واشنطن- عاد أعضاء مجلس النواب والشيوخ الديمقراطيون إلى الكونغرس أمس الاثنين، وهم لا يزالون منقسمين بشدة حول لياقة الرئيس جو بايدن الصحية والعقلية ومستقبل ترشحه على بطاقة الحزب ضد غريمه الجمهوري دونالد ترامب.

وانشغل العديد من الديمقراطيين علنا وسرا في طرح أسئلة جادة حول صلاحية بايدن للمنصب بعد سلسلة من الظهور الإعلامي والفعاليات الانتخابية والاجتماعات الخاصة التي شارك فيها بايدن وأثارت مزيدا من الأسئلة عن تقدم عُمره وقدرته على القيادة، وذلك عقب أدائه الكارثي في المناظرة الانتخابية يوم 27 يونيو/حزيران الماضي.

وبدلا من تركيز النقاش الانتخابي الأميركي على إدانة ترامب الجنائية في الأشهر الأربعة المتبقية من عمر السباق كما خطط الديمقراطيون، يركز النقاش على صحة بايدن وتدهور قدراته الذهنية والعقلية.

ومنذ ظهوره الكارثي في المناظرة، ركز بايدن وكبار مساعديه على توجيه اللوم على وسائل الإعلام بسبب ما يعدّونه "إزدواجية في المعايير في تغطيته مقارنة بتغطيتهم لترامب".

ويدافع بايدن عن نفسه من خلال التذرع بماضيه، لكن هذه الحجة لم تعد تلقى صدى لأن الجدل حول ترشحه أصبح مفاده أنه غير قادر حتى على القيادة كما كان بإمكانه قبل عام.

خطاب حاسم

واستغل بايدن عودة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ إلى العمل للمرة الأولى منذ المناظرة؛ ليبعث -أمس الاثنين- بخطاب إلى الأعضاء من الديمقراطيين هاجم فيه أولئك الذين يقترحون عليه التنحّي، وهاجم كذلك الصحافة والمعلقين والنقاد وكبار المانحين والمتبرعين، ومن عدّهم "مجموعة محددة من الأفراد".

وقال بايدن في رسالته إنه سيواصل محاولة إعادة انتخابه على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن لياقته العقلية وجدوى حملته، مضيفا "أريدكم أن تعرفوا أنه على الرغم من كل التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، فأنا ملتزم بشدة بالبقاء في هذا السباق، وإدارة هذا السباق حتى النهاية، وهزيمة دونالد ترامب".

وصاغ فريق بايدن رسالته بدقة ونبرة حاسمة، إذ قال "لدينا وظيفة واحدة، هي التغلب على دونالد ترامب. لدينا 42 يوما لمؤتمر الحزب الديمقراطي و119 يوما على الانتخابات العامة، أي ضعف في العزم أو عدم الوضوح بشأن المهمة المقبلة يساعد ترامب فقط ويؤذينا".

ودعا 6 من الديمقراطيين في مجلس النواب بالفعل علنا بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، وبات النائب عن ولاية واشنطن آدم سميث آخر المنضمين إلى الدعوة بعد ظهر أمس، في حديث لشبكة"سي إن إن" (CNN).

وقال سميث "أعتقد أنه أصبح من الواضح أنه ليس أفضل شخص يحمل رسالة الديمقراطيين"، وأضاف "لدينا رسالة جيدة، إلا أن الرئيس أظهر أنه غير قادر على إيصال هذه الرسالة بطريقة فعالة".

منفصل عن الواقع

وفي حديث لشبكة "سي إن إن"، قال ديفيد أكسلرود، المعلق الشهير والمستشار السابق للرئيس باراك أوباما، إنه يعتقد أن بايدن منفصل عن الواقع.

وأضاف أكسلرود أنه عند "مشاهدة مقابلة بايدن مع شبكة إيه بي سي، بدا لي الرئيس كمن لا يعي ما يحدث حوله. إنه ينكر تدهور مكانته في كل استطلاعات الرأي، ويبدو أنه لا يستوعب مصدر القلق الكبير الذي يشعر به الناس".

وفسر أكسلورد سلوك بايدن بالقول "اسمحوا لي أن أقول عن الرئيس إنه طوال حياته تغلب على خسارات هائلة وصدمات كبرى (…) إلا أن الرئيس لم يستوعب الأمر بعد أنه لن يفوز بهذا السباق. من المرجح إذا نظرت فقط إلى البيانات وتحدثت إلى الناخبين والساسة في جميع أنحاء البلاد أن يخسر بأغلبية ساحقة".

وحذر أكسلرود ليس فقط من خسارة بايدن، بل "يمكن أن تمتد الخسارة إلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ معه. هذا لن يكون إرثا يريده بايدن لنفسه، فهو لديه سجل عظيم وتاريخ طويل".

