«أم حميد».. تحقق حلم ابنها بإنشاء «مؤسسة خيرية لعلاج اعتلال الشبكية»
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
الاتحاد (دبي)
من رحم المعاناة كثيراً ما يأتي بصيص أمل ونور يضيء الطريق لآخرين، قصص وحكايات تُخبرنا بها الحياة كل يوم، لنتعلم ونأخذ منها المثل والعبرة وتصبح «أيقونة» لمجتمع بأكمله، وعندما يتعلق الأمر بالأم وتضحياتها لدعم ومساعدة أبنائها، فمن المؤكد أن هناك الكثير ليتم ذكره.. القصة في عنوانها العام شاب مريض باعتلال الشبكية ذلك المرض الذي يجهله الكثيرون، والذي حلم يوماً أن يؤسس مؤسسة لتوعية المجتمع به، لكن القدر لم يمهله ذلك، حينما توفي وهو في ريعان شبابه، لتقرر والدته التي كان دوماً له السند، أن تحقق حلمه لاستكمال رسالته الإنسانية، وخدمة من هم في مثل وضعه.
رحلة كفاح
البداية، كانت عندما رزقت الأم خديجة القبيسي وهي في مقتبل حياتها بأول بناتها، التي ما لبثت أن اكتشفت أنها تعاني من ضعف السمع، وبعد عام واحد رزقها الله بابنتها الثانية، التي عانت هي الأخرى من المرض ذاته، ثم جاء الابن الثالث «حميد القبيسي» الذي اكتشفت أنه يعاني من ضعف البصر الناتج من اعتلال الشبكية الصباغي الوراثي، ثم جاء الابن الرابع «خالد» الذي حمل نفس المرض هو الآخر.
وتقول «أم حميد» إنها أدركت أن حياتها وكفاحها سيكون من أجل أبنائها، لدعمهم وجعلهم أشخاصاً فاعلين ومؤثرين اجتماعياً، خاصة أنها المتعلمة التي تحمل من المعرفة، ما يجعلها قادرة على السير في رحلتها بقوة وإصرار لن ينتهي، إلا وأبناؤها في مكانتهم التي يستحقونها.وتبين خديجة أنها وخلال المرحلة الأولى من اكتشاف مرض حميد، أدركت انها أمام عالم لا تعرف عنه شيئاً، حيث كان بصر ابنها يتراجع مع مرور الوقت، فبدأ بالعشى الليلي ثم بالضعف في الرؤية، وحينها قررت أن تتفرغ له وتتوقف عن دراستها لتهتم به، لافتة إلى أنه خلال هذه الفترة لم يكن المجتمع، على القدر ذاته من الوعي بأصحاب الهمم وقدراتهم خاصة من هذه الفئة، وأن قدرات ضعاف البصر تختلف عن مَن فقدوا بصرهم تماماً، وحتى في المراحل المتأخرة من اعتلال الشبكية، لا يصل المصاب به لمرحلة العتمة وعدم الإبصار مثل الكفيف، حيث يرى دائرة النور المحيطة بالأجسام والأشياء. أخبار ذات صلة
الحلم تحقق
وتوضح أن «حميد» «رحمه الله» عُرف عنه تميزه العلمي وذكائه الكبير، وأنه اجتهد كثيراً حتى عمل في إحدى الجهات الحكومية بالقطاع الصحي، حيث كان محبوباً من زملائه، مثابراً ومتحدياً، وكان دائماً ما يبحث ويراسل المؤسسات المعنية بهذا المرض حول العالم، وينظم للمجموعات التي تتابع هذا المرض، وما يستجد من معلومات في رحلة البحث عن العلاج.وتتابع أن «حميد» بعد أن طالب بضرورة تأسيس «جمعية اعتلال الشبكية في الإمارات»، لنشر الوعي بهذا المرض، بدأت في التخطيط لذلك، خاصة أنه يملك المعلومات الكافية لكي يقود مسؤولية المؤسسة، فكان يعمل على ذلك بشكل متواصل، غير أنه وفي يوم 6 يناير 2018 توفاه الله إثر أزمة قلبية، مبينةً أنه ومع لوعة ومرارة الفقد، لم تكن تملك غير الإصرار على استكمال حلمه، و«تأسيس مؤسسة حميد الخيرية لاعتلال الشبكية».
دعم الدولة
وتقول خديجة إنها عملت كثيراً لتظهر المؤسسة إلى النور، وعندما بدأت التواصل مع المعنيين، وجدت كل الدعم من وزارة تنمية المجتمع ومختلف الجهات في الدولة، لاستكمال حلم ابنها «حميد»، الذي أصبح حقيقة بالإعلان عن المؤسسة وبدء عملها، حتى أنه ينتسب إليها حالياً أكثر من 200 شخص، وأنها مع توليها منصب رئيس مجلس أمناء المؤسسة والمدير التنفيذي، تواصل استكمال الحلم لإضاءة الطريق لمن يعاني من مرض اعتلال الشبكية وتوعية المجتمع به.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اعتلال الشبکیة
إقرأ أيضاً:
مأدبة إفطار خيرية لأطفال أيتام بدمشق
دمشق-سانا
أقامت اليوم جمعية حي الأقصاب الخيرية مأدبة إفطار خيرية لأكثر من 350 يتيماً من مستفيدي عدد من الجمعيات الخيرية، وذلك في فندق القيصر بدمشق.
وتأتي مأدبة الإفطار ضمن الحملة التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت عنوان “رمضان الخير والنصر “، وجرى إلى جانبها تنظيم مجموعة من المسابقات والنشاطات الترفيهية للأطفال الأيتام وتوزيع الهدايا عليهم.
وبين مدير جمعية حي الأقصاب الخيرية صفوان الحموي في تصريح لسانا، أن الهدف الأساسي من النشاط هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال، وتقديم الرعاية والاهتمام لهم، وأشار إلى أن الجمعية تعمل على مجموعة من البرامج الخاصة بكفالة اليتيم، ما يعطيهم دافعاً كبيراً في المستقبل ليكونوا منتجين.