قالت الشرطة النرويجية إن رجلا على كرسي متحرك كهربائي ألقى عدة عبوات حارقة على القصر الملكي النرويجي في أوسلو.

وذكر موقع “سكاي نيوز” أن الشرطة أكدت أن الرجل أخبر شاهد عيان في البداية أنه كان يحمل قنبلة ثم ألقى زجاجتي مولوتوف باتجاه الجزء الخلفي من المبنى.

واندلعت ألسنة اللهب لكن تم إخمادها بسرعة، وقالت الشرطة إن الوضع تحت السيطرة، وتم القبض على الرجل بسرعة.

ولا تزال دوافع الفعل غير واضحة، في حين قال الديوان الملكي لهيئة الإذاعة النرويجية إن مدى الضرر لا يزال غير واضح.ويقع القصر الملكي، حيث يقيم الملك هارالد الخامس مع زوجته الملكة سونيا، في وسط أوسلو، ويحيط به منتزه القصر الكبير.

آخر تحديث: 9 يوليو 2024 - 19:25

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أوسلو القصر الملكي النرويج حريق

إقرأ أيضاً:

التسامح مع الثعابين

 

بدر بن خميس الظفري

في التراث الهندي، يُحكى أن أميرة جميلة كانت تعيش في قصر والدها الملك. في أحد الأيام، بينما كانت تتجول في حديقة القصر، وجدت ثعبانًا صغيرًا جريحًا. رق قلب الأميرة له وأخذته إلى القصر، وقامت برعايته وتقديم الطعام له حتى تعافى.

كبر الثعبان وأصبح ضخماً، لكن الأميرة لم تخف منه وظلت تعتني به وتعامله كأنه حيوان أليف. كانت الأميرة تعد الثعبان صديقًا لها، واعتقدت أنه لن يؤذيها بسبب رعايتها له منذ أن كان صغيرًا.

ذات يوم، بينما كانت الأميرة تلعب مع الثعبان في حديقة القصر، قام الثعبان بعضها بقوة وأودى بحياتها. عمت الفوضى والحزن في القصر، استدعى الملك حكماء المملكة وسألهم عن سبب مهاجمة الثعبان لابنته التي كانت تعتني به طوال هذه السنوات. أجاب أحد الحكماء قائلاً: "مهما حاولنا تغيير طبيعة الحيوان، فإنه يبقى محتفظًا بطبيعته الأصيلة. لقد تصرف الثعبان بناءً على غريزته البرية، وهذا هو السبب في حدوث هذه المأساة."

القصة تحمل في طياتها عبرة مهمة وهي أن الطبيعة الحقيقية للكائنات، بما فيها الإنسان، قد تظهر في أي لحظة، وأنه يجب توخي الحذر عند التعامل معها، بغض النظر عن مدى ترويضها أو الرعاية التي تقدم لها.

تنطبق هذه القصة على الأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقة وادي الكبير في العاصمة مسقط، التي راح ضحيتها قتلى وجرحى، بمن فيهم شرطي عماني هو الرقيب يوسف الندابي رحمه الله، والذي استشهد على يد مجموعة ممن تحولوا قريبا إلى الفكر الداعشي الضال، بعدما كانوا يتبعون الفكر العماني الديني الوسطي، وهو فكر إسلامي تبناه العمانيون منذ أن من الله عليهم بدخول الإسلام قبل ١٤ قرنا من الزمان، واستمروا عليه قبل أن يسمحوا للأفكار الظلامية المتطرفة بالتغلغل بينهم تحت شعار التسامح والتعايش.

إن العقيدة التي يحملها تنظيم داعش هي عقيدة لم تخرج مع ظهور التنظيم عام ٢٠١٣ بقيادة أبي بكر البغدادي، بل هي ناتجة عن أيديولوجية ظهرت إلى السطح قبل حوالي ثلاثة قرون، دعا فيه أصحاب هذا المنهج إلى تكفير وتبديع المسلمين تحت شعارات براقة، وفصلوا شروطا على مقاسهم، حددوا بناء عليها المسلم وغير المسلم، وحكموا على أكثر المسلمين بأنهم مشركون خارجون عن الملة، وطبقوا عليهم حد الردة، معتمدين على فتاوى قديمة جدا، نبذها الناس سنوات طويلة، فنبشها هؤلاء من قبورها، وأقاموا على أساسها دولة.

وقد يرد البعض بأن تنظيم داعش هو لعبة استخباراتية عالمية، تستعملها القوى الشريرة من أجل إحداث فوضى في الدول التي لا تطيعها في كثير من الأمور، وأنه ليس مختصا بمدرسة معينة أو منهج ديني محدد.

ونحن نوافق أصحاب هذا الرأي، ونؤيدهم بقوة فيما يتعلق باللعبة الاستخبارية، إلا أن الاستخبارات لا تستطيع أن تنشيء فكرا جديدا من العدم ما بين عشية وضحاها، فهذا أمر يحتاج إلى وقت طويل، وجهد حثيث، وتراث علمي كثيف، بل تستغل ما هو موجود من الطوام الفكرية، والعقائد التكفيرية، والفتاوى التحريضية، لتجند المؤمنين بتلك العقائد والفتاوى، ثم تستعملهم لتنفيذ مخططاتهم الشريرة.

ولكي تتضح الصورة أكثر، نورد هنا ما قاله عادل الكلباني، إمام الحرم المكي السابق في مقابلة له على قناة إم بي سي السعودية، إذ قال: ".. هم يستدلون بأن داعش هي صناعة استخباراتية. الاستخبارات لا تنشيء شيئا جديدا، هي تستغل الموجود. ولذلك تجد أكثر من ينقدها ينقد فعلها لا ينقد فكرها. هي لا شك مدت بعتاد ومدت بأسلحة وترك لها مجال رحب لتسير في الأرض ".

وقد أدرك من كانوا يرعون هذا النهج ويحتضنونه في السنوات الأخيرة خطورة هذا الفكر الإقصائي، بعدما ذاقوا هم أنفسهم تداعياته، وتجرعوا من ويلاته، وفقدوا من أبنائهم وفلذات أكبادهم بسبب منهجه الإجرامي، فأعلنوا حربا شاملة عليه، وغيروا مناهجهم الدينية اتقاءً لشره، وانفتحوا على العالم بأبواب عريضة ليس لها حدود، وهم مستمرون حتى الآن في انتزاعه من بلادهم بل هوادة ولا تسامح، مستعملين يدا من حديد في قمعه، وشعلة من نار في حرقه، فامتلأت السجون من أتباعه ومنظريه ومروجيه، بل حتى من يلمح لتأييده لم يسلم من عقوبة قاسية تطاله.

وماذا كانت نتيجة ذلك؟

لقد ازدهرت البلاد، وانتشرت الحريات، وعم الأمن، وسقطت الخرافات الدينية، وارتاح الناس من التعصبات الضيقة، وتنفست النساء طعم الحياة، واستنشق الشباب رياحين الترفيه.

وإذا كان هذا الفكر الظلامي قد نبذه أصحابه، واكتشفوا أنه وبال عليهم، فليس من الحكمة في شيء أن يسمح له بالتمدد والانتشار في بلد آخر بدعوى التسامح والتعايش، وحرية الرأي، وتقبل الآخر، فالتسامح يكون مع من يراك شريكا له في المصير، ومع من يسعى إلى أن تعيشا معا تحت وطن واحد وأنتما تنعمان بالأمن والأمان، وليس مع شخص يراك عدوا له، ينتهز أي فرصة لكي يقتلك، وهو يرى أنه يتقرب إلى الله بإيذاءك، ويكون ولاؤه لوطن غير وطنه، بناء على فتاوى ترسخت في عقله، يعدها دينا يعبر به إلى الجنة. وقد أجاد الشاعر في وصف أمثال هؤلاء عندما قال:

من أكرم الذئب أو رباه مع غنم **** يعدو عليها بطبع الخائن الرذل

مقالات مشابهة

  • في يوم رحيل النصيري.. فاطمة تاكناوت تلتحق بإشبيلية
  • التسامح مع الثعابين
  • بعد إيقافها أكثر من مرة.. إلغاء مباراة كرة قدم بسبب «الفطائر» – صور
  • ‎شرطة أبوظبي تنقذ سائقًا تعطل مثبت سرعة مركبته عند منتصف الليل .. فيديو
  • مكافحة الارهاب يلقي القبض على ارهابيين اثنين وتاجر مخدرات في مناطق متفرقة
  • المؤبد لسائق قتل ربة منزل وأشعل النار بجثتها بسبب خلافات بالخانكة
  • الفار يتسبب في إلغاء مباراة في الدوري الترويجي
  • أسبوع الحوادث في ألمانيا.. وفيات بسبب الموجة الحارة وإصابات بصاعقة برق
  • الموعد المتوقع لولادة الأميرة رجوة زوجة ولي عهد الأردن
  • قائد القوات الجوية يزور الجناح المشارك بالمعرض الملكي العالمي ببريطانيا