كلام من فوق أم تنقية للحقل الديني؟.. جدل في المغرب بشأن خطبة الجمعة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تفاعلت وسائل إعلام في المغرب مع قرار جديد للمجلس العلمي الأعلى، صدر الاثنين، بشأن مسألة "خطبة الجمعة الموحدة" الذي صدر في نهاية شهر يونيو الماضي، وأثار جدلا واسعا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكان المجلس أعلن في 28 يونيو البدء بتطبيق خطة تبليغ دينية جديدة تسمى "خطة تسديد التبليغ".وتم تطبيق القرار مع خطبتي جمعة 28 يونيو، وخطبة 5 يوليو 2024.
وجاء في بيان للمجلس نشر على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "خطة التبليغ مشروع تسعى من خلاله مؤسسة العلماء إلى النهوض بأمانات العلماء في واجب تبليغ الدين من أجل تحقيق مقومات الحياة الطيبة في المعيش اليومي للناس، بحيث يكون لإيمانهم وعباداتهم ثمرات تنعكس على نفوسهم بالتزكية وصلاح الباطن، وعلى سلوكهم بالاستقامة وصلاح الظاهر".
والاثنين، صدر قرار جديد اعتبره البعض تراجعا عن القرار السابق، إذ أعلن المجلس منح الخطباء حق اختيار خطب جمعة، سيقترحها المجلس كل يوم أربعاء.
وجاء في نص القرار المنشور على الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف: "يعلن المجلس العلمي الأعلى أنه سيقترح على السادة الخطباء، خطبة الجمعة الموالية كل يوم أربعاء على الساعة الثانية بعد الزوال لمن أراد اعتمادها، وذلك على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعلى صفحاتها الاجتماعية وكذا على صفحات المجالس العلمية الجهوية والمحلية.
وفي تصريح لموقع الحرة، قال المحلل المغربي، أشرف طريبق، نقلا عن خطيب جمعة وعضو في المجلس العلمي في الرباط، رفض الكشف عن هويته، إن خطة "تسديد التبليغ" التي تتبع المجلس العلمي جاءت في إطار الرغبة في توحيد الموضوعات وليس الخطب في بعض الإقليم، وليس بجميع أراضي المملكة.
وقال إنه كان مخططا العمل بهذه المبادرة لثلاثة أشهر، على أن يتم تعميمها بحال نجاحها.
وأكد طريبق أن القرار يخص المجلس العلمي الذي لا يتبع وزارة الأوقاف، ولكن يتبع ملك البلاد، محمد السادس.
ونفى أن يكون المجلس تراجع عن القرار وقال إنه أراد فقط القول: "سأسلمكم الخطبة يوم الأربعاء، للتصرف فيها مع احترام الموضوع".
وأثار القرار الأصلي جدلا كبيرا في المغرب، وجاء في أحد التعليقات المنشورة على صفحة وزارة الأوقاف: "هؤلاء الخطباء يرددون ما كتب لهم في الورق المطبوع".
وتداولت صحف مغربية نبأ توقيف خطيب جمعة في مدينة طنجة، شمالي البلاد، بسبب رفضه "للخطبة الموحدة"، وظهر هو في فيديو ممسكا بوثيقة تشير إلى فصله من عمله بسبب "الزج بالخطبة في حساسيات ضيقة".
وكتب محمد حمداوي، القيادي في جماعة "العدل والإحسان"، رئيس مكتب علاقاتها الخارجية، أن "خطة "تسديد التبليغ" تستهدف، كما قيل، ترشيد تبليغ أمور الدين في البلد. وقد تزامن ذلك مع توحيد خطبة الجمعة على الصعيد الوطني، وتوقيف أحد الخطباء لأنه لم يلتزم حرفيا بما برمجته الوزارة في خطبتها".
واتهم حمداوي في حسابه على فيسبوك السلطات بالرغبة في "تحنيط وتعليب" التبليغ، وجعل الخطباء والوعاظ والعلماء مجرد مذيعي قنوات موظفين لديها ينطقون بما يقدمه المخرج في دهاليز الوزارة، ويخالف صريح الدين والشرع والسنة في الحرية التي أناطها الإسلام بالدعاة من خطباء وعلماء ووعاظ ومؤطرين في اختيار ما يرونه مناسبا لما هو مطروح أمامهم من قضايا مجتمعية تستلزم التوجيه والإرشاد".
