بوابة الوفد:
2025-03-13@00:28:06 GMT

اقتصاد اللاجئين وإعادة بناء الحياة (٢)

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن يوم اللاجئ العالمى يهدف إلى تجديد تعبئة الإرادة السياسية والموارد حتى يتمكن اللاجئون من النجاح وليس فقط النجاة، بعد أن أصبحت ظاهرة اللجوء ظاهرة عالمية تؤثر على حالات أكثر من 100 مليون نسمة، وأن المشكلة تتعاظم أكثر فى أن نصف هذا العدد من الأطفال، ومصر تعتبر من أكثر الدول احتضانا للاجئين، حيث تحتضن أكثر من 10 ملايين من اللاجئين، إدراكاً منها على التأكيد على مسئولية المجتمع الدولى فى مساعدتهم مع تقليل الإدعاءات التى تزعم أن اللاجئين عادة ما يمثلون عبئاً على الدول المضيفة، والسؤال الذى تم طرحه، هل باستطاعة اللاجئين تقديم مبادرات اقتصادية إيجابية للمجتمعات المضيفة، فى ظل وجود خمسة اعتقادات شائعة قد تكون خاطئة ولكنها قد تكون لها الدور فى تثبيط استطاعة اللاجئين تقديم مبادرات اقتصادية إيجابية للمجتمعات المضيفة، والمعتقدات الخمس الشائعة، هى أن الحياة الاقتصادية للاجئين منعزلة عن الدولة المضيفة، وأنهم يعيشون فى مناطق محددة أو نائية، أو معزولة، وبالتالى هم يعيشون فى مجموعات اجتماعية واقتصادية مغلقة، ولكن الواقع عكس ذلك ففى مصر مثلاً يقوم اللاجئون بالتبادل التجارى بشكل يومى مع مختلف الأعراق والديانات، أيضاً من ضمن الاعتقادات الشائعة أن اللاجئين يمثلون عبئاً على الدولة المضيفة اقتصادياً واجتماعياً، ولكن الواقع أنهم قد يساهمون بشكل إيجابى فى اقتصاديات الدول المضيفة انطلاقاً من المبدأ الاقتصادى العبء مقابل المنفعة، كذلك من ضمن الاعتقادات الشائعة أن اللاجئين متجانسون من الناحية الاقتصادية، وهذا الأمر الواقع يؤكد أنه قد يكون غير صحيح أيضاً، كذلك من المعتقدات الشائعة أن اللاجئين أميون من الناحية التكنولوجية وهو أمر نسبى يختلف من دولة إلى أخرى حسب درجة تقدمها التكنوجى، أخيراً يعتمد اللاجئون على المساعدات الانسانية من مجتمع المانحين الدوليين، لكن الواقع يشير إلى أن لدى كثير من اللاجئين الطرق الإبداعية والمشاريع الريادية التى تمكنهم من الوصول إلى سبل العيش المستدامة.

وبالتالى فإن رؤية ومنهجية الدولة المصرية تمثل نموذجاً عالمياً فى كيفية تقديم التسهيلات اللازمة لمنح اللاجئين مساحة أكبر من الحرية فى الحركة، والحق فى العمل، والدعم فى السعى وراء فرصهم الاقتصادية الخاصة. كما أن مصر تمثل نموذجاً عالمياً فى تحقيق قدرة اللاجئين على الاندماج وهو المبدأ الذى لم تستطع كثير من دول العالم تحقيقه، حيث أظهر استطلاع واسع للرأى أجرته شركة إبسوس مع المفوضية السامية للأمم المتحدة شملت أكثر من 52 دولة أن أقل من 50% من هذه الدول اختلفت فى القدرة على اندماج اللاجئين وحصولهم على حقهم الكامل فى التعليم على سبيل المثال. وبالإضافة إلى ذلك، يعد التعاون والدعم الدوليان ضروريين للمساعدة فى مواجهة التحديات المشتركة لقضية اللاجئين، وأهمها إجهاد الموارد وهجرة العقول إلى دولهم الأصلية. وما نؤكد عليه أن إيجاد التوازن الصحيح بين المصالح الاقتصادية والمسئولية الإنسانية أمر بالغ الأهمية لمعالجة محنة اللاجئين لأسباب اقتصادية بشكل فعال وإنشاء مجتمع عالمى أكثر إنصافاً. وبذلك تؤكد الدولة المصرية أنها تنتقل بالفعل من عصر الرشد إلى عصر الحكمة، لتسهم فى بناء عالم إنسانى جديد، تسوده الحقيقة والعدل، وتصان فيه الحريات وحقوق الإنسان.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان آفاق اقتصادية د علاء رزق أن اللاجئین

