قال مصطفى مشارك، المستشار البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، اليوم الثلاثاء، إن الحكومة قدمت أقصى ما يمكن في الحوار الاجتماعي ومنجزاتها أثارت ذهول البعض، مشيرا إلى أن « الحصيلة الحكومية المرحلية، خلقت الحدث بامتياز، ليس فقط لكونها استأثرت باهتمام النقاش العمومي على نطاق واسع، وإنما لأنها أدت إلى إحداث وقع ملموس على مختلف مكونات المجتمع بحكم شمولية الإصلاحات واستهداف البرامج لفئات واسعة من المجتمع ».

وأوضح مشارك، في تعقيبه على جواب رئيس الحكومة عن أسئلة المستشارين البرلمانيين في الجلسة الشهرية المخصصة للسياسة العمومية، أنه « من المؤكد أن النتائج المثمرة لعمل الحكومة، تؤكد بأن هذه الحكومة هي حكومة التحديات والكلمة والوفاء بالالتزامات، وحكومة القول والفعل، وحكومة المبادرات وابتكار الحلول ».

وأضاف المستشار البرلماني، « الحكومة تحملت مسؤولية تدبير الشأن العام في ظرفية وطنية ودولية جد صعبة؛ توالي سنوات الجفاف، ومستوى عال من التضخم، ومخلفات جائحة كورونا، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني ».

مصطفى مشارك

وشدد مشارك على أن « سنوات الحوار الاجتماعي في عهد الحكومات السابقة خلفت جمودا في الوضعية المادية للموظفين، وهو حوار اجتماعي ظرفي وغير منظم، كان يجرى غالبا تحت الضغط ».

وقال أيضا، « الحكومة استجابت للمطالب المشروعة التي ظلت تؤجل لسنوات وقدمت أقصى ما يمكن تقديمه، وللدلالة على ذلك تحملات جديدة برسم الزيادة في الأجور »، مشيرا إلى أن ما حققته الحكومة في هذا الظرف الوجيز، أثار ذهول البعض لاسيما الذين طالما شككوا في قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها ».

وخاطب مشارك أخنوش قائلا، « تأكدوا السيد الرئيس أنكم بهذه المنجزات رفعتم السقف عاليا في ظرفية غير مساعدة، وبالتالي من الطبيعي أن يصاب خصوم النجاح بالهذيان والارتباك ».

كلمات دلالية اجتماعي المغرب حكومة حوار

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اجتماعي المغرب حكومة حوار

إقرأ أيضاً:

النصر.. في أقصى ساعة محنة الحق

 

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

ترسخت لدينا دائمًا قناعة مفادها أن أي كاتب قرر إنجاز مقال حول نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وانعتاقه من الاحتلال الغاشم، فيجب أن يحس هذا الكاتب بارتباط من نوع ما بينه وبين الشعب الفلسطيني الذي يتحدث عنه في مقاله؛ حيث يشاطره نفس الرؤى والإحساس، وإلا فستصبح مهمته صعبة، إن لم نقل مستحيلة.

أما إذا توفر نوع من التعاطف والانجذاب نحو القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني، كما هو الحال بالنسبة إلينا تجاه الإبادة المرتكبة بحقه في غزة، فإن الكاتب سيُباشر عمله بحماس أكبر، وضمير حي، ولا يعود اهتمامه بهذه القضية إلى الماضي القريب فحسب؛ بل إلى عقود عديدة خلت، وبالتحديد إلى اليوم الثاني من نوفمبر عام 1917م، تاريخ رسالة موجهة من وزير خارجية المملكة المتحدة آرثر بلفور الى اللورد ليونيل دي روتشلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وإيرلندا، التي ورد فيها خبر وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وقد اطلعنا هذا الوعد بدورنا على تاريخ أمتنا، الذي ضمنه المستعمر منح وطن لليهود في فلسطين التاريخية، ومنذ تلك العقود، نقرأ في هذا الوعد من بين معطيات أخرى ما يمكن اعتبار ان الشعب الفلسطيني، الذي صقلته نوائب الدهر، رائدًا وقدوة بالنسبة لنضال تميزت به بعض الشعوب التي قاومت من أجل الاستقلال والحرية.

