عبدالقادر الحيمي … بورتسودان” ليست الحل لورطة آبي أحمد
البرهان يكرر رفضه للوفد السعودى استئناف مفاوضات جده
طالما تسائل الراى العام السودانى عن دوافع وأسباب زيارة ابى احمد المفاجئة اليوم وذلك للقاء الفريق البرهان . وقد ذكر الاعلام الاثيوبى غير الرسمي والداعم لرئيس الوزراء أبي احمد ان حضوره لبورت سودان تأتى فى سياق مساهمة اثيوبية فى احلال السلام فى السودان نظرا لخصوصية علاقات الشعبين .

غرد الاعلامى ” موسى شيخو” ان هناك اطراف عديدة تحول دون احلال السلام فى السودان لكن اثيوبيا بخصوصية علاقتها قادرة على ذلك ” . كما ذكر الصحفى ” عبد الشكور حسن ” ان زيارة ابى احمد تاتى تطبيقا لتعهده امام البرلمان ببذل الجهد لاستعادة السودان استقراره وعافيته ”
بكل جلاء ووضوح ان احلال السلام فى السودان لا تاتئء فى سلم اولويات ابى احمد ، فهو يدرك مدى تعقد الازمة السودانية وارتفاع هوة الخلافات بين اطراف النزاع وآخرها مؤتمر القاهرة الذى ابدت فيه كل الاطراف بوجوب انهاء الحرب لكن الخلاف الحاد هو فى كيفية انهائها.
ابى احمد وضع نفسه كطرف مساند للدعم السريع عندما صرح بحظر الطيران الحربى السودانى ومدفعية جيشه . فى الرابع من يوليو الحالى صرح امام النواب فى البرلمان ( نعتقد ان استعادة الاراضى التى دخلها الجيش السودانى مسالة ساعات فقط لكننا اخلاقيا لن نستغل ظروف الحرب التى يمر بها الشعب السودانى الذى وقف بجانبنا فى جميع الاوقات العصيبة باستضافة الاثيوبيين فى اراضيه وتقديم الدعم لهم ).
لايستطيع أبى احمد إدخال جيشه الى حدوده مع السودان خاصة الفشقة الصغرى منطقة النزاع التى تنتشر فيها قوات الامهرا بعمق يصل حتى اطراف قوندر وبحر دار ووسط تضاريس جبال واودية قاسية . من بلدة ” عبد الرافع ” الاثيوبية حتى جنوب ” باسندة ” تنتشر قوات الامهرا الخاصة وميليشيات فانو وجماعات مسلحة اخرى مثل الشفتة الخ. ولماذا يستعيد الفشقة كما يدعى علما بانه يدرك ويعلم كرئيس وزراء لاثيوبيا ان الحدود خططت والعلامات وضعت منذ العام 1903.
طيلة حكم الائتلاف الاثنى بقيادة التقراى منع الامهرا اى تواجد لقوات الجيش الاثيوبى وقتها بالتواجد على حدودهم مع ولاية القضارف ، كانوا يسمحوا للجيش الفيدرالى بالمرور عبر مسارات محددة وتسليح معين وباذن مسبق وكان من مهام الشفتة مراقبة المنطقة من دخول اية قوات للجيش. لينتشر جيشه على حدود السودان عليه قتال قوات الامهرا اولا.
إذن لماذا تحول موقف ابى احمد مائة وثمانون درجة ؟
علاقاته مع ارتريا وصلت درجات الاحتقان كما ازدادت حجم الحشود الاثيوبية فى ” الحمرة ” قبالة ” أم حجر ” الارترية. كما أرتفعت وتيرة حشود قوات دفاع التقراى على حدودهم الشمالية مع ارتريا . الاوضاع فى غرب التقراى محتقنة ومهددة بالانفجار في اية لحظة.
أبى غارق ومتورط فى نتائج وافرازات الحرب التى اشعلها فى غرب التقراى وهى احد اكبر اخطائه الاستراتيجية لدخوله فى حرب لم يقدر فيها قوة جيش التقراى ولم يجهز جيشه لخوضها .
قبل خمسة ايام اثر توافقات بين الامهرا والتقراى ومنظمات الامم المتحدة عاد الى منطقة ” تسلمتي” بغرب التقراى حوالى 2000 نازح من التقراى الى مناطقهم التى نزحوا منها بفعل الحرب لكن سرعان ما طردتهم ” فانو ” ونهبتهم وارجعتهم .
