بعد أزمتها مع حسام حبيب.. شيرين عبد الوهاب تقاضي هؤلاء
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
متابعة بتجــرد: تقدّم ياسر قنطوش، محامي الفنانة شيرين عبد الوهاب ببلاغ إلى النائب العام، يحمل الرقم 41792 لسنة 2024، ضد مَن سرّب ونشر فيديو شيرين وطليقها حسام حبيب، ظهرت فيه الأولى وهي تكسّر محتويات الأستوديو الخاص بطليقها، وذلك بعد تصدّره “التريند” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية.
وظهرت شيرين في الفيديو بحالة انفعال شديدة، وهي تحطّم مقتنيات الاستديو الذي كانت تتواجد فيه مع طليقها، وذلك بعد تعرّضها للضرب المبرّح، وفق ما كشف عنه المعلّقون على الفيديو.
من جانبه، نفى الفنان حسام حبيب قيامه بنشر فيديو لطليقته وهي تحطّم الاستديو، مؤكداً أنه بالفعل صوّر شيرين من أجل تشتيت تركيزها، وإيقافها عن التحطيم، ولكنه لم ينشر الفيديو، وليس لديه أي معلومة عمّن نشره.
وكان محامي شيرين قد صرّح بأن لا تنازل عن المحضر الذي حررته شيرين ضد طليقها حسام حبيب، مشيراً إلى أن الصلح لم يتم بينهما، والتنازل لم يحدث.
يُشار إلى أن هناك تقريراً طبيّاً تم تحريره عقب واقعة الاعتداء على شيرين من جانب طليقها، وتم خلاله إثبات ما حدث من إصابات، بعد أن حرّرت محضراً رسميّاً في قسم التجمع الخامس ضده، بعد اعتدائها عليها بالضرب المبرح داخل شقة تُستخدم كاستديو في منطقة التجمع الأول.
وأنكر حسام أمام النيابة العامة الاتّهامات التي وجّهتها إليه طليقته بالضرب المبرح، والذي أدى إلى إصاباتها بجروح بليغة، وفقاً لتقرير الطب الشرعي، لافتاً إلى أنه تدخّل لفض مشاجرة بينها وبين ابنتها، بناءَ على طلب من والد ابنتَي شيرين الموزّع محمد مصطفى.
main 2024-07-09 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: حسام حبیب
إقرأ أيضاً:
هالة المثالية وهم الرموز
عبر قرون من الزمن عرف الناس رموزا بينهم يحملون لهم هيبة وتقديرا عظيما ولا يقبلون بهم عيبا أو يرضون فيهم انتقاصا، فلا عجب حينها من تشكل هالة من النزاهة والتقديس اختصوهم بها بعيدا عن مواضع النقص أو مزالق الهفوة، ولتأسيس تلك الرموز مبررات عديدة تُعرف من مكانة الرمز أو منتجه الفكري، فمنها على سبيل المثال: الوالدان، المعلمون، العلماء، المثقفون والفلاسفة، كما أن منهم الرؤساء والقادة، ومع وقوع هؤلاء الرموز في دائرة الضوء ضمن دوائر التلقي المتتابعة تنشأ تلك العلاقة المبنية على إعجاب المتلقي عاطفيا (مهما كانت صفته؛ ابنا أو طالبا أو قارئا، مرؤوسا أو حتى مواطنا) ولو أن ذلك الإعجاب بقي في محل منتجهم الفكري تربية أو معرفة أو رعاية لأحوالهم لكان خيرا، لكنه انسحب على كل ما قد يصدر عنهم من قول أو فعل حدّ نزع الصفة الآدمية عنهم بتحويلهم إلى ملائكة منزهين.
التاريخ الذي نقل شخصياتهم محاطة بهالات التقديس نقل كذلك تناقضاتهم لنجد أن جان جاك روسو، صاحب التيارات الثورية الرومانسية في مقولته الشهيرة «ولد الإنسان حرًا، وهو في كل مكان مكبل بالأغلال» روسو الذي يرى أن الإنسان فاضل بطبيعته لكن البيئة الخاطئة من حوله تدفعه لارتكاب الخطأ، روسو الثوري المحب للطبيعة رفض المساواة بشكل صريح وعاش على حساب الأغنياء وأصحاب النفوذ، ومع تنظيره المستفيض عن أهمية المحيط الاجتماعي في التنشئة السوية للأفراد في مؤلفاته، فقد تخلى عن أبنائه الخمسة واضعًا إياهم في دور الأيتام، متسببًا في موتهم المبكر.
