غارات اسرائيلية وحشية تلاحق المدنيين.. وعشرات الشهداء وآلاف النازحين
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات":
فر سكان مدينة غزة وسط نيران إسرائيلية وتوغل دبابات في قلب المدينة اليوم، وذلك في اليوم الثاني من هجوم مكثف على قطاع غزة قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إنه يقوض محادثات وقف إطلاق النار.وقالت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحماس وحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات على الخطوط الأمامية لمدينة غزة وقتلوا وأصابوا جنودا إسرائيليين.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الخسائر البشرية لكنه قال إن جنوده يخوضون قتالا وجها لوجه مع مسلحين وقضوا على أكثر من 150 مقاتلا خلال الاسبوع الماضي ودمروا مباني مفخخة وعبوات ناسفة.
وبدأ الهجوم في وقت يتواجد فيه مسؤولون أمريكيون كبار بالمنطقة للضغط من أجل وقف إطلاق النار بعد أن قدمت حماس تنازلات الأسبوع الماضي.
ونقلت حماس عن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قوله إن الهجوم من شأنه أن "يعيد عملية التفاوض إلى نقطة الصفر".
وقالت الحركة في بيان "في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير" فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية "أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها".
وحذّر هنية وفق البيان من أنّ "من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر"، مؤكداً أنّ "نتانياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار".
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أسرا على عربات تجرها الحمير وفي مؤخرة شاحنات محملة بأفرشة النوم وغيرها من المتعلقات وهي تفر عبر شوارع المدينة من المناطق التي صدرت لها أوامر إخلاء إسرائيلية.
وقالت أم تامر، وهي أم لسبعة أطفال، لرويترز عبر تطبيق للدردشة "اللي قاعد بيصير أن مدينة غزة بتنباد، إسرائيل بتهجرنا من بيوتنا تحت النار".
وقالت إن هذه هي المرة السابعة التي تفر فيها أسرتها من منزلها في مدينة غزة الواقعة بشمال القطاع، والتي كانت من الأهداف الأولى لإسرائيل في بداية الحرب في أكتوبر .
وأضافت "ما في عنا قدرة نتحمل أكتر، تعبنا. بيكفي موت وإهانة وقفوا الحرب فورا".
وواصلت الدبابات الإسرائيلية اليوم توغلها في بعض أحياء مدينة غزة، ومنها الشجاعية والصبرة وتل الهوا، حيث أفاد سكان اليوم بوقوع بعض من أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جميع عياداته الطبية في مدينة غزة خرجت من الخدمة بسبب أوامر الإخلاء التي دفعت الآلاف من الأشخاص ناحية الغرب في اتجاه البحر المتوسط ونحو الجنوب.
وفي النصيرات بوسط غزة، أسفرت غارة جوية إسرائيلية في وقت مبكر من صباح اليوم على منزل من عدة طوابق عن استشهاد 17 شخصا، بينهم 14 طفلا وامرأة، بحسب المكتب الإعلامي لحركة حماس.
وهرع الجيران لمساعدة المسعفين وعمال الطوارئ في انتشال الجثث والبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وفي أنحاء القطاع، استشهد أكثر من 40 فلسطينيا اليوم في غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة في الشمال والبريج ودير البلح والنصيرات في الوسط ورفح في الجنوب، حسبما قال مسعفون.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة في أحدث تعديل إن إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ تسعة أشهر وصل الآن إلى 38243.
وانتعشت الآمال بين سكان غزة في توقف القتال بعد أن تقبلت حماس الأسبوع الماضي جزءا أساسيا من المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار. وقالت وسائل إعلام تابعة للدولة في مصر إن وسطاء قطريين ومصريين، بدعم من الولايات المتحدة، سرّعوا جهودهم هذا الأسبوع وإن المحادثات ستُستأنف في الدوحة اليوم الأربعاء.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مسؤول كبير في حماس قوله إن وفدا مصريا سيتوجه إلى الدوحة "في مهمة لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق الهدنة في أقرب وقت".