وبعد الجدل الذي صاحب القرار، كتبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية توضيحا على صفحتها بفيسبوك أكدت فيه أن "تعميم الخطب أمر مؤقت وليس دائما".
وأضافت: "سيستمر الخطباء بعد ذلك في إعداد خطبهم مجتهدين في بناء هذه المضامين اعتمادا على كفاءتهم وهم محل ثقة، مبلغين ومرشدين وناصحين للناس بما ينفعهم ويصلح أحوالهم في دنياهم وأخراهم إن شاء الله".
وعن السبب وراء مشروع "تسديد التلبيغ"، قال طريبق لموقع الحرة إن من الضروري "إلزامية الإطار" بعد "خروج بعض الخطباء عن المنهج العام ولجوئهم إلى بعض الخطب التي تثير المشكلات، وإثارة تصريحات سياسية بدلا من تناول موضوعات دينية".
ويشير إلى أنه تم "إيقاف بعض الخطباء لأن لديهم تقارير أمنية، ولعدم حيادتهم، رغم أن الخطباء يجب أن يكونوا مستقلين عن الأمور السياسية التي يجب أن يكون مكانها الندوات وليس المساجد".
وقال موقع العمق المغربي إن "بعض خطب الجمعة الموحدة تثير جدلا بالنظر إلى مضمونها أو إلى تسريبها بشكل مسبق على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أقدمت وزارة الأوقاف على عزل خطباء رفضوا اعتماد تلك الخطبة الموحدة".
ومن جانبه، ذكر الكاتب حكيم بلعربي في "هوية برس" أن "توحيد خطب الجمعة يجعلها تمر في جو بارد يغيب عنه تفاعل الخطباء ويفتقد لتأثر وتجاوب المستمعين من عموم المصلين، لأن الخطيب لا يمكنه التفاعل مع خطبة أرسلت إليه من فوق، لم يكتبها ولا تناسب تعبيره وأسلوبه، ولا مستواه".
وأضاف أن" خطباء الجمعة ليسوا ضد تخصيص خطبة لموضوع معين كالمواضيع الوطنية، والمواضيع الخادمة للبرامج الوطنية ومنها خطة تسديد التبليغ، ولكنهم ضد تقييد الخطيب بنص محدد".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اختلفت الآراء بين من اعتبر القرار وصاية على الدين، وآخرين رأوا فيه ضرورة لتوحيد الخطاب الديني.
وكتب أحد المعلقين: "نريد خطبة موحدة قطعا لكلام العوام... خطبة موحدة حسب الزمان والمكان، والمناسبات الدينية والوطنية".
ودعا آخر إلى "تنقية وتصفية الحقل الديني الرسمي... المنبر منبر دين وتدين وليس سياسة... رجل الدين يجب أن يبلغ الدين المغربي المعتدل السمح".
واعتبر آخر أن "الإجبار يولد الانفجار... الحرية المطلقة جعلها الدين مبدأ أساسيا في كل شيء... الخطيب لا يعارض خطبكم أبدا وإنما يريد أن يخطب بأسلوبه الخاص ويريد التفاعل والتجاوب مع الناس لتصل الفكرة السليمة للمستمع ويطعمه من حلاوة خطبته الخاصة".
وجاء في تعليق: "مند سنوات وخطبة الجمعة تملى على الخطباء بينما عين العقل أن يقوم الخطيب بدوره في تهيئة خطبة الجمعة حسب الواقع المعاش للشعب المغربي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی المجلس العلمی وزارة الأوقاف خطبة الجمعة وجاء فی
إقرأ أيضاً:
المزروعي: حلول جذرية للازدحام المروري بين دبي والشارقة
أبوظبي: سلام أبوشهاب
أقر المجلس الوطني الاتحادي، خلال جلسته التي عقدت الثلاثاء، برئاسة صقر غباش، رئيس المجلس، وحضور عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، مشروع قانون اتحادي بشأن المنصة الوطنية للزكاة.
وقرر المجلس تأجيل مناقشة موضوع سياسة الحكومة بشأن إدارة واستدامة الوقف وأموال الزكاة وتعزيز دورها المجتمعي الذي كان مقرراً مناقشته في الجلسة إلى جلسة ما بعد عيد الفطر.