محاولات فاشلة

وأشار المعلق الديمقراطي إلى أن حملات الإقناع تتطلب أن تكون قادرا أيضا على استيعاب الأخبار السيئة والانسحاب عند الضرورة.

وفي ليلة الجمعة، جلس بايدن مع جورج ستيفانوبولوس -مذيع شبكة "إيه بي سي" (ABC)- في محاولة لإقناع الأميركيين بقوة الرئيس وأهليته لخوض السباق. ولكن بايدن طرح العديد من النقاط التي أساء عرضها في المناظرة نفسها مرة أخرى، كما لو أن شيئا لم يحدث قبل ذلك بـ8 أيام.

وقاوم البيت الأبيض أسئلة حول اللياقة العقلية لجو بايدن. ففي مؤتمر صحفي متوتر، رفضت المتحدثة كارين جان بيير، أمس الاثنين، تلميحات بأنه ربما يعاني من مرض لم يكشف عنه. في الوقت ذاته، من غير المرجح أن يتلاشى التدقيق هذا الأسبوع إذ يستضيف بايدن قمة في واشنطن لزعماء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وطبقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، زار طبيب متخصص في مرض باركنسون -من مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني قرب واشنطن العاصمة- البيت الأبيض 8 مرات منذ العام الماضي. ولم تعلق المتحدثة جان بيير على هذه المسألة، مشيرة إلى الحاجة إلى حماية خصوصية الطبيب وأمنه الشخصي.

جدير بالذكر أنه خلال مقابلاته التلفزيونية منذ المناظرة، يكرر بايدن أن "الرب القدير" وحده هو الذي يمكنه إقناعه بإنهاء محاولته للفوز بالبيت الأبيض مرة أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

متفوقاً على بايدن.. خطاب ترامب يجذب 36.6 مليون مشاهد

استقطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نحو 36.6 مليون مشاهدة، خلال خطابه أمام الكونغرس، أمس الأربعاء، وفقاً لما أفادت به شركة نيلسن المتخصصة في قياس نسب المشاهدات.

وتجاوزت هذه النسبة عدد مشاهدي خطاب حالة الاتحاد الأخير، للرئيس السابق جو بايدن العام الماضي، والذي بلغ 32.2 مليون مشاهد، لكنه أقل من خطابات ترامب السنوية أمام الكونغرس خلال ولايته الأولى، بحسب نيلسن.

Final @nielsen estimate for President Trump's address to a joint session of Congress last night --

36.63M viewers across 15 nets

Tops Biden's address in 2021 (26.94M), well short of Trump's address in 2017 (47.74M) pic.twitter.com/rNCznlUcGE

— Medium Buying (@MediumBuying) March 6, 2025

وحظي خطاب ترامب الأول أمام الكونغرس عام 2017 بـ 47.7 مليون مشاهدة، لكن نسب المشاهدة التلفزيونية بشكل عام تراجعت منذ ذلك الحين. وشمل قياس نيلسن المشاهدات عبر 15 قناة تلفزيونية مختلفة، بما في ذلك القنوات التي تم بثها عبر منصات البث الرقمي.

وسيطرت قناة "فوكس نيوز"، التي تحظى بشعبية كبيرة بين أنصار ترامب، على المشاهدة حيث بلغ عدد مشاهديها 10.7 مليون شخص، بينما سجلت قناة "إيه بي سي" نحو 6.3 مليون، و"سي بي إس" 4 ملايين، و"إن بي سي" 3.9 مليون، بينما حصدت قناة "فوكس" للبث المجاني 2.7 مليون، وحصلت كل من "سي إن إن" و"إم إس إن بي سي" على 1.9 مليون مشاهد لكل منهما.

وأفادت نيلسن بأن 71% من مشاهدي خطاب ترامب التلفزيوني، كانوا من الفئة العمرية 55 عاماً فما فوق.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات للدراجات» يعتلي منصة التتويج في إيطاليا وكرواتيا
  • متفوقاً على بايدن.. خطاب ترامب يجذب 36.6 مليون مشاهد
  • صحيفة بريطانية: ستارمر وماكرون مستعدان للذهاب مع زيلينسكي إلى الرئيس الأمريكي
  • فضيحة المال والسلطة.. كيف يحوّل ترامب الرئاسة إلى إمبراطورية شخصية؟
  • كاريكاتير| في عهد ترامب او بايدن MQ9 تسقط كالعادة في اليمن
  • ترامب يشيد بإيلون ماسك في الكونغرس وسط استهجان الديمقراطيين
  • ترامب: جو بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • 5 أسابيع حاسمة أمام الجمهوريين للحفاظ على أغلبيتهم في الكونغرس