بما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال الجديدة.
ويركز محور "الأثر" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لاستضافة “COP28"، على النتائج والتأثير الإيجابي الذي أحدثته مبادرات الاستدامة في دولة الإمارات في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بالبيئة والطاقة المتجددة أو الحفاظ الثروة الطبيعية أو التخطيط العمراني وغيرها.
( قدمات "COP" )
عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (UNCED) في مدينة ريو دي جانيرو في الفترة من 3 إلى 14 يونيو 1992، وشارك في فعاليات المؤتمر، الذي تزامن مع الذكرى العشرين للمؤتمر الأول المعني بالبيئة البشرية في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1972، قادة ودبلوماسيون وعلماء ومنظمات غير حكومية من 179 دولة، بهدف توحيد الجهود لحماية المناخ ولتركيز على تأثير أنشطة البشر الاجتماعية والاقتصادية على البيئة.
وبالتزامن مع المؤتمر، عقد في ريو دي جانيرو منتدى عالمي للمنظمات غير الحكومية، حيث ضم عدداً غير مسبوق من ممثلي المنظمات غير الحكومية، الذين عرضوا رؤيتهم الخاصة لمستقبل العالم فيما يتعلق بالبيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأظهر مؤتمر ريو دي جانيرو في العام 1992 أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المختلفة مترابطة ببعضها البعض وتنشأ معاً، وخلص إلى أن النجاح في أحد القطاعات يتطلب العمل في القطاعات الأخرى لضمان الاستمرارية مع مرور الوقت.
وتمثل الهدف الرئيسي لـ"قمة الأرض" في ريو دي جانيرو، كيفية التوصل إلى جدول أعمال واسع ومخطط جديد للعمل الدولي بشأن قضايا البيئة والتنمية التي من شأنها أن تساعد في توجيه التعاون الدولي وسياسة التنمية في القرن الحادي والعشرين، بما يضمن سلامة الأرض والمستقبل الآمن للحضارة الإنسانية.
واعتبر مؤتمر ريو دي جانيرو، أن مفهوم التنمية المستدامة هدف يمكن تحقيقه لجميع شعوب العالم، وتوصلت القمة إلى أن دمج الشواغل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتحقيق التوازن بينها في تلبية احتياجات الشعوب أمر حيوي لاستدامة الحياة البشرية على هذا الكوكب، وأن مثل هذا النهج المتكامل يمكن تحقيقه من خلال التعاون البناء بين حكومات العالم.
وأقر المؤتمر أن دمج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتحقيق التوازن بينها يتطلب تصورات جديدة عن طرق الإنتاج والاستهلاك، والعيش والعمل وطريقة اتخاذ القرارات، واعتبرت منظمة الأمم المتحدة أن "هذا المفهوم ثورياً في وقته، وأثار نقاشاً حيوياً داخل الحكومات وبين الحكومات ومواطنيها حول كيفية ضمان استدامة التنمية".

( استراتيجيات الاستثمار في المستقبل )
ورأت الأمم المتحدة، أن إحدى النتائج الرئيسية لمؤتمر "قمة الأرض" في ريودي جانيرو هي جدول أعمال القرن 21، وهو برنامج عمل يدعو إلى استراتيجيات جديدة للاستثمار في المستقبل لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في القرن الحادي والعشرين، وتراوحت توصياته بين أساليب جديدة للتعليم، وطرق جديدة للحفاظ على الموارد الطبيعية، وكذلك، طرق جديدة للمشاركة في اقتصاد مستدام.
كما رأت المنظمة الأممية، أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية حقق العديد من الإنجازات العظيمة مثل إعلان ريو دي جانيرو ومبادئه العالمية الـ 27، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، واتفاقية التنوع البيولوجي، وإعلان مبادئ إدارة الغابات، كما أدت (قمة الأرض) إلى إنشاء لجنة التنمية المستدامة، كما تم عقد المؤتمر العالمي الأول للتنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية في عام 1994، والمفاوضات من أجل إنشاء اتفاقية بشأن الأرصدة السمكية المتداخلة المناطق والأرصدة السمكية الكثيرة الارتحال.

( استراتيجية وطنية طموحة )
ويعكس انضمام الإمارات إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، التزاماً قوياً بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية لحماية الأرض، وهو ما تمثل بإجراءات ومبادرات نوعية، حيث برزت المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050، والتي أقرت في العام 2021 كإحدى النجاحات الكبرى في مسيرة العمل المناخي لدولة الإمارات، لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
ويعتبر نشر واستخدام حلول الطاقة النظيفة أحد الركائز الرئيسة في نموذج الإمارات في العمل من أجل المناخ وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، حيث تستهدف دولة الإمارات ضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية باستثمارات تبلغ 600 مليار درهم حتى 2050.
وفيما يترقب العالم باهتمام كبير مخرجات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP28"، تشكل استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث الكبير خطوة نوعية نظراً لما تمتلكه الدولة من إمكانات تنظيمية ومبادرات ملهمة في الاستدامة، وقدرة على التأثير الإيجابي في الجهود الدولية للوصول إلى رؤية مشتركة لمواجهة التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.

