الاتحاد (دبي) 

من رحم المعاناة كثيراً ما يأتي بصيص أمل ونور يضيء الطريق لآخرين، قصص وحكايات تُخبرنا بها الحياة كل يوم، لنتعلم ونأخذ منها المثل والعبرة وتصبح «أيقونة» لمجتمع بأكمله، وعندما يتعلق الأمر بالأم وتضحياتها لدعم ومساعدة أبنائها، فمن المؤكد أن هناك الكثير ليتم ذكره.. القصة في عنوانها العام شاب مريض باعتلال الشبكية ذلك المرض الذي يجهله الكثيرون، والذي حلم يوماً أن يؤسس مؤسسة لتوعية المجتمع به، لكن القدر لم يمهله ذلك، حينما توفي وهو في ريعان شبابه، لتقرر والدته التي كان دوماً له السند، أن تحقق حلمه لاستكمال رسالته الإنسانية، وخدمة من هم في مثل وضعه.



رحلة كفاح
البداية، كانت عندما رزقت الأم خديجة القبيسي وهي في مقتبل حياتها بأول بناتها، التي ما لبثت أن اكتشفت أنها تعاني من ضعف السمع، وبعد عام واحد رزقها الله بابنتها الثانية، التي عانت هي الأخرى من المرض ذاته، ثم جاء الابن الثالث «حميد القبيسي» الذي اكتشفت أنه يعاني من ضعف البصر الناتج من اعتلال الشبكية الصباغي الوراثي، ثم جاء الابن الرابع «خالد» الذي حمل نفس المرض هو الآخر.
وتقول «أم حميد» إنها أدركت أن حياتها وكفاحها سيكون من أجل أبنائها، لدعمهم وجعلهم أشخاصاً فاعلين ومؤثرين اجتماعياً، خاصة أنها المتعلمة التي تحمل من المعرفة، ما يجعلها قادرة على السير في رحلتها بقوة وإصرار لن ينتهي، إلا وأبناؤها في مكانتهم التي يستحقونها.وتبين خديجة أنها وخلال المرحلة الأولى من اكتشاف مرض حميد، أدركت انها أمام عالم لا تعرف عنه شيئاً، حيث كان بصر ابنها يتراجع مع مرور الوقت، فبدأ بالعشى الليلي ثم بالضعف في الرؤية، وحينها قررت أن تتفرغ له وتتوقف عن دراستها لتهتم به، لافتة إلى أنه خلال هذه الفترة لم يكن المجتمع، على القدر ذاته من الوعي بأصحاب الهمم وقدراتهم خاصة من هذه الفئة، وأن قدرات ضعاف البصر تختلف عن مَن فقدوا بصرهم تماماً، وحتى في المراحل المتأخرة من اعتلال الشبكية، لا يصل المصاب به لمرحلة العتمة وعدم الإبصار مثل الكفيف، حيث يرى دائرة النور المحيطة بالأجسام والأشياء.

أخبار ذات صلة «الإمارات للدراجات» يحكم قبضته للمرة السابعة في «طواف فرنسا» برئاسة محمد بن راشد.. مجلس الوزراء يستعرض إنجازات مجلسي الإمارات «للبحث والتطوير» و«الأمن الغذائي» لعام 2023


الحلم تحقق
وتوضح أن «حميد» «رحمه الله» عُرف عنه تميزه العلمي وذكائه الكبير، وأنه اجتهد كثيراً حتى عمل في إحدى الجهات الحكومية بالقطاع الصحي، حيث كان محبوباً من زملائه، مثابراً ومتحدياً، وكان دائماً ما يبحث ويراسل المؤسسات المعنية بهذا المرض حول العالم، وينظم للمجموعات التي تتابع هذا المرض، وما يستجد من معلومات في رحلة البحث عن العلاج.وتتابع أن «حميد» بعد أن طالب بضرورة تأسيس «جمعية اعتلال الشبكية في الإمارات»، لنشر الوعي بهذا المرض، بدأت في التخطيط لذلك، خاصة أنه يملك المعلومات الكافية لكي يقود مسؤولية المؤسسة، فكان يعمل على ذلك بشكل متواصل، غير أنه وفي يوم 6 يناير 2018 توفاه الله إثر أزمة قلبية، مبينةً أنه ومع لوعة ومرارة الفقد، لم تكن تملك غير الإصرار على استكمال حلمه، و«تأسيس مؤسسة حميد الخيرية لاعتلال الشبكية».

دعم الدولة
وتقول خديجة إنها عملت كثيراً لتظهر المؤسسة إلى النور، وعندما بدأت التواصل مع المعنيين، وجدت كل الدعم من وزارة تنمية المجتمع ومختلف الجهات في الدولة، لاستكمال حلم ابنها «حميد»، الذي أصبح حقيقة بالإعلان عن المؤسسة وبدء عملها، حتى أنه ينتسب إليها حالياً أكثر من 200 شخص، وأنها مع توليها منصب رئيس مجلس أمناء المؤسسة والمدير التنفيذي، تواصل استكمال الحلم لإضاءة الطريق لمن يعاني من مرض اعتلال الشبكية وتوعية المجتمع به.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اعتلال الشبکیة

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية: مضي الاحتلال بإنشاء محور موراغ مخالف للقانون الدولي

الرئاسة الفلسطينية: مضي الاحتلال بإنشاء محور موراغ مخالف للقانون الدولي

مقالات مشابهة

  • مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني مع فرق خيرية
  • «سليمان» يناقش الرئيس التنفيذي لإيني سبل تطوير وتوسيع الشراكة مع مؤسسة النفط
  • مؤسسة النفط تعزز تعاونها مع شركة «إيني» الإيطالية
  • فاطمة الشامسي تبحث تطوير علاج للسكري
  • رئيس الدولة يستقبل رئيس مؤسسة خيرية
  • الرئاسة الفلسطينية: مضي الاحتلال بإنشاء محور موراغ مخالف للقانون الدولي
  • واقعة اغتصاب مريضة قاصر تهز مؤسسة صحية مرموقة بالعاصمة الرباط
  • مؤسسة نظر ترى النور لتعزيز البحث العلمي وتجديد الفكر في المغرب
  • رئيس مؤسسة النفط يعقد سلسلة لقاءات مع شركات عالمية في لندن
  • مؤسسة النفط تطلق المرحلة الثالثة لـ«جولة العطاء العام» في لندن