جنوب السودان يواجه أزمة معيشة متفاقمة بعد تضرر خط أنابيب لتصدير النفط
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
عاشت غاليشي بوا حروباً أهلية ومجاعات وكوارث طبيعية، لكن هذه المرأة الجنوب سودانية، وهي أرملة وأم لأربعة، تمكّنت من التغلّب على كل الظروف بفضل متجر البقالة الصغير الذي تملكه، لكن الوضع اليوم يزداد صعوبة.
منذ فبراير (شباط) الماضي، فقد جنوب السودان أحد مصادر دخله الرئيسية بعد تضرّر خط أنابيب في السودان بسبب الحرب، كانت تصدّر نفطها عبره.
ويعد خط الأنابيب هذا حيوياً لنقل النفط الخام لجنوب السودان إلى الخارج، بينما يمثّل النفط نحو 90 في المائة من صادرات البلاد.
ونتيجة ذلك، ارتفع التضخم بشكل حاد، وانهارت العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي، وانخفضت بالسعر الرسمي من 1100 جنيه في فبراير إلى 1550 جنيها في يوليو (تموز).
وتقول غاليشي (75 عاماً) في متجرها الواقع في سوق كونيو - كونيو في جوبا، عاصمة جنوب السودان: «أنا هنا منذ السبعينات، لكن هذه الأيام نعاني، الأمور صعبة»، موضحة: «لا نستطيع شراء مخزونات، فالمواد غالية الثمن... والأسعار ترتفع كل يوم» ما يجبرها على شراء البضاعة بالدين.
ومع ارتفاع تكاليف الجملة، ترتفع أسعار البيع بالتجزئة... وعلى سبيل المثال، بلغ سعر قرن ذرة كانت تبيعه بوا، 800 جنيه جنوب سوداني في مارس (آذار)، 2000 جنيه اليوم، كما تقول.
جاءت تيدي أويي (28 عاماً) للتّبضع في السوق، لكن بسبب ارتفاع الأسعار، اضطرت هذه الوالدة لطفلين «للعودة إلى المنزل دون شراء أي شيء». وتروي: «تذهب اليوم إلى السوق، وتحصل على سعر، وتعود غداً، وتحصل على سعر مختلف. الحياة صعبة جداً».
وفي متجر الجزارة الذي يملكه، لاحظ عبد الوهاب أوكواكي (61 عاماً) وهو أب لثمانية، أن الزبائن أصبحوا يشترون كميات أقل. ويقول: «الزبون الذي كان يشتري كيلوغراماً (من اللحوم) أصبح الآن يشتري نصف كيلوغرام، والذي كان يشتري نصف كيلوغرام أصبح الآن يشتري ربع كيلوغرام (...)، ومن كان يشتري ربع كيلوغرام لم يعد يأتي».
ويؤكّد أن كثيراً من الجزارين توقفوا عن العمل لعدم قدرتهم على تغطية نفقاتهم.
ويؤثر هذا الركود كذلك على الشركات الكبرى. تقول هارييت غوني، وهي سيدة أعمال تبلغ 27 عاماً، وتملك متجراً للأزياء، إن محلّها بدأ يفقد زبائنه. وتضيف: «كلما رفعت الأسعار في المتاجر، ابتعد الزبائن».
وتوضح أن السروال الجينز الذي كان سعره 25 ألف جنيه في مارس، أصبح الآن يباع مقابل 35 ألف جنيه، مشيرة إلى أنها اضطُرت لرفع الأسعار من أجل أن «تتمكّن من الحصول على أموال كافية لطلب مخزونات جديدة».
في مايو (أيار) الماضي، أبلغ وزير المال أوو دانيال تشوانغ البرلمان، بأن الحكومة ستواجه صعوبة في دفع رواتب أفراد الجيش والشرطة والموظفين الرسميين وغيرهم من المسؤولين بسبب نقص الإيرادات. وأشار إلى أن البلاد خسرت نحو 70 في المائة من عائداتها النفطية بسبب تضرّر خط الأنابيب.
وكان جنوب السودان البالغ عدد سكانه نحو 15 مليون نسمة يعيش معظمهم تحت خط الفقر، يعاني أزمة أصلا قبل تضرّر خط الأنابيب.
فبالإضافة إلى الفساد المستشري الذي يستنزف خزائن البلاد مع اتهام النخبة الحاكمة بالنهب، فإن البلاد عرضة للصدمات النقدية لأنها تستورد كل شيء تقريباً، بما في ذلك المنتجات الزراعية.
ويقول محلّلون إن القتال المستمر في السودان فاقم الوضع.
وخلّفت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى، وتسببت في نزوح ملايين آخرين، لجأ أكثر من 700 ألف منهم إلى جنوب السودان.
ويقول الخبير الاقتصادي والمستشار الحكومي أبراهام مالييت مامر، إنه يجب على جنوب السودان الذي استقل عن السودان في عام 2011، أن يكون مستعدّاً للأزمات بشكل أفضل. ويضيف: «بلدنا يعاني. لدينا أموال أقل وخدمات أقل وأمننا يمثل مشكلة».
ودعا الحكومة إلى بناء مصافٍ وخطوط أنابيب تمر في بلدان أخرى مضيفاً: «السودان لن يعود كما كان. وإلى أن نطوّر بدائل (...) سنواجه مشكلات».
جوبا: «الشرق الأوسط»
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
جوبا تتراجع وتكشف عن دور القوات الأوغندية في جنوب السودان
متابعات ــ تاق برس تراجعت جوبا عن تصريحات سابقة نفت فيها وصول قوات أوغندية إلى جنوب السودان للقتال إلى جانب الجيش الشعبي ضد الجيش الأبيض في الناصر بعد الاضطرابات الأمنية الأخيرة في ولاية أعالي النيل.
وأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، مايكل مكوي، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بالعاصمة جوبا، أن القوات الأوغندية موجودة في البلاد وفقًا لاتفاق التعاون المشترك بين جوبا وكمبالا، ونبه إلى أن دورها (فني) وستتعاون مع القوات الحكومية في إطار اتفاقية الدفاع المشترك.
ونوه مكوي إلى أن الأحداث التي شهدتها ااناصر صباح اليوم تمثل انطلاق عملية عسكرية تستهدف ما يسمى بـ(الجيش الأبيض)، داعيًا المدنيين إلى مغادرة المدينة والتوجه إلى القرى المجاورة حفاظًا على سلامتهم.
وأضاف أن الحكومة تعتبر هذه الجماعات تهديدًا للاستقرار، مطالبًا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بتصنيف الجيش الأبيض وقوات دفاع ناث (معادية)، مؤكدًا أن التعامل معها سيكون عبر القوة العسكرية.
وأشار مكوي إلى أن المعتقلين في جوبا سيتم تقديمهم للمحاكمة وفق الإجراءات القانونية المعتمدة، ونفى أي علاقة بين العمليات الجارية في ناصر والأحداث في السودان وأن نذر المواجهات كانت تلوح في الأفق منذ وقت بعيد قبل اندلاع المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع.
القوات الأوغنديةجنوب السودانجوبا