هناك تخوف من اندلاع الحرب مرة اخرى فى غرب اقليم تقراى مع تبدل التحالفات السابقة ، هناك حشود للجيش الاثيوبى تتوالى وتقابله حشود قوات الامهرة ( القوات الخاصة ، فانو ، الشفتة ) بالاضافة الى ميليشيا ” ليساني جيفان” التابعة ” للوالغاييت” لو اندلعت الحرب لاعادة محافظة والغاييت للتقراى وفقا لبنود اتفاقية السلام تتخوف الحكومة الاثيوبية من سيطرة قوات والغاييت والامهرا من السيطرة على الحدود وتحقيق التماس مع السودان وهو ما يعنى تدمير قوات الجيش الاثيوبى . الجدير بالذكر ان ارتريا تدعم قوات الامهرا بشكل كامل ، ومن المتوقع ان تنضم قوات التقراى للجيش الاثيوبى لاستعادة اراضيهم .
القيادة السودانية لا تثق فى ابى احمد ومحاولته لاحلال السلام فى السودان تحصيل حاصل فهو حصل على جائزة نوبل للسلام لكنه اشعل اثيوبيا بالحروب وعجز عبرها فى تحقيق حلول بالتالى ما فشل فيه فى اثيوبيا لن ينجح فى السودان وسيبحث فى لقائه بالبرهان عن ضمان عدم دعم السودان للقوات المناوئة له لقاء وضع حد للنزاع على الفشقة وهو عرض ظل يكرره ابى احمد باستمرار كلما تتازم علاقاته مع السودان. وهناك من يرى انه سيطلب من البرهان تعاون الجيش السودانى معه للقضاء على فانو . ايضا سيبحث معه اوضاع اللاجئين فى البلدين .
هناك تحركات دبلوماسية دولية واقليمية كثيفة على السودان تهدف للضغط على قيادة الجيش السودانى لايقاف الحرب بعد ادرك هؤلاء ان الجيش دمر النواة الصلبة للدعم السريع وتشرذمت قواتها وتفرغت للنهب وارتكاب جرائم الحرب كما اختفى تماما قادتها من آل دقلو من المشهد تماما ولا احد يعرف اين الاخوان دقلو لم يظهروا عيانا فقط تصريحات تنسب اليهم فيما صار الدعم السريع تحت قيادات اخرى تحارب بالوكالة لقوى اقليمية ودولية..
وصل الوفد السعودى بالامس وغادر فى نفس اليوم وكان برئاسة ” وليد بن عبد الكريم الخريجى ” نائب وزير الخارجية ولوحظ ضم الوفد السعودى دبلوماسيات سعوديات على غير العادة.
يقال ان البرهان تحدث بلغة حازمة وصارمة للمبعوث السعودى وكرر ان السودان لن يحضر مفاوضات جدة الا بعد ان يتم تنفيذ ما اتفق عليه سابقا وهو خروج الدعم السريع من منازل المواطنين كما رفض ايضا اضافة مسهلين جدد يدعمون الدعم السريع فى إشارة الى الامارات التى تتلهف الى المشاركة فى مفاوضات جدة.
العلاقات السودانية السعودية تمر بفتور فهناك ازمة حقيقية يحرص الجانبان على ابقائها على الخفاء حيث صرح البرهان ان هناك 18 دولة تدعم الدعم السريع وتعمل بعض تلك الدول الى منع السودان من الحصول على اسلحة وتعمل حتى منع شركات الشحن البحرية من نقل شحنات اسلحة للسودان .
لم تفلح زيارة نائب وزير الخارجية السعودى ” وليد بن عبد الكريم الخليقى” فى اقناع البرهان باستئناف المشاركة فى مفاوضات جدة .
هناك فى الافق انباء تتحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس بوتين لزيارة بورت سودان وستشمل الزيارة توقيع اتفاقية انشاء قاعدة بحرية للاسطول الروسى مقابل توريد اسلحة للجيش السودانى .
الاوضاع تزداد سوءا على المواطن جراء الحرب وتفشل كل الجهود لايقافها خاصة بعد ان تحولت حرب ميليشيات غرب افريقيا ضد المواطن وبيته وممتلكاته وعرضه.

عبدالقادر الحيمي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السلام فى السودان الدعم السریع ابى احمد

إقرأ أيضاً:

حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، يتأكد أنها ليست مجرد صراع عسكري بين جنرالات يتنافسون على السلطة، بل حرب مدمّرة طالت كل زاوية من زوايا البلاد، من الفاشر في الغرب إلى عطبرة في الشمال، وسط انهيار شبه كامل للخدمات والبنية التحتية، وتفاقم معاناة المدنيين.