وأضاف المصدر رفيع المستوى أن هناك اتفاقا على العديد من النقاط، موضحا أن المفاوضات ستعود للقاهرة يوم الخميس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير فى جنوب لبنان وسط جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار.. 3 غارات إسرائيلية قرب بلدية حارة حريك.. وهجوم جديد على الضاحية الجنوبية لبيروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، أمس السبت، مع شن ثلاث غارات إسرائيلية على مواقع متعددة، بينها غارة قرب بلدية حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى تدمير المباني وإلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة المحيطة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تعرضت الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، لهجوم جوي جديد بعد نداء من الجيش الإسرائيلي لإخلاء أحد أحيائها، بينما أظهرت صور بثتها وكالة فرانس برس سحابة دخان كثيفة تتصاعد فوق المنطقة، التي أصبحت شبه خالية من سكانها.
في جنوب لبنان، استهدفت الغارات الإسرائيلية ليلًا وفجر السبت قرى عدة، خاصةً في منطقة بنت جبيل، مما يزيد من حدة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان عبر تطبيق تليجرام أنه نفذ سلسلة ثالثة من الضربات ضد أهداف إرهابية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفًا المنطقة بأنها "معقل إرهابي رئيسي لحزب الله، حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن الحزب يخفي بنيته التحتية بين السكان المدنيين.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف مراكز قيادة لحزب الله، بالإضافة إلى مخزون من الصواريخ و١٥ منصة إطلاق في جنوب لبنان، زاعمًا أن بعضها كان جاهزًا لإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين الإسرائيليين. هذا التصعيد العسكري يأتي في ظل تصاعد الخطاب الإسرائيلي ضد حزب الله، حيث نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، منشورًا باللغة العربية يتحدث عن البنية التحتية لشبكات الحزب.
ووفقًا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل ٥٩ شخصًا يوم الخميس، ليرتفع إجمالي عدد القتلى في لبنان منذ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى ٣٤٤٥ شخصًا. في المقابل، أعلن حزب الله، ليلة السبت، مسئوليته عن هجومين صاروخيين استهدفا ثكنة راميم الإسرائيلية قرب الحدود في شمال إسرائيل، مما يعكس تصعيدًا متبادلًا بين الطرفين.
وسط هذا التصعيد، أفادت وكالة فرانس برس أن لبنان يدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، وبحسب مسئول لبناني كبير، قدمت السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، خطة من ثلاث عشرة نقطة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ويشمل المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة ستين يومًا، يتبعه نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، بالتزامن مع انسحاب مقاتلي حزب الله إلى الشمال وسحب الجنود الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية.
وأشار المسئول اللبناني إلى أن بري طلب مهلة ثلاثة أيام للرد على المقترح، فيما لم تقدم إسرائيل أي رد حتى الآن. وأضاف أن الاتفاق، في حال إتمامه، سيتم الإعلان عنه في بيان صحفي مشترك بين الولايات المتحدة وفرنسا.
المقترح الأمريكي يأتي نتيجة مباحثات مكثفة بين بري والمبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، الذي أكد التوصل إلى خارطة طريق تستند إلى القرار الأممي ١٧٠١. يُذكر أن هذا القرار كان أساسًا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام ٢٠٠٦، حيث نص على نشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على الحدود الجنوبية للبنان، ومنع وجود مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
ورغم الاشتباكات التي حدثت منذ ذلك الحين، ساهم القرار ١٧٠١ في الحفاظ على حالة من الهدوء غير المستقر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
التطورات الميدانية والدبلوماسية المتلاحقة تضع لبنان أمام مفترق طرق، حيث يتوقف مستقبل الصراع على مدى استجابة الأطراف المعنية للمقترحات الدولية. ومع استمرار التصعيد العسكري، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود الدولية في فرض التهدئة، أم سيستمر النزاع في جر لبنان إلى مزيد من الدمار؟