مصطفى بدر الدين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: لمواجهة التغیرات المناخیة دولة الإمارات کوکب الأرض فی العام

إقرأ أيضاً:

وزير الري يبحث مع سفيرة أمريكا خطط الموارد المائية في ظل تغير المناخ

استقبل هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، السفيرة هيرو مصطفى جارج سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، لبحث سُبل تعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الموارد المائية.

حرص الجانب الأمريكي على تبادل الخبرات مع الجانب المصري

وأعرب «سويلم» عن سعادته بلقاء السفيرة، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في قضايا المياه. ومن جهتها أكّدت السفيرة الأمريكية خصوصية العلاقات بين البلدين وحرص الجانب الأمريكي على تبادل الخبرات مع الجانب المصرى.

تنفيذ برامج التكيف مع تغير المناخ

وشهد اللقاء، بحث التعاون المشترك بين البلدين في مجال المياه والمناخ، والتطرق لآليات تنفيذ القرار الصادر عن منظمة اليونسكو بدعم مبادرة AWARe من خلال القرار الذي أصدره المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في شهر مارس 2024 بإجماع الدول الأعضاء بالمنظمة، والتنسيق بين مبادرة تحليل القرارات المعنية بمخاطر المناخ CRIDA ومبادرة AWARe في مجال بناء القدرات وتنفيذ برامج التكيف مع تغير المناخ.

ودعا «سويلم» الجانب الأمريكي للمشاركة في اجتماع مجلس إدارة مبادرة AWARe، والمزمع عقده يوم 13 أكتوبر 2024 ضمن فعاليات إسبوع القاهرة السابع للمياه.

وأكّد أهمية تقديم الجانب الأمريكي الدعم الفني للدول وخاصة الدول الأفريقية لتعزيز قدراتها في مجال تطوير السياسات والتنفيذ الفعال لخطط الموارد المائية في ظل تغير المناخ، وتقديم الدعم لعقد ورش عمل ودورات تدريبية في مجال إدارة المياه في أفريقيا والبلدان النامية، والدعم في صياغة مقترحات لمشروعات التكيف مع تغير المناخ والتى تطلبها الدول الأفريقية.

كما تمّ استعراض موقف التعاون القائم بين البلدين فى مجال التدريب وبناء القدرات للعاملين في مجال المياه، من خلال تقديم السفارة الأمريكية لعدد من دورات اللغة الإنجليزية الفنية، وتنظيم «برنامج القيادة.. الزائر الدولي» والذي عُقد في شهر مايو الماضي بالولايات المتحدة والذي تضمن لقاءات مع أكثر من 27 منظمة وهيئة وجامعات في 5 ولايات.

وأشار «سويلم» لأهمية إستمرار الدعم الأمريكي للوزارة في هذا المجال وتوفير منح دراسية بعدد من الجامعات الأمريكية، واستمرار عقد «برنامج القيادة.. الزائر الدولي» وبرنامج تبادل الخبراء، للعاملين بالوزارة بشكل سنوي مع التركيز على موضوعات «تقنيات الاستشعار عن بعد في الموارد المائية، التدريب على الإدارة، نمذجة هطول الأمطار والجريان السطحي في الهيدرولوجيا»، كما تمّ التباحث حول عدد من الملفات الخاصة بحوض نهر النيل، وتبادل وجهات النظر فيما يخص قضايا المياه.

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية والأمم المتحدة ينظمان نموذج محاكاة قمة المناخ COP29 بالتعاون مع جامعة ADA
  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ينظمان نموذج محاكاة قمة المناخ COP29
  • الإمارات: سنبذل قصارى جهودنا ليظل مجال الفضاء حيوياً وآمناً
  • ريم الهاشمي تؤكد الحاجة الملحّة للتصدي لتأثيرات تغير المناخ في نمو الأطفال
  • المحيربي: الإمارات نموذج عالمي في المشاريع المستدامة
  • هيونداي تصل إلى إنجاز ضخم بعد بيع 100 مليون سيارة على كوكب الأرض
  • "طاقة النواب" توافق على منحة أمريكية لمبادرة تغير المناخ
  • «طاقة النواب» توافق على اتفاقية مبادرة التغيرات المناخية مع الولايات المتحدة
  • وزير الري يبحث مع سفيرة أمريكا خطط الموارد المائية في ظل تغير المناخ
  • مجلس الأمن يعقد جلسات إحاطة حول التوتر في الشرق الأوسط خلال أكتوبر الجاري