إقرأ أيضاً:

برلمانية: أمهات وزوجات الشهداء لهم كل التقدير والتكريم من الدولة

قالت النائبة الدكتورة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، إن المرأة المصرية صاحبة تاريخ مشرف من العطاء والنجاح والإبداع على مختلف المستويات، وهي رمز العطاء والقوة والإرادة، لافتة إلى أن تزامن يوم المرأة العالمي مع يوم الشهيد المصري له معاني كبيرة أهمها أن الأم والزوجة التي فقدت ابنها مازالت داعمة لأسرتها مستكملة لمسيرته البطولية في بناء أسرة مصرية أصيلة.

وأوضحت «سلامة» خلال كلمتها في احتفالية يوم المرأة بحضور ومشاركة العديد من سيدات المجتمع وأمهات وزوجات الشهداء وسيدات حققن نجاحات في مختلف المجالات، إن يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفال، بل هو تأكيد على دور المرأة المحوري في بناء المجتمع ودفعه للأمام، ويجب أن نؤكد أن المرأة المصرية ليست فقط نصف المجتمع، بل هي قوته الحقيقية، فعلى على مر التاريخ، كانت المرأة في الصفوف الأولى، من النضال السياسي والاجتماعي، بجانب دورها العظيم في بناء الأسرة والوطن.

نائبة: المرأة المصرية رمز العطاء والقوة منذ فجر التاريخ"المرأة المصرية والأمن القومي".. لقاء توعوي لكلية التربية بالغردقة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأةنورهان حشاد تكتب: المرأة المصرية سند لأهلها وبلادهاأمينة الفتوى: المرأة المصرية نموذج فريد في التضحية من أجل الوطن

وأشارت النائبة الدكتورة أمل سلامة إلى أن  شهر رمضان المبارك يحمل في طياته معاني التضحية والصبر والإيمان، نتذكر أيضًا أن ذكرى العاشر من رمضان، يوم العبور والنصر، مؤكدة أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت اهتمامًا كبيرًا برعاية أسر الشهداء وكذلك قضايا المرأة، سواء من خلال التشريعات التي تحمي الحقوق، أو الفرص التي تُفتح أمامها في مختلف المجالات.

جدير بالذكر أن النائبة امل سلامة كرمت زوجات وأمهات الشهداء وعدد كبير من سيدات المجتمع والمؤثرات والشخصيات العامة والسيدات اللاتي حققن نجاحات في مختلف مجالات عملهن وتمكن من تحدي الظروف وإثبات ذاتهن.

مقالات مشابهة

  • «مدبولي»: الإصلاحات الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها ومؤشر التضخم هبط لمستوى مقبول
  • مناصرة الجيش السوداني بين الكيد السياسي وفهم طبيعة الصراع
  • هل تعيد بريكس تشكيل موازين القوى الاقتصادية العالمية؟
  • فضيحة مدوية بعد محاولة نافذين نهب أصول شركة حكومية بـ عدن ملايين الدولارات
  • برلمانية: أمهات وزوجات الشهداء لهم كل التقدير والتكريم من الدولة
  • البرلمان العربي يُرحِّب باتفاق اندماج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا
  • ما أهمية اجتماع عمّان بشأن سوريا؟
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • شريف الصياد: الصادرات المصرية طوق النجاة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية
  • دراويش المعارضة المدنية السودانية- بين التمترس الأيديولوجي وفشل التكيف مع الواقع السياسي”