قالت دار الإفتاء المصرية، إن الجمع بين نِيَّةِ صومِ التمتع وصوم عاشوراء في يومٍ واحدٍ جائز شرعًا في حالة ما إذا تم تأخير صوم التمتع حتى دخولِ شهر المحرم، ويحصُلُ بذلكَ الأَجرَان، وإن كان الأكثرُ ثوابًا أن يتم صيام كل يومٍ على حِدَةٍ.

حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه.. الإفتاء توضح حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.

. الإفتاء توضح المقصود بالتمتع وبيان فضل صوم يوم عاشوراء

التَّمَتُّعُ: هو الإحرامُ بالعمرةِ من الميقاتِ في أشهُرِ الحجِّ، ثمَّ بعد الفراغِ مِن أدائِها يتحَلَّلُ الحاجُّ مِن إحرَامِهِ، ثم يُهِلُّ مُحرِمًا بالحجِّ في نفس العامِ دونَ الرجوعِ إلى الميقاتِ، ويجبُ عليه بذلك ذبح هديٍ، فمن لم يستطِع فعليهِ صيامُ عشرة أيامٍ، ثلاثةٍ منهم في الحجِّ، وسَبعَةٍ إذا رجعَ إلى بلده، وهو ما أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 196]، فصومُ التَّمَتُّعِ واجبٌ على الحاج حال كونه عاجزًا عن ذبحِ الهدي.

أمَّا صومُ يومِ عاشوراء فهو سُنَّة، حثَّنا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على صيامِهِ، وبيَّنَ فضلَه بأَنَّهُ يُكفِّر ذنوبَ سنةٍ مَضَت؛ فعن أبي قَتَادَة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

حكم الجمع بين نية صوم التَّمتُّع وصوم عاشوراء

الحكم في مدى مشروعيةِ الجمع بين نِيَّةِ صومِ التَّمَتُّعِ ونِيَّةِ صومِ عاشُوراء في يومٍ واحِدٍ لمن أخَّر صومَ التَّمَتُّعِ حتى دخولِ شهرِ المُحَرَّم، مبنيٌّ على ما قرره الفقهاء في مسألة التشريكِ في النيةِ بين الواجبِ والنَّفْل، حيث اختلفوا في أن ينوي المكلف مع العبادة المفروضة عبادةً أخرى مندوبة، والمختارُ للفتوى: أَنَّ الجمعَ بين نِيَّة صومِ التَّمَتُّعِ وصوم عاشوراء جائزٌ شرعًا، ويحصُلُ للصائِمِ بذلك ثوابُ الأَجرَين، وهو مذهب المالكيةِ، والشافعية في المعتمد عندهم.

قال العَلَّامة الدردير المالكي في "الشرح الصغير): [(ولو نوى الجنَابَة ونفلًا أو نِيَابَةً عن النفل، حَصَلا): يعني أنَّ مَن كان عليه جنَاَبةٌ فاغتَسَل بنيَّةِ رَفعِ الَجَنابةِ وغُسلِ الُجمعَةِ أو غُسل العيد، حَصَلَا معًا].

وهو ما استنبطه في خصوص مسألتنا العَلَّامة الصاوي المالكي في "حاشيته": [قولُهُ: "حَصَلَا معًا" أي: حصلَ المقصودُ من الواجبِ والنفل، ويؤخذ من هذه المسأَلةِ صِحَّةُ صومِ عاشُوراء للفضيلةِ والقضاء، ومال إليه ابن عرفة].

وقال الإمام السيوطي في "الأشباه والنظائر": [القِسم الثاني: أَن ينوِيَ مع العبادةِ المفروضَةِ عبادةً أخرى مندوبة، وفيه صُوَر: منها ما لا يقتضِي البُطلان ويحصُلانِ معًا... لو صام في يومِ عرفةَ مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البَارِزِيُّ بالصحة والحصولِ عنهما].

وفي خصوص مسألتنا نصَّ الإمام شمس الدِّين الرَّمْلي الشافعي في "نهاية المحتاج": [ولو صام في شَوَّال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يومِ عاشُوراء حصَلَ له ثوابُ تطوعها، كما أفتى به الوالدُ رحمه الله تعالى تبعًا لِلبَارِزِيِّ، وَالأُصْفُونِيِّ، وَالنَّاشِرِيِّ، والفقيه علي بن صالحٍ الحَضْرَمِيِّ، وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل الـمُرتَّب على المطلوب].

والمفهوم من كلام شمس الدين الرَّمْلي أنَّ الأَكْمَل ثوابًا هو عدم الجمع بين الصيامين، وذلك بأَنْ يُصام أيامُ القضاء -أو التَّمتُّع في خصوص مسألتنا- في غير يوم عاشوراء؛ وذلك لأنَّ بالجَمْع يَحصُل أصل ثواب الصيامين، -أي: التَّمتُّع ويوم عاشوراء-، لكن بعدم الجمع بينهما يَحصُل الثواب الكامل لكلٍّ منهما.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء التمتع عاشوراء صوم عاشوراء شهر المحرم الجمع بین ن ثواب ا

إقرأ أيضاً:

الكذب على النفس

بعضنا أو كلنا -إلاالقليل-، يكذب على نفسه فيخدعها ويسير ضارباً بالحقيقة عرض الحائط لأنها مؤلمة وليس مستعدا لمواجهتها على الرغم من تأنيب الضمير له. ولو كان منصفاً لنفسه، لوقف معها وقفة صدق خالية من تصفيق الهازلين به.

وكما يقول عباس محمود العقاد -يرحمه الله- ليس أقسى على الإنسان من مواجهة الحقيقة. والصدق والحقيقة صنوان، قال تعالى:(أحقّ هو) وقال كذلك:(ومن جاء بالصدق وصدق به)، وليس أروع من كلام الله عزَّوجلَّ، فهو الصدق لا الكذب. وهو الرجوع إلى النفس ومناقشتها ولايمكن خداعها، فهي تعاقب من يخدعها بالغواية أو الكذب على النفس بباعث ضعف في سجية النفس الأمّارة بالسوء. وخاطب القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا االله واستغفر لهم الرسول لوجدوا االله تواباً رحيماً• فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً) النساء/٦٣-٦٤. فليقف كل منا وقفة صدق، ويقرأ القرآن فهو شرف الأمة وغيره إن لم يكن يسير معه، فهو باطل لانفع فيه.
وما توفيقي إلا بالله.

مقالات مشابهة

  • دعاء شهر رجب مستجاب .. ردّده في هذه الأوقات
  • الكذب على النفس
  • وحدَها اليمنُ من تجلِــدُهم!
  • ما قلّ ودل
  • انصار الله: لن نتسامح في قطرة دم
  • دعاء يوم السبت للرزق
  • محمد صلاح يصدم الجمع بشأن مستقبله مع ليفربول
  • موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم
  • عبارات عن أول جمعة من شهر رجب 1446 - 2025
  • الأسد المرقسى