الفوز قادم لامحاله وإعلان الاحتلال واعترافه بالهزيمة مسألة وقت، وتطمينات أمريكا لإسرائيل باتت أكذوبة كبرى لا تنطلى على الحلفاء الذين بدأوا يبحثون عن مخرج من هذه الورطة الصهيونية بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا ولم تنطلى عليهم التطمينات الأمريكية للوفد الإسرائيلى الذين زار واشنطن مؤخرًا، بأنه إذا اندلعت حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، فإن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة تماما لدعم حليفتها إسرائيل إذا احتدم الصراع مع حزب الله.
ولكن هذا الدعم الخائب يتوقف عند مقولة أحد بخلاء العرب مع كلبه الذى يموت بين يديه جوعًا وفى يديه أرغفة طازجة قائلا لمن نصحه بتقديم الخبز إليه.
إلى هذا الحد لم تبلغ مودتنا وإلى هذا الحد سوف نقف معكم بالأسلحة والعتاد والدعم السياسى منقطع النظير، أما ارسال قواتها الخاصة للمشاركة فى الصراع بشكل مباشر والمحتمل نشوبه مع حزب الله، فإلى هذا الحد لم تبلغ مودتنا بعد أن تسلمنا جثامين الجنود الأمريكان الذين لقوا حتفهم على يد المقاومة الباسلة فى غزة وما حولها خصوصا بعد أن أعرب مسئولون فى واشنطن عن قلقهم من نجاح حزب الله فى انهيار نظام الدفاع الجوى الإسرائيلى، وتحييد قدرات نظام القبة الحديدية.
ولم يتوقف الأمر على الذعر الأمريكى الإسرائيلى فحسب، بل بدت الكارثة فى عيون السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عندما حذر من مخاطر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
مؤكدًا أن شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى، وقال جوتيريش للصحفيين: «إن خطوة واحدة متهورة، أو سوء تقدير واحد، يمكن أن يؤدى إلى كارثة تتجاوز الحدود، وبصراحة، أبعد من الخيال».
وشدد جوتيريش على ضرورة أن يعيد الطرفان الالتزام بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فورًا إلى وقف الأعمال القتالية، مؤكدًا ضرورة حماية المدنيين وعدم استهداف الأطفال والصحفيين.
ورغم التحذيرات الأممية الواضحة للكيان الإسرائيلى بوقف الحرب، ألا انهم يرفضون وقف القتال حتى لا يعلن العالم هزيمتهم المنكرة، بين مطرقة غزة وسندان حزب الله، كما أن حسابات رئيس العصابة الصهيونية نتنياهو تجاه وقف القتال ضد غزة حسابات مفبركة لا تفكر إلا فى النصر الزائف على المدنيين العزل من النساء والأطفال، بعد أن سحبت المقاومة بين صفوفها عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينى الذى زاد المقاومة صلابة فوق صلابتها بعد أن أصبحوا لا يجدون شيئا يبكون عليه، فالمنازل هدمت والنساء رملت والأطفال قتلت، وأصبحت المعركة الحالية لاتخضع لأية حسابات سوى التحرر من هذا الاحتلال الغاشم واسترداد الأرض والكرامة والحرية، وهى أمال وأهداف لاتقبل المهادنة أو التفاوض عليها والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف منطقة الشرق الأوسط الدفاع الجوي الإسرائيلي حزب الله بعد أن
إقرأ أيضاً:
كل الذين أحبهم رحلوا
بقلم : هادي جلو مرعي ..
ينظر الى السماء، وقد لاحظ إنه كان غافلا عن أمر ما. كان يقوم بهذا طوال السنوات التي مرت، ولكنه لم يلتفت، غير أن السبب في ذلك يعود لتغيرات حصلت في حياته مهمة، فقد تعود ومنذ أن تجاوز الخمسين أن يتذكر العديد من أصدقائه الذين يتساقطون واحدا تلو الآخر، وعاد ليتذكر إن النظر الى السماء يعني فيما يعني أن هناك فكرة تراوده عن الرحيل، أو اليأس، أو التمني، أو إنه يريد تكرار صورة أسراب من الطيور المهاجرة التي تمر من فوق رأسه الى بلد بعيد هربا من الشتاء، أو بحثا عن ملجأ في مكان قصي من الأرض، وماكان يشغله إن كل ذلك هو منظر تلك الطيور حين يسقط منها واحد، فلاتلتفت إليه حين يتهاوى الى الأرض، بينما تواصل هي رحلتها. فالرسالة المهمة من الرب هي، إن عليكم أن تواصلوا مسيرة الحياة، والذين يتساقطون عليكم بمواراتهم الثرى، وقوموا بمهمتهم بدلا منهم، فقد إنتهت مدتهم في الحياة، وعليكم أن تكملوا المدة شئتم، أم أبيتم. يتساءل في سره عن الجدوى من بقائه في الحياة، ولكنه ينسى أن ذلك أمر خارج عن الإرادة، فماهو آت آت وإن طالت المدة، والشاعر يقول:كل إبن أنثى وإن طالت سلامته
لابد يوما على آلة حدباء محمول