فظائع جديدة في دارفور

في إقليم دارفور، شهدت مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها موجة جديدة من المجازر، حيث لقي أكثر من 400 شخص مصرعهم في هجمات شنتها قوات الدعم السريع على معسكرات النازحين. واستهدفت الهجمات مخيم زمزم، أحد أكبر مخيمات النازحين في شمال دارفور، والذي كان يؤوي نحو 500 ألف نازح.

وأكدت الأمم المتحدة نزوح نحو 400 ألف شخص من المخيم بعد أن استولت عليه قوات الدعم السريع، فيما تشير تقارير ميدانية إلى عمليات قتل وتصفية على أساس عرقي.

مؤتمر دولي في لندن.. بلا حضور سوداني

في الشمال، شنت طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع هجمات على مستودعات الوقود ومحطة لتوليد الكهرباء في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل. وأسفرت هذه الضربات عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، مما فاقم الوضع الإنساني الصعب.

وبالتزامن مع ذكرى مرور عامين على اندلاع الحرب، تحتضن العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً لبحث الأزمة السودانية، بمشاركة أكثر من 14 دولة من بينها السعودية والولايات المتحدة، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الأمم المتحدة.

وأثار المؤتمر جدلاً واسعاً بعد استبعاده لأطراف النزاع، وعلى رأسهم الحكومة السودانية التي احتجت رسميًا على عدم دعوتها، متهمة بريطانيا بوضعها على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع.

دعوات دولية لوقف الكارثة

وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، شدد على أن المؤتمر يهدف إلى "رسم مسار لإنهاء المعاناة"، معلنًا عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 158 مليون دولار. من جهتها، أعلنت ألمانيا تقديم 125 مليون يورو كمساعدات عاجلة.

وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من "عواقب كارثية" إن استمر تجاهل الوضع، قائلاً: "الموت حقيقة دائمة في أجزاء كبيرة من السودان".

منظمات حقوقية ومصادر أممية وصفت ما يجري في دارفور بأنه إبادة جماعية مستمرة. فخلال ثلاثة أيام من الهجمات على مخيم زمزم، وثقت الأمم المتحدة مقتل 148 شخصاً على الأقل، فيما قال ناشطون إن العدد يفوق ذلك بكثير.

كما قُتل تسعة من عمال الإغاثة، وأكدت تنسيقيات لجان المقاومة بالفاشر أن قوات الدعم السريع "أقدمت على تصفية 56 من سكان مدينة أم كدادة على أساس عرقي".

ارتفاع الانتهاكات ضد الأطفال بنسبة 1000%

وفقًا لمنظمة اليونيسف، شهد السودان ارتفاعًا مروّعًا في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بنسبة 1000% خلال عامين، من بينها القتل والتشويه والاختطاف والعنف الجنسي. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن "ملايين الأطفال حُطّمت حياتهم" بسبب الحرب.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب تسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، لجأ أكثر من ثلاثة ملايين منهم إلى دول الجوار. وتقول المفوضية السامية للاجئين إن النساء والأطفال يشكلون 88% من المهجرين، بينما أفادت تقارير بأن الكثير من النساء تعرضن للاغتصاب.

وتحولت السودان إلى دولة ممزقة، تعاني من أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. وبحسب الاتحاد الأفريقي، فإن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع حصدت أرواح عشرات الآلاف، في ظل استمرار انتهاكات جسيمة بحق المدنيين من كلا الطرفين، ومع تراجع المساعدات الدولية، يبدو أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وسط هذه المأساة، تتواصل الدعوات لوقف الحرب، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن معاناة السودان ستستمر، طالما بقيت لغة السلاح هي السائدة، وطالما غابت الإرادة الدولية الحقيقية لإحلال السلام.

مقالات مشابهة

  • مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة
  • عام ثالث من الحرب… هل يملك الشباب القوة المؤثرة في صناعة سلام السودان ؟
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية في السودان بعد عامين على الحرب
  • وزير الثقافة والإعلام يلتقى مدير عام قوات الشرطة بالنيابة ويؤكد على الدور الكبير لقوات الشرطة خلال الفترة المقبلة
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • كيف تناولت الصحف الغربية دخول الحرب بالسودان عامها الثالث؟
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال
  • عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا
  • السودان يدشن تطبيق جديد للتحويلات المالية في 15 ألف موقع.. تعرف على التفاصيل