إن السبب الرئيسي للمقاومة الفلسطينية ضد الكيان اللقيط، نشأ منذ تلك الحقبة الاستعمارية البغيضة، التي أعطى فيها من لا يملك لمن لا يستحق، بإيعاز من بريطانيا، وبقى الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم، منذ أن هبوا للدفاع عن حقوقهم، كأنهم رجل واحد، حتى يوم 7 اكتوبر 2023م، فأبرزوا قضيتهم بأندر ما ينضج به الضمير الحي، وأجمل ما يزهر به النضال، وأجود ما يثمر به صبر أصحاب الأرض، فدافعوا بالنفس والمال والأولاد بكبرياء وتحدي... صمد أهل غزة لجيوش دول بكامل عتادها، وأسقطوا القناع عن جندي الكيان اللقيط الذي قيل أنه لا يقهر، وذاقت عاصمة الكيان اللقيط صواريخ المقاومة، لإيمانهم بأن حقهم، مهما تأخر أو تراجع أمام الظلم، سيظهر في النهاية، والعدل سيأخذ مجراه في ساعة حاسمة، وهي الساعة التي صبر من أجلها الغزاويون، وآمنوا بوعد الله، وأحسنوا الظن بأولئك الذين يقفون في صف الحق معهم.

صمود وإرادة الشعب الفلسطيني صنع التغيير الإيجابي في القضية، وتكيفت المقاومة الفلسطينية مع المصاعب، تغلبت على الإحباط، فعكست التصميم والعزيمة في اتخاذ القرارات والعمل المستمر رغم العوائق، فأحدث طوفان الأقصى تحول جذري في مسار حياة الشعب الفلسطيني، وواقع القضية، جاءت لحظة الحسم، والوقت الذي يتجلى فيه الحق بشكل كامل، بغض النظر عن طول الانتظار أو الصعوبات التي استمرت لأكثر من 76 عامًا، إنها لحظة الانتصار للعدالة والانصاف، حيث تنقلب الموازين لصالح الحقيقة بعد صراع مع كيان لقيط، نعم، العدل بطبيعته قد يتأخر أحيانًا نتيجة لتعقيدات الحياة أو سيطرة قوى الظلم لفترة من الزمن، لكنه لا يغيب أبدًا، فالعدل هو سنة كونية وضعها الله في هذا الكون، ومهما حاول الظلم أن يتجبر أو يطول أمده، فإن الحق له قوة ذاتية تقهر الباطل في النهاية، كما قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا" (الحج: 38).

الظلم قد يبدو قويًا ومسيطرًا، لكنه هش أمام صبر أهل الحق وسعيهم، والعدل حين يأتي لا يترك مجالًا للظلم، بل يجرفه ويعيد التوازن للنفوس والحياة، فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، فالنصر يكمن في محنة الحق، رغم ما يواجهه من تحديات وصعوبات، المحن التي يتعرض لها الحق ليست إلا اختبارات لصموده ولإيمان أهله به، وهي ما يهيئ الطريق لتحقيق النصر في النهاية، والمحنة قد تكون قاسية، لكنها تصقل أهل الحق، تقوي عزيمتهم، وتفرز الصادقين من المتخاذلين، وكما قال الله تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" (البقرة: 214).

لذلك، فإن محنة أهل غزة ليست ضعفًا؛ بل هي محطة ضرورية، ظهر فيها الحق الفلسطيني قويًا، يتحقق في جنباتها تحرير القدس، وأرض فلسطين من قلبها.

 

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة يهنئ وزير الداخلية بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة
  • رئيس الحكومة البريطانية لترامب: يجب قيام دولة فلسطينية
  • الحكومة الفلسطينية تندد بإجراءات الاحتلال في جنين
  • 10,500 مستفيد من «التأمين ضد التعطل عن العمل» خلال 2024
  • حزب المصريين: العفو عن 4600 من المحكوم عليهم يؤكد الرغبة في تعزيز السلام الاجتماعي
  • مصطفى عمار يقترح مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات لتطبيق نظام البكالوريا
  • النصر.. في أقصى ساعة محنة الحق
  • المطران نفّاع: العلاقة مع الله ليست ظرفية أو محدودة بيوم الأحد
  • “مدبولي” لـ “نواف": مصر تدعم استقرار لبنان وتساند جهود الحكومة اللبنانية
  • مدبولى لـ سلام: مصر تساند جهود الحكومة اللبنانية في البناء وتحقيق الاستقرار