مشروع قانون:
نص مشروع قانون المنصة الوطنية للزكاة، على أنه يُعاقب بالحبس وبالغرامة التي لا تزيد على (1,000,000) درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تلقى أو جمع أو وزع الزكاة داخل الدولة بالمخالفة لأحكام هذا القانون والقرارات الصادرة تنفيذاً له، مع الحُكم عليه يرد الأموال التي جمعها.
وتُعاقب بالغرامة التي لا تقل عن (100,000) درهم ولا تزيد على (1,000,000) درهم كل جهة مصرح لها قامت بصرف الزكاة لغير الفئات المستحقة.
ويُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبالغرامة التي لا تزيد على (200,000) درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حَصَلَ على أموال الزكاة نتيجة تقديمه بيانات أو إقرارات أو مستندات غير صحيحة أو مزورة مع علمه بذلك.
الازدحام المروري:
أكد المهندس سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، في رد كتابي على سؤال برلماني حول الازدحام المروري بين إمارتي دبي والشارقة، أن الوزارة أخذت في الاعتبار أهمية الموضوع من حيث تأثيره الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، ولضمان العمل المتكامل ووضع حلول جذرية مستدامة، قامت بطلب إدراج الموضوع ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات لحشد الجهود وتعزيز التنسيق مع المحليات.
وأضاف أنه تم تكليف الوزارة برئاسة فريق من المحليات ووزارة الداخلية لدراسة الموضوع وبموجب التكليف قامت بعقد اجتماعات تنسيقية وإجراء الدراسات لتقديم حلول لمجلس الوزراء بالتنسيق والتكامل مع الجهات المحلية تتضمن: تحديث السياسات والتشريعات الحالية المتعلقة باقتناء المركبات وترخيصها، للحد من نسبة نمو المركبات غير الطبيعية والتي تجاوزت (8%) مقارنة بالنسبة العالمية (2%) سنوياً.
وقال رداً على السؤال المقدم من الدكتور عدنان حمد، عضو المجلس، إن الإجراءات تتضمن أيضا تعزيز محاور الطرق الحالية الرابطة بين الإمارات من خلال مشاريع وطنية على المستويين المحلي والاتحادي، ودراسة استحداث محاور طرق جديدة رابطة بين إمارات الدولة وفق أعلى المواصفات والطاقات الاستيعابية، ودراسة تعزيز مشاريع النقل الجماعي وتكاملها واستحداث أنماط نقل عام والتقليل من استخدام المركبات الخاصة.
وأوضح أنه تم البدء بأعمال مشاريع تطويرية على المحاور الرئيسية الاتحادية خلال عام 2024 وجاري استكمالها.
منحة السكن:
أكد المهندس سهيل بن محمد المزروعي، أنه تم تحديد ضوابط وشروط الحصول على المساعدات السكنية لمختلف الفئات الاجتماعية والتي تضمنت ست فئات رئيسية لاستحقاق المرأة المواطنة غير المتزوجة حسب الحالة الاجتماعية وهي: الأرملة الحاضنة، المطلقة الحاضنة، اليتيمة مجهولة النسب، فاقدة الوالدين، وفئة كبار المواطنين من النساء، وفي غير تلك الحالات يكون طلب المرأة للمساعدة السكنية ضمن طلب أحد الوالدين حرصاً من الحكومة على ضمان تماسك الأسر وتلاحمها، وذلك كله وفقاً لما حدده قرار مجلس الوزراء رقم (61) لسنة 2021م بشأن شروط وضوابط تقديم المساعدات السكنية.
وقال الوزير في رد كتابي على سؤال برلماني مقدم من سعيد العابدي عضو المجلس، حول دعم المواطنات غير المتزوجات للحصول على مسكن، أن برنامج الشيخ زايد للإسكان يهدف لتعزيز الاستقرار الأسري وتحقيق المستوى اللائق المعيشة المواطنين.
تأجيل موضوعين:
اطلع المجلس على طلب مقدم من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية، بشأن تأجيل مناقشة موضوع سياسة الحكومة في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، كما اطلع على طلب مقدم من لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية بشأن تأجيل مناقشة موضوع سياسة الحكومة في شأن تعزيز مشاركة المواطنين في القطاع التعليمي.