أما الفيلسوف الأكثر شهرة في القرن العشرين ميشيل فوكو - الملقب في فرنسا بالملك الفيلسوف - فقد نشرت صحيفة «صنداي تايمز» بتاريخ 28 مارس 2021، تقريرًا صادمًا يكشف اعتداءات فوكو على أطفال عرب أثناء إقامته أواخر الستينات في المغرب، وفقًا لأقوال صديق له، الصادم أن صاحب «أركيولوجيا المعرفة» و«المراقبة والمعقابة» و«تأويل الذات» و«تاريخ الجنسانية» كان بيدوفيليا ذا سلوك منحرف من الناحية الأخلاقية، حتى أنه كان يتجسس على جيرانه من السطح مستخدمًا منظارًا خاصًا.
لودفيغ فتغنشتاين، أبرز فلاسفة اللغة والمنطق والعقل، المعروف بالغطرسة وتقلب المزاج، كان معلما في إحدى المناطق النائية بالنمسا؛ فعاقب فتاة بسحبها من شعرها إلى درجة اقتلاع خصلات رأسها لعدم فهمها قاعدة رياضية، كما ضرب أخرى بقوة إلى درجة أن أذنيها نزفتا دما!
الحقيقة؛ ليس العجب في تناقضهم بشرًا حتى مع ثقافتهم، بل في اعتقاد الناس -حتى من المثقفين أنفسهم- قدسيتهم وتنزههم عن الخطأ والعيب والنقصان والقصور، وما ذلك إلا لسيطرة العاطفة بالكامل على المتلقي حدّ تجاهل المنطق في اعتقاد ملائكية هؤلاء الرموز سواء من المثقفين أو من غيرهم، ولعل هذه السذاجة في التعاطي مع نقصهم أو مكامن الضعف لديهم هي ما جعلت الفيلسوف الفرنسي لوك فيري يقول موضحا «الثقافة لا تمنع أحدًا من أن يكون سافلاً» ونزيد على تعبيره الغاضب أن قد يتفوق المثقف على غيره في قدرته على تبرير السوء والخطأ دون حتى الاعتراف باقترافه للخطأ.
لعل ما يحدث اليوم مع مشاهير التواصل الاجتماعي هو ذاته ما حدث قديما مع تناقض بعض الفلاسفة والأدباء، مع تبدل دوائر الضوء عن الإنتاج المعرفي إلى إنتاج السلع وتدوير اليوميات (مهما كانت خاوية دون محتوى حقيقي أو متضمنة محتوى مبتذلا)، حيث صارت قاعدة الجماهير حاجزًا من الشهرة والألفة معا يحولان دون تصديق ما قد يصدر عن هؤلاء المشاهير من إسفاف أو اعتداء أو حتى إجرام لتنبري جموع الجماهير الغفيرة من المتابعين والمعجبين مدافعة عن مشهورها الملاك، وبطلها المعصوم، وفي ذلك ما فيه من خطورة، حتى وإن تجاوزنا مسألة الإسفاف القيمي الضبابي غير المجرّم (للأسف) فإننا لا نملك تجاوز الظاهر من مخالفات يقينية تمس أمان الفرد والمجتمع.
ختاما، ما زالت الكلمة حاملة طاقات التأثير فرديًا ومجتمعيًا، ناقلة رسائل إيجابية وأخرى سلبية عبر أي من قنوات تمريرها المختلفة؛ كتابية أو سمعية بصرية، مما يستدعي ضرورة العناية بتجويد المحتوى، وتشريع وسائل حوكمة واضحة لكل قنواتها ومؤثريها من صانعي المحتوى سعيا لتعزيز القيم؛ تقديرًا لقيمة القانون وضوابطه بعيدا عن الإسفاف والتسطيح.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية