أكد العلامة عبدالله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن دولة الإمارات تقوم بجهود كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى أصبحت في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، استثماراً، وتطويراً، واستفادة، وخدمة للإنسانية.

واستشهد بن بيه، بما ورد في خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ضمن فعاليات قمة السبع التي عُقدت الشهر الماضي «إنّ دولة الإمارات حريصة على إيجاد منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، سواء من خلال البرامج والتشريعات، أو المبادرات والشراكات مع الأصدقاء، بما يسهم ويساعد على توظيف هذه التقنيات في إيجاد الحلول الفاعلة لاستدامة الطاقة، وضمان أمنها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة».

جاء ذلك في كلمة ألقاها بن بيه في مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في خدمة السلام، المنعقد بمدينة هيروشيما في اليابان التي تختتم، اليوم الأربعاء.

افتتح المؤتمر الذي يشارك فيه عشرات من خبراء التقنية والقيادات الدينية من 13 دولة حول العالم، بكلمة لفوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، قال فيها إنه خلال قمة - مجموعة السبع- في هيروشيما، برز الذكاء الاصطناعي أيضاً كموضوع بالغ الأهمية، ويعد تطوير حوكمة تسمح للناس في جميع أنحاء العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي الآمن والجدير بالثقة، أمراً ضرورياً.

وأوضح بن بيه أن البشرية اليوم تعاني حروباً وأزمات في مختلف مناطق العالم، وتواجه تحديات كلية جسيمة على صعيد البيئة، والأوبئة، والمجاعات، وأن التطورات التقنية يجب أن تتجه لحل هذه المعضلات، والحد من الأزمات، أي أن تكون التقنية في خدمة الإنسان، ومن أجل الإنسانية جمعاء».

وأكد أن هذا المؤتمر يهدف لبحث سبل تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة السلام، وأن هذا المسعى مهم، وعاجل، فالبشرية تتطلع إلى كل ما من شأنه إنهاء الصراعات، وإيقاف الحروب، والتقليل من النزاعات.

وأشار إلى أن رمزية عقد هذا المؤتمر في مدينة هيروشيما واضحة، فقد كانت هذه المدينة شاهدة على إحدى أكبر مآسي استخدام التقنية المتطورة بشكل مدمر في التاريخ الحديث، وهو درس قاس، وخالد في النتيجة التي يمكن أن تترتب على الاستخدام الخاطئ للقدرات التقنية.

وأكد أن التفكير والعمل ينبغي الآن أن ينصبّا نحو تطوير منتجات ذكاء اصطناعي غايتها تحسين حياة الناس، وصون كرامتهم، وأن تكون قادرة على المساهمة في نشر قيم السلم، والتسامح، والمساعدة على إيقاف الحروب، وتخفيف النزاعاتن وتعزيز الثقة بين الناس.

وينظم مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في خدمة السلام بالتعاون بين الأكاديمية البابوية للحياة، وأديان من أجل السلم في اليابان ومنتدى أبوظبي للسلم.

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات عبدالله بن بيه منتدى أبوظبي للسلم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الذکاء الاصطناعی فی خدمة بن بیه

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟

كان العام 1850 حين تمكن إسحاق سنجر من تطوير آلة خياطة عُرفت لاحقا باسمه «سنجر»، آنذاك كان الثوب يستغرق 20 يوما على يد الخيّاط العادي وبعد الماكينة بات يستغرق يومين فقط، حينها أيضا كان أول من اعترض على هذا الاختراع هم الخيّاطون أنفسهم لأنهم ظنّوا أنّ الآلة ستحل محلهم ويندثروا، لكن ما حدث أن الإنتاج هو ما زاد وباتت الماكينات في حاجة إلى أيدٍ عاملة أكثر، خاصة وقت الحرب العالمية الأولى التي بيع خلالها مليون ماكينة سنجر، وهكذا بدلا من الاندثار زاد الطلب على الخياطين لدرجة أصبح لها معاهد وأكاديميات في بلاد أوروبا.

هذا النموذج يعد الأوضح لعلاقة الإنسان بالآلة في عصر الثورة الصناعية التي ظهرت أواخر القرن الثامن عشر وازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر، فبدلا من الخوف من اندثار المهن ومصدر الرزق كانت الآلات هي ما وفرت فرص عمل للملايين، صحيح أنّ مقابل ذلك هناك مهن اندثرت لكن أي مقارنة ستصب في صالح الآلة التي حسّنت من حياة الإنسان خلال قرون.

نفس التحدي تعيشه البشرية في السنوات الأخيرة، لكن تلك المرة مع الذكاء الاصطناعي الذي بات يحل محل الإنسان في العديد من المهن، وكالعادة تكررت المخاوف من فقدان الناس لمهنهم ومصدر رزقهم مقابل تلك الأجهزة، وكانت الإجابة أنّ ذلك لن يحدث كما علمنا التاريخ وأنّ الذكاء الاصطناعي قادر على خلق فرص عمل تعوض اندثار مهن أخرى، لكن تلك الإجابة لم تعد تصلح لأن الذكاء الاصطناعي ليس كالآلات والثورة الصناعية، هو ثورة من نوع آخر أشد وأشرس.

من يقول ذلك ليس مجرد خبير تكنولوجي أو عالم متمسك بتقاليد الحياة القديمة، بل هو البروفيسور جيفري هينتون، وقبل أن نوضح السبب الذي دفعه إلى قول ذلك منذ أيام، أوضح أولا أنّ «هينتون» هو عالم كمبيوتر بريطاني يبلغ من العمر 77 عاما ويُعرف بـ«عرّاب الذكاء الاصطناعي»، فبجانب حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء، فهو الرجل الذي اخترع في ثمانينيات القرن العشرين طريقة يمكنها العثور بشكل مستقل على خصائص في البيانات وتحديد عناصر محددة في الصور، وتلك الخطوات هي الأساس للذكاء الاصطناعي الحديث في العصر الحالي.

وإذا كنّا عرفنا هوية الشخص فالآن نعرف ما قاله، إذ أوضح أنّ الـ«AI» قد يقضي على الجنس البشرى خلال العقد المقبل، وقد توقع أن يحدث ذلك خلال ثلاثة عقود لكن تطورات الذكاء الاصطناعي وقفزاته أمر مدهش ومرعب في آن واحد، أما الفرق بينها وبين الثورة الصناعية أنّ في الثورة الصناعية كانت الآلات تتولى الأعمال الشاقة، بينما كان الإنسان هو من يملك زمام الأمور لأنه كان يفكر ويخطط وتتولى الآلات التنفيذ، وبالتالي ففضيلة الإنسان كانت التفكير.

أما الآن فنماذج الذكاء الاصطناعي تقترب من طريقة التفكير البشري، وبالتالي هي من ستتولى زمام الأمور إذا نجحت في الاستمرار، أي أنّ العلاقة ستصبح معكوسة، وبدلا من أن يصبح الروبوت في خدمة الإنسان، سيصبح الإنسان نفسه في خدمة الروبوت، وتلك مصيبة كما وصفها.

تحذيرات جيفرى هينتون لم تتوقف عند هذا الحد، بل أتبعها بأنّ الذكاء الاصطناعي سيتسبب في زيادات هائلة فى الإنتاجية، وهذا يفترض أن يكون مفيدا للمجتمع، لكن الحقيقة أن كل الفوائد ستذهب للأغنياء وبالتالى سيفقد كثير من الناس وظائفهم مقابل أن تغتني فئة قليلة، فالشركات الكبرى والأرباح لا ترحم، لذلك فالحل الوحيد فرض تنظيم حكومي أكثر صرامة على شركات الذكاء الاصطناعي لتضمن تنظيم عدالة ما، ولأن «هينتون» يشك في ذلك، فإنه لم يخجل من كشف أنّه يشعر أحيانا ببعض الندم لأنه قدم تلك التكنولوجيا في العالم، صحيح لو عاد به الزمن لفعل نفس الشيء، ولكن القلق من النتيجة لن يمنعه من الندم.

مقالات مشابهة

  • نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟
  • ندوة لـ«تريندز» تطرح رؤى وتصورات مستقبلية حول «تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة»
  • وزيرة التخطيط تُلقى الكلمة الافتتاحية بندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية" بمركز المعلومات
  • المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
  • معلومات الوزراء ينظم ندوة بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة"
  • مركز معلومات مجلس الوزراء ينظم ندوة بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة"
  • معلومات الوزراء ينظم ندوة تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة
  • البرلمان العربي: التجربة الإماراتية في مجال حقوق الإنسان رائدة