أثير – جميلة العبرية

تداول مؤخرًا قرارًا يمنع جمع المال بغرض زراعة الأعضاء في الخارج، فما الحيثيات التي أدت إليه؟

“أثير” توجهت بهذا السؤال إلى بالدكتور قاسم بن محمد بن سليمان الجهضمي، رئيس قسم التبرع بالأعضاء بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، الذي أكد صحته بعد أن علمت الوزارة بوجود إعلانات تصدر من فرق خيرية لجمع التبرعات بغرض زراعة الأعضاء في السوق السوداء بالخارج، وبناءً على ذلك، تواصلت وزارة الصحة مع وزارة التنمية الاجتماعية لشرح خلفيات الموضوع وتفاصيله.

وأكد الدكتور بأن الدائرة تراقب ما يحدث في المجتمع ووصلتها تقارير تفيد بذهاب الكثير إلى الخارج لإجراء عمليات زراعة الأعضاء في الأسواق السوداء، مشيرًا إلى أن القوانين التبرع بالأعضاء تشترط وجود متبرع قريب أو بعيد، لكن للأسف، الكثير من العمليات التي تتم بالخارج تجري خارج الإطار القانوني والأخلاقي، وفي أماكن غير مهيأة ومع جهات غير قانونية، وهو ما يدخل في نطاق الاتجار بالبشر والأعضاء.

وأضاف الدكتور: نصت المادة 25 من الفصل السادس في لائحة تنظيم زراعة الأعضاء “يمنع الإعلان أو الترويج بغرض البيع والشراء في الأعضاء والأنسجة البشرية. كما أن قانون الجزاء العماني (المادة 321 مكرر) حدد عقوبة خاصة بشأن الإعلان والترويج وبيع وشراء الأنسجة البشرية.

وأشار الدكتور إلى أن الزراعة في الأسواق السوداء مجرمة دوليًا ومحرمة شرعًا، حتى لو نجحت زراعتها، فمصدرها قد يكون طفلًا مخطوفًا أو شخصًا فقيرًا؛ لذلك، يتم توجيه وإرشاد ودعم المحتاجين لزراعة الأعضاء عن طريق الفرق الخيرية، سواء كان هذا الدعم مجتمعيًا أو ماديًا.

وأكد أنه إذا ما كانت الحاجة للزراعة في الخارج، فإنه يجب أن يكون ذلك عن طريق الجهات المعنية في سلطنة عمان.

وذكر الدكتور أن زراعة الأعضاء هي الحل الأمثل لعلاج مرضى الفشل العضوي، ولا تتم إلا بوجود شخص متبرع بهذا العضو، والإنسان هو المصدر الوحيد له، سواء كان هذا الإنسان حيًا أو متوفى.

ووجه الدكتور قاسم دعوة للمجتمع بالتبرع بالأعضاء، مشيرًا إلى أن زراعة الأعضاء في سلطنة عمان منظمة وآمنة ومتوفرة ولكن تبقى الحاجة إلى متبرعين.

وذكر الدكتور قصصًا لأشخاص ذهبوا للزراعة في الخارج، بعضها أدى إلى مضاعفات شديدة، وأخرى كانت عمليات نصب واحتيال، وعاد بعضهم بشق جراحي دون زراعة أي عضو لهم.

واختتم الدكتور قاسم الجهضمي بقوله: “القرار يأتي لحماية مرضانا من النصب والاحتيال والمخاطر التي تهدد حياتهم أو تجريمهم”.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: زراعة الأعضاء فی فی الخارج

إقرأ أيضاً:

كيميائي وخطيب وقارئ في ظل الرمز (بورتريه)

تمرس على الخطابة وتحضير دروس الدين في مرحلة مبكرة من حياته.

يوصف بأنه مجتهد وصارم ومتشدد، ومقاتل رغم أنه يرتدي العمامة والجبة.

شغل منصب نائب رئيس حزب الله تحت قيادة عباس الموسوي الذي اغتيل في بيروت  عام 1992، ثم لاحقا تحت قيادة حسن نصر الله الذي اغتيل أيضا.

عرف الشيخ نعيم قاسم المولود في عام 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت، بأنه قارئ نهم قرأ الكثير من الكتب الإسلامية، وعرف كخطيب في مراحل مبكرة من عمره، ثم أقام دروسا في المسجد للأطفال ضمن حلقات أسبوعية وهو لم يتجاوز عمر الثمانية عشرة من العمر.

ساهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف إيصال الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس.

درس حتى المراحل العليا في الدراسة الحوزية التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.

ولاحقا حصل على شهادة الماجستير في الكيمياء من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل معلما للصفوف الثانوية الرسمية لسنوات خلت.

انضم إلى حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان.

ترقى في السلم التنظيمي لحركة أمل حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978.

استقال من الحركة عقب الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت على يد الخميني في عام 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي في التبليغ في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.


انصب اهتمام قاسم على التبليغ بشكل مكثف وواسع على امتداد لبنان، مركزا على الدروس الأسبوعية والإرشاد وتأسيس المدارس الدينية.

وفي تلك الفترة بدأت تتبلور فكرة إنشاء حركة مقاومة على أسس جديدة، وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل في عام 1982، تأسس حزب الله، وكان نعيم قاسم من المشاركين المؤسسين لهذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس الحزب.

دخل قاسم في عضوية مجلس شورى الحزب، وتسلم منصب نائب الأمين العام لحزب الله مع تسلم عباس الموسوي منصب الأمين العام للحزب عام 1991 خلفا للشيخ صبحي الطفيلي، واستمر في المنصب بعد مقتل الموسوي، الذي خلفه حسن نصر الله عام 1992.

وترأس قاسم مجلس العمل النيابي في حزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية.

ويرأس أيضا هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.

له أكثر من 28 مؤلفا غالبيتها في الفقه والشريعة، من بينها كتاب "حزب الله" الذي يعرض لأهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور.

ونظرا لكونه من المؤمنين الأشداء بولاية الفقيه، فقد ألف كتاب "الإمام الخميني بين الأصالة والتجديد"، وكتاب "الولي المجدِد".

عاش قاسم جميع مواجهات حزب الله مع دولة الاحتلال من موقع مسؤوليته كنائب للأمين العام للحزب وعضوية مجلس الشورى، وذلك في حرب حصار بيروت، عام 1982 ثم في مواجهات عامي 1993 و1996، وحرب التحرير عام 2000، وحرب عامي   2006 و2017.

وعلى وقع اغتيال أمين عام حزب الله ظهر قاسم متحدثا عن الحزب في ظل غياب قائده الذي كان يتمتع بكاريزما وقدرة هائلة على الخطابة التي تمتد لساعات.


وبحسب اللائحة الداخلية لحزب الله، ينوب نائب الأمين العام للحزب، عن الأمين العام في حال حدث أي طارئ سياسي أو أمني له. وفي حال وفاة الأمين العام، يخول نائبه بتأدية مهامه إلى حين عقد اجتماع شورى عاجل تُنتخب فيه شخصية جديدة لتشغل منصب الأمين العام للحزب.

وظهر قاسم برباطة جأش يقرأ بلغة تقريرية وهو يتحدث أن "الحزب يتابع القيادة والسيطرة وفق هيكليته"، مؤكدا أن ثمة بدائل لكل "قائد حين يصاب"، موضحا بأن الحزب سيختار أمينا عاما بـ"أقرب فرصة"، وأوضح أنهم يتابعون الخطط البديلة التي وضعها نصر الله للأفراد والقادة البدلاء و"الجميع حاضر في الميدان، بحسب قاسم الذي شدد في كلمة مسجلة على أن الحزب سيواصل " قتال إسرائيل ومساندته لغزة وفلسطين".

وبدا وكان قاسم الأكثر تأثرا برحيل نصر الله  فهو كان على علاقة مباشرة معه لأكثر من 35 عاما، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.

كان قاسم الذي يبلغ من العمر71 عاما حين يسأل عن دخول الحزب حرب الإسناد لغزة يقول لمستمعيه بان الهدف هو الضغط على دولة الاحتلال للتخلي عن حملتها في غزة والتي تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني.

نعيم قاسم ليس حسن نصر الله بالتأكيد، هناك فارق كبير في اللغة وفي القدرة على الارتجال وفي الكاريزما، فحسن نصر الله سيبقى علامة فارقة في تاريخ الحزب وتاريخ لبنان وتاريخ المنطقة، كان قائدا ورمزا رحل كقائد لكنه سيبقى رمزا، وسيكون خليفته مهما كانت قدراته في ظل الشهيد.

مقالات مشابهة

  • الـ «شائعات».. حرب آخرى تُحاصر السودانيين
  • نائب أمير الشرقية يلتقي بالأعضاء المعينين والمجدد لهم الثقة الملكية في مجلس الشورى
  • الجيش اليمني يعلن إفشال محاولة حوثية لزراعة ألغام في الجوف
  • تأجيل محاكمة متهم بخلية الجيزة لجلسة 14 ديسمبر
  • انكسار درجات الحرارة.. بيان هام بشأن حالة الطقس اليوم: "احذروا نزلات البرد الحادة"
  • كيميائي وخطيب وقارئ في ظل الرمز (بورتريه)
  • غدا.. الجنايات تستكمل محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية
  • كيف نظم القانون اشتراطات زراعة الأعضاء البشرية في المنشآت الطبية المُرخصة؟
  • الصرامي: لو الأموال التي حصل عليها النصر من نصيب شرق الدلم لحقق بطولة آسيا .. فيديو
  • الجيش نعى العريف الشهيد علي